لقاءات ذات فضائل.. ونوائل وفودٌ تشرّفت إنّ اللقاء مع أئمّة الهدى من آل الرسول صلّى الله عليه وآله يعني نوال الخير كلّه، والحَضْوة بالنور والهداية والكرامة والمعرفة، وذلك لمن شرح الله صدرَه بالإيمان والولاية الحقّة، وكان له توفيقٌ من مودّة قُربى النبيّ صلّى الله عليه وآله والتسليم لفضائلهم ومنازلهم، والشوق إلى زيارتهم ومعرفة الحقّ والفضل عنهم. وكان ممّن حَظِيَ بذلك وفودٌ من أهل قمّ وأعلامهم، وردوا على أهل بيت العصمة والطهارة في المدينة ومكّة والعراق وخراسان، لينالوا الشرف والسعادة بذلك وفودٌ من أهل قمّ وأعلامهم وردوا على أهل بيت العصمة والطهارة في المدينة ومكّة والعراق وخراسان، لينالوا الشرف والسعاة بذلك اللقاء العاطر، فكانت لهم تلك: اللقاءات المباركة • عن يونس بن يعقوب: دخل عيسى بن عبدالله القمّي على أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السلام، فلمّا انصرف عيسى قال عليه السلام لخادمه: « أُدعُه »، فانصرف إليه، فأوصاه عليه السلام بأشياء ثمّ قال له: « يا عيسى بنَ عبدالله، إنّ الله يقول: « وَأْمُرْ أهلَكَ بالصلاة »، وإنّك مِنّا أهلَ البيت، فإذا كانت الشمس مِن هاهنا مقدارها من هاهنا من العصر، فَصَلِّ ستَّ ركعات ». قال: ثمّ ودّعه، وقبّل ما بين عينَي عيسى، وانصرف. قال يونس بن يعقوب: فما تركتُ الستّ ركعاتٍ منذ سمعتُ أبا عبدالله عليه السلام يقول لعيسى بن عبدالله، ( الاختصاص للشيخ المفيد:195ـ 196، والآية في سورة طه:132، والركعات الستّ من المستحبّات ). • وعن أبان بن عثمان: دخل عِمران بن عبدالله على أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السلام، فقرّبه وقال له: « كيف أنت وكيف وُلدُك وكيف أهلك، وكيف بنو عمّك وكيف أهل بيتك ؟ ». ثمّ حدّثه مليّاً، فلمّا خرج عمران قيل لأبي عبدالله عليه السلام: مَن هذا ؟ فقال: « هذا نجيبٌ مِن قومٍ نجباء، ما نَصَب لهم جبّارٌ إلاّ قصمه الله ». ( جامع الرواة لمحمّد بن علي الأردبيلي 642:1 ). • وعن يونس بن عبدالرحمان: دخلتُ على موسى بن جعفر ( الكاظم ) عليه السلام فقلت: يا ابنَ رسول الله، أنت القائمُ بالحقّ ؟ فقال: « أنا القائم بالحقّ، ولكنّ القائم الذي يُطهّر الأرض من أعداء الله عزّوجلّ ويملأها عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، هو الخامس مِن وُلدي، له غَيبةٌ يطول أمدها خوفاً على نفسه، يرتدّ فيها أقوام ويثبت فيها آخَرون ». ثمّ قال عليه السلام: « طُوبى لشيعتنا، المتمسكين بحبلنا في غَيبة قائمنا، الثابتين على ولايتنا والبراءةِ من أعدائنا، أولئك منّا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمّةٌورَضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثمّ طوبى لهم، وهُم ـ والله ـ معنا في درجاتنا يوم القيامة ». ( كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق 361:2 / ح 5 ). • وعن زكريّا بن آدم قال: دخلتُ على الرضا عليه السلام من أوّل الليل في حدثان ما مات أبو جرير رحمه الله، فسألني عنه وترحّم عليه، ولم يزل يُحدّثني أُحدّثه حتّى طلع الفجر، ثمّ قام صلّى الله عليه، وصلّى صلاة الفجر. ( الاختصاص:86، رجال الكشّ:366 ). • وعن زكريّا بن آدم أيضاً: قلت للرضا عليه السلام: إنّي أريد الخروج عن أهل بيتي؛ فقد كثر السفهاء، فقال: « لا تفعل؛ فإن أهل قمّ يُدفَع عنهم بك كما يُدفَع عن أهل بغداد بأبي الحسن ( أي الإمام الكاظم عليه السلام ). ( الاختصاص:87، رجال الكشّي:366 ). • وعن الريّان بن الصلت قال: كنتُ بباب الرضا علهي السلام بخراسان فقلت لمُعمَّر: إن رأيتَأن تسأل سيّدي يكسوني ثوباً من ثيابه، ويَهبَ لي من الدراهم التي ضُرِبت باسمه. قال: فأخبرني معمَّر أنّه دخ على أبي الحسن الرضا عليه السلام من فوره ذلك، قال: فابتدأني أبو الحسن عليه السلام فقال: « يا مُعمَّر، لا يريد الريّان أن نكسوّ من ثيابنا، أو نهبَ له من دراهمنا ؟! ». قال: فقلت: سبحانَ الله! هكذا كان قوله ليَ الساعةَ بالباب! قال: فضحك عليه السلام ثمّ قال: « إنّ المؤمن موفَّق، قلْ له فَلْيَجِئْني »، فأدخلني عليه، فسلّمتُ فردّ علَيّ السلام، ودعا لي بثوبينِ من ثيابه فدفعه إلي، فلمّأ قمتُ وضع في يدي ثلاثين درهماً ». ( قرب الإسناد للحِميْري:343 / ح 1251 ). • وعن شاذَويه بن الحسن بن داود القمّي قال: دخلتُ على أبي جعفر ( الجواد ) عليه السلام وبأهلي حَبَل، فقلت له: جُعِلتُ فداك، أُدعُ اللهَ أن يرزقني ولداً ذكراً. فأطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه فقال: « إذهب؛ فإنّ الله يرزقك ذَكَرَاً » ـ ثلاث مرّات ـ: قال شاذَوَيه: فقدمتُ مكّة فصرت إلى المسجد، فأتى محمّد بن الحسن بن صبّاح برسالة من جماعةٍ من أصحابنا، منهم صفوان بن يحيى ومحمّ بن سنان وابن أبي عُمَير وغيرهم، فأتيتُهم، فسألوني فخبّرتُهم بما قال عليه السلام، فقالوا لي: فهمتَ عنه ذكراً وذكيّ ؟ ( وفي بعض النُّسخ: وزكيّ ؟ )، فقل: ذكراً قد فَهِمت. قال ابن سنان أما أنت ستُرزَق ولداً ذكراً أما إنّه يموت على المكان أو يكون ميّتاً، فقال أصحابنا لمحمّد بن سنان: أسأت، قد علمنا الذي علمت. فأتى غلامٌ في المسجد فقال: أدركْ؛ فقد مات أهلك! فذهبتُ مسرعاً ووجدتها على شُرف الموت، ثمّ لم تلبث أن ولدت غلاماً ذكراً ميّتاً! ( بحار الأنوار 65:50 ـ 66 / ح 42 ـ عن: رجا الكشّي:581. قال المجلسي بعد نقل الخبر في بيانٍ له: قوله « ذَكَراً وذكيّ »، لعلّ المعنى أنّ عليه السلام لمّا قال: « غلاماً » لم يحتج إلى الوصف بالذكورة، فقالوا: لعلّه كان ذكيّاً، من التذكية بمعنى الذبح، كنايةً عن الموت ). • وعن عبدالله بن جعفر الحِمْيري قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري القمّي قال: دخلتُ على أبي الحسن عليّ بن محمّد ( الهادي ) عليه السلام في يومٍ من الأيّا فقلت له:يا سيّدي، أنا أغيب واشهد، ولا يتهيّأ ليَ الوصولُ إليك، إذا شهدت في كل وقت، فقولَ مَن نقبل؟ وأمرَ مَن نمتثل ؟ فقال لي صلوات الله عليه: « هذا أبو عمرو الثقةُ الأمين، ما قاله لكم فَعَنْي يقوله، وما أدّاه إليكم فعنّي يُؤديّه ». قال فلمّا مضى أبو الحسن ( الهادي ) عليه السلام وصلتُ إلى محمّد ابنه الحسن صاحب العسكر عليه السلام ذات يوم، فقلت له مثلَ قولي لأبيه، فقال لي: « هذا أبو عمرو الثقةُ الأمين، ثقةُ الماضي وثقتي في الحياة والممات، فما قاله لكم فعنّي يقوله، وما أدّ إليكم فعنّي يؤديّه ». ( كتاب الغَيبة للنعماني:215، بحار الأنوار 344:51 ). • ودخل أحمد بن إسحاق الأشعري القمّي على الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام وأراد أن يسأله عن الخَلَف مِن بعده، فقال له الإمام العسكريّ عليه السلام مبتدئاً: « يا أحمدَ بن إسحاق، إنّ الله تبارك وتعالى لم يُخْلِ الأرض ـ منذ خلق آدمَ عليه السلام، ولا يُخليها إلى أن تقوم الساعة ـ من حُجّةٍ لله على خَلْقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه يُنزل الغيث، وبه يُخرِج بركات الأرض ». قال: فقلت له: يا ابن رسول الله، فمَن الإمام والخليفة بعدك ؟ فنهض مسرعاً فدخل البيت، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلامٌ كأنّ وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين، فقال: « يا أحمد ابن إسحاق، لولا كرامتك على الله عزّوجلّ وعلى حججه، ما عرضتُ عليك ابني هذا، إنّه سَمِيُّ رسول الله وكنيّه، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً. يا أحمد ب إسحاق، مَثَلُه في هذه الأمّة مَثَلُ الخضر معه، ومَثلُه مَثلُ ذي القَرنَين، واللهِ لَيَغيبنّ غَيبةً لا ينجو فيه من الهلكة إلاّ مَن ثبّته الله عزّوجلّ على القول بإمامته، ووفّقه للدعاء بتعجيل فَرَجه ». فقال أحمد بن إسحاق: فقلت لهك يا مولاي’، فهل من علامةٍ يطمئنّ إليها قلبي ؟ فنطق الغلام بلسانٍ عربيٍّ فصيح فقال: « أنا بقيّةُ الله في أرضه، والمنتقم مِن أعدائه، فلا تطلبْ أثراً بَعدَ عَينٍ يا أحمدَ بن إسحاق! ». فقال أحمد بن إسحاق: فخرجتُ مسروراً فَرِحاً،.. ( كمال الدين 384:2 / ح 1 ـ الباب 38 ). • وممّن دخل على الإمام العسكري عليه السلام المحدّث أبو العبّا القمّي، روى المجلسي عن ( كتاب العتيق ) للغروي، قال: يُروى عن عبدالله بن جعفر الحِمْيري قال: كنتُ عندمولاي أبي محمّد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه إذ وردت عليه رقع من الحبس من بعض مواليه يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان، فكتب عليه السلام إليه: « يا عبدالله، إنّ الله عزّوجلّ يمتحن عباده ليختبر صبرهم فيُثيبهم على ذلك ثواب الصالحين، فعليك بالصبر، واكتب إلى الله عزّوجلّ رقعةً وأنفذها إلى مشهد الحسين بن عليّ صلوات الله عليه وارفعها عنده إلى الله عزّوجلّ، إدفعها حيث لا يراك أحد واكتب في الرقعة: « إلى الله المَلِك الديّان... صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد، واستجبْ دعائي، وارحمْ تضرّعي، وكُفَّ عنّي البلا، ولا تُشمتْ بيَ الأعدا، ولا حاسداً، ولا تسلبني نعمةً ألبستَنيها، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عينٍ أبداً يا ربَّ العالمين، وصلِّ على محمّدٍ النبيِّ وآله، وسلّم تسليماً ». ( بحار الأنوار 238:10 |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
لقاءات ذات فضائل.. ونوائل
تقليص
X
-
لقاءات ذات فضائل.. ونوائل
sigpicالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس