بسم الله الرحمن الرحيم
ونُقل في بعض الكتب عن عصار بن المصطلق الشامي انّه قال : دخلت المدينة فرأيت الحسين بن عليّ سمته ورواؤه واثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض ، فقلت له : أنت إبن ابي تراب.
يقول المؤلف : (وكان اهل الشام يسمّون امير المؤمنين عليهالسلام أبا تراب لزعمهم انّه منقصة له وقد خفي عليهم انّهم كلمّا سمّوه بهذا الاسم فقد ألبسوه حلة من الحلل أي انّ هذه الكنية فضيلة له لا نقيصة) . فقال : نعم ، قال : فبالغت في شتمه وشتم أبيه ، فنظر اليّ نظرة عاطف رؤوف فقال : اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم ، بسم اللّه الرحمن الرحيم « خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بَالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّه إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إذَا مَسَّهُمْ طَئِفٌ مِنَ الشَّيْطَنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُمْ مُّبْصِرُونَ * وَإِخْونُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِى الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ »(1) ، (وأشار بها الى المكارم التي علمّها اللّه نبيّه صلىاللهعليهوآله ) ، ثم قال : خفض عليك استغفر اللّه لي ولك ، انّك لو استعنتنا لاعنّاك ، ولو استرفدتنا لرفدناك ، ولو استرشدتنا لأرشدناك . قال عصام : فتوسّم منّي الندم على ما فرط منّي ، فقال : « لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّحِمِينَ » (2) ، أمن أهل الشام أنت ؟ قلت : نعم ، فقال : شنشنة أعرفها من أخزم ، حيان اللّه واياك ، انبسط الينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنّك انشاء اللّه تعالى . قال عصام : فضاقت عليّ الأرض بما رحبت ووددت لو ساخت بي ، ثم سللت منه لواذا وما على الأرض أحبّ اليّ منه ومن أبيه (3) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الاعراف : 199 ـ 202 . (2) سورة يوسف : 92 . (3) راجع نفس المهموم : 614 . المصدر: منتهى الآمال في معرفة النبي والآل للشيخ عباس القمي
ونُقل في بعض الكتب عن عصار بن المصطلق الشامي انّه قال : دخلت المدينة فرأيت الحسين بن عليّ سمته ورواؤه واثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض ، فقلت له : أنت إبن ابي تراب.
يقول المؤلف : (وكان اهل الشام يسمّون امير المؤمنين عليهالسلام أبا تراب لزعمهم انّه منقصة له وقد خفي عليهم انّهم كلمّا سمّوه بهذا الاسم فقد ألبسوه حلة من الحلل أي انّ هذه الكنية فضيلة له لا نقيصة) . فقال : نعم ، قال : فبالغت في شتمه وشتم أبيه ، فنظر اليّ نظرة عاطف رؤوف فقال : اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم ، بسم اللّه الرحمن الرحيم « خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بَالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّه إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إذَا مَسَّهُمْ طَئِفٌ مِنَ الشَّيْطَنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُمْ مُّبْصِرُونَ * وَإِخْونُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِى الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ »(1) ، (وأشار بها الى المكارم التي علمّها اللّه نبيّه صلىاللهعليهوآله ) ، ثم قال : خفض عليك استغفر اللّه لي ولك ، انّك لو استعنتنا لاعنّاك ، ولو استرفدتنا لرفدناك ، ولو استرشدتنا لأرشدناك . قال عصام : فتوسّم منّي الندم على ما فرط منّي ، فقال : « لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّحِمِينَ » (2) ، أمن أهل الشام أنت ؟ قلت : نعم ، فقال : شنشنة أعرفها من أخزم ، حيان اللّه واياك ، انبسط الينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنّك انشاء اللّه تعالى . قال عصام : فضاقت عليّ الأرض بما رحبت ووددت لو ساخت بي ، ثم سللت منه لواذا وما على الأرض أحبّ اليّ منه ومن أبيه (3) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الاعراف : 199 ـ 202 . (2) سورة يوسف : 92 . (3) راجع نفس المهموم : 614 . المصدر: منتهى الآمال في معرفة النبي والآل للشيخ عباس القمي