تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولادة الإمام علي (ع)
نحتفل هذه الأيام بميلاد من كان لرسول لله (ص) كالرأس من البدن والروح من الجسد أو كان كنفسه فهذا هوعلي بن أبي طالب (ع) الذي ولد من أبوين إن لم يكن لهما أي فضيلة فقط الأعتناء برسول الله (ص) منذ أن كان طفلاً و حموه عندما ترعرع و أصبح رجلاً لكان يكفي من فضيلة ، لقد تفرد الإمام علي (ع) بكل شئ ولم تشترك معه الأمة في أغلب مناقبه ولكنه أشترك مع الأمة في كل مناقبها ، فقد ولد في الكعبة المكان الذي لم يولد فيه إنسان من أدم الى قيام الساعة ولم تدخل أمهُ الى هذا المكان من الباب كما يدخل باقي الناس ولكن الحائط فتح ذراعيه لكي يحتضنه وهو في بطن أمه حباً وشوقاً لمن تشتاق الى رؤيته حتى الملائكة ، ولم يتوجه أصحاب الديانات السماوية في حال الصلاة الى مكان ولادة أنسان إلا مكان ولادته فأن المسلمون قاطبةً يتوجهون الى مكان ولادته(الكعبة الشريفة) خمسة مرات في اليوم ، فقد رباه رسول الله (ص) ولم يربي غيره وأول من دخل الأسلام وأصبح ولي المؤمنين وعمره عشرة سنوات في حادثة الدار ، لقد خرج الجميع من مكة مهاجراً بصورة سرية إلا علي بن ابي طالب (ع) لم يخرج حتى ذهب الى عتاة قريش وهم في دار الندوة واخبرهم بخروجه وتحداهم أن يتبعوه ولم يتجاوز حينذاك عمره سبعة عشر سنة ، لقد آخا رسول الله (ص) ما بين المهاجرين والأنصار إلا علي بن أبي طالب (ع) فقد آخاه رسول الله (ص) ، وفي السنة الثانية زوج رسول الله (ص) علي (ع) من أبنته فاطمة (ع) لأنه الكفؤ الوحيد من البشر لسيد نساء العالمين (ع) ، لم تتباها الملائكة بشجاعة إنسان إلا بشجاعة علي بن أبي طالب (ع) الذي مدحه العلي الأعلى عز قدره عندما كان يذب عن رسول الله (ص) في معركة أحد بعد أن فر جميع الصحابة وفي مقدمتهم الأول والثاني والثالث إلا واحد أو أثنين وقد نادى جبرئيل (ع) لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار ، لقد كاد المسلمون أن ينهزموا وينهاروا لولا سيف علي (ع) ففي معركة الخندق لوّا المسلمون رقابهم خوفاً من مقابلة أشجع شجعان العرب عمر بن ود العامري وهو يتحدى ويرعد ولكن نسى أو تناسى أبن سيد البطحاء ذاك المسمى حيدرا وبعد قتله أشرف قتلة نادى الرسول (ص) ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين ، وفي خيبر حيث أنهزم ابو بكر وعمر ومعهم المسلمون أمام مرحب اليهودي وبقى المسلمون حيارى أمام حصن خيبر الحصين وقائده المهول حتى أنقذهم رسول الله (ص) عندما قال(غداً سأعطي الراية لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار ) فتطاولت الأعناق فكان المحبوب من الله علي بن أبي طالب (ع) فناداه للقتال بالرغم من رمد العيون ولكن ريق الرسول (ص) فيه أفضل الشفاء فجال أبو الحسن (ع) وفي يده راية الإيمان منادياً أين أنت يا قائد بني صهيون فضربةٌ واحد كفّت لشطره نصفين والباب الذي لا يفتح إلا بأربعين فكانت لها قبضة الكرار ترميها الى أربعين ، وفي حنين حيث ولى الجميع فراراً من أرض النزال وأتى لهم التوبيخ من الجليل ولكن الأنزع البطين ركض مسرعاً الى قلب العدو وأسقط اللواء وولى المشركون بين مقتول ومنهزم ، وفي بني المصطلق قد فشل الجميع من ابو بكر وعمر وأبن العاص وكاد الكفر يهجم على طيبة ويضعف الإسلام فصرخ الرسول (ص) أين هازم الكفر ومبدد الأحزاب فأخذ اللواء ابو تراب فسار ليلاً والنهار تركه للإرصاد حتى قضى على الكفار كالنعاج ، فكان نفس الرسول (ص) في مباهلة المسيح وكان رسول رسول الله(ص) في تبليغ سورة براءة وكان وليهم كما كان الرسول (ص) في الولاء عندما جمع الكل في حر الظهير الذي لا ينطق عن الهوى وأخبر الحشد عن ولاية الكرار حيث قال ( من كنت أنا مولاه فهذا علي مولاه أللهم والي من والاه وعادي من عاداه وأنصر من نصره وأدر الحق حيث دار ) فبخبخ الثاني له بأمرة المؤمنين ، وشق العزيز ولايته من ولاية واجب الوجود بعد حادث التصدق بالخاتم وهو في الركوع حيث قال عز من قائل ( إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، هذا إمامي الذي جاع مع الجياع ولبس ما خف من اللباس ليبرد كما يبرد الفقراء ونصر المظلوم وقتل كل ظالم مغرور ، هذا قائدي ومثالي من الرجال الذي يدفعني طريقه الى الجنان بعد أن أعيش في مكارم الاخلاق وحلو الطباع ، فالنقتدي به أيها الشباب فأنه الشجاع الذي لم يعطي ظهرا للأعداء وقد تخلق بأخلاق من مدحه خالق الخلق حيث قال (وإنك لعلى خلق عظيم ) وكرمه قد أعلنه أكرم الأكرمين حيث قال ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) وقد طلق الدنيا ثلاث ولم يعطي أخيه شيئاً من مال المسلمين ، فأصبح الوحيد الذي يشار له بالبنان من جميع بني البشر وليس هناك خلاف فعدوه معاوية عند ذكره تسيل عيناه بالدموع وسيبقى مخلداً ما بقي الدهر لصفاته وكمالاته التي حيرة العقول . فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق