إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عهد الأشتر . . . فقرة 1 2

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عهد الأشتر . . . فقرة 1 2

    عهد الأشتر . . . فقرة 1 2 :

    هذا ما أمر به عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر في عهده إليه حين ولاّه مصر : جباية خراجها ، و جهاد عدوّها ، و استصلاح أهلها ، و عمارة بلادها . أمره بتقوى اللّه و إيثار طاعته ، و اتّباع ما أمر به في كتابه : من فرائضه و سننه الّتي لا يسعد أحد إلاّ باتّباعها ، و لا يشقى إلاّ مع جحودها و إضاعتها ، و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه ، فإنّه جلّ اسمه قد تكفّل بنصر من نصره و إعزاز من أعزّه . و أمره أن يكسر نفسه من الشّهوات و يزعها عند الجمحات ، فإنّ النّفس أمّارة بالسّوء إلاّ ما رحم اللّه . ثمّ اعلم يا مالك أنّي قد وجّهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل و جور . و أنّ النّاس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك ، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم . و إنّما يستدلّ على الصالحين بما يجري اللّه لهم على ألسن عباده . فليكن أحبّ الذّخائر إليك ذخيرة العمل الصّالح . فاملك هواك ، و شحّ بنفسك عمّا لا يحلّ لك ، فإنّ الشّحّ بالنّفس الإنصاف منها فيما أحبّت أو كرهت .

    المعنى :

    هذه الرسالة تلقاها مالك الأشتر من الإمام حين ولاه على مصر ، و تعرف بعهد الأشتر ، و أخذ هذا العهد حظا كبيرا من اهتمام العلماء العرب و غير العرب قديما و حديثا ، و منهم مستشرقون ، و كان الأشتر من زعماء العرب و فرسانهم و أكياسهم ، و من رؤوس الشيعة الموالين لأهل البيت ، و كان الإمام يعتمد عليه و يدخره للمهمات ، و قال فيه من
    جملة ما قال : « كان لنا ناصحا ، و على عدونا شديدا » كما في الرسالة 33 ،
    و قال في الرسالة 13 : « ممن لا يخاف وهنه و لا سقطته » .
    و يكشف هذا التقريض ان الأشتر كان يجمع بين العلم و العقل و الإخلاص ، بالإضافة الى الشجاعة و الفروسية .
    و ليس من قصدي أن أطيل و أفيض في شرح هذا العهد ، و لكني أحاول جاهدا أن أبرز المعاني الأساسية و المزايا الهامة ، و مدى تأثيرها في الحياة . و خير الكلام ما قلّ لفظه ، و كثرت فوائده .
    ابتدأ الإمام هذا العهد بتحديد السلطة التي أسندها للأشتر ، و هي أربعة أمور :
    الأول : ( جباية الأموال ) و هي من الوظائف المالية .
    الثاني : ( جهاد العدو ) الشؤون الحربية .
    الثالث : ( استصلاح حال المواطنين ) و يشمل الأمن و الثقافة و الصحة و وظائف الدولة و الخدمات ، و ما الى ذلك من الشؤون الاجتماعية .

    الرابع : ( عمارة البلاد ) و تعمّ الزراعة و الصناعة و التجارة و الإسكان و المواصلات . ثم أمره بما يجب على كل حاكم في كل العصور
    ( أمره بتقوى اللّه و إيثار طاعته الخ ) . . . العلم بلا تقوى لا يحل مشكلات الحياة ، بل يزيدها تعقيدا . . .
    و ماذا فعل العلم بإنسان القرن العشرين ؟ . . . لقد غيّر العالم القديم ، ما في ذلك ريب ، و هبط بالانسان على سطح القمر . . . و لكنه أودى بحياة الملايين ، و روّع الآمنين ، و نهب أقوات الضعفاء ، و شرّد ملايين الأطفال و النساء ، و بات يهدد بأسلحته كوكبنا هذا الذي نسكنه بالخراب و الدمار . . . و يستحيل أن تعمر البلاد ، و يسعد أهلها ، و ترى الانسانية شيئا من الخير إلا بالإخلاص و التقوى .
    ( اني قد وجهتك الى بلاد الخ ) . . . كل بلد رأى من حكامه شرا و خيرا ،
    و لكن معظم الحكام و الزعماء من الأشرار ، و أما الأخيار فأقل من القليل
    ( و ان الناس ينظرون الى تقول فيهم ) . لا سلطان للملوك و الأمراء على نوايا الناس و أرواحهم ، و لا على ألسنتهم و أفكارهم . . . و هم ينطقون بمظالم الحاكم و عيوبه ، و بالأمس كنت يا مالك تعيب و تنتقد بعض الولاة ، فاجتهد ما استطعت في أن لا تدع سبيلا عليك للقالة و الملامة .

    ( و إنما يستدل على الصالحين الخ ) . . . المقياس الصحيح لعدل الحاكم رضا الضعفاء عنه الذين لا عم لهم و لا خال إلا العدل و الحق
    ( فاملك هواك و شح بنفسك ) اردعها عن الشر ان أحبته و مالت اليه ، و ادفعها الى الخير ان كرهته و صدت عنه ، و بهذا وحده تنتصف منها ، و تسلك بها طريق النجاة و الأمان .

    ( منقول مع تصرف )
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 14-05-2012, 05:16 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X