أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
محبة امام الزمان (عليه السلام) من دواعي الحظوة بلقياه فإذا استطعت أن تقوي محبتك له (عليه السلام) حتى تكون هذه المحبة بالمستوى اللائق بشأنه وبمقامه فانك ستحظى بزيارته ورب قائل هنا يقول: ان محبتنا للامام (عليه السلام) – مهما تضاعفت – لا ترقى لأن تكون لائقة بمقامه العالي الرفيع.وهذا في نفسه قول صحيح، لكننا إذا أخلصنا في المحبة (بأن لا يكون موضوعها غير الله سبحانه وامام الزمان)، واستجمعنا كل حبنا للآخرين في هم واحد، وتوجهنا به إلى الله (تعالى).. فإن هذا الحب يغدو مقبولاً، كما قيل:
فأن ترد صحبته وحده...... فانفض يداً من كل شيء سواه
ومن يكتب له الظفر بهذا الحب عليه ألا يصدر عنه أي عمل ينافي أحكام الإسلام. وإذا حدث – والحالة هذه – أن حظي بلقاء الامام ولي العصر (عليه السلام).. فأن هذا اللقاء سيكون من أجل تعديل مسيرة المرء أو نهيه عن المنكر.مؤلف كتاب (القصص العجيبة)، ينقل عن المرحوم الحاج مؤمن (المعروف بايمانه وتقواه) أنه قال: في ايام شبيبتي كان شوقي كبيراً إلى لقيا الامام ولي العصر (أرواحنا فداه)، فكان لا يقر لي قرار إلا بلقائه. ولقد سلكت – بحثاً عن هذا اللقاء – كل سبيل.ولجأت إلى الأضراب عن تناول الطعام والشراب، وأني لن أكف عن هذا الاضراب إلا برؤية الامام (عليه السلام).. (و من المعلوم أن هذا التصميم منبعه قلة المعرفة من جهة، وشدق الشوق من جهة أخرى).ومضى يومان وليلتان دون أن أمس شيئاً من طعام ولا شراب. وفي الليلة الثالثة رأيتني مضطراً إلى احتساء جرعة من الماء (في مسجد سردزك). وبعدها اعترتني حالة من الاعياء كمن يقع مغشياً عليه. في تلك الحالة رأيت الامام بقية الله (أرواحنا فداه) قد حضر، وأخذ يلومني على ما صنعت بنفسي، يقول لي: لماذا تفعل هذا وتلقي بنفسك إلى التهلكة؟ سأبعث لك طعاماً... فكل. وبعد هذا اللقاء العزيز الذي سمعت في كلمات تأسر القلب.. عدت إلى الوعي، وفطنت أني كنت وحدي في المسجد وقد مضى من الليل ثلثه. وفي هذه الأثناء لفت انتباهي صوت طرقات على باب المسجد. وحين فتحت الباب رأيت شخصاً متلفاً بعبائته وقد غطى رأسه لكيلا يعرف، ومعه طبق مليئ بالطعام، فناولنيه.. وكرر القول: كل، ولا تعط أحداً منه. وضع الطبق إذا فرغت من الأكل تحت المنبر).فوجدته مليئاً بالرز وعليه دجاج مقلي (محمص). وقد ألتذذ بتناوله لذة تفوق الوصف.وقبل غروب اليوم التالي.. جاءني المرحوم الميرزا محمد باقر (الذي كان من الرجال الصلحاء)، وابتدرني قائلاً: أعطني طبق الطعام. ثم أنه ناولني كيساً فيه مقدار من النقود وقال: لقد أمرت بالسفر، خذ هذه النقود واذهب إلى مشهد لزيارة الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، واعلم أنك سوف تلتقي في الطريق إلى مشهد برجل كبير، ولسوف تنتفع منه. استجبت لما بلغني به. وسافرت – بهذه النقود – من شيراز إلى مشهد بصحبة السيد هاشم امام جماعة المسجد المذكور.وبلغنا في سفرنا هذا مدينة طهران. حتى إذا غادرناها.. لاح لنا على الطريق رجل شيخ. أشار الرجل إلى سيارتنا بالوقوف. وإذا كان السيد هاشم قد استأجر السيارة كاملة، فقد كان بأمكاننا أن نركب معنا هذا الرجل الشيخ. وكما بلغني الميرزا باقر عن مولاي ما أمرني به عندما أوصاني بالاستفادة من رجل كبير التقي به في الطريق.. فان هذا الرجل المنور القلب قد علمني خلال الطريق قضايا بالغة الشأن، ودلني على أعمال قيمة.. حتى أنه أنبأني بما سوف يحدث لي في مستقبلي إلى آخر حياتي، وذكر لي ما يصلح شأني في أموري وما ينبغي لي أن أفعله. وفي اثناء الطريق.. كان هذا الرجل يجتنب تناول الطعام الذي فيه شبهة حرام. وقال لي: لا تأكل الطعام الذي فيه شبهة. وكانت معه سفرة للطعام. ولم يكن يهيئ لنفسه في الطريق خبزاً كأن يعجنه ويطبخه.. لكن الغريب أنه عندما يمد سفرته يخرج أرغفة طازجة ومقداراً من ال(الكشمش) الأخضر ويشركني معه في طعامه. كان الطريق في وقتها غير معبد، ولم تكن السيارات سريعة السير، فقضينا أياماً انتفعت فيها منه أموراً تربوية، وعرفني على ما يلزم من أعمال وخطوات لتهذيب النفس.والمدهش أن ما قاله في صدد مستقبل حياتي – وحتى الساعة – قد تحقق كله.ووصلنا في مسيرنا إلى منطقة (قدمكاه)، فنزلنا، أما الرجل النير القلب فقد انتبذ مكاناً منفرداً واستلقى على الأرض، ومدّد رجليه.. وقال لي: لقد دنا أجلي، وسأموت قبل وصولي إلى مشهد. وأريد منك أن تكفنني بعد موتي بكفن موجود معي. وجهزني بما في جيبي من نقود للدفن في الصحن المقدس لثامن الأئمه المعصومين علي بن موسى الرضا (عليه السلام). وقل للسيد هاشم أن يتولى أمر تجهيزي والصلاة على جنازتي. ما أن سمعت هذا من الرجل الشيخ حتى انتابني خوف شديد وتملكني الاضطراب. فقال لي هدئ من روعك: أهدأ.. ولا تخبر أحداً قبل حلول اجلي، وكن راضياً عما يشاء الله. ثم سرنا جميعاً تلقاء مشهد. ولما بلغت بنا السّيارة (تلة السلام) – وهو الموضع الذي تتراءى منه في الطريق القبة الطاهرة للامام الرضا (عليه السلام) – توقفت السيارة، وترجل رفقاء سفرنا وابتدؤا بالزيارة من بعد.. كل مشغول بحنينه وبأشواق اللقاء. بعدها طلب السائق من الزائرين أن يركبوا.. بيد أن الرجل المسن ّ ذا الباطن المنور قصد ناحية هناك، وتطلع إلى القبة الطاهرة. ثم لمّا قضى وطره من السلام والزيارة والبكاء الطويل... قال يخاطب الامام الرضا (عليه السلام): مولاي.. ليست لي من لياقة اكثر من هذا لأكون أقرب إلى قبرك الشريف. بعد هذا أظطجع باتجاه القبلة، وغطى رأسه بعباءته.. وفارقت روحه الدنيا. أما أنا.. فقد أجهشت باكياً أنتحب. واجتمع حولي المسافرون يتساءلون، فأخبرتهم بوفاة الرجل، وحكيت لهم طرفاً من قضاياه.. فاهتاجوا وتأثروا كثيراً وبكوه طويلاً، ثمّ حملوا جنازته إلى مشهد، ودفن في الصحن الطاهر – رحمة الله عليه.
تعليق