إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يا حكام تعلموا من امير المؤمنين كيفية القيام بالمسؤلية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا حكام تعلموا من امير المؤمنين كيفية القيام بالمسؤلية

    الرسالة 58 الى الأسود بن قطيبة :
    أمّا بعد فإنّ الوالي إذا اختلف هواه منعه ذلك كثيرا من العدل .
    فليكن أمر النّاس عندك في الحقّ سواء فإنّه ليس في الجور عوض من العدل . فاجتنب ما تنكر أمثاله ، و ابتذل نفسك فيما افترض اللّه عليك راجيا ثوابه و متخوّفا عقابه . و اعلم أنّ الدّنيا دار بليّة لم يفرغ صاحبها فيها قطّ ساعة إلا كانت فرغته عليه حسرة يوم القيامة . و أنّه لن يغنيك عن الحقّ شي ء أبدا . و من الحقّ عليك حفظ نفسك و الاحتساب على الرّعيّة بجهدك ، فإنّ الّذي يصل إليك من ذلك أفضل من الّذي يصل بك و السّلام .

    العدل و المساواة و العمل :

    وجه الإمام هذه الرسالة الى عامله بحلوان ، و هو الأسود بن قطيبة ، و قال الشيخ محمد عبده : « حلوان إيالة من إيالات فارس » . و الإيالة قطعة من البلاد يحكمها وال . و قال الشيخ الطريحي في مجمع البحرين : « حلوان بلد مشهور ،
    و هو آخر مدن العراق من طرف المشرق و القادسية » . و على أية حال فإن المهم ما في الرسالة ، و قد حدد الإمام فيها مهمة الحاكم بإقامة العدل و المساواة ، و الاجتهاد في العمل لحياة أكمل . و فيما يلي البيان :

    1 العدل ، و إليه الإشارة بهذه الحكمة : ( فإن الوالي إذا اختلف هواه منعه ذلك كثيرا من العدل ) إذا تقلبت أخلاق الوالي من حال الى حال تبعا لأهوائه و أطماعه ضاعت الحقوق ، و سادت الفوضى و البغي و الفساد ، و استحالت الحياة .
    2 المساواة ، و اليها الإشارة بهذا الأمر الذي وجهه الإمام الى عامله : ( فليكن أمر الناس عندك في الحق سواء الخ ) . . ساو بين الجميع في الحقوق و الواجبات بلا تفاضل و امتياز بين لون و جنس ، و غنى و فقر إلا بما يقدم المرء من عمل نافع للفرد أو للمجتمع .
    3 العمل لخدمة الحياة ، و هو المراد بقوله : ( و ابتذل نفسك الخ ) . .
    اعمل لمنفعة الناس بلا غرور و تبجح ، بل توقع النقص و الخلل في عملك ، و رجاء التمام و الكمال فيه . و اعلم ان البطالة و الإهمال حسرة و ندامة ، و انحطاط و جهالة ،
    و اياك أن تقنع من العمل النافع عند حد . و لو لا العمل المتواصل ما بلغ الانسان غاية من أهدافه ، و هل من شي ء أحلى مغبة من العمل في سبيل الخير ؟ و هل من أحد بلغ درجة من العلى في الدنيا و الآخرة إلا بالكفاح و العمل ؟ .
    ( و الاحتساب على الرعية بجهدك ) أي اعمل لمصلحة الناس بكل ما تملك من طاقة . و قيل لملك زال ملكه : ما الذي أزال ملكك ؟ قال : اعجابي بقوتي ،
    و إهمالي لرعيتي ( فإن الذي يصل الخ ) . . اذا عملت لحياة الناس و مصالحهم فإنك تأخذ من اللّه و منهم ثوابا أعظم و أجزل مما تعطيهم أضعافا مضاعفة . . اذا زرعت الخير أكلت من زرعك بلا ريب ، و لكن من يزرع حبة واحدة في أرض اللّه سبحانه تعود عليه بسبعمئة كما نطقت الآية 261 من سورة البقرة . و كل من عمل لوجه اللّه و عياله فقد زرع في أرضه .
    و بعد ، فإن لكل شي ء غاية ، و الغاية من الحكم عند الإمام لا تنحصر بحفظ الأمن ، و اقامة العدل بوفاء الكيل و الميزان ، و فصل الخصومات بالحق ، و إنصاف الظالم من المظلوم ، و ما أشبه ، بل لا بد له مع هذا أن يعمل جاهدا لحياة أفضل و أسعد ، و أن ينطلق الحاكم برعيته من جديد الى جديد أصلح و أنفع ، و من قوة الى قوة أعز و أمنع
    ( في ظلال نهج البلاغة )

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X