- سنن الترمذي ( 2/307).
في مناقـب الحسن و الحسين (عليه السلام)، روى بسنـده عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله ]ص [: حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط.
- سنن ابن ماجه
في باب من فضائـل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله). روى بسنده عن يعلي بن مرة، قال: إنهم خرجوا مع النبي ]ص [إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال فتقدم النبي ]ص [أمام القوم، و بسط يديه تحت ذقنـه و الأخرى في فأس رأسه. فقبله و قال: حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسن سبط من الأسباط.
- مستدرك الصحيحين / محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (3/176)
روى بسنـده عن أم الفضل بنت الحارث، أنها دخلت على رسول الله [صلى الله عليه وآله] فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة. قال: و ما هو ؟ إنـه شديـد. قال: و ما هو ؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قُطعت و ُضعت في حجري، فقال رسول الله ]ص [: رأيت خيراً تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك. فولدت فاطمة [عليه السلام] الحسين [عليه السلام] فكان في حجري كما قال رسول الله [صلى الله عليه وآله].
- أسد الغابة في معرفة الصحابة / علي بن أثير ( 3/234)
في ترجمة عبدالله بن عمرو بن العاص، روى بسنده عن اسماعيل بن رجـاء، عن أبيه، قال: كنت في مسجد الرسول ]ص [في حلقة فيها أبو سعيد الخدري و عبدالله بن عمرو، فمر بنا الحسين بن [عليه السلام] فسلم فرد القوم السلام، فسكت عبدالله حتى فرغوا، رفع صوته و قال: و عليك السلام و رحمة الله و بركاتـه، ثم أقبل على القوم فقال: ألا أخبركم بأحـب أهل الأرض إلى أهل السماء ؟ قالوا: بلى، قال: هذا هو الماشي ما كلمني كلمة منذ ليالي صفيـن، و لأن يرضى عني أحب إليّ من أن يكون لي حمر النعم، فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه، قال: بلى، قال: فتواعدوا أن يغدو إليه، قال: فغدوت معها، فاستأذن أبو سعيد، فأذن له، فدخـل ثم استأذن لعبدالله فلم يزل به حتى أذن له. فلما دخل قال: أبو سعيد: يا بن رسول الله إنك لما مررت بنـا أمس – فأخبـره بالذي كان من قول عبدالله بن عمرو – فقال الحسين [عليه السلام]: أعلمت يا عبدالله إني أحب أهل الأرض إلى - أهل السماء ؟ قال: إي و رب الكعبة، قال: فما حملك على أن قاتلتني و أبي يوم صفين فو الله لأبي كان خيراً مني، قال: أجل و لكن عمرو شكاني إلى رسول الله ]ص [: يا عبدالله صل و نم و صم و أفطر، و أطع عمرو، قال: فلما كان يوم صفيـن أقسم عليّ، فخرجت أمـا و الله ما اخترطت سيفاً و لا طعنت برمح و لا رميت بسهم، قال: فكأنه قبل منه.
- الإصابة في تمييز الصحابة / أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (1/القسم 1/15)
قال يونس بن أبي اسحاق عن العيزار بن حريب، قال: بينما عبدالله بن عمر جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين [عليه السلام] مقبلاً، فقال: هذا أحـب أهل الأرض إلى أهل السماء اليـوم. و ذكـره كذلك في تهذيب التهذيب (2/346).
- تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني (2/347)
عن أبي عبدالله الضبي قال: دخلنا على ابن هرثم الضبي حين أقبل من صفين و هو مع علي (عليه السلام) فقال: أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلا فصلى بنا علي [عليه السلام] صلاة الفجر ثم أخذ كفاً من بعر الغزلان فشمه، ثم قال: أوه أوه يقتل بهذا المكان قوم يدخلون الجنة بغير حساب.
- تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني (2/348)
عن هرثمة بن سلمى قال: خرجنـا مع علي [عليه السلام] فسار حتى انتهى إلى كربلا فنزل إلى شجرة فصلى إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ثم قال: واهاً لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، قال: فقفلنا من غزاتنـا و قتل علي [عليه السلام] و نسيت الحديث. قال: فكنت في الجيش الذي ساروا إلى الحسين [عليه السلام] فلما انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لي فقلت: أبشرك ابن بنت رسول الله [صلى الله عليه وآله]، و حدثته الحديث قال: معنا أو علينا، قلن: لا معك و لا عليك، تركت عيالاً و تركت مالاً، قال: أما لا فول في الأرض هارباً فو الذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم، قال: فانطلقت هارباً مولياً في الأرض حتى خفي عليّ مقتله.
- صحيح البخاري
في كتاب الأدب، باب رجمة الولد و تقبيله و معانقته، روى بسنـده عن ابن أبي نعم، قال: كنت شاهداً لابن عمر و سأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت ؟ فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض و قد قتلوا ابن النبي [صلى الله عليه وآله]، و سمعت النبي [صلى الله عليه وآله] يقول: هما ريحانتاي من الدنيا.
و رواه بطريـق آخر أيضاً في كتـاب بدء الخلق في باب مناقب الحسن و الحسين [عليه السلام]. و رواه في الأدب المفرد. كما رواه الترمذي في سننه 2/306 و أحمد في مسنده بعدة طرق.
- خصائص النسائي (ص: 37)
روى بسنده عن ؟أنس بن مالك، قال: دخلت ( أو ربما دخلت ) على وسول الله [صلى الله عليه وآله] و الحسن و الحسين [عليه السلام] يتقلبان على بطنه و يقول: ريحانتي من هذه الأمة.
- سنن الترمذي (2/306)
في مناقب الحسن و الحسين )ع(، روى سنده عن أنس بن مالك يقول: سئل رسول الله [صلى الله عليه وآله] أي أهل بيتـك أحـب إليـك ؟ قال: الحسن و الحسين، و كان يقول لفاطمة [عليه السلام]: ادعي ابني، فيشمهما و يضمهما إليه.
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح / علي بن سلطان القاري (5/602)
قال: و عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله] لفاطمة [عليه السلام]: نبينا خير الأنبيـاء و هو أبوك، و شهيدنا خير الشهداء و هم عم أبيك حمزة، و منا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء و هو ابن عم أبيك، و منا سبطا هذه الأمـة الحسن و الحسين و هما ابناك، و منا المهدي. أخرجـه الطبراني في معجمه، و ذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى.
- ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى / محب الدين الطبري (ص:135)
عن علي بن الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله في الحالـة التي قبض فيها فإذا فاطمة [عليه السلام] عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع [صلى الله عليه وآله] طرفـه إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ فقالت: أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا حبيبتي أما علمت أن الله اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثم اطلع اطلاعة فاختـار منها بعلك و أوحي إليً أن أنكحك إياه ؟ يا فاطمة و نحن أهل البيت قـد أعطانا الله سبع خصال لم تعط أحد قبلنا و لا تعط أحد بعدنا، و أنا خاتـم النبيين و أكرمهم على الله عزوجل و أحب المخلوقين إلى الله عزوجل، و أنا أبوك. و وصيي خير الأوصياء و أحبهم إلى الله عزوجل و هو بعلك، و شهيدنا خيـر الشهداء، و أحبهم إلى الله عزوجل و هو حمزة بن عبدالمطلب عم أبيك و عم بعلك، و منا من له جناحان أخضران يطيـر بهما في الجنة حيث يشاء مع الملائكة و هو ابن عم أبيك و أخو بعلك، و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناك الحسن و الحسين و هما سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما – و الذي بعثني بالحق – خير منهما، يا فاطمة و الذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمـة إذا صارت الدنيا هرجاً مرجاً ( أي الاقتتال و الاختلاط ) و تظاهـرت الفتن و تقطعت السبل و أغـار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً و لا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عزوجل عند ذلك من يفتح حصون الضلالة و قلوباً غلفاً ( أي في غلاف عن سماع الحق )، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان و يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
- تاريخ بغداد / أحمد بن علي الخطيب البغدادي (1/259)
روى بسنده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حِبّ الله ( أي محبوب الله )، و الحسن و الحسين صفوة الله، فاطمة خيرة الله، على باغضهم لعنة الله.
- سنن الترمذي (2/240)
و روى بسنـده عن أسامـة بن زيد، قال: طرقت النبي [صلى الله عليه وآله] ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي [صلى الله عليه وآله] و هو مشتمل شيء لا أدري ما هو ؟ فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ؟ قال: فكشفه فإذا حسن و حسين على وركيه. فقال: هذان ابناي و ابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما و أحب من يحبهما.
- سنن ابن ماجه (1/51)
في فضائل الحسن و الحسين )ع(، روى بسنده عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني، و من أبغضهما فقد أبغضني.
و رواه أحمد في المسند (2/288)، و الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/141).
- مستدرك الصحيحين / محمد بن عبدالله النيسابوري (3/166)
روى بسنده عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول الله [صلى الله عليه وآله] و معه الحسن و الحسين، هذا على عاتقه و هذا على عاتقه، و هو يلثم هذا مرة و هذا مرة حتى انتهى إلينا. فقال له رجل: يا رسول الله إنك تحبهما ؟ فقال: نعم من أحبهما فقد أحبني، و من أبغضهما فقد أبغضني. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.
و رواه أيضاً أحمد في مسنده (2/440) و الهيثمي في مجمعه (9/179). و انظر في مضامين الحديث في كنز العمال (7/108)، سنن البيهقي (2/263)، مجمع الزائد (9/180،181،185)، ذخائر العقبى (ص123،124)، مسند أحمد (5/369)، مسند أبي داود الطيالسي (10/327)
- كنز العمال/ للمتقي الهندي علي بن حسام الدين (6/222)
و لفظه: لا يقومن أحدكم من مجلسه إلا للحسن و الحسين أو ذريتهما، قال: أخرجه ابن عساكر عن أبان عن أنس.
الحسنان سيدا شباب أهل الجنة:
- سنن الترمذي (2/306)
في مناقب الحسن و الحسين )ع(، روى بسندين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: الحسن و الحسين سيد شباب أهل الجنة.
و رواه أحمد في المسند(3/3،62،82)، و البغدادي في تاريـخ بغداد (9/231،232)، و ابن حجر في تهذيب التهذيب ( في ترجمة زياد بن جبير، سويد بن سعيد. و في خصائص النسائي ص36.
- سنن ابن ماجه (1/44)
في باب فضائل أصحاب النبي )ص(، روى بسنده عن ابن عمر قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة، و أبوهما خير منهما.
- تاريخ بغداد / أحمد بن علي الخطيب البغدادي (2/238)
روى بسنده عن عقبة بن عامر: قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: لما استقر أهل الجنة في الجنة، قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنيـن من أركانـك ؟ قال: ألم أزينك بالحسن و الحسين ؟ قال: فماست ( أي تبخرت ) الجنة ميساً كما تميس العروس.
- أسد الغابة في معرفة الصحابة / علي بن أثير (1/178)
في ترجمة بزيع الأزدي والد عباس ذكر عنه حديثاً، قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: قالت الجنة: يا رب زينتني فأحسن أركاني، فأوحى اله تبارك و تعالى إليها إني قد حشوت أركانك بالحسن و الحسين.
كان عليه السلام يشبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من صدره إلى رجليه وكان الحسن عليه السلام يشبهه من صدره إلى رأسه كما تقدم (1).
وروى سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرّة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم يقول: «حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط » (2).
وروى عبدالله بن ميمون القدّاح، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: «إصطرع الحسن والحسين بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إيهاً (3) حسن خذ حسيناً،
فقالت فاطمة عليها السلام: يا رسول الله أتستنهض الكبير على الصغير ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: هذا جبرئيل يقول للحسين: ايهاً حسين خذ حسناً» (4).
وروى الأوزاعي، عن عبدالله بن شدّاد، عن اُمّ الفضل، أنّها دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله
وسلّم فقالت: يا رسول الله رأيت الليلة حُلماً منكراً.
قال: «وما رأيت ؟».
فقالت: إنّه شديد.
قال: «وما هو؟».
قالت: رأيت كانّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري.
فقال رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم: «خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك ».
فولدت الحسين عليه السلام وكان في حجري كما قال صلوات الله عليه وآله.
قالت: فدخلت به يوماً على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فوضعته في حجره، ثمّ حانت منّي التفاتة
فإذا عينا رسول اللهّ صلّى الله عليه واله وسلّم تهرقان بالدموع، فقلت: بابي أنت واُمّي يا رسول الله مالك ؟
قال: «أتاني جبرئيل فاخبرني أنّ اُمّتي ستقتل ابني هذا، وأتاني بتربة من تربته حمراء» (5).
وفي مسند الرضا عليه السلام: عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: «حدّثتني أسماء بنت عميس قالت: لمّا كان بعد حول من مولد الحسن عليه السلام ولد الحسين عليه السلام فجاء النبيّ عليه وآله السلام فقال: يا أسماء هاتي ابني، فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ووضعه في حجره وبكى.
قالت أسماء: فداك أبي واُمّي ممّ بكاؤك ؟
قال: من ابني هذا.
قلت: إنّه ولد الساعة!
قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي،ثمّ قال: يا أسماء، لا تخبري
فاطمة فإنّها حديث عهد بولادته، ثمّ قال لعليّ: أيّ شيءٍ سمّيت ابني هذا؟
قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، وقد كنت اُحبّ أن اُسمّيه حرباً.
فقال رسول الله: ما كنت لأسبق باسمه ربّي.
فأتاه جبرئيل فقال: الجبّار يقرئك السلام ويقول: سمّه باسم ابن هارون.
فقال: وما اسم ابن هارون ؟
قال: شبير.
قال: سمّه الحسين.
فسمّاه الحسين، ثمّ عقّ عنه يوم سابعه بكبشين أملحين، وحلق رأسه وتصدّق بوزن شعره وَرِقاً، وطلى رأسه بالخلوق وقال: الدم فعل الجاهليّة، وأعطى القابلة فخذ كبش » (6).
وروى الضحّاك، عن ابن المخارق، عن اُمّ سلمة رضي الله عنها قالت: بينا رسول الله صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم ذات يوم جالس والحسين عليه السلام في حجره إذ هملت عيناه بالدموع فقلت: يا رسول الله أراك تبكي جعلت فداك ؟
قال: «جاءني جبرئيل عليه السلام فعزّاني بابني الحسين، وأخبرني أنّ طائفة من اُمّتي ستقتله، لا أنالهم الله شفاعتي » (7).
وروي بإسناد آخر عن اُمّ سلمة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج من عندنا ذات ليلة فغاب عنّا طويلاً ثم جاءنا وهو أشعث أغبر ويده مضمومة، فقلت له: يا رسول الله، ما لي أراك شَعِثاً مغبرّاً؟
فقال: «اُسري بي في هذه الليلة إلى موضع من العراق يقال له: كربلاء، فاُريت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من ولدي وأهل بيتي، فلم أزل ألقط منه دماءهم فها هي في يدي » وبسطها فقال: «خذيه واحتفظي به ».
فأخذته فإذا هو شبه تراب أحمر، فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها، فلمّا خرج الحسين عليه السلام متوجّها نحو العراق كنت اُخرج تلك القارورة في كلّ يوم وليلة فاشمّها وأنظر إليها ثمّ أبكي لمصابه،
فلمّا كان يوم العاشر من المحرّم - وهو اليوم الذي قُتل فيه - أخرجتها في أوّل النهار وهي بحالها ثمّ عدت إليها آخر النهار فإذا هي دمٌ عبيط، فصحت في بيتي وكظمت غيظي مخافة أن يسمع أعداؤهم بالمدينة فيسرعوا بالشماتة، فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتّى جاء الناعي ينعاه، فحقّق مارأيت (8).
وعن ابن عبّاس رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «قال لي جبرئيل عليه السلام: إنّ الله جلّ جلاله قتل بدم يحيى بن زكريّا سبعين ألفاً، وهو قاتل بدم ابنك الحسين سبعين ألفاً وسبعين ألفاً» (9).
وروى سفيان بن عيينة، عن عليّ بن زيد، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: «خرجنا مع الحسين عليه السلام فما نزل منزلاً ولا ارتحل عنه إلاّ ذكر يحيى بن زكريّا، وقال يوماً: من هوان الدنيا على الله عزّ وجلّ أنّ رأس يحيى بن زكريّا اُهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل » (10).
وروى يوسف بن عبدة قال: سمعت محمّد بن سيرين يقول: لم تُرَ هذه الحمرة في السماء إلاّ بعد قتل الحسين عليه السلام (11).
وذكر الحافظ الشيخ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة قال: أخبرنا القطّان: حدّثنا عبدالله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سليمان ابن حرب، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن معمر قال: أوّل ما عُرف الزهري تكلّم في مجلس الوليد بن عبد الملك، فقال الوليد: أيّكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن عليّ ؟
فقال الزهري: بلغني أنّه لم يُقلب حجرٌ إلاّ وجد تحته دمٌ عبيط (12).
قال: وأخبرنا القطّان بإسناده، عن عليّ بن مسهر قال: حدّثتني جدّتي قالت: كنت أيّام الحسين عليه السلام جارية شابّة فكانت السماء أيّاماً علقة (13).
قال: وأخبرنا القطّان بإسناده، عن جميل بن مرّة قال: أصابوا إبلاً في عسكر الحسين عليه السلام يوم قُتل فنحروها وطبخوها، قال: فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئاً (14).
وعن ابن عبّاس قال: رأيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما يرى النائم ذات يوم بنصف النهار أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ما هذه ؟
قال: «هذا دم الحسين عليه السلام وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ».
فاُحصي بذلك الوقت فوجد <قد> قتل ذلك اليوم (15).
وعن نضرة الأزديّة: لمّا قتل الحسين بن علي عليهما السلام مطرت السماء دماً، فأصبحت وكلّ شيء لنا ملء دم (16)!!
وروى محمد بن مسلم، عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام قال: سمعتهما يقولان: «إنّ الله تعالى عوّض الحسين عليه السلام من قتله: أن جعل الإمامة في ذرّيّته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولاتُعدّ أيّام زائره جائياً وراجعاً من عمره ».
قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي عبدالله عليه السلام: هذه الخلال تنال بالحسين فماله هو في نفسه ؟
قال: «إنّ الله تعالى ألحقه بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فكان معه في درجته ومنزلته » ثمّ تلا أبو عبدالله عليه السلام: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأتبَعَتهُم ذُرِيّتهُم بإيفانٍ أَلحَقتا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم ﴾ (17) (18).
وَالأخبار في هذا المعنى أكثر من أن تحصى.
وممّا روي في السبطين عليهما السلام: ما رواه عتبة بن غزوان قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يصلّي فجاء الحسن والحسين يركبان ظهره، فانصرف فوضعهما في حجره وجعل يقبّل هذا مرّة وهذا مرّة، فقالقوم: أتحبّهما يا رسول الله ؟
فقال: «ما لي لا اُحبّ ريحانتيّ من الدنيا» (19).
وروى سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقول: «الحسن والحسين ابنيّ من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار على وجهه » (20).
وروى ابن لهيعة عن أبي عوانة رفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنّ الحسن والحسين شنفا (21) العرش، وأنّ الجنّة قالت: يا ربّ اسكنتني الضعفاء والمساكين، فقال لها الله تعالى: «ألا ترضين أنّي زيّنت أركانك بالحسن والحسين، قال: فماست كما تميس (22) العروس فرحاً» (23).
وروى عبدالله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: كان رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما السلام وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثمّ قال: «صدق الله تعالى: (اِنّما اَموالُكُم وَاَولأدُكُم فِتنَةٌ ) (24) نظرت إلى هذين الصبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما» (25).
وأما ما جاء من الرواية في ثواب زيارته، وفضل تربته، وكيفيّة أخذها، وغير ذلك ممّا يتعلّق بجلال رتبته، وعلوّ منزلته عند الله فكثيرة، وما ذكرناه كاف في هذا الباب.
ـــــــــــــــــــــــ
الهوامش
(1) تقدم في صفحة: 413
(2) كامل الزيارات: 52 و 53، ارشاد المفيد 2: 127، المصنّف لابن أبي شيبة 12:102 | 12244، سنن ابن ماجة 1: 51، الأدب المفرد للبخاري 1: 364 | 455، والتاريخ الكبير 8: 414 | 3536، مسند أحمد 4: 172، صحيح الترمذي 5:658 | 3775، المعجم الكبير للطبراني 3: 20 | 2586 و 2587 و 2589، مستدرك الحاكم 3: 177، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الامام الحسين (ع ) -: 79 | 112، اُسد الغابة 2: 19، جامع الأصول 9: 29، ذخائر العقبى: 33 1، سير أعلام النبلاء 3: 190، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 3 4: 270 | 35.
(3) إيهِ: اسم سُميَ به الفعل، لأن معناه الأمر. تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل:إيهِ (بكسر الهاء). قال ابن السكيت: فإن وصلت نؤنت فقلت: إيهٍ حدثنا. »الصحاح - أيه - 6: 2226».
(4) قرب الاسناد: 101 | 339، أمالي الصدوق: 361، ارشاد المفيد 2: 128، أمالي الطوسي 2: 172، مناقب ابن شهرآشوب 3: 393، مقتل الخوارزمي: 105، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الإمام الحسين [عليه السلام] - 116 - 117 |154 - 156، أسد الغابة 2: 19، ذخائر العقبى: 134، الاصابة: 1: 332، وفي بعضها باختلاف يسير، ونقله المجلسي في بحار الأنوار43: 276 | 45.
(5) ارشاد المفيد 2: 129، دلائل الامامة: 72، مستدرك الحاكم 3: 176، دلائل النبوة للبيهقي 6: 468، مقتل الخوارزمي 1: 158، البداية والنهاية 6: 230.
(6) عيون أخبار الرضا (ع ) 2: 25 | ضمن حديث 5.
(7) ارشاد المفيد 2: 130، كشف الغمة 2: 7.
(8) ارشاد المفيد 2: 130، كشف الغمة 2: 8، وروى مضمونه اليعقوبي في تاريخه 2: 245.
(9) تاريخ بغداد ا: 2 4 1، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الإمام الحسين [عليه السلام] - 241 | 286، الفردوس لابن شيرويه 3: 187 | 4515.
(10) ارشاد المفيد 2: 32 1، مجمع البيان 3: 502، كشف الغمة 2: 9.
(11) ارشاد المفيد 2: 132، كشف الغمة 2: 9، طبقات ابن سعد - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام] - ج 8 انظر: مجلة تراثنا العدد 10: ص 200 ح 326، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الامام
علي [عليه السلام] -: 245 | 298، وباختلاف يسير في: المعجم الكبير للطبراني 3: 122 | 2840، ونحوه في: سير أعلام النبلاء 3: 312، وتاريخ الاسلام للذهبي: ص 15حوادث سنة 61.
(12) دلائل النبوة للبيهقي 6: 471، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 3: 127 |2856، والذهبي في سير أعلام النبلاء 3: 314، وتاريخ الاسلام: ص 16 حوادث سنة 61، والهيثمي في مجمع الزوائد 9: 197.
(13) دلائل النبوة للبيهقي 6: 472، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 3: 120 | 2836، وابن عساكر في تاريخه - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام]-: 242 | 289، والهيثمي في مجمع الزوائد 9: 196.
(13) دلائل النبوة للبيهقي 6: 472، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3: 313، وتاريخ الاسلام: ص 15 حوادث سنة 61.
(15) مسند أحمد 1: 242 و 283، المعجم الكبير للطبراني 3: 116 | 2822، مستدرك الحاكم 4: 397، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك، دلائل النبوة للبيهقي 6: 471، تاريخ بغداد 1: 142، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام] -: 261 | 325، اُسد الغابة 2: 23، سير أعلام النبلاء 3:315، تاريخ الاسلام للذهبي: ص 17 حوادث سنة 61، البداية والنهاية 6: 231، تهذيب التهذيب 2: 355، مجمع الزوائد 9: 194.
(16) طبقات ابن سعد - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام] - ج 8 انظر: مجلة تراثنا العدد 10: ص 199ح 321، دلائل النبوة للبيهقي 6: 471، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام] - 244 |295، سير أعلام النبلاء 3: 312.
(17) الطور 52: 21.
(18) أمالي الطوسي ا: 324.
(19) مناقب ابن شهرآشوب 3: 383.
(20) مستدرك الحاكم 3: 166، وباختلاف يسير في: إرشاد المفيد 2: 28، وتاريخ ا بن عساكر - ترجمة الامام الحسين (ع )-: 97 - 98 | 131 و 132، كفاية الطالب: 422.
(21) الشنف: القرط الأعلى. « الصحاح - شنف - 4: 1383 ».
(22) الميس: ضرب من الميسان، أي ضرب من المشي في تبختر وتهاد، كما تميس الجارية العروس «العين 7: 323».
(23) ارشاد المفيد 2: 127، مناقب ابن شهرآشوب:395، وقطعة منه في: تاريخ بغداد 2:238، ومجمع الزوائد 9: 184، وكنز العمال 12: 121.
(24) الأنفال 8: 28، التغابن 64: 15.
(25) مسند أحمد 5: 4 35، صحيح الترمذي 5: 658 | 3774، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الإمام الحسين [عليه السلام] -: 107 | 144 و145.
في مناقـب الحسن و الحسين (عليه السلام)، روى بسنـده عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله ]ص [: حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط.
- سنن ابن ماجه
في باب من فضائـل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله). روى بسنده عن يعلي بن مرة، قال: إنهم خرجوا مع النبي ]ص [إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال فتقدم النبي ]ص [أمام القوم، و بسط يديه تحت ذقنـه و الأخرى في فأس رأسه. فقبله و قال: حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسن سبط من الأسباط.
- مستدرك الصحيحين / محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (3/176)
روى بسنـده عن أم الفضل بنت الحارث، أنها دخلت على رسول الله [صلى الله عليه وآله] فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة. قال: و ما هو ؟ إنـه شديـد. قال: و ما هو ؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قُطعت و ُضعت في حجري، فقال رسول الله ]ص [: رأيت خيراً تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك. فولدت فاطمة [عليه السلام] الحسين [عليه السلام] فكان في حجري كما قال رسول الله [صلى الله عليه وآله].
- أسد الغابة في معرفة الصحابة / علي بن أثير ( 3/234)
في ترجمة عبدالله بن عمرو بن العاص، روى بسنده عن اسماعيل بن رجـاء، عن أبيه، قال: كنت في مسجد الرسول ]ص [في حلقة فيها أبو سعيد الخدري و عبدالله بن عمرو، فمر بنا الحسين بن [عليه السلام] فسلم فرد القوم السلام، فسكت عبدالله حتى فرغوا، رفع صوته و قال: و عليك السلام و رحمة الله و بركاتـه، ثم أقبل على القوم فقال: ألا أخبركم بأحـب أهل الأرض إلى أهل السماء ؟ قالوا: بلى، قال: هذا هو الماشي ما كلمني كلمة منذ ليالي صفيـن، و لأن يرضى عني أحب إليّ من أن يكون لي حمر النعم، فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه، قال: بلى، قال: فتواعدوا أن يغدو إليه، قال: فغدوت معها، فاستأذن أبو سعيد، فأذن له، فدخـل ثم استأذن لعبدالله فلم يزل به حتى أذن له. فلما دخل قال: أبو سعيد: يا بن رسول الله إنك لما مررت بنـا أمس – فأخبـره بالذي كان من قول عبدالله بن عمرو – فقال الحسين [عليه السلام]: أعلمت يا عبدالله إني أحب أهل الأرض إلى - أهل السماء ؟ قال: إي و رب الكعبة، قال: فما حملك على أن قاتلتني و أبي يوم صفين فو الله لأبي كان خيراً مني، قال: أجل و لكن عمرو شكاني إلى رسول الله ]ص [: يا عبدالله صل و نم و صم و أفطر، و أطع عمرو، قال: فلما كان يوم صفيـن أقسم عليّ، فخرجت أمـا و الله ما اخترطت سيفاً و لا طعنت برمح و لا رميت بسهم، قال: فكأنه قبل منه.
- الإصابة في تمييز الصحابة / أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (1/القسم 1/15)
قال يونس بن أبي اسحاق عن العيزار بن حريب، قال: بينما عبدالله بن عمر جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين [عليه السلام] مقبلاً، فقال: هذا أحـب أهل الأرض إلى أهل السماء اليـوم. و ذكـره كذلك في تهذيب التهذيب (2/346).
- تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني (2/347)
عن أبي عبدالله الضبي قال: دخلنا على ابن هرثم الضبي حين أقبل من صفين و هو مع علي (عليه السلام) فقال: أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلا فصلى بنا علي [عليه السلام] صلاة الفجر ثم أخذ كفاً من بعر الغزلان فشمه، ثم قال: أوه أوه يقتل بهذا المكان قوم يدخلون الجنة بغير حساب.
- تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني (2/348)
عن هرثمة بن سلمى قال: خرجنـا مع علي [عليه السلام] فسار حتى انتهى إلى كربلا فنزل إلى شجرة فصلى إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ثم قال: واهاً لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، قال: فقفلنا من غزاتنـا و قتل علي [عليه السلام] و نسيت الحديث. قال: فكنت في الجيش الذي ساروا إلى الحسين [عليه السلام] فلما انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لي فقلت: أبشرك ابن بنت رسول الله [صلى الله عليه وآله]، و حدثته الحديث قال: معنا أو علينا، قلن: لا معك و لا عليك، تركت عيالاً و تركت مالاً، قال: أما لا فول في الأرض هارباً فو الذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم، قال: فانطلقت هارباً مولياً في الأرض حتى خفي عليّ مقتله.
- صحيح البخاري
في كتاب الأدب، باب رجمة الولد و تقبيله و معانقته، روى بسنـده عن ابن أبي نعم، قال: كنت شاهداً لابن عمر و سأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت ؟ فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض و قد قتلوا ابن النبي [صلى الله عليه وآله]، و سمعت النبي [صلى الله عليه وآله] يقول: هما ريحانتاي من الدنيا.
و رواه بطريـق آخر أيضاً في كتـاب بدء الخلق في باب مناقب الحسن و الحسين [عليه السلام]. و رواه في الأدب المفرد. كما رواه الترمذي في سننه 2/306 و أحمد في مسنده بعدة طرق.
- خصائص النسائي (ص: 37)
روى بسنده عن ؟أنس بن مالك، قال: دخلت ( أو ربما دخلت ) على وسول الله [صلى الله عليه وآله] و الحسن و الحسين [عليه السلام] يتقلبان على بطنه و يقول: ريحانتي من هذه الأمة.
- سنن الترمذي (2/306)
في مناقب الحسن و الحسين )ع(، روى سنده عن أنس بن مالك يقول: سئل رسول الله [صلى الله عليه وآله] أي أهل بيتـك أحـب إليـك ؟ قال: الحسن و الحسين، و كان يقول لفاطمة [عليه السلام]: ادعي ابني، فيشمهما و يضمهما إليه.
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح / علي بن سلطان القاري (5/602)
قال: و عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله] لفاطمة [عليه السلام]: نبينا خير الأنبيـاء و هو أبوك، و شهيدنا خير الشهداء و هم عم أبيك حمزة، و منا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء و هو ابن عم أبيك، و منا سبطا هذه الأمـة الحسن و الحسين و هما ابناك، و منا المهدي. أخرجـه الطبراني في معجمه، و ذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى.
- ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى / محب الدين الطبري (ص:135)
عن علي بن الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله في الحالـة التي قبض فيها فإذا فاطمة [عليه السلام] عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع [صلى الله عليه وآله] طرفـه إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ فقالت: أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا حبيبتي أما علمت أن الله اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثم اطلع اطلاعة فاختـار منها بعلك و أوحي إليً أن أنكحك إياه ؟ يا فاطمة و نحن أهل البيت قـد أعطانا الله سبع خصال لم تعط أحد قبلنا و لا تعط أحد بعدنا، و أنا خاتـم النبيين و أكرمهم على الله عزوجل و أحب المخلوقين إلى الله عزوجل، و أنا أبوك. و وصيي خير الأوصياء و أحبهم إلى الله عزوجل و هو بعلك، و شهيدنا خيـر الشهداء، و أحبهم إلى الله عزوجل و هو حمزة بن عبدالمطلب عم أبيك و عم بعلك، و منا من له جناحان أخضران يطيـر بهما في الجنة حيث يشاء مع الملائكة و هو ابن عم أبيك و أخو بعلك، و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناك الحسن و الحسين و هما سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما – و الذي بعثني بالحق – خير منهما، يا فاطمة و الذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمـة إذا صارت الدنيا هرجاً مرجاً ( أي الاقتتال و الاختلاط ) و تظاهـرت الفتن و تقطعت السبل و أغـار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً و لا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عزوجل عند ذلك من يفتح حصون الضلالة و قلوباً غلفاً ( أي في غلاف عن سماع الحق )، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان و يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
- تاريخ بغداد / أحمد بن علي الخطيب البغدادي (1/259)
روى بسنده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حِبّ الله ( أي محبوب الله )، و الحسن و الحسين صفوة الله، فاطمة خيرة الله، على باغضهم لعنة الله.
- سنن الترمذي (2/240)
و روى بسنـده عن أسامـة بن زيد، قال: طرقت النبي [صلى الله عليه وآله] ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي [صلى الله عليه وآله] و هو مشتمل شيء لا أدري ما هو ؟ فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ؟ قال: فكشفه فإذا حسن و حسين على وركيه. فقال: هذان ابناي و ابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما و أحب من يحبهما.
- سنن ابن ماجه (1/51)
في فضائل الحسن و الحسين )ع(، روى بسنده عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني، و من أبغضهما فقد أبغضني.
و رواه أحمد في المسند (2/288)، و الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/141).
- مستدرك الصحيحين / محمد بن عبدالله النيسابوري (3/166)
روى بسنده عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول الله [صلى الله عليه وآله] و معه الحسن و الحسين، هذا على عاتقه و هذا على عاتقه، و هو يلثم هذا مرة و هذا مرة حتى انتهى إلينا. فقال له رجل: يا رسول الله إنك تحبهما ؟ فقال: نعم من أحبهما فقد أحبني، و من أبغضهما فقد أبغضني. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.
و رواه أيضاً أحمد في مسنده (2/440) و الهيثمي في مجمعه (9/179). و انظر في مضامين الحديث في كنز العمال (7/108)، سنن البيهقي (2/263)، مجمع الزائد (9/180،181،185)، ذخائر العقبى (ص123،124)، مسند أحمد (5/369)، مسند أبي داود الطيالسي (10/327)
- كنز العمال/ للمتقي الهندي علي بن حسام الدين (6/222)
و لفظه: لا يقومن أحدكم من مجلسه إلا للحسن و الحسين أو ذريتهما، قال: أخرجه ابن عساكر عن أبان عن أنس.
الحسنان سيدا شباب أهل الجنة:
- سنن الترمذي (2/306)
في مناقب الحسن و الحسين )ع(، روى بسندين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: الحسن و الحسين سيد شباب أهل الجنة.
و رواه أحمد في المسند(3/3،62،82)، و البغدادي في تاريـخ بغداد (9/231،232)، و ابن حجر في تهذيب التهذيب ( في ترجمة زياد بن جبير، سويد بن سعيد. و في خصائص النسائي ص36.
- سنن ابن ماجه (1/44)
في باب فضائل أصحاب النبي )ص(، روى بسنده عن ابن عمر قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة، و أبوهما خير منهما.
- تاريخ بغداد / أحمد بن علي الخطيب البغدادي (2/238)
روى بسنده عن عقبة بن عامر: قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: لما استقر أهل الجنة في الجنة، قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنيـن من أركانـك ؟ قال: ألم أزينك بالحسن و الحسين ؟ قال: فماست ( أي تبخرت ) الجنة ميساً كما تميس العروس.
- أسد الغابة في معرفة الصحابة / علي بن أثير (1/178)
في ترجمة بزيع الأزدي والد عباس ذكر عنه حديثاً، قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: قالت الجنة: يا رب زينتني فأحسن أركاني، فأوحى اله تبارك و تعالى إليها إني قد حشوت أركانك بالحسن و الحسين.
فضائل الحسين من مصادر أتباع أهل البيت عليهم السلام
كان عليه السلام يشبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من صدره إلى رجليه وكان الحسن عليه السلام يشبهه من صدره إلى رأسه كما تقدم (1).
وروى سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرّة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم يقول: «حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط » (2).
وروى عبدالله بن ميمون القدّاح، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: «إصطرع الحسن والحسين بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إيهاً (3) حسن خذ حسيناً،
فقالت فاطمة عليها السلام: يا رسول الله أتستنهض الكبير على الصغير ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: هذا جبرئيل يقول للحسين: ايهاً حسين خذ حسناً» (4).
وروى الأوزاعي، عن عبدالله بن شدّاد، عن اُمّ الفضل، أنّها دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله
وسلّم فقالت: يا رسول الله رأيت الليلة حُلماً منكراً.
قال: «وما رأيت ؟».
فقالت: إنّه شديد.
قال: «وما هو؟».
قالت: رأيت كانّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري.
فقال رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم: «خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك ».
فولدت الحسين عليه السلام وكان في حجري كما قال صلوات الله عليه وآله.
قالت: فدخلت به يوماً على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فوضعته في حجره، ثمّ حانت منّي التفاتة
فإذا عينا رسول اللهّ صلّى الله عليه واله وسلّم تهرقان بالدموع، فقلت: بابي أنت واُمّي يا رسول الله مالك ؟
قال: «أتاني جبرئيل فاخبرني أنّ اُمّتي ستقتل ابني هذا، وأتاني بتربة من تربته حمراء» (5).
وفي مسند الرضا عليه السلام: عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: «حدّثتني أسماء بنت عميس قالت: لمّا كان بعد حول من مولد الحسن عليه السلام ولد الحسين عليه السلام فجاء النبيّ عليه وآله السلام فقال: يا أسماء هاتي ابني، فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ووضعه في حجره وبكى.
قالت أسماء: فداك أبي واُمّي ممّ بكاؤك ؟
قال: من ابني هذا.
قلت: إنّه ولد الساعة!
قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي،ثمّ قال: يا أسماء، لا تخبري
فاطمة فإنّها حديث عهد بولادته، ثمّ قال لعليّ: أيّ شيءٍ سمّيت ابني هذا؟
قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، وقد كنت اُحبّ أن اُسمّيه حرباً.
فقال رسول الله: ما كنت لأسبق باسمه ربّي.
فأتاه جبرئيل فقال: الجبّار يقرئك السلام ويقول: سمّه باسم ابن هارون.
فقال: وما اسم ابن هارون ؟
قال: شبير.
قال: سمّه الحسين.
فسمّاه الحسين، ثمّ عقّ عنه يوم سابعه بكبشين أملحين، وحلق رأسه وتصدّق بوزن شعره وَرِقاً، وطلى رأسه بالخلوق وقال: الدم فعل الجاهليّة، وأعطى القابلة فخذ كبش » (6).
وروى الضحّاك، عن ابن المخارق، عن اُمّ سلمة رضي الله عنها قالت: بينا رسول الله صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم ذات يوم جالس والحسين عليه السلام في حجره إذ هملت عيناه بالدموع فقلت: يا رسول الله أراك تبكي جعلت فداك ؟
قال: «جاءني جبرئيل عليه السلام فعزّاني بابني الحسين، وأخبرني أنّ طائفة من اُمّتي ستقتله، لا أنالهم الله شفاعتي » (7).
وروي بإسناد آخر عن اُمّ سلمة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج من عندنا ذات ليلة فغاب عنّا طويلاً ثم جاءنا وهو أشعث أغبر ويده مضمومة، فقلت له: يا رسول الله، ما لي أراك شَعِثاً مغبرّاً؟
فقال: «اُسري بي في هذه الليلة إلى موضع من العراق يقال له: كربلاء، فاُريت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من ولدي وأهل بيتي، فلم أزل ألقط منه دماءهم فها هي في يدي » وبسطها فقال: «خذيه واحتفظي به ».
فأخذته فإذا هو شبه تراب أحمر، فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها، فلمّا خرج الحسين عليه السلام متوجّها نحو العراق كنت اُخرج تلك القارورة في كلّ يوم وليلة فاشمّها وأنظر إليها ثمّ أبكي لمصابه،
فلمّا كان يوم العاشر من المحرّم - وهو اليوم الذي قُتل فيه - أخرجتها في أوّل النهار وهي بحالها ثمّ عدت إليها آخر النهار فإذا هي دمٌ عبيط، فصحت في بيتي وكظمت غيظي مخافة أن يسمع أعداؤهم بالمدينة فيسرعوا بالشماتة، فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتّى جاء الناعي ينعاه، فحقّق مارأيت (8).
وعن ابن عبّاس رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «قال لي جبرئيل عليه السلام: إنّ الله جلّ جلاله قتل بدم يحيى بن زكريّا سبعين ألفاً، وهو قاتل بدم ابنك الحسين سبعين ألفاً وسبعين ألفاً» (9).
وروى سفيان بن عيينة، عن عليّ بن زيد، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: «خرجنا مع الحسين عليه السلام فما نزل منزلاً ولا ارتحل عنه إلاّ ذكر يحيى بن زكريّا، وقال يوماً: من هوان الدنيا على الله عزّ وجلّ أنّ رأس يحيى بن زكريّا اُهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل » (10).
وروى يوسف بن عبدة قال: سمعت محمّد بن سيرين يقول: لم تُرَ هذه الحمرة في السماء إلاّ بعد قتل الحسين عليه السلام (11).
وذكر الحافظ الشيخ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة قال: أخبرنا القطّان: حدّثنا عبدالله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سليمان ابن حرب، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن معمر قال: أوّل ما عُرف الزهري تكلّم في مجلس الوليد بن عبد الملك، فقال الوليد: أيّكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن عليّ ؟
فقال الزهري: بلغني أنّه لم يُقلب حجرٌ إلاّ وجد تحته دمٌ عبيط (12).
قال: وأخبرنا القطّان بإسناده، عن عليّ بن مسهر قال: حدّثتني جدّتي قالت: كنت أيّام الحسين عليه السلام جارية شابّة فكانت السماء أيّاماً علقة (13).
قال: وأخبرنا القطّان بإسناده، عن جميل بن مرّة قال: أصابوا إبلاً في عسكر الحسين عليه السلام يوم قُتل فنحروها وطبخوها، قال: فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئاً (14).
وعن ابن عبّاس قال: رأيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما يرى النائم ذات يوم بنصف النهار أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ما هذه ؟
قال: «هذا دم الحسين عليه السلام وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ».
فاُحصي بذلك الوقت فوجد <قد> قتل ذلك اليوم (15).
وعن نضرة الأزديّة: لمّا قتل الحسين بن علي عليهما السلام مطرت السماء دماً، فأصبحت وكلّ شيء لنا ملء دم (16)!!
وروى محمد بن مسلم، عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام قال: سمعتهما يقولان: «إنّ الله تعالى عوّض الحسين عليه السلام من قتله: أن جعل الإمامة في ذرّيّته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولاتُعدّ أيّام زائره جائياً وراجعاً من عمره ».
قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي عبدالله عليه السلام: هذه الخلال تنال بالحسين فماله هو في نفسه ؟
قال: «إنّ الله تعالى ألحقه بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فكان معه في درجته ومنزلته » ثمّ تلا أبو عبدالله عليه السلام: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأتبَعَتهُم ذُرِيّتهُم بإيفانٍ أَلحَقتا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم ﴾ (17) (18).
وَالأخبار في هذا المعنى أكثر من أن تحصى.
وممّا روي في السبطين عليهما السلام: ما رواه عتبة بن غزوان قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يصلّي فجاء الحسن والحسين يركبان ظهره، فانصرف فوضعهما في حجره وجعل يقبّل هذا مرّة وهذا مرّة، فقالقوم: أتحبّهما يا رسول الله ؟
فقال: «ما لي لا اُحبّ ريحانتيّ من الدنيا» (19).
وروى سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقول: «الحسن والحسين ابنيّ من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار على وجهه » (20).
وروى ابن لهيعة عن أبي عوانة رفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنّ الحسن والحسين شنفا (21) العرش، وأنّ الجنّة قالت: يا ربّ اسكنتني الضعفاء والمساكين، فقال لها الله تعالى: «ألا ترضين أنّي زيّنت أركانك بالحسن والحسين، قال: فماست كما تميس (22) العروس فرحاً» (23).
وروى عبدالله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: كان رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما السلام وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثمّ قال: «صدق الله تعالى: (اِنّما اَموالُكُم وَاَولأدُكُم فِتنَةٌ ) (24) نظرت إلى هذين الصبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما» (25).
وأما ما جاء من الرواية في ثواب زيارته، وفضل تربته، وكيفيّة أخذها، وغير ذلك ممّا يتعلّق بجلال رتبته، وعلوّ منزلته عند الله فكثيرة، وما ذكرناه كاف في هذا الباب.
ـــــــــــــــــــــــ
الهوامش
(1) تقدم في صفحة: 413
(2) كامل الزيارات: 52 و 53، ارشاد المفيد 2: 127، المصنّف لابن أبي شيبة 12:102 | 12244، سنن ابن ماجة 1: 51، الأدب المفرد للبخاري 1: 364 | 455، والتاريخ الكبير 8: 414 | 3536، مسند أحمد 4: 172، صحيح الترمذي 5:658 | 3775، المعجم الكبير للطبراني 3: 20 | 2586 و 2587 و 2589، مستدرك الحاكم 3: 177، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الامام الحسين (ع ) -: 79 | 112، اُسد الغابة 2: 19، جامع الأصول 9: 29، ذخائر العقبى: 33 1، سير أعلام النبلاء 3: 190، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 3 4: 270 | 35.
(3) إيهِ: اسم سُميَ به الفعل، لأن معناه الأمر. تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل:إيهِ (بكسر الهاء). قال ابن السكيت: فإن وصلت نؤنت فقلت: إيهٍ حدثنا. »الصحاح - أيه - 6: 2226».
(4) قرب الاسناد: 101 | 339، أمالي الصدوق: 361، ارشاد المفيد 2: 128، أمالي الطوسي 2: 172، مناقب ابن شهرآشوب 3: 393، مقتل الخوارزمي: 105، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الإمام الحسين [عليه السلام] - 116 - 117 |154 - 156، أسد الغابة 2: 19، ذخائر العقبى: 134، الاصابة: 1: 332، وفي بعضها باختلاف يسير، ونقله المجلسي في بحار الأنوار43: 276 | 45.
(5) ارشاد المفيد 2: 129، دلائل الامامة: 72، مستدرك الحاكم 3: 176، دلائل النبوة للبيهقي 6: 468، مقتل الخوارزمي 1: 158، البداية والنهاية 6: 230.
(6) عيون أخبار الرضا (ع ) 2: 25 | ضمن حديث 5.
(7) ارشاد المفيد 2: 130، كشف الغمة 2: 7.
(8) ارشاد المفيد 2: 130، كشف الغمة 2: 8، وروى مضمونه اليعقوبي في تاريخه 2: 245.
(9) تاريخ بغداد ا: 2 4 1، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الإمام الحسين [عليه السلام] - 241 | 286، الفردوس لابن شيرويه 3: 187 | 4515.
(10) ارشاد المفيد 2: 32 1، مجمع البيان 3: 502، كشف الغمة 2: 9.
(11) ارشاد المفيد 2: 132، كشف الغمة 2: 9، طبقات ابن سعد - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام] - ج 8 انظر: مجلة تراثنا العدد 10: ص 200 ح 326، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الامام
علي [عليه السلام] -: 245 | 298، وباختلاف يسير في: المعجم الكبير للطبراني 3: 122 | 2840، ونحوه في: سير أعلام النبلاء 3: 312، وتاريخ الاسلام للذهبي: ص 15حوادث سنة 61.
(12) دلائل النبوة للبيهقي 6: 471، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 3: 127 |2856، والذهبي في سير أعلام النبلاء 3: 314، وتاريخ الاسلام: ص 16 حوادث سنة 61، والهيثمي في مجمع الزوائد 9: 197.
(13) دلائل النبوة للبيهقي 6: 472، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 3: 120 | 2836، وابن عساكر في تاريخه - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام]-: 242 | 289، والهيثمي في مجمع الزوائد 9: 196.
(13) دلائل النبوة للبيهقي 6: 472، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3: 313، وتاريخ الاسلام: ص 15 حوادث سنة 61.
(15) مسند أحمد 1: 242 و 283، المعجم الكبير للطبراني 3: 116 | 2822، مستدرك الحاكم 4: 397، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك، دلائل النبوة للبيهقي 6: 471، تاريخ بغداد 1: 142، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام] -: 261 | 325، اُسد الغابة 2: 23، سير أعلام النبلاء 3:315، تاريخ الاسلام للذهبي: ص 17 حوادث سنة 61، البداية والنهاية 6: 231، تهذيب التهذيب 2: 355، مجمع الزوائد 9: 194.
(16) طبقات ابن سعد - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام] - ج 8 انظر: مجلة تراثنا العدد 10: ص 199ح 321، دلائل النبوة للبيهقي 6: 471، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الامام الحسين [عليه السلام] - 244 |295، سير أعلام النبلاء 3: 312.
(17) الطور 52: 21.
(18) أمالي الطوسي ا: 324.
(19) مناقب ابن شهرآشوب 3: 383.
(20) مستدرك الحاكم 3: 166، وباختلاف يسير في: إرشاد المفيد 2: 28، وتاريخ ا بن عساكر - ترجمة الامام الحسين (ع )-: 97 - 98 | 131 و 132، كفاية الطالب: 422.
(21) الشنف: القرط الأعلى. « الصحاح - شنف - 4: 1383 ».
(22) الميس: ضرب من الميسان، أي ضرب من المشي في تبختر وتهاد، كما تميس الجارية العروس «العين 7: 323».
(23) ارشاد المفيد 2: 127، مناقب ابن شهرآشوب:395، وقطعة منه في: تاريخ بغداد 2:238، ومجمع الزوائد 9: 184، وكنز العمال 12: 121.
(24) الأنفال 8: 28، التغابن 64: 15.
(25) مسند أحمد 5: 4 35، صحيح الترمذي 5: 658 | 3774، تاريخ ابن عساكر - ترجمة الإمام الحسين [عليه السلام] -: 107 | 144 و145.
تعليق