بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين و على آله الطيبين الطاهرين
كيف تكونت فاطمة الزهراء (عليها السلام)
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين و على آله الطيبين الطاهرين
كيف تكونت فاطمة الزهراء (عليها السلام)
عندما نتحدث عن الزهراء البتول (عليها السلام ) ينبغي لنا أن نرجع الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ليعطينا فكرة عن هذه الحوراء الإنسية كما هو( صلى الله عليه وآله) صرح بذلك لينبأنا عن المكانة العظيمة
التي تحتلها الزهراء ( عليها السلام ) في عالم الوجود حيث نفهم من ذلك أنها تكون على غير ما تكون عليه
عامة الناس مما يدعونا للبحث في تكوين ذاتها المقدسة حيث ينقل لنا أئمة الهدى الإمامين الصادقين (عليهما
السلام ) وما انعقدت نطفتها (عليها السلام ) إلا بعد تأهب وإستعداد ، وكانت من ثمار الجنّة ،
وروى الشيخ المجلسي في البحار : بينما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جالس بالأبطح ومعه علي بن أبي طالب
(عليه السلام ) وعمار بن ياسر ، والمنذر بن الضحضاح ، وحمزة بن عبد المطلب ، والعباس بن عبد المطلب ،وجماعة ،
إذ هبط عليه جبرئيل (عليه السلام ) فناداه : يا محمد ، العلي الأعلى يقرأ عليك السلام وهو يأمرك أن تعتزل خديجة (عليها
السلام ) أربعين صباحاً ، فشقّ ذلك على النبي ( صلى الله عليه وآله) وكان لها محباً وامقاً ، قام : (صلى الله عليه
وآله) أربعين يوماً يصوم النهار ويقوم الليل حتى إذا كان في آخر أيامه تلك بعث الى خديجة (عليها السلام ) بعمار بن ياسر وقال لها : لا
تظني يا خديجة أنّ انقطاعي عنك هجرة ولا قلى ، ولكن ربي عز وجل أمرني بذلك لينفذ أمره ،فلا تظني يا خديجة إلا خيرا ، فإن الله عز
وجل ) ليباهي بك كرام ملائكته في كل يوم مراراً .... فلما كان في كمال الأربعين هبط جبرئيل (عليه السلام ) فقال يا محمد
(صلى الله عليه وآله) العلي الأعلى يقرؤك السلام ، وهو يأمرك أن تتأهب لتحيته وتحفته ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : يا جبرئيك وما
تحفة رب العالمين ؟
قال : لا علم لي ، قال : فبينما النبي (صلى الله عليه وآله ) كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطّى بمنديل سندس أو قال إستبرق فوضعه بين
يدي النبي (صلى الله عليه وآله) وأقبل جبرئيل ، وقال : يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة أفطارك على هذا الطعام ... وكشف الطبق فإذا
عذق من رظب وعنقود من عنب فأكل النبي منه شبعاً ، وشرب من الماء رياً ، ومد يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرئيل وغسل يده ميكائيل ،
وتمندله إسرافيل .
وارتفع فاضل الطعام مع الإناء الى السماء ، ثم قام النبي (صلى الله عليه وآله) ليصلي فأقبل عليه جبرئيل وقال الصلاة محرمة عليك في
وقتك حتى تأتي الى منزل خديجة فإن الله عز وجل آلى على نفسه أن يخلق في هذه الليلة من صلبك ذرية طيبة ...)
أقول وفي تلك الليلة انعقدت نطفة مولاتنا الصديقة فاطمة (عليها السلام )في رحم مولاتنا خديجة ومن طعام الجنة كان تكوين تلك الحوراء
الإنسية التي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلما اشتاق الى الجنة شمّ فاطمة الزهراء (عليها السلام ).
تعليق