في مقتل الحسين (عليه السلام) ثار الكون وتغيرت الطبيعة في ذلك اليوم لعظم الفاجعة وعظم المصاب، فالسماء أحمرت وأظلمت وأمطرت بالدم تعبيراً عن الحزن، أما الأحجار فبكت دماً عبيطا، والنباتات والأشجار تبكي سيد الشهداء، وشاركت الجن بالنياحة والرثاء على سيد الشهداء، والملائكة ضجت من فوق سبع سماوات..
والطيور والحيوانات بكت على الإمام المذبوح، فهذا خيل الإمام الحسين بصهيله وحمحمته ينعى الإمام، وقد أثخن بالجراح لمقاومته جحافل الظلم والطغيان، فجرى وعيناه تفيضان من الدموع يخبر بمقتل المظلوم.
فعن المنتخب نقل أنه لما قتل الحسين (عليه السلام)، جعل جواده يصهل ويحمحم ويتخطى القتلى في المعركة واحداً بعد واحد، فنظر إليه عمر بن سعد (لعنه الله)، فصاح بالرجال: خذوه وأتوني به، وكان من جياد خيل رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال: فتراكضت الفرسان، فجعل يرفس برجليه ويمانع عن نفسه ويكدم بفمه حتى قتل جماعة من الناس ونكس فرساناً عن خيولهم، فلم يقدروا عليه، فصاح ابن سعد: ويلكم، تباعدوا عنه ودعوه لننظر ما يصنع، فتباعدوا عنه، فلما أمن الطلب جعل يتخطى القتلى ويطلب الحسين (عليه السلام)، حتى إذا وصل إليه جعل يشم رائحته ويقبله ويمرغ ناصيته عليه، وهو مع ذلك يصهل ويبكي بكاء الثكلى، حتى أعجب كل من حضر.
وعن عبد الله بن قيس: سمعتُ أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول يوم صفين وقد حبس الأعور السلمي الماء على الناس، فلم يقدروا عليه ولا على جرعة منه، فبعث الحسين (عليه السلام) في خمسماءة فارس فكشف الناس عن الفرات، فلما رأى ذلك قال: معاشر الناس، إن ولدي هذا الحسين يقتل في بطن كربلاء عطشاناً، وينفر فرسه ويحمحم ويقول في حمحمته:
"الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيهم، وهم يقرأون القرآن الذي جاء به إليهم".
وعن الجلودي: أنه لما صُرع الحسين (عليه السلام) جعل فرسه يحامي عنه، فيثب على الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه، حتى قتل الفرس أربعين رجلاً، ثم تمرغ في دم الحسين وقصد الخيمة وله صهيل عالٍ ويضرب بيده الأرض.
قال أبو مخنف: ويقول في حمحمته "الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها"، فتعجبوا من ذلك وصار يطلب الخيم ويصهل صهيلاً عالياً، وقد ملأ البرية من صهيله حتى قرب من الخيم، فسمعت زينب صهيله فعرفته، فأقبلت على سكينة وقالت:
"جاء أبوكِ بالماء فاستقبليه"!
فخرجت سكينة، فنظرت إلى الفرس عارياً، والسرج خالياً، وهو يصهل وينعى صاحبه، فلما رأته هتكت خمارها وصاحت:
وا قتيلاه، وا حسيناه، وا محمداه، وا علياه، وا فاطمتاه، وا غربتاه، وا بعد سفراه، وا كرباه، هذا الحسين بالعراء، مسلوب العمامة والرداء، وا محمداه، هذا الحسين منزوع الروح والحشاء، وا محمداه، هذا الحسين معفر بدمه في أرض كربلاء، وجسمه بالعراء، هذا الحسين بدنه بأرض ورأسه بأخرى، بأبي من برأسه إلى الشام يهدى، بأبي من أمسى عسكره يوم الاثنين نهباً.
منقول
والطيور والحيوانات بكت على الإمام المذبوح، فهذا خيل الإمام الحسين بصهيله وحمحمته ينعى الإمام، وقد أثخن بالجراح لمقاومته جحافل الظلم والطغيان، فجرى وعيناه تفيضان من الدموع يخبر بمقتل المظلوم.
فعن المنتخب نقل أنه لما قتل الحسين (عليه السلام)، جعل جواده يصهل ويحمحم ويتخطى القتلى في المعركة واحداً بعد واحد، فنظر إليه عمر بن سعد (لعنه الله)، فصاح بالرجال: خذوه وأتوني به، وكان من جياد خيل رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال: فتراكضت الفرسان، فجعل يرفس برجليه ويمانع عن نفسه ويكدم بفمه حتى قتل جماعة من الناس ونكس فرساناً عن خيولهم، فلم يقدروا عليه، فصاح ابن سعد: ويلكم، تباعدوا عنه ودعوه لننظر ما يصنع، فتباعدوا عنه، فلما أمن الطلب جعل يتخطى القتلى ويطلب الحسين (عليه السلام)، حتى إذا وصل إليه جعل يشم رائحته ويقبله ويمرغ ناصيته عليه، وهو مع ذلك يصهل ويبكي بكاء الثكلى، حتى أعجب كل من حضر.
وعن عبد الله بن قيس: سمعتُ أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول يوم صفين وقد حبس الأعور السلمي الماء على الناس، فلم يقدروا عليه ولا على جرعة منه، فبعث الحسين (عليه السلام) في خمسماءة فارس فكشف الناس عن الفرات، فلما رأى ذلك قال: معاشر الناس، إن ولدي هذا الحسين يقتل في بطن كربلاء عطشاناً، وينفر فرسه ويحمحم ويقول في حمحمته:
"الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيهم، وهم يقرأون القرآن الذي جاء به إليهم".
وعن الجلودي: أنه لما صُرع الحسين (عليه السلام) جعل فرسه يحامي عنه، فيثب على الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه، حتى قتل الفرس أربعين رجلاً، ثم تمرغ في دم الحسين وقصد الخيمة وله صهيل عالٍ ويضرب بيده الأرض.
قال أبو مخنف: ويقول في حمحمته "الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها"، فتعجبوا من ذلك وصار يطلب الخيم ويصهل صهيلاً عالياً، وقد ملأ البرية من صهيله حتى قرب من الخيم، فسمعت زينب صهيله فعرفته، فأقبلت على سكينة وقالت:
"جاء أبوكِ بالماء فاستقبليه"!
فخرجت سكينة، فنظرت إلى الفرس عارياً، والسرج خالياً، وهو يصهل وينعى صاحبه، فلما رأته هتكت خمارها وصاحت:
وا قتيلاه، وا حسيناه، وا محمداه، وا علياه، وا فاطمتاه، وا غربتاه، وا بعد سفراه، وا كرباه، هذا الحسين بالعراء، مسلوب العمامة والرداء، وا محمداه، هذا الحسين منزوع الروح والحشاء، وا محمداه، هذا الحسين معفر بدمه في أرض كربلاء، وجسمه بالعراء، هذا الحسين بدنه بأرض ورأسه بأخرى، بأبي من برأسه إلى الشام يهدى، بأبي من أمسى عسكره يوم الاثنين نهباً.
منقول