عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين
*
الأربعونَ و الأسى* ..* و الدمّع و النّار
و ضّفةٌ تشربُ من* ..* منحرك البار
و بلبلٌ يغرس في* ..* دمّك منقار
فيستحيل ريشةً *..* تعزف اعصار
*
شفتا جرحك آيات الجمال الواضحه
و على أهداب عينيك اللّيالي سارحه
غرقت في وجنةِ النّحر السّيوف السّابحه
و انطفت مدحورة مثل انطفاءِ البارحه
*
حسينُ يا ملحمة َالـ* ..* ـريّحان و النّور
يا شربة ًمِزاجها* ..* مِسكٌ و كافور
يا جّنة ًما خَطُرت* ..* في هاجِس ِالحور
كيف يسيلُ عطرها* ..* في الطّف مهدور
*
شمخت من عطش ِالصّبر النفّوس الفارعه
طبعت في جبهةِ الدنيا شموساً ساطعه
و بها استهدت بدورٌ و نجومٌ لامعه
و السّواقي من ينابيع ِيديها نابعه
- - - - - -
هاهنا تشرب عطشا ... من ضحايانا الصّحارى
و يهيج الترّب عطفاً ... و الحصى دمعُ العذاره
ان تهاوت فيك شمسٌ ... ستظلّين مناره
و ستبقين محّجاً ... و تلاقين الفخاره
كربلا ها أنت فقتي ... نسمَ الجّو انتشاره
ذكركِ المفجع هذا ... كان كالنّور اشتهاره
و لكِ من كلّ صوبٍ ... يذرف الدمّعُ الذّكاره
و بكِ الأحرار زهواً ... لثموا منكِ الغباره
سيظلُّ الطّف جرحاً ... و دم السّبط شعاره
و مياه الأرض طرّاً ... منه لا تطفئ ناره
و نرى جرحك يعلو ... بالغروبات احمراره
ينبت الثوّار زهراً ... تملئ الدنيا ازدهاره
- - - - - -
ان تهاوين بأحضان ِالرّدى* ..* سنهوي بكِ غلباً كبراء
نقذفُ الرّوح الى أقصى مدى* ..* نصولاً تلبسُ النّار رداء
*
و يشّعُ النّصرُ من دّمكَ مثل الضيا
قمراً يشرب من خدّيك ماءَ الحيا
يا منوّر* ...* يا مطهّر
*
من هواكَ المجد و العّز ارتوى* ..* و من معناكَ تستافُ الدهور
فلقد سطرّت أحلى نينوى* ..* إلى يومكَ تشتاقُ العُصور
*
فقفا نقطف بالطّف ثمارَ الهوى
و قفا تستلهمُ الثوّرة و المحتوى
من رؤاها* ...* و هداها
- - - - - -
من ألهم الثائرين الصّمودا .. من علّم الناسكين السّجودا
من علّم الدّم ألاّ يبيدا .. من أولدَ الدّين صبحاً جديدا
*
و من شقَّ الضّحى .. على منحره* ...* فجاءَ الفجرُ غرّيدا بهّيا
و من أعطى المساء .. هدوءَ همسه* ...* لكيْ يصبح للسّمار فيّا
*
من أوزع النّخل صبراً و بأسا .. من كان للحّب و الخير مرسى
من صّير العزم لليأس ترسا .. هذا حسينٌ تراهُ أينسى
*
حسينٌ في المدى .. تحدّى و بدى* ...* و حتى الموتِ يهواه الفؤاد
و الاّ فالجماد .. سمى فوق الفؤاد* ...* لأن الصّخر روّاه الوداد
*
عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين
*
من وصل جابر كربلا* ..* قلبه اشتعل نار
ما يدري بحسين و هله* ..* شليّ جرى و صار
ما يدري روس اتقطعّت* ..* و انقصفت أعمار
ما يدري بحسين الدّهر* ..* ما أنصفُ و جار
*
يمشي و ضفاده بألم كل ساعه ينصاب بسهم
مادرى الدّين انفرى من وقع عالغبره العلم
و الوفا دمعه جرى و الكرم يبكي على الكرم
ما درى بحال الحرم من عسكر أمية هجم
*
دلوّني قبر ابن النبي* ..* و ابن النجّيبه
وبينه أشّمه و أحضنه* ..* و أسمع و أجيبه
عيني انعمت بس القلب* ..* يعرف حبيبه
دافي حنانه و ونّته* ..* ريحته و طيبه
*
بقلبي طيبه منمرد و مضّمخ بماي الورد
بيها أشم عطر الأمل و أستنشق زهور المجد
وينه دلوّني قبل روحي تموت من الوجد
صدق ظل بغربته بين الأعادي منفرد
*
مالوم عيني لو جرت* ..* لفراقه دموم
مالوم روحي لو بجت* ..* حرمتني النوم
مالوم قلبي الملتهب* ..* بأحزانه اليوم
مالوم جبدي و كربلا* ..* هلّت المالوم
*
وينه ديني و مذهبي و شّمامة الهادي النبّي
صدق شال بعزوته و خلَّ العقيله للسبي
عدها أطفال و حرم و برور و ولية أجنبي
و رأسه منصوب برمح يا غيرة الباري اغضبي
- - - - - -
و ظل يدور على المدافن ... و القلب يسعر لهيبه
يبجي* و ينحب و ينادي ... و دمعته بخّده صبيبه
وينه قبرك يا حبيبي ... محب ما يجاوب حبيبه
يا فلك روحي و سماها ... و يا جرح قلبي و طبيبه
و ظل يشم هذا و يذبّه ... قربت الساعه الرّهيبه
جنها مكّه بروحه سالت ... ونسمه هبّت جنها طيبه
و نسّته صدر أمّه يوم الـ ... ـجانت ترضعه حليبه
و ما ذكر الاّ الولايه ... و نفحة العتره العجيبه
وّصل عند حسين و شمّه ... و شهقت بقلبه المصيبه
و خر على الغبره ينادي ... آ يا بو الجّثة السّليبه
آه يا بو النّفس العطيشه ... آه يا بو الوجنه التّريبه
- - - - - -
*آه يا من طه الرّسول يقبّله* ..* صدق رضّوا على الغبره أوصالك
لو صعد من فوق منبر يحمله* ..* صدق فوق الرّمح شالوا جمالك
*
يليّ جبريل بصغر سنّه يهز له المهد
صدق بين الأعدا حاير صرت ما لك أحد
وا حسيناه* ...* وا غريباه
*
يليّ الجّنه بك ارتدّت شباب* ..* يا سيّدها اذبحوك بيا جريمه
يا سفينة نوح من للرّحمه باب* ..* يذبحوا شلون هالرّوح الرّحيمه
*
يليّ يصعد فوق طه و طه في سجدته
شلون هاليوم الشّمر صاعد على جّثته
وا حسيناه* ...* وا غريباه
- - - - - -
يليّ النبّي بعظمه و بقدره مّنه* ..* يليّ السّما ليومه و مصابه وّنه
يل قبّته و تربته و صحنه جنّه* ..* وسفه يا تاج الفخر ما حضرنه
عليك اتأسّفت .. يا بو اليّمه الجنان* ...* و لعيناك السّما تلطم صدرها
و قبرك يالولي .. ترى سراج الزّمان* ...* حوايج هالبشر عندك خبرها
*
يل دعوة الدّاعي عندك مجابه* ..* يا بلسم لكل جريح و صوابه
يا بسمة العز و بحر الكآبه* ..* يا رحمة الله و عينه و بابه
*
تضمنه يا عفير .. الى القلب الكبير* ...* و تنقذنه يا بن بيت الامامه
تفرّج يا ذبيح .. مآسي كل جريح* ...* و تشفع لينه في يوم القيامه
*
عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين
*
لا أربعينَ ليلةٍ* ..* عطركَ هبّا
بل انّه شقّ المدى* ..* و اجتاز أحقا
هبّ و صار الصّخر في* ..* ذكراك خّطا
و داعب السّحب فهل* ..* للغيث صّبا
*
رسمت ذكراك للمجد طريقاً أطهرا
نثرت منك على سمع الزّمان الجوهره
فاذا زينب بالرّفض ترشُّ العنبرَ
و اذا رأسك قدسٌ تستغيثُ الأزهرَ
*
و قبّةٌ شامخةٌ* ..* رغمَ الأعاصير
و كعبةٌ حطيمها* ..* موجٌ و تكبير
ميزابها مناحرٌ* ..* تقذفُ تحرير
جمارها برأس شا* ..* رون وشامير
*
هكذا أنتَ كما أنتَ تنيرُ الأفقَ
لم يمت من ذكره ظلّ يدّوي و بقا
أبداً تعزف للأرواح الحان التّقى
صاعداً بالبحرِ للعلياءِ أحلى مرتقا
- - - - - -
نبعك الفّياض سحرٌ ... و عطاءٌ و جمالُ
بحرك الهّدار مجدٌ ... و أسودٌ و رجال
أنتَ من أنتَ أأنتَ ... الحسنُ أم أنتَ الكمال
في سماواتك تهنا ... و بكَ احتارَ الخيال
للتقى فيكَ ربيعٌ ... للعلا فيكَ دلال
كلّ أسمائِكَ حسنى ... و معانيكَ المُحال
أيّها العطشان تضما ... و بك النهر الزّلال
أيّها المقتول تهوي ... و برجليك الجبال
ذبح الموت على رو ... حكَ و انفّك الجلال
و السّماوات دموعاً ... لمآسيكَ تسال
و على قبركَ هاجت ... بالنّياحات الشّمال
و اقشعرّت تحت خدّيـ ... ـك أبا المجدِ الرّمال
- - - - - -
تربكَ الأقدسُ برّاق السّنا* ..* و حولَ قبركَ الموجُ العُبابُ
أنتَ أنبتذَ رؤانا سوسناً* ..* و منكَ اعشوشبَ القبرُ اليَبابُ
*
سيّدي نعلكَ للعلياءِ أقصى المُنى
و على ضّفة ذكراكَ يموتُ الفَنى
يا مخلّد* ...* من محّمد
*
باسمك الشّعر تخّطى الزّمنا* ..* فهاتِ الغيثَ عيناكَ السّحابُ
و اذا الشوّق بروحي أذّنا* ..* فحبري الدّمع و الخّد الكتابُ
*
أنتَ في روحي و في قلبي مقيمٌ هنا
تولِدُ الشّمس بمعناكَ صباحَ الهَنا
مقتدانا* ...* يا سَمانا
- - - - - -
أوّاه يستنشقُ النهر نشرك* ..* و الماءُ يغرق لو شام بحرك
و البدر ما زال يلبس سحرك* ..* و النّحر أهدى الى الخلد عمرك
*
تردّى الحُسن من .. معانيكَ له* ...* وشاحاً فاستوى الحُسن جميلا
و ذاب الجودُ في .. أياديك فمن* ...* أياديكَ استوى الجودُ أصيلا
*
باسمكَ يا ليثُ يَزْهو العَرين* ..* تفتحُ من مقلتيكَ الحُصون
ما ربحتْ بِسواكَ يمين* ..* بل ما رأتْ بِسواكَ العُيون
*
تعاقرنا هواك .. صغاراً فربى* ...* و شبّ العمرُ مختالاً فخورا
فمن يومكَ يا .. أبا المستضعفين* ...* غمرتَ الكون ايماناً طهورا
*
عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين
*
بطّل يا جابر ونّتك* ..* ضعن ِالسّبا عاد
و اترك يا ويلي غشيتك* ..* من حرّ الأوهاد
و انهض يا عمّي بهّمه و* ..* استقبل السّجاد
وّصل و جسمه منبهض* ..* من ثقل الأقياد
*
و أقبلت زينب تحن والله يا وادي كربله
ياهي نار مسعّره و ياهي جسوم ِمجدّله
و ياهي أرواح القضت و ياهي فجيعه و زلزله
كربلا يا كربلا رد راس أبو سكنه اله
و من القبر جابر نهض* ..* و القلب مفطور
صد للعليل و مدمعه* ..* بخدوده يفور
سلّم عليه و عاينه* ..* و بايده البذور
منحول جسمه بالمرض* ..* و الظّهر مكسور
*
و راد يضّمه بمدمعه قلّه على صدري جامعه
ضلوعي انكسرت بالأمس و اليوم بيها مجمّعه
تدري ما أقدر أحضنك جرحي ما بطّل منبعه
و بيها ما أقدر التفت لأنها بأشواك مشبّعه
جسمي مهدود الجلد و الألم صدري مشرعه
*
جابر شسولفلك ترى* ..* متمرّد حشاي
لكن بخبرك بالجرى* ..* حن و انحب وياي
اهنا العشيره تذبّحو* ..* و الموت مشّاي
*
هناك جسّام انصدع و مخضّب بدم رقبته
هناك أبو فاضل وقع طاحت زنوده و قربته
و اهنا عبدالله الطّفل فرفرت مّنه رويحته
الأكبر بذاك المحل وزّعت الأعدا جثّته
- - - - - -
بو الفضل طاح العلم من ... قطعوا شماله و يمينه
أشعر بعيني تفرّت ... سهم التفرّت بعينه
و ابو سكنه سهمه هذا ... فجّر ونيني و ونينه
و جّنه تصوّب جبيني ... بحجر الصابت جبينه
و هاذي أحزاني و قلبي ... جنها طوفان و سفينه
لو ردت يا جابر أكثر ... اسأل التلّه الحزينه
و اسأل الشاطىء تخبرك ... كل مدامعها الهتونه
جم قلب عنده تفرّى ... و جثّه باضفافه رهينه
و اسأل خيمنه و خدرنه ... تقلّك شلون انسبينه
و اسأل رمال الفيافي ... كم حمل جثّه الينه
و اسأل دمومي الليّ تجري ... تحجي غدر الدنيا بينه
- - - - - -
اسأل القربه الليّ جنبِ المشرعه* ..* عن الليّ انقطعت زنوده و حماها
و اسأل كفوفه الليّ منّه مقطعه* ..* و عن غرفة الماي الليّ رماها
*
و اسأل الطفله الليّ فرّت عالوجه بالعرى
و اسأل الخنصر من يمين أبو سكينه انبرى
وا حسيناه* ...* وا سليبا
*
و اسأل السهّم المثلّث من وقع* ..* في يا حاله لقى صدره بضماته
و اسأله من وين يا ويلي انشلع* ..* و جم ظل من اضفاده في حشاته
*
و اسأل الأرض الليّ بيها الشّمر جزّ النّحر
شلون ما اتزلزلت تحته ما ظن ليها عذر
وا حسيناه* ...* وا شهيداه
- - - - - -
و اسأل ديار الفخر عن أهلها* ..* و اسمع بواكي بفقدها و ثكلها
ما ظل أحد في عشيرتها الها* ..* بانت يا جابر على الغبره كلها
*
لطيبه لو نعود .. بليّه هالأسود* ...* شنجاوبها اذا سِئلت عن حسين
و شافت بالضّعن .. يتاما محّيره* ...* شنرد لو سايلت باقي الأهل وين**
*
جابر يبعد البلا لو وصلنا* ..* عاينّه وحشة منازل أهلنه
ما أتصوّر تظل حزينه بضعنّا* ..* تموج المدينه بجنايز حرمنه
*
يا جابر يا عطوف .. ما تتحّمل تشوف* ...* بعض ما شافت عيوني الدمّية
شفت بعيوني هاي .. شمر فوق الصّدر* ...* يهبّر ويلي نحر ابن الزكيّة
*
عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين*
*
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين
*
الأربعونَ و الأسى* ..* و الدمّع و النّار
و ضّفةٌ تشربُ من* ..* منحرك البار
و بلبلٌ يغرس في* ..* دمّك منقار
فيستحيل ريشةً *..* تعزف اعصار
*
شفتا جرحك آيات الجمال الواضحه
و على أهداب عينيك اللّيالي سارحه
غرقت في وجنةِ النّحر السّيوف السّابحه
و انطفت مدحورة مثل انطفاءِ البارحه
*
حسينُ يا ملحمة َالـ* ..* ـريّحان و النّور
يا شربة ًمِزاجها* ..* مِسكٌ و كافور
يا جّنة ًما خَطُرت* ..* في هاجِس ِالحور
كيف يسيلُ عطرها* ..* في الطّف مهدور
*
شمخت من عطش ِالصّبر النفّوس الفارعه
طبعت في جبهةِ الدنيا شموساً ساطعه
و بها استهدت بدورٌ و نجومٌ لامعه
و السّواقي من ينابيع ِيديها نابعه
- - - - - -
هاهنا تشرب عطشا ... من ضحايانا الصّحارى
و يهيج الترّب عطفاً ... و الحصى دمعُ العذاره
ان تهاوت فيك شمسٌ ... ستظلّين مناره
و ستبقين محّجاً ... و تلاقين الفخاره
كربلا ها أنت فقتي ... نسمَ الجّو انتشاره
ذكركِ المفجع هذا ... كان كالنّور اشتهاره
و لكِ من كلّ صوبٍ ... يذرف الدمّعُ الذّكاره
و بكِ الأحرار زهواً ... لثموا منكِ الغباره
سيظلُّ الطّف جرحاً ... و دم السّبط شعاره
و مياه الأرض طرّاً ... منه لا تطفئ ناره
و نرى جرحك يعلو ... بالغروبات احمراره
ينبت الثوّار زهراً ... تملئ الدنيا ازدهاره
- - - - - -
ان تهاوين بأحضان ِالرّدى* ..* سنهوي بكِ غلباً كبراء
نقذفُ الرّوح الى أقصى مدى* ..* نصولاً تلبسُ النّار رداء
*
و يشّعُ النّصرُ من دّمكَ مثل الضيا
قمراً يشرب من خدّيك ماءَ الحيا
يا منوّر* ...* يا مطهّر
*
من هواكَ المجد و العّز ارتوى* ..* و من معناكَ تستافُ الدهور
فلقد سطرّت أحلى نينوى* ..* إلى يومكَ تشتاقُ العُصور
*
فقفا نقطف بالطّف ثمارَ الهوى
و قفا تستلهمُ الثوّرة و المحتوى
من رؤاها* ...* و هداها
- - - - - -
من ألهم الثائرين الصّمودا .. من علّم الناسكين السّجودا
من علّم الدّم ألاّ يبيدا .. من أولدَ الدّين صبحاً جديدا
*
و من شقَّ الضّحى .. على منحره* ...* فجاءَ الفجرُ غرّيدا بهّيا
و من أعطى المساء .. هدوءَ همسه* ...* لكيْ يصبح للسّمار فيّا
*
من أوزع النّخل صبراً و بأسا .. من كان للحّب و الخير مرسى
من صّير العزم لليأس ترسا .. هذا حسينٌ تراهُ أينسى
*
حسينٌ في المدى .. تحدّى و بدى* ...* و حتى الموتِ يهواه الفؤاد
و الاّ فالجماد .. سمى فوق الفؤاد* ...* لأن الصّخر روّاه الوداد
*
عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين
*
من وصل جابر كربلا* ..* قلبه اشتعل نار
ما يدري بحسين و هله* ..* شليّ جرى و صار
ما يدري روس اتقطعّت* ..* و انقصفت أعمار
ما يدري بحسين الدّهر* ..* ما أنصفُ و جار
*
يمشي و ضفاده بألم كل ساعه ينصاب بسهم
مادرى الدّين انفرى من وقع عالغبره العلم
و الوفا دمعه جرى و الكرم يبكي على الكرم
ما درى بحال الحرم من عسكر أمية هجم
*
دلوّني قبر ابن النبي* ..* و ابن النجّيبه
وبينه أشّمه و أحضنه* ..* و أسمع و أجيبه
عيني انعمت بس القلب* ..* يعرف حبيبه
دافي حنانه و ونّته* ..* ريحته و طيبه
*
بقلبي طيبه منمرد و مضّمخ بماي الورد
بيها أشم عطر الأمل و أستنشق زهور المجد
وينه دلوّني قبل روحي تموت من الوجد
صدق ظل بغربته بين الأعادي منفرد
*
مالوم عيني لو جرت* ..* لفراقه دموم
مالوم روحي لو بجت* ..* حرمتني النوم
مالوم قلبي الملتهب* ..* بأحزانه اليوم
مالوم جبدي و كربلا* ..* هلّت المالوم
*
وينه ديني و مذهبي و شّمامة الهادي النبّي
صدق شال بعزوته و خلَّ العقيله للسبي
عدها أطفال و حرم و برور و ولية أجنبي
و رأسه منصوب برمح يا غيرة الباري اغضبي
- - - - - -
و ظل يدور على المدافن ... و القلب يسعر لهيبه
يبجي* و ينحب و ينادي ... و دمعته بخّده صبيبه
وينه قبرك يا حبيبي ... محب ما يجاوب حبيبه
يا فلك روحي و سماها ... و يا جرح قلبي و طبيبه
و ظل يشم هذا و يذبّه ... قربت الساعه الرّهيبه
جنها مكّه بروحه سالت ... ونسمه هبّت جنها طيبه
و نسّته صدر أمّه يوم الـ ... ـجانت ترضعه حليبه
و ما ذكر الاّ الولايه ... و نفحة العتره العجيبه
وّصل عند حسين و شمّه ... و شهقت بقلبه المصيبه
و خر على الغبره ينادي ... آ يا بو الجّثة السّليبه
آه يا بو النّفس العطيشه ... آه يا بو الوجنه التّريبه
- - - - - -
*آه يا من طه الرّسول يقبّله* ..* صدق رضّوا على الغبره أوصالك
لو صعد من فوق منبر يحمله* ..* صدق فوق الرّمح شالوا جمالك
*
يليّ جبريل بصغر سنّه يهز له المهد
صدق بين الأعدا حاير صرت ما لك أحد
وا حسيناه* ...* وا غريباه
*
يليّ الجّنه بك ارتدّت شباب* ..* يا سيّدها اذبحوك بيا جريمه
يا سفينة نوح من للرّحمه باب* ..* يذبحوا شلون هالرّوح الرّحيمه
*
يليّ يصعد فوق طه و طه في سجدته
شلون هاليوم الشّمر صاعد على جّثته
وا حسيناه* ...* وا غريباه
- - - - - -
يليّ النبّي بعظمه و بقدره مّنه* ..* يليّ السّما ليومه و مصابه وّنه
يل قبّته و تربته و صحنه جنّه* ..* وسفه يا تاج الفخر ما حضرنه
عليك اتأسّفت .. يا بو اليّمه الجنان* ...* و لعيناك السّما تلطم صدرها
و قبرك يالولي .. ترى سراج الزّمان* ...* حوايج هالبشر عندك خبرها
*
يل دعوة الدّاعي عندك مجابه* ..* يا بلسم لكل جريح و صوابه
يا بسمة العز و بحر الكآبه* ..* يا رحمة الله و عينه و بابه
*
تضمنه يا عفير .. الى القلب الكبير* ...* و تنقذنه يا بن بيت الامامه
تفرّج يا ذبيح .. مآسي كل جريح* ...* و تشفع لينه في يوم القيامه
*
عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين
*
لا أربعينَ ليلةٍ* ..* عطركَ هبّا
بل انّه شقّ المدى* ..* و اجتاز أحقا
هبّ و صار الصّخر في* ..* ذكراك خّطا
و داعب السّحب فهل* ..* للغيث صّبا
*
رسمت ذكراك للمجد طريقاً أطهرا
نثرت منك على سمع الزّمان الجوهره
فاذا زينب بالرّفض ترشُّ العنبرَ
و اذا رأسك قدسٌ تستغيثُ الأزهرَ
*
و قبّةٌ شامخةٌ* ..* رغمَ الأعاصير
و كعبةٌ حطيمها* ..* موجٌ و تكبير
ميزابها مناحرٌ* ..* تقذفُ تحرير
جمارها برأس شا* ..* رون وشامير
*
هكذا أنتَ كما أنتَ تنيرُ الأفقَ
لم يمت من ذكره ظلّ يدّوي و بقا
أبداً تعزف للأرواح الحان التّقى
صاعداً بالبحرِ للعلياءِ أحلى مرتقا
- - - - - -
نبعك الفّياض سحرٌ ... و عطاءٌ و جمالُ
بحرك الهّدار مجدٌ ... و أسودٌ و رجال
أنتَ من أنتَ أأنتَ ... الحسنُ أم أنتَ الكمال
في سماواتك تهنا ... و بكَ احتارَ الخيال
للتقى فيكَ ربيعٌ ... للعلا فيكَ دلال
كلّ أسمائِكَ حسنى ... و معانيكَ المُحال
أيّها العطشان تضما ... و بك النهر الزّلال
أيّها المقتول تهوي ... و برجليك الجبال
ذبح الموت على رو ... حكَ و انفّك الجلال
و السّماوات دموعاً ... لمآسيكَ تسال
و على قبركَ هاجت ... بالنّياحات الشّمال
و اقشعرّت تحت خدّيـ ... ـك أبا المجدِ الرّمال
- - - - - -
تربكَ الأقدسُ برّاق السّنا* ..* و حولَ قبركَ الموجُ العُبابُ
أنتَ أنبتذَ رؤانا سوسناً* ..* و منكَ اعشوشبَ القبرُ اليَبابُ
*
سيّدي نعلكَ للعلياءِ أقصى المُنى
و على ضّفة ذكراكَ يموتُ الفَنى
يا مخلّد* ...* من محّمد
*
باسمك الشّعر تخّطى الزّمنا* ..* فهاتِ الغيثَ عيناكَ السّحابُ
و اذا الشوّق بروحي أذّنا* ..* فحبري الدّمع و الخّد الكتابُ
*
أنتَ في روحي و في قلبي مقيمٌ هنا
تولِدُ الشّمس بمعناكَ صباحَ الهَنا
مقتدانا* ...* يا سَمانا
- - - - - -
أوّاه يستنشقُ النهر نشرك* ..* و الماءُ يغرق لو شام بحرك
و البدر ما زال يلبس سحرك* ..* و النّحر أهدى الى الخلد عمرك
*
تردّى الحُسن من .. معانيكَ له* ...* وشاحاً فاستوى الحُسن جميلا
و ذاب الجودُ في .. أياديك فمن* ...* أياديكَ استوى الجودُ أصيلا
*
باسمكَ يا ليثُ يَزْهو العَرين* ..* تفتحُ من مقلتيكَ الحُصون
ما ربحتْ بِسواكَ يمين* ..* بل ما رأتْ بِسواكَ العُيون
*
تعاقرنا هواك .. صغاراً فربى* ...* و شبّ العمرُ مختالاً فخورا
فمن يومكَ يا .. أبا المستضعفين* ...* غمرتَ الكون ايماناً طهورا
*
عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين
*
بطّل يا جابر ونّتك* ..* ضعن ِالسّبا عاد
و اترك يا ويلي غشيتك* ..* من حرّ الأوهاد
و انهض يا عمّي بهّمه و* ..* استقبل السّجاد
وّصل و جسمه منبهض* ..* من ثقل الأقياد
*
و أقبلت زينب تحن والله يا وادي كربله
ياهي نار مسعّره و ياهي جسوم ِمجدّله
و ياهي أرواح القضت و ياهي فجيعه و زلزله
كربلا يا كربلا رد راس أبو سكنه اله
و من القبر جابر نهض* ..* و القلب مفطور
صد للعليل و مدمعه* ..* بخدوده يفور
سلّم عليه و عاينه* ..* و بايده البذور
منحول جسمه بالمرض* ..* و الظّهر مكسور
*
و راد يضّمه بمدمعه قلّه على صدري جامعه
ضلوعي انكسرت بالأمس و اليوم بيها مجمّعه
تدري ما أقدر أحضنك جرحي ما بطّل منبعه
و بيها ما أقدر التفت لأنها بأشواك مشبّعه
جسمي مهدود الجلد و الألم صدري مشرعه
*
جابر شسولفلك ترى* ..* متمرّد حشاي
لكن بخبرك بالجرى* ..* حن و انحب وياي
اهنا العشيره تذبّحو* ..* و الموت مشّاي
*
هناك جسّام انصدع و مخضّب بدم رقبته
هناك أبو فاضل وقع طاحت زنوده و قربته
و اهنا عبدالله الطّفل فرفرت مّنه رويحته
الأكبر بذاك المحل وزّعت الأعدا جثّته
- - - - - -
بو الفضل طاح العلم من ... قطعوا شماله و يمينه
أشعر بعيني تفرّت ... سهم التفرّت بعينه
و ابو سكنه سهمه هذا ... فجّر ونيني و ونينه
و جّنه تصوّب جبيني ... بحجر الصابت جبينه
و هاذي أحزاني و قلبي ... جنها طوفان و سفينه
لو ردت يا جابر أكثر ... اسأل التلّه الحزينه
و اسأل الشاطىء تخبرك ... كل مدامعها الهتونه
جم قلب عنده تفرّى ... و جثّه باضفافه رهينه
و اسأل خيمنه و خدرنه ... تقلّك شلون انسبينه
و اسأل رمال الفيافي ... كم حمل جثّه الينه
و اسأل دمومي الليّ تجري ... تحجي غدر الدنيا بينه
- - - - - -
اسأل القربه الليّ جنبِ المشرعه* ..* عن الليّ انقطعت زنوده و حماها
و اسأل كفوفه الليّ منّه مقطعه* ..* و عن غرفة الماي الليّ رماها
*
و اسأل الطفله الليّ فرّت عالوجه بالعرى
و اسأل الخنصر من يمين أبو سكينه انبرى
وا حسيناه* ...* وا سليبا
*
و اسأل السهّم المثلّث من وقع* ..* في يا حاله لقى صدره بضماته
و اسأله من وين يا ويلي انشلع* ..* و جم ظل من اضفاده في حشاته
*
و اسأل الأرض الليّ بيها الشّمر جزّ النّحر
شلون ما اتزلزلت تحته ما ظن ليها عذر
وا حسيناه* ...* وا شهيداه
- - - - - -
و اسأل ديار الفخر عن أهلها* ..* و اسمع بواكي بفقدها و ثكلها
ما ظل أحد في عشيرتها الها* ..* بانت يا جابر على الغبره كلها
*
لطيبه لو نعود .. بليّه هالأسود* ...* شنجاوبها اذا سِئلت عن حسين
و شافت بالضّعن .. يتاما محّيره* ...* شنرد لو سايلت باقي الأهل وين**
*
جابر يبعد البلا لو وصلنا* ..* عاينّه وحشة منازل أهلنه
ما أتصوّر تظل حزينه بضعنّا* ..* تموج المدينه بجنايز حرمنه
*
يا جابر يا عطوف .. ما تتحّمل تشوف* ...* بعض ما شافت عيوني الدمّية
شفت بعيوني هاي .. شمر فوق الصّدر* ...* يهبّر ويلي نحر ابن الزكيّة
*
عشت لله* ..* متَّ في الله
أبدا ًيا حسين* ..* أنت في كل عين*
*
تعليق