البيوت المطمئنةٌ الراضيةٌ

[علاء العلي]

بسم الله الرحمن الرحيم

نعمة الرضا من أجل النعم التي يعطيها الله لعباده المؤمنين المتقين , فالرِّضا يُوجِبُ الطُّمأنينة ، وبرد القلبِ ، وسكونهُ وقراره وثباتهُ ، كما أن الرضا يفتحُ للإنسان باب السعادة والسلامةِ ، فيجعلُ قلبهُ سليماً ، نقيّاً من الغشِّ والحسد والغلِّ ، ولا ينجو منْ عذابِ اللهِ إلا منْ أتى الله بقلبٍ سليمٍ .
كما أن الرضا يُثمرُ الشكر الذي هو منْ أعلى مقاماتِ الإيمانِ ، بل هو حقيقةُ الإيمانِ.
والأسرة المؤمنة تجعل من الرضا شعاراً لها ، فهي ترضى عن الله في السراء والضراء , وترضى بما قسم الله تعالى الله ، لان الرزق بيد الله وحده .

قيل لرجل :ما سر زهدك في الدنيا؟ فقال:علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فأطمأن قلبي له. وعلمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به . وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن أقابله على معصية. وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله.
والأسرة المؤمنة كما أنها تشكر على النعماء فإنها تصبر على البلاء والضراء.
ولقد تعرض النبي صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته لكل صنوف الأذى من تعذيب وطرد وحصار ومحاولة قتل وموت عزيز، وطعن في العرض والشرف؛ لكنه تحمل مع أهل بيته كل ذلك بنفس راضية مؤمنة.
ولقد اقتدى السلف الصالح بالنبي صلى الله عليه واله وسلم وبأهل بيته في الرضا بكل ما قسم الله وقدر .
وعلينا نحن ان نقتدي بهم
البيت المؤمن يجب أن يكون إيمانه واقعاً عملياً ولن يظهر ذلك إلا عند وقوع الشدائد والمحن.
دع المقادير تجري في أعنتها * * * ولا تبيتن إلا خالي البــال

ما بين غفوة عين وانتباهتها * * * يغير الله من حال إلى حـال

أن الذي رزقي سوف يأتيني

والحمد لله رب العالمين

[ضيف]

اللهم ارزقنا الرضا في ديننا وما قسمت لنا