الرسالة 43 الى زياد ابن أبيه :
و قد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ لبّك و يستفلّ غربك ،
فاحذره فإنّما هو الشّيطان يأتي المؤمن من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله ليقتحم غفلته و يستلب غرّته . و قد كان من أبي سفيان في زمن عمر فلتة من حديث النّفس و نزغة من نزغات الشّيطان لا يثبت بها نسب و لا يستحقّ بها إرث ، و المتعلّق بها كالواغل المدفّع و النّوط المذبذب .
المعنى :
أبدا لا يعرف معاوية اليأس تماما كالاستعمار ، طمع فيمن اعتزل القتال أن يقف الى جانبه ، و كتب اليه يستنجد به ضد الإمام كعبد اللّه بن عمرو و سعد ابن أبي وقاص ، بل كتب لأشد الناس ولاء و إخلاصا للإمام كقيس بن سعد ابن عبادة الأنصاري . و اذن فلا بدع اذا كتب الى زياد بن أبيه او ابن أمه سمية و أغراه بما أحب و أراد ، و كان زياد آنذاك واليا على فارس أو بعض أعمالها على حد تعبير ابن أبي الحديد . و لما علم الإمام بكتاب معاوية أرسل الى زياد هذه الرسالة :
( و قد عرفت ان معاوية كتب اليك ) يمنيك و يغريك فلا تتبع خطواته .
انه شيطان الإنس بعينه ( و قد كان من أبي سفيان الخ ) . . . يشير الى كلمة نفث بها الشيطان على لسان أبي سفيان . . . فقد تكلم زياد ، و هو غلام حدث ،
بحضرة عمر ، فأعجب الحاضرون بكلامه ، و قال ابن العاص : للّه أبو هذا الغلام لو كان قرشيا لساق العرب بعصاه ، فقال أبو سفيان : أنا وضعته في رحم أمه . . . و ليس من شك ان مثل هذه النفثة الشيطانية لا يثبت بها نسب و لا سبب .
و في شرح ابن أبي الحديد : « ان زياد هو ابن عبيد ، و قال الناس :
ابن أبيه لخمول عبيد ، و لما استلحقه معاوية قال أكثر الناس : زياد بن أبي سفيان ،
لأنهم يتبعون الملوك ، و ليس أتباع الدين إلا كقطرة من البحر المحيط » . و قول الإمام : ( كالواغل المدفع ، و النوط المذبذب ) ، معناه ان زيادا لو ألصق بأبي سفيان يصير مجهول النسب لا يعرف له أصل ، و مذبذبا بين عبيد و أبي سفيان .
( في ظلال نهج البلاغة )
و قد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ لبّك و يستفلّ غربك ،
فاحذره فإنّما هو الشّيطان يأتي المؤمن من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله ليقتحم غفلته و يستلب غرّته . و قد كان من أبي سفيان في زمن عمر فلتة من حديث النّفس و نزغة من نزغات الشّيطان لا يثبت بها نسب و لا يستحقّ بها إرث ، و المتعلّق بها كالواغل المدفّع و النّوط المذبذب .
المعنى :
أبدا لا يعرف معاوية اليأس تماما كالاستعمار ، طمع فيمن اعتزل القتال أن يقف الى جانبه ، و كتب اليه يستنجد به ضد الإمام كعبد اللّه بن عمرو و سعد ابن أبي وقاص ، بل كتب لأشد الناس ولاء و إخلاصا للإمام كقيس بن سعد ابن عبادة الأنصاري . و اذن فلا بدع اذا كتب الى زياد بن أبيه او ابن أمه سمية و أغراه بما أحب و أراد ، و كان زياد آنذاك واليا على فارس أو بعض أعمالها على حد تعبير ابن أبي الحديد . و لما علم الإمام بكتاب معاوية أرسل الى زياد هذه الرسالة :
( و قد عرفت ان معاوية كتب اليك ) يمنيك و يغريك فلا تتبع خطواته .
انه شيطان الإنس بعينه ( و قد كان من أبي سفيان الخ ) . . . يشير الى كلمة نفث بها الشيطان على لسان أبي سفيان . . . فقد تكلم زياد ، و هو غلام حدث ،
بحضرة عمر ، فأعجب الحاضرون بكلامه ، و قال ابن العاص : للّه أبو هذا الغلام لو كان قرشيا لساق العرب بعصاه ، فقال أبو سفيان : أنا وضعته في رحم أمه . . . و ليس من شك ان مثل هذه النفثة الشيطانية لا يثبت بها نسب و لا سبب .
و في شرح ابن أبي الحديد : « ان زياد هو ابن عبيد ، و قال الناس :
ابن أبيه لخمول عبيد ، و لما استلحقه معاوية قال أكثر الناس : زياد بن أبي سفيان ،
لأنهم يتبعون الملوك ، و ليس أتباع الدين إلا كقطرة من البحر المحيط » . و قول الإمام : ( كالواغل المدفع ، و النوط المذبذب ) ، معناه ان زيادا لو ألصق بأبي سفيان يصير مجهول النسب لا يعرف له أصل ، و مذبذبا بين عبيد و أبي سفيان .
( في ظلال نهج البلاغة )
تعليق