بسم الله الرحمن الرحيم
قد كشف معاوية بن أبي سفيان ـ عندما كان حاكماً ـ في أحد مجالسه الليلية مع المغيرة بن شعبة ـ و هو أحد عماله عن أمله في القضاء على الإسلام، وقد أفشى مطرف بن المغيرة ذلك و قال: «وفدت مع أبي المغيرة إلى معاوية، فكان أبي يأتيه يتّحدث عنده ثمّ ينصرف إلي، فيذكر معاوية ويذكر عقله ويعجب ممّا يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، فرأيته مغتمّـاً، فانتظرته ساعة، وظننت انّه لشيء حدث فينا أو في عملنا، فقلت له: مالي أراك مغتمّـاً منذ الليلة؟ قال: يا بني إنّي جئت من عند أخبث الناس، قلت له: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوت به: إنّك قد بلغت مناك يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلاً وبسطت خيراً، فانّك قد كبرت ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم، فواللّه ما عندهم اليوم شيء تخافه؟ فقال لي : هيهات هيهات ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فواللّه ماعدا ان هلك فهلك ذكره إلاّ أن يقول قائل أبو بكر; ثمّ ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين، فواللّه ماعدا ان هلك فهلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل عمر; ثم ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه فعمل ماعمل و عمل به، فواللّه ما عدا ان هلك فهلك ذكره وذكر ما فعل به، وانّ أخا هاشم يصرخ به في كلّ يوم خمس مرات: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، فأي عمل يبقى بعد هذا لا أمّ لك، واللّه ألا دفناً دفناً!!
يكشف حديث معاوية هذا عن كفره بشكل واضح، وعندما سمع المأمون الخليفة العباسي هذا الحديث من الرواة والمحدّثين أصدر بياناً يوجب فيه لعن معاوية في جميع أرجاء العالم الإسلامي.(1)
روى الجاحظ في كتاب «السفيانية» أنّ أبا ذر لمّا نفي إلى الشام، أقبل على معاوية، وقال له وبعد مشادّة كلامية بينهما: ما أنا بعدوّ للّه ولا لرسوله، بل أنت و أبوك عدوّان للّه ولرسوله، أظهرتما الإسلام وأبطنتما الكفر، ولقد لعنك رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ودعا عليك مرات ألاّ تشبع.(2)
وأيضاً كتب ابن أبي الحديد المعتزلي يقول: معاوية مطعون في دينه عند شيوخنا ـ رحمهم اللّه ـ، يُرمى بالزندقة، وقد ذكرنا في «نقض العثمانية» على شيخنا أبي عثمان الجاحظ ما رواه أصحابنا في كتبهم الكلامية عنه من الإلحاد والتعرّض لرسول اللّه وما تظاهر به من الجبر والإرجاء.(1)
ويدل كلّ ذلك على أنّه كيف كانت العصابة الأموية تريد القضاء على الإسلام وتتبنّى مشروعاً رجعياً.
1-مروج الذهب:3/454، سيرة المأمون.
2-شرح نهج البلاغة:8/257; السيد علي خان المدني: الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة:243.
قد كشف معاوية بن أبي سفيان ـ عندما كان حاكماً ـ في أحد مجالسه الليلية مع المغيرة بن شعبة ـ و هو أحد عماله عن أمله في القضاء على الإسلام، وقد أفشى مطرف بن المغيرة ذلك و قال: «وفدت مع أبي المغيرة إلى معاوية، فكان أبي يأتيه يتّحدث عنده ثمّ ينصرف إلي، فيذكر معاوية ويذكر عقله ويعجب ممّا يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، فرأيته مغتمّـاً، فانتظرته ساعة، وظننت انّه لشيء حدث فينا أو في عملنا، فقلت له: مالي أراك مغتمّـاً منذ الليلة؟ قال: يا بني إنّي جئت من عند أخبث الناس، قلت له: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوت به: إنّك قد بلغت مناك يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلاً وبسطت خيراً، فانّك قد كبرت ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم، فواللّه ما عندهم اليوم شيء تخافه؟ فقال لي : هيهات هيهات ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فواللّه ماعدا ان هلك فهلك ذكره إلاّ أن يقول قائل أبو بكر; ثمّ ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين، فواللّه ماعدا ان هلك فهلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل عمر; ثم ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه فعمل ماعمل و عمل به، فواللّه ما عدا ان هلك فهلك ذكره وذكر ما فعل به، وانّ أخا هاشم يصرخ به في كلّ يوم خمس مرات: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، فأي عمل يبقى بعد هذا لا أمّ لك، واللّه ألا دفناً دفناً!!
يكشف حديث معاوية هذا عن كفره بشكل واضح، وعندما سمع المأمون الخليفة العباسي هذا الحديث من الرواة والمحدّثين أصدر بياناً يوجب فيه لعن معاوية في جميع أرجاء العالم الإسلامي.(1)
روى الجاحظ في كتاب «السفيانية» أنّ أبا ذر لمّا نفي إلى الشام، أقبل على معاوية، وقال له وبعد مشادّة كلامية بينهما: ما أنا بعدوّ للّه ولا لرسوله، بل أنت و أبوك عدوّان للّه ولرسوله، أظهرتما الإسلام وأبطنتما الكفر، ولقد لعنك رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ودعا عليك مرات ألاّ تشبع.(2)
وأيضاً كتب ابن أبي الحديد المعتزلي يقول: معاوية مطعون في دينه عند شيوخنا ـ رحمهم اللّه ـ، يُرمى بالزندقة، وقد ذكرنا في «نقض العثمانية» على شيخنا أبي عثمان الجاحظ ما رواه أصحابنا في كتبهم الكلامية عنه من الإلحاد والتعرّض لرسول اللّه وما تظاهر به من الجبر والإرجاء.(1)
ويدل كلّ ذلك على أنّه كيف كانت العصابة الأموية تريد القضاء على الإسلام وتتبنّى مشروعاً رجعياً.
2-شرح نهج البلاغة:8/257; السيد علي خان المدني: الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة:243.