بسم الله الرحمن الرحيم
بحار الانوار-الجزء الخامس والاربعون-كتاب تاريخ الأمام الحسين (ع)
باب جور الخلفاء على قبره الشريف قال دعبل : لما انصرفت ُعن أبي الحسن الرضا (ع) بقصيدتي التائية ، نزلتُ بالري وإني في ليلة من الليالي وأنا أصوغ قصيدة وقد ذهب من الليل شطره ، فإذا طارقٌ يطرق الباب فقلت : من هذا ؟..
فقال : أخٌ لك !.. فبدرتُ إلى الباب ففتحته فدخل شخص اقشعر منه بدني وذهلت منه نفسي ، فجلس ناحية وقال لي : لا تَرُع !.. أنا أخوك من الجن ، وُلدت في الليلة التي ولدتَ فيها ونشأتُ معك ، وإني جئت أحدّثك بما يسرك ويقوى نفسك وبصيرتك ، قال : فرجعتْ نفسي ، وسكن قلبي فقال :
يا دعبل !.. إني كنت من أشد خلق الله بغضا وعداوة لعلي بن أبي طالب ، فخرجتُ في نفر من الجن المرَدَة العتاة ، فمررنا بنفر يريدون زيارة الحسين (ع) قد جنّهم الليل ، فهممنا بهم وإذا ملائكة تزجرنا من السماء ، وملائكة في الارض تزجر عنهم هوامها .
فكأني كنت نائما فانتبهت أو غافلا فتيقّظت ، وعلمت أن ذلك لعناية بهم من الله تعالى لمكان من قصدوا له ، وتشرّفوا بزيارته ، فأحدثتُ توبةً ، وجدّدت نية وزرت مع القوم ووقفت بوقوفهم ، ودعوت بدعائهم ، وحججتُ بحجّهم تلك السنة ، وزرت قبر النبي (ص) ومررت برجل حوله جماعة ، فقلت :
من هذا ؟.. فقالوا : هذا ابن رسول الله الصادق (ع) ، فدنوت منه وسلمت عليه ، فقال لي :
مرحبا بك يا أهل العراق !.. أتذكر ليلتك ببطن كربلا ، وما رأيتَ من كرامة الله تعالى لأوليائنا ؟.. إن الله قدقبل توبتك ، وغفر خطيئتك ..
فقلت : الحمدلله الذي منّ علي بكم ، ونوّر قلبي بنور هدايتكم ، وجعلني من المعتصمين بحبل ولايتكم ، فحدثني يا بن رسول الله !.. بحديث أنصرف به إلى أهلي وقومي ، فقال :
نعم !.. حدثني أبي محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال لي رسول الله (ص) : ياعلي !.. الجنة محرّمة على الأنبياء ، حتى أدخلها أنا ، وعلى الأوصياء حتى تدخلها أنت ، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتي ، وعلى أمتي حتى يقرّوا بولايتك ويدينوا بإمامتك .
ياعلي !.. والذي بعثني بالحق ، لايدخل الجنة أحد إلا من أخذ منك بنسب ٍأوسببٍ ، ثم قال : خذها يادعبل !.. فلن تسمع بمثلها من مثلي أبدا ، ثم ابتلعته الأرض فلم أره.ص403المصدر:بحار الانوارج45/403
بحار الانوار-الجزء الخامس والاربعون-كتاب تاريخ الأمام الحسين (ع)
باب جور الخلفاء على قبره الشريف قال دعبل : لما انصرفت ُعن أبي الحسن الرضا (ع) بقصيدتي التائية ، نزلتُ بالري وإني في ليلة من الليالي وأنا أصوغ قصيدة وقد ذهب من الليل شطره ، فإذا طارقٌ يطرق الباب فقلت : من هذا ؟..
فقال : أخٌ لك !.. فبدرتُ إلى الباب ففتحته فدخل شخص اقشعر منه بدني وذهلت منه نفسي ، فجلس ناحية وقال لي : لا تَرُع !.. أنا أخوك من الجن ، وُلدت في الليلة التي ولدتَ فيها ونشأتُ معك ، وإني جئت أحدّثك بما يسرك ويقوى نفسك وبصيرتك ، قال : فرجعتْ نفسي ، وسكن قلبي فقال :
يا دعبل !.. إني كنت من أشد خلق الله بغضا وعداوة لعلي بن أبي طالب ، فخرجتُ في نفر من الجن المرَدَة العتاة ، فمررنا بنفر يريدون زيارة الحسين (ع) قد جنّهم الليل ، فهممنا بهم وإذا ملائكة تزجرنا من السماء ، وملائكة في الارض تزجر عنهم هوامها .
فكأني كنت نائما فانتبهت أو غافلا فتيقّظت ، وعلمت أن ذلك لعناية بهم من الله تعالى لمكان من قصدوا له ، وتشرّفوا بزيارته ، فأحدثتُ توبةً ، وجدّدت نية وزرت مع القوم ووقفت بوقوفهم ، ودعوت بدعائهم ، وحججتُ بحجّهم تلك السنة ، وزرت قبر النبي (ص) ومررت برجل حوله جماعة ، فقلت :
من هذا ؟.. فقالوا : هذا ابن رسول الله الصادق (ع) ، فدنوت منه وسلمت عليه ، فقال لي :
مرحبا بك يا أهل العراق !.. أتذكر ليلتك ببطن كربلا ، وما رأيتَ من كرامة الله تعالى لأوليائنا ؟.. إن الله قدقبل توبتك ، وغفر خطيئتك ..
فقلت : الحمدلله الذي منّ علي بكم ، ونوّر قلبي بنور هدايتكم ، وجعلني من المعتصمين بحبل ولايتكم ، فحدثني يا بن رسول الله !.. بحديث أنصرف به إلى أهلي وقومي ، فقال :
نعم !.. حدثني أبي محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال لي رسول الله (ص) : ياعلي !.. الجنة محرّمة على الأنبياء ، حتى أدخلها أنا ، وعلى الأوصياء حتى تدخلها أنت ، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتي ، وعلى أمتي حتى يقرّوا بولايتك ويدينوا بإمامتك .
ياعلي !.. والذي بعثني بالحق ، لايدخل الجنة أحد إلا من أخذ منك بنسب ٍأوسببٍ ، ثم قال : خذها يادعبل !.. فلن تسمع بمثلها من مثلي أبدا ، ثم ابتلعته الأرض فلم أره.ص403المصدر:بحار الانوارج45/403
تعليق