بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأي أكثر علماءنا أن معنى ((المشاهدة)) في رواية السمري المذكورة نقلاً عن الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) هي السفارة أو النيابة الخاصة، وذلك بقرينة قوله (عليه السلام) في التوقيع: وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، وقوله في آخر التوقيع الشريف: ألا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر: (كمال الدين /516 غيبة الطوسي/ 395).
إذ أنه من الثابت بالاستفاضة أو التواتر مشاهدة عدد كبير من رجال الشيعة وعلمائهم وفضلائهم للإمام المهدي (عليه السلام)، في زمان الغيبة الكبرى، وقد أفرد بعض مؤلفينا كتباً في ذكر أخبار عمن لقي الإمام المهدي (عليه السلام) بعد أنقضاء عصر السفراء الأربعة.
وقد ذكروا في معنى المشاهدة أقوالاً أخرى منها:
1- إن المشاهدة هي الرؤية عن معرفة، فيدعي أنه قد رآه وعرفه، وهذا ينبغي أن يُكذب، لأنه قد ورد في الروايات عدم إمكان معرفته من قبل الناس وإن أمكن رؤيته عن غير معرفة، فعن السفير الثاني محمد بن عثمان العمري قال: سمعته يقول: (والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه). (كمال الدين/ 440).
2- إن المشاهدة بحد ذاتها لا تقتضي التكذيب، فنحن نعلم بأن جمعاً من الصلحاء قد رأى الإمام المهدي (عليه السلام) كما ثبت ذلك عن طريق الدليل الإجمالي، لكثرة ورود الأخبار من قبل جملة من الناس يتعذر تواطئهم على الكذب أخبروا عن مشاهدته. ولكننا لا نسلم أن المقصود في التوقيع هو تكذيب من شاهده بل تكذيب من أدّعى مشاهدته، وادعاء المشاهدة أمر آخر غير نفس المشاهدة ، لأن المدّعي لها معلن لها غير متكتم عليها، بينما قد أوصى الأئمة (عليهم السلام) حتى بمنع التسمية، فيكون هذا المدّعي له غرض نفساني يعاكس به إرادة الأئمة في لزوم التكتم على ولي الله وحجته. وهذا الإعلان أشبه ما يكون بإدعاء السفارة، لأنه لا يحق لأحد بعد السفراء الأربعة أن يعلن على الملأ أنه شاهد المهدي أو أتصل به ، أو قل هو أدنى مصاديق السفارة، ولذلك حمل علمائنا معنى الرواية على أدعاء السفارة والمراد به هذا المقدار لا مثل سفارة النواب الأربعة، فلاحظ.
نسألكم الدعاء