بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله الأطهار :
أعرض لكم اخوتي الأعزاء
قصة قديمة تحكي عن سفينة صغيرة تعرضت للغرق فيعرض البحر
فلجأ ركابها الى قارب النجاه الذي كان بصحبتهم
كانت المسافة بعيدة جدا بينهم وبين اقرب شاطيء
وليس معهم من الطعام والشراب ما يكفيهم
اختاروا من بينهم اربعة اشداء لمهمة التجديف
مر ت عليهم ثلاث ايام ولم يفقدوا الامل
كانوا يوزعون الطعام والشراب بالتساوي
منهم من كان يسرق
ومنهم من كان يتشاجر ليحصل على نصيب اكبر
وعندما ادركوا ان ما بقي من طعام وشراب لا يكفي الا ليومين
وهم على الاقل يحتاجون اسبوعاً كاملاً للوصول الى الشاطيء
بدأ اليأس يتسلل الى اغلبهم ..كانوا حريصين جداً على الماء والطعام
الاربعة الذين يتولون التجديف اصبحوا غير قادرين على المواصلة
فالمهمة قطعاً ليست سهلة
ونصيبهم من الطعام لا يوفر لهم الطاقة اللازمة للتجديف
فتوقفوا مرغمين , هنا اصبح الامل في النجاه معدوماً
لولا ان بينهم رجلاً عجوزاً حكيماً..
اشار الى ان الطعام لن يكفيهم جميعاًلكنه يكفي لاربعة اشخاص , واقترح ان يذهب كل الطعام
للاربعة الذين يتولون التجديف وقال فلنكتفي نحن بقليل من الماء
هذا ان كنا حقاً نريد النجاة...
وبالفعل نفذوا ما قاله و وبفضل حمكته نجوا جميعاً من موت محقق
-----
لو تخيلنا الوطن قارباً في عرض البحرونحن جميعاً بداخله
والشاطيء بعيد جداً
لو تخيلنا ان ما تنفقه الدولة ومايسرق وينهب ويهدر من اموال ..هو الطعام والشراب
ولو تخيلنا ان العلماء في وطننا هم الذين يتولون التجديف
فمن الأولى بالطعام؟
ما يكون مستقبل وطن لا يحترم العلم ولا يقدر العلماء؟
تعليق