هيهات للشمس ان يغطيها الغربال ، وحاشا للبحر ان يجففه الذباب بطنين اجنحته ، وما كان للريح ان تزيح الجبال الرواسي ..
وما كان لأعداء أهل البيت (عليهم السلام) أن يطفؤا نورهم أو يخمدوا جذوة نارهم ، بل كلما أرادوا اطفاء النور أو اخفاءه ازداد توهجاً واشراقاً
ورد في كتاب دلائل الإمامة - لمحمد بن جرير الطبري الشيعي( ص 417 ) حول كرامات أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام) ، فقال :
1 - قال أبو طالب: هو ما حدثني به مقبل الديلمي قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد، فقال له صاحب له كان يميل إلى ناحيتنا ويقول بأمرنا: لا تقل بإمامة عبد الله، فإنه باطل، وقل بالحق.
قال: وما الحق حتى أتبعه؟
قال: إمامة موسى بن جعفر (عليهما السلام) ومن بعده.
قال له الفطحي (1): ومن الإمام اليوم منهم؟
قال: علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام).
قال: فهل من دليل استدل به على ما قلت؟.
قال: نعم، قال: وما هو؟
قال: اضمر في نفسك ما تشاء، والقه بسر من رأى فإنه يخبرك به. فقال: نعم.
فخرجا إلى العسكر وقصدا شارع أبي أحمد، فأخبرا أن أبا الحسن علي بن محمد مولانا ركب إلى دار المتوكل، فجلسا ينتظران عودته، فقال الفطحي لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماما فإنه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدته، فيخبرني به من غير أن أسأله .
قال: فوقفا إلى أن عاد أبو الحسن (عليه السلام) من موكب المتوكل وبين يديه الشاكرية، ومن ورائه الركبة (2) يشيعونه إلى داره قال: فلما بلغ إلى الموضع الذي فيه الرجلان، التفت إلى الرجل الفطحي فتفل بشئ من فيه في صدر الفطحي، كأنه غرقئ (3) البيض، فالتصق في صدر الرجل كمثل دارة الدرهم، وفيه سطر مكتوب بخضرة:
" ما كان عبد الله هناك، ولا كذلك "
فقرأه الناس، وقالوا له: ما هذا؟ فأخبرهم وصاحبه بقصتهما، فأخذ التراب من الأرض فوضعه على رأسه وقال: تبا لما كنت عليه قبل يومي هذا، والحمد لله على حسن هدايته. وقال بإمامته .
2 - وقال أبو طالب عبيد الله بن أحمد،: حدثني مقبل الديلمي، قال: كنت جالسا على بابنا بسر من رأى، ومولانا أبو الحسن (عليه السلام) راكب لدار المتوكل الخليفة، فجاء فتح القلانسي، وكانت له خدمة لأبي الحسن (عليه السلام) فجلس إلى جانبي وقال: إن لي على مولانا أربعمائة درهم، فلو أعطانيها لانتفعت بها.
قال: قلت له: ما كنت صانعا بها؟
قال: كنت أشتري منها بمائتي درهم خرقا تكون في يدي، أعمل منها قلانس، وأشتري بمائتي درهم تمرا فأنبذه نبيذا.
قال: فلما قال لي ذلك أعرضت عنه بوجهي، فلم أكلمه لما ذكر، وأمسكت، وأقبل أبو الحسن (عليه السلام) على أثر هذا الكلام، ولم يسمع هذا الكلام أحد ولا حضره، فلما أبصرت به قمت إجلالا له، فأقبل حتى نزل بدابته في دار الدواب، وهو مقطب الوجه، أعرف الغضب في وجهه، فحين نزل عن دابته دعاني ، فقال[ عليه السلام]:
" يا مقبل، ادخل فأخرج أربعمائة درهم، وادفعها إلى فتح هذا الملعون، وقل له: هذا حقك فخذه واشتر منه خرقاً بمائتي درهم، واتق الله فيما أردت أن تفعله بالمائتي درهم الباقية "
فأخرجت الأربعمائة درهم فدفعتها إليه وحدثته القصة فبكى، وقال: والله، لا شربت نبيذا ولا مسكرا أبدا، وصاحبك يعلم ما نعمل .
3 - قال أحمد بن علي: دعانا عيسى بن الحسن القمي أنا وأبا علي، وكان أعرج[أهوج،أو أحوج]، فقال لنا: أدخلني ابن عمي أحمد بن إسحاق على أبي الحسن (عليه السلام)، فرأيته، وكلمه بكلام لم أفهمه، ثم قال له: جعلني الله فداك، هذا ابن عمي عيسى بن الحسن، وبه بياض في ذراعه وشئ قد تكتل كأمثال الجوز:
قال: فقال لي: تقدم يا عيسى. فتقدمت. فقال [عليه السلام]:
" أخرج ذراعك "
فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، وتكلم بكلام خفي طول فيه، ثم قال [عليه السلام] في آخره ثلاث مرات:
" بسم الله الرحمن الرحيم "
ثم التفت إلى أحمد بن إسحاق، فقال [عليه السلام] له:
" يا أحمد بن إسحاق كان علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها "
ثم قال [عليه السلام]:
" يا عيسى "
قلت: لبيك. قال [عليه السلام]:
" أدخل يدك في كمك ثم أخرجها "
فأدخلتها ثم أخرجتها، وليس في ذراعي قليل ولا كثير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفطحية: فرقة بائدة من الشيعة، قالوا إن الإمام بعد جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) هو ابنه عبد الله الأفطح، وسمي بالأفطح لأنه عريض الرأس، وقيل لأنه أفطح الرجلين. معجم الفرق الإسلامية: 186.
(2) الشاكرية: جمع شاكري، المستخدم. والركبة: جمع راكب.
(3) الغرقئ: القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض " المعجم الوسيط - غرق - 2: 650 ".
وما كان لأعداء أهل البيت (عليهم السلام) أن يطفؤا نورهم أو يخمدوا جذوة نارهم ، بل كلما أرادوا اطفاء النور أو اخفاءه ازداد توهجاً واشراقاً
ورد في كتاب دلائل الإمامة - لمحمد بن جرير الطبري الشيعي( ص 417 ) حول كرامات أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام) ، فقال :
1 - قال أبو طالب: هو ما حدثني به مقبل الديلمي قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد، فقال له صاحب له كان يميل إلى ناحيتنا ويقول بأمرنا: لا تقل بإمامة عبد الله، فإنه باطل، وقل بالحق.
قال: وما الحق حتى أتبعه؟
قال: إمامة موسى بن جعفر (عليهما السلام) ومن بعده.
قال له الفطحي (1): ومن الإمام اليوم منهم؟
قال: علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام).
قال: فهل من دليل استدل به على ما قلت؟.
قال: نعم، قال: وما هو؟
قال: اضمر في نفسك ما تشاء، والقه بسر من رأى فإنه يخبرك به. فقال: نعم.
فخرجا إلى العسكر وقصدا شارع أبي أحمد، فأخبرا أن أبا الحسن علي بن محمد مولانا ركب إلى دار المتوكل، فجلسا ينتظران عودته، فقال الفطحي لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماما فإنه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدته، فيخبرني به من غير أن أسأله .
قال: فوقفا إلى أن عاد أبو الحسن (عليه السلام) من موكب المتوكل وبين يديه الشاكرية، ومن ورائه الركبة (2) يشيعونه إلى داره قال: فلما بلغ إلى الموضع الذي فيه الرجلان، التفت إلى الرجل الفطحي فتفل بشئ من فيه في صدر الفطحي، كأنه غرقئ (3) البيض، فالتصق في صدر الرجل كمثل دارة الدرهم، وفيه سطر مكتوب بخضرة:
" ما كان عبد الله هناك، ولا كذلك "
فقرأه الناس، وقالوا له: ما هذا؟ فأخبرهم وصاحبه بقصتهما، فأخذ التراب من الأرض فوضعه على رأسه وقال: تبا لما كنت عليه قبل يومي هذا، والحمد لله على حسن هدايته. وقال بإمامته .
2 - وقال أبو طالب عبيد الله بن أحمد،: حدثني مقبل الديلمي، قال: كنت جالسا على بابنا بسر من رأى، ومولانا أبو الحسن (عليه السلام) راكب لدار المتوكل الخليفة، فجاء فتح القلانسي، وكانت له خدمة لأبي الحسن (عليه السلام) فجلس إلى جانبي وقال: إن لي على مولانا أربعمائة درهم، فلو أعطانيها لانتفعت بها.
قال: قلت له: ما كنت صانعا بها؟
قال: كنت أشتري منها بمائتي درهم خرقا تكون في يدي، أعمل منها قلانس، وأشتري بمائتي درهم تمرا فأنبذه نبيذا.
قال: فلما قال لي ذلك أعرضت عنه بوجهي، فلم أكلمه لما ذكر، وأمسكت، وأقبل أبو الحسن (عليه السلام) على أثر هذا الكلام، ولم يسمع هذا الكلام أحد ولا حضره، فلما أبصرت به قمت إجلالا له، فأقبل حتى نزل بدابته في دار الدواب، وهو مقطب الوجه، أعرف الغضب في وجهه، فحين نزل عن دابته دعاني ، فقال[ عليه السلام]:
" يا مقبل، ادخل فأخرج أربعمائة درهم، وادفعها إلى فتح هذا الملعون، وقل له: هذا حقك فخذه واشتر منه خرقاً بمائتي درهم، واتق الله فيما أردت أن تفعله بالمائتي درهم الباقية "
فأخرجت الأربعمائة درهم فدفعتها إليه وحدثته القصة فبكى، وقال: والله، لا شربت نبيذا ولا مسكرا أبدا، وصاحبك يعلم ما نعمل .
3 - قال أحمد بن علي: دعانا عيسى بن الحسن القمي أنا وأبا علي، وكان أعرج[أهوج،أو أحوج]، فقال لنا: أدخلني ابن عمي أحمد بن إسحاق على أبي الحسن (عليه السلام)، فرأيته، وكلمه بكلام لم أفهمه، ثم قال له: جعلني الله فداك، هذا ابن عمي عيسى بن الحسن، وبه بياض في ذراعه وشئ قد تكتل كأمثال الجوز:
قال: فقال لي: تقدم يا عيسى. فتقدمت. فقال [عليه السلام]:
" أخرج ذراعك "
فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، وتكلم بكلام خفي طول فيه، ثم قال [عليه السلام] في آخره ثلاث مرات:
" بسم الله الرحمن الرحيم "
ثم التفت إلى أحمد بن إسحاق، فقال [عليه السلام] له:
" يا أحمد بن إسحاق كان علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها "
ثم قال [عليه السلام]:
" يا عيسى "
قلت: لبيك. قال [عليه السلام]:
" أدخل يدك في كمك ثم أخرجها "
فأدخلتها ثم أخرجتها، وليس في ذراعي قليل ولا كثير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفطحية: فرقة بائدة من الشيعة، قالوا إن الإمام بعد جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) هو ابنه عبد الله الأفطح، وسمي بالأفطح لأنه عريض الرأس، وقيل لأنه أفطح الرجلين. معجم الفرق الإسلامية: 186.
(2) الشاكرية: جمع شاكري، المستخدم. والركبة: جمع راكب.
(3) الغرقئ: القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض " المعجم الوسيط - غرق - 2: 650 ".
تعليق