هل نبكي مثلما بكى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم
قال تعالى في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))التحريم: 6
فهذا الخطاب هو للمؤمنين وليس للكافرين حتى يقول احد بانه موجه للكفار ونحن غير مشمولين به..
فكيف الوقاية من هذه النار، بالطبع تكون الوقاية بالابتعاد عن المعاصي والذنوب.
وقد يقول قائل باننا لانرتكب الذنوب والمعاصي الكبيرة ومانرتكبه يمكن ان يغفره الله لنا وهناك شفاعة تدفع عنا ذلك
اقول ماهذه الثقة الزائدة التي قد تهوي بالانسان في قعر جهنم لاصراره على الذنب من جهة ولاستهانته بخالقه
وكيف علم بان هذا الذنب هو صغير وانه سيغفر له وهل نسي بان الصغير يصبح كبيرا مع الاصرار والتسويف
حيث انه عزّوجل قد شرط شروطا لنيل عفوه ورحمته ومن اخل بها فقد استحق نار جهنم
ومابالنا لانتخذ اهل بيت الرحمة عليهم الصلاة والسلام منارا لنا ناخذ منهم ونقلدهم في افعالهم
فهذا خير الخلق اجمعين النبي الاعظم محمد صلّى الله عليه وآله يبكي مع وحي الله جبرائيل
من النار التي اعدها الله عز وجل ، وهو الذي لايتركب الذنوب بل لايقترب من المباحات
فضلا عن المكروهات ، ونراه واهل بيته لايقر لهم قرار خوفا من الله سبحانه وتعالى
فيبكون في ادعيتهم ومناجاتهم ويختلون في الليل ليبوحوا بذلك لخالقهم بعيدا عن الناس
ويقرون له بالعبودية والذنب في حين انهم لاذنب لهم ، فقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام
قال: ((بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ذاتَ يَوْمٍ قَاعِداً إِذْ أَتَاهُ جَبْرائيلُ وَهُوَ كَئيبٌ حَزينٌ مُتَغَيِّرُ اللَّونِ
فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: يا جَبْرائِيلُ مَا لي أَرَاكَ كئِيْباً حَزِيناً؟
فقال: «يا مُحَمَّد فَكَيْفَ لا أكُونُ كَذَلِكَ وإِنَّما وُضِعَتْ مَنافيخُ جَهَنَّمَ اليَوْمَ.
فَقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: وَمَا مَنَافيخُ جَهَنَّمَ يَا جَبْرائِيل؟
فقال: إنَّ اللهَ تَعَالى أَمَرَ بالنَّارِ فأُوْقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ،
ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُوْقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُوْقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عامٍ حَتَّى اسودّت وهي سَوداءُ مُظلِمَةٌ
فَلَوْ أنَّ حَلْقَهً مِنَ السِّلْسِلَةِ التي طُولُها سَبْعُونَ ذِراعاً وُضِعَتْ عَلَى الدُّنْيَا، لَذَابَتْ الدُّنْيَا مُنْ حَرِّهَا
وَلَوْ أَنِّ قَطْرةً مِنَ الزَّقُومِ وَالضّريعِ قَطَرَتْ فِي شَرَابِ أَهْلِ الدُّنْيِا َمَاتُوا مِنْ نَتْنِهَا.
قَالَ: فَبَكَى رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلم وَبَكى جِبْرائيل فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهُمَا مَلَكاً. إنَّ رَبَّكُمَا يَقْرَأُكُمَا السَّلامَ وَيَقُولُ: إِنِّي أمِنْتُكُمَا مِنْ أَنْ تَذْنِبَا ذَنْباَ أُعَذِّبكُمَا عَلَيْهِ»)).
فاذا كان هذا فعل النبي واهل بيته عليهم السلام فما حالنا نحن الذين نغرق في الذنوب والمعاصي
اين المفر حينئذ من جبار السماوات وهو الذي يحذرنا من عذابه وناره ويقول لنا قوا انفسكم واهليكم
فواويلاه واويلاه من جرأتنا على خالقنا ومن تسويفنا للتوبة.
ففي كل الاحوال لم تواجهنا مشاكل واعتراضات دنيوية بحجم التي تعرض لها اولياء الله حتى نكون مثبطي العزيمة
فلنشمر عن هذه الغفلة وتكون همتنا الطاعة والعبادة لنرضي الله ورسوله واهل بيته ونكون
من احسن العباد حتى يتباهى بنا نبينا وائمتنا عليهم الصلاة والسلام فنسير على نهجهم ونقتدي بهديهم
ونعاهدهم من هذه اللحظة باننا سنكون من محبيهم وشيعتهم بالمعنى الحقيقي قولا وفعلا.
تعليق