الرسالة 45 الرفق بالرعية :
أمّا بعد فإنّك ممّن أستظهر به على إقامة الدّين و أقمع به نخوة الأثيم ، و أسدّ به لهاة الثّغر المخوف . فاستعن باللّه على ما أهمّك ،
و اخلط الشّدّة بضغث من اللّين . و ارفق ما كان الرّفق أرفق .
و اعتزم بالشّدّة حين لا يغني عنك إلاّ الشّدّة . و اخفض للرّعيّة جناحك ، و ألن لهم جانبك . و آس بينهم في اللّحظة و النّظرة ،
و الإشارة و التّحيّة ، حتّى لا يطمع العظماء في حيفك ، و لا ييأس الضّعفاء من عدلك . و السّلام .
المعنى :
لم يشر أحد من الشارحين الى اسم هذا العامل ، و لا مصلحة دينية أو دنيوية في معرفته كي نتكلف البحث عنه . و يظهر أنه من عباد اللّه الصالحين و ذوي البأس و الشجاعة لقول الإمام : ( فإنك ممن أستظهر به على إقامة الدين الخ ) . . .
و هكذا الإمام الساهر على مصلحة الرعية يتتبع أخبار عماله ، و يكافى ء المحسن بالحمد و المعروف ، و المسي ء بالذم و الوعيد .
( و اخلط الشدة بضغث من اللين ) اعتدل في معاملتك مع الناس ، لا شدة و لا لين ، بل بين بين ، على أن الرفق أسلم من العنف لدينك و دنياك . قال رسول اللّه ( صل الله عليه واله وسلم ) : « الرفق يمن ما وضع على شي ء إلا زانه ، و ما نزع من شي ء إلا شانه » . و لا تستعمل العنف إلا للقضاء على العنف ، و حيث لا يغني عنه شي ء . و كان بعض الملوك القدامى يجلس للناس و على الحائط قطعة كتب فيها بخط عريض : عندنا الشدة في غير عنف ، و اللين في غير ضعف ،
و المحسن يجازى بإحسانه و المسي ء بإساءته ، و الأرزاق في حينها ، لا حجاب عن صاحب ثغر و لا طارق ليل .
( و اخفض للرعية جناحك ) فإن التواضع يزيدك رفعة عند اللّه و الناس ( و آس بينهم الخ ) . . . عليك بالمساواة بين الجميع حتى باللحظة و النظرة ليكون الضعيف على يقين بأنه في حصن حصين بحاكمه ، و انك تنتصف له ممن يعتدي عليه كائنا من كان . . . و في الوقت نفسه يقف القوي عند حده و لا يطمع منك في المحاباة على حساب المستضعفين .
( في ظظلال نهج البلاغة )
أمّا بعد فإنّك ممّن أستظهر به على إقامة الدّين و أقمع به نخوة الأثيم ، و أسدّ به لهاة الثّغر المخوف . فاستعن باللّه على ما أهمّك ،
و اخلط الشّدّة بضغث من اللّين . و ارفق ما كان الرّفق أرفق .
و اعتزم بالشّدّة حين لا يغني عنك إلاّ الشّدّة . و اخفض للرّعيّة جناحك ، و ألن لهم جانبك . و آس بينهم في اللّحظة و النّظرة ،
و الإشارة و التّحيّة ، حتّى لا يطمع العظماء في حيفك ، و لا ييأس الضّعفاء من عدلك . و السّلام .
المعنى :
لم يشر أحد من الشارحين الى اسم هذا العامل ، و لا مصلحة دينية أو دنيوية في معرفته كي نتكلف البحث عنه . و يظهر أنه من عباد اللّه الصالحين و ذوي البأس و الشجاعة لقول الإمام : ( فإنك ممن أستظهر به على إقامة الدين الخ ) . . .
و هكذا الإمام الساهر على مصلحة الرعية يتتبع أخبار عماله ، و يكافى ء المحسن بالحمد و المعروف ، و المسي ء بالذم و الوعيد .
( و اخلط الشدة بضغث من اللين ) اعتدل في معاملتك مع الناس ، لا شدة و لا لين ، بل بين بين ، على أن الرفق أسلم من العنف لدينك و دنياك . قال رسول اللّه ( صل الله عليه واله وسلم ) : « الرفق يمن ما وضع على شي ء إلا زانه ، و ما نزع من شي ء إلا شانه » . و لا تستعمل العنف إلا للقضاء على العنف ، و حيث لا يغني عنه شي ء . و كان بعض الملوك القدامى يجلس للناس و على الحائط قطعة كتب فيها بخط عريض : عندنا الشدة في غير عنف ، و اللين في غير ضعف ،
و المحسن يجازى بإحسانه و المسي ء بإساءته ، و الأرزاق في حينها ، لا حجاب عن صاحب ثغر و لا طارق ليل .
( و اخفض للرعية جناحك ) فإن التواضع يزيدك رفعة عند اللّه و الناس ( و آس بينهم الخ ) . . . عليك بالمساواة بين الجميع حتى باللحظة و النظرة ليكون الضعيف على يقين بأنه في حصن حصين بحاكمه ، و انك تنتصف له ممن يعتدي عليه كائنا من كان . . . و في الوقت نفسه يقف القوي عند حده و لا يطمع منك في المحاباة على حساب المستضعفين .
( في ظظلال نهج البلاغة )