إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

3 شعبان ذكرى ولادة سيد شباب أهل الجنة ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 3 شعبان ذكرى ولادة سيد شباب أهل الجنة ..


    أسعد الله أيامكم وتقبل الله طاعتكم في ذكرى ولادة الاقمار ، الأطهار، عليهم السلام


    3 شعبان ذكرى ولادة سيد شباب أهل الجنة ..
    بقلم مجاهد منعثر منشد
    قال تعالى :ـ
    ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) 1..
    عن الرسول الاعظم (ص) ( هبط الي جبريل فأخبرني أنكم قتلى وان مصارعكم شتى ، فحمدت الله على ذلك وسألته لكم الخيرة . قال : فقال له الحسين عليه السلام : يا أبه فمن يزورها ويتعاهدها على تشتتها ؟ فقال : طوائف من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي ، أتعاهدهم في الموقف فآخذ أعضادهم فأنجيهم من أهواله وشدائده .)) .
    و عن الامام علي (عليه السلام) : ((يوكل الله سبحانه بقبر الحسين بن علي أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يستغفرون له ويدعون لمن جاءه . رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : يأتي قوم في آخر الزمان يزورون قبر ابني الحسين ، فمن زاره فكأنما زارني ، ومن زارني فكأنما زار الله سبحانه وتعالى ، ألا من زار الحسين فكأنما زار الله على عرشه . ))
    وعن الامام الحسين بن علي (عليه السلام) (( من زارني بعد موتي زرته يوم القيامة ، ولو لم يكن الا في النار لاخرجته منها . ))
    في عام غزوة الخندق (الأحزاب) وبعد ولادة أخيه الامام الحسن بعشرة أشهر وأيام ..و في يوم 3شهر شعبان 8 سنة 4 للهجرة يوم الخميس كانت ولادة سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة سبط الرسول (ص) الامام الحسين (ع) .
    كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين، كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر، متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة .
    وكانت مدة الحمل ستة اشهر ..وعندما استقبل النبي الاكرم (ص) حفيده كان عمره 56 سنة وأربعة أشهر و16 يوما ,
    وعمر الامام علي (ع) 26 سنة و20 يوما تقريبا ...وعمر والدته البتول الزهراء (ع) 12 سنة ..وكانت مدة خلافته عشر سنين و أشهرا .. كما إنه في اليوم الرابع من شعبان مولد أخيه أبا الفضل العباس .. وفي اليوم الخامس من شعبان ولادة أبنه زين العابدين الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام .
    عن رسول الله (ص) : إن الله تعالى خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
    قلت : فأين كنتم يا رسول الله ؟
    قال صلى الله عليه وآله وسلم : قدام العرش نسبح الله و نقدسه و نمجده .
    قلت : على أي مثال ؟
    قال : أشباح نور ، حتى إذا أراد الله أن يخلق صورنا فصيرنا عمود نور ، ثم قذفنا في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء و أرحام الأمهات ، لا يصيبنا نجس الشرك و لا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم و يشقى آخرون .
    فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب ، أخرج ذلك النور ، فشقه نصفين ، فجعل نصفه في عبد الله ، و نصفه في أبي طالب ، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة بنت وهب ، و النصف الآخر إلى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتني آمنة ، و أخرجت عليا فاطمة .
    ثم أعاد عز و جل العمود : إلي فخرجت مني فاطمة ، و أعاده إلى علي ، فخرج الحسن و الحسين ، يعني من النصفين جميعا ، فما كان من نور علي صار في ولد الحسن ، و ما كان من‏ نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأمة من ولده إلى يوم القيامة2.
    وفيه إشارة لقول : حسين مني وأنا من حسين . في معناه العالي ، وإن كان توجد أحاديث بأن : الحسن مني وأنا من الحسن ، وعلي مني وأنا من علي ، وهم نور واحد في المرتبة العالية.
    فهو الامام الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، الإمام الشهيد سيد شباب أهل الجنة كنيته أبو عبد الله .
    واسمه : الحسين وفي التوراة شبير ، وفي الانجيل طاب وكنيته : أبو عبد الله ، والخاص أبو علي وألقابه : الشهيد السعيد ، والسبط الثاني ، والامام الثالث . قال كمال الدين بن طلحة : كنية الحسين عليه السلام أبو عبد الله لا غير وأما ألقابه فكثيرة : الرشيد ، والطيب ، والوفي ، والسيد ، والزكي ، والمبارك والتابع لمرضاة الله ، والسبط ، وأشهرها الزكي ولكن أعلاها رتبة ما لقبه به رسول الله صلى الله عليه واله في قوله عنه وعن أخيه : أنهما سيدا شباب أهل الجنة فيكون السيد أشرفها وكذلك السبط فانه صح عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال : حسين سبط من الأسباط . وقال ابن الخشاب : يكنى بأبي عبد الله لقبه : الرشيد ، والطيب ، والوفي والسيد ، والمبارك ، والتابع لمرضاة الله ، والدليل على ذات الله عز وجل والسبط
    يقول الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله: ( حسين مني وأنا من حسين، حسين وصي من الاوصياء ) ..
    وقال الامام الحسين بن علي (ع) يقول : ما قطرت عين عبد فينا قطرة ولا دمعت عين عبد فينا دمعة الا أثواه الله بها في الجنة حقبا .
    و عن ام سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ان جبريل أراني مقتل ابني فسألت الله أن يريني تربة الارض التي يقتل بها . فقال هكذا بيده فوضعها في يدي . يقول : وضع التربة على يد أم سلمة . قالت : قلت : يا بأبي - وحالت العبرة دون الحديث .
    وقال زيد بن أبي اسامة ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : من زار قبر الحسين لم تزل الملائكة تحف به حتى يذهب ويرجع بحفظه من الشياطين والجن والانس حتى يرجع إلى أهله ، فإذا رجع إلى أهل فمات في ذلك اليوم أو بعده بجمعة حشر مع الشهداء يوم القيامة .
    وكل مايتعلق بالامام الحسين (ع) في ولادته واستشهاده أمر رباني ورأينا على مر العصور كم ظالم وظاغي اراد أن يحارب ويقطع ذكر الامام ابي عبد الله الحسين (ع) الا أن ذكر الامام الحسين (ع) يزداد علوا وارتفاعا ومصير الظاغيين والظالمين في طمس واخفاء .
    والامام بقية الله (عجل ) يخاطب جده الامام الحسين (ع) في زيارة الناحية المقدسة بقوله ( ولاأندينك صباحا ومساءا , ولآبكين عليك بدل الدكوع دما ) ..
    أن جميع ولاده لكل الانبياء والرسل والاوصياء هي بشارة للبشرية فهم ثورة تاريخية تسير بحركة تاريخية ربانية .
    فالولادة تمثل منهج حركة تاريخية من المستقبل الاسلامي .
    وخير دليل ولادة يحيي بن زكريا فقد كانت بشارة للمعمورة ..وكذلك ولادة الامام الحسين (ع) .
    ويرى الفكر الاسلامي موقفا تفاعليا بين الحركة التاريخ مع المستقبل الاسلامي .
    وان الله سبحانه وتعالى خط منهاج المستقبل الاسلامي بحركات تاريخية وسلسلة مظهرة واصطفاء لقادة تلك الحركة ..فكان سيد المرسلين الرسول الاكرم (ص) القائد العام للمنهاج الاسلامي ..وقد أوكل بأمر الله تعالى القادة من بعده لساسة البلاد والعباد ..
    يقول الاستاذ انطوان يارا : واقعة كــربــلاء لم تكن موقعة عسكرية انتهت بانتصار وانكسار بـــل كانت رمزا لموقف اسمى لا دخل له بالصراع بين القوة والضعف ، بين العضلات والرماح بقدر ماكانت صراعا بين الشـك والايمان بين الحق والظلم ... ثانيا – آثــر الحسين عليه السلام صلاح أمــة جده ، الانسانيه الهاديه بالحق العادله به على حياته ، فكان في عاشوراء رمزا لضمير الاديــان على مَــر العـصــور 3.
    وتطرق الاستاذ بــولــص الــحــلــو في احدى كتاباته حيث يقول :ـ الحالة الحسينية ليست مقتصرة على الشيعة فحسب، إنما حالة عامة وشاملةولهذا فإننا نجد أن ارتباط الثورة الحسينية بمبدأ مقارعة الظلم جعلها قريبة جداً من الإنسان أيًا كانت ديانته وعقيدته لأنه ما دام هناك ظالم ومظلوم فلا بد أن يكون هناك يزيد والحسين كرمزين أساسيين لكل من الجهتين.
    والاهداف المرسومة للقادة هي ليست نسيج خيال بل واقع الهي وضعه خاتم الاوصياء ليسيروا أوصياء وخلفاء الرسول (ص) عليه من بعده .
    فالعلاقة بين الامامة والمستقبل علاقة تفاعلية تبادلية التأثير، فاذ اكانت حركة التاريخ المستقبلية تؤثر في الانسان، فأن الانسان يؤثر هو الاخر في حركة التاريخ.
    وولادة الامام الحسين (ع) الذي هو نور من نفس النبي (ص) , كانت الثورة في حركته نحو تحقيق الخلافة .وكانت عصمة الامام الحسين (ع) تستوعب حركة التاريخ الاسلامي .
    و إستطاع الامام الحسين (ع) ومنذ ولادته أن يحرك بركة الصمت فقد عرف المجتمع الاسلامي من خلال احاديث وسلوكيات جده وابيه عليهما السلام ان الامام الحسين (ع) يمثل الشكل المستقبلي للاسلام.
    وتعتبرأصل الولادة معجزة وبيان للامة من منبع رباني ..وكما اشرنا أن مدة الحمل كان زمنه ستة اشهر وقد قال تعالى :ـ
    { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قال رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }4. .
    ويتضح من الاية الشريفة أن الولادة في الظرف الطبيعي ثلاثون شهرا ..وبما أن الامام الحسين (ع) وصي وخليفة بالنص فلابد من معجزة أو أمر مخصوص ليتميز به عن سائر الناس .
    وقد سمعتم ورأيتم في علوم الطب من المستحيل أن يعيش جنين يسقط في الشهر السادس من الحمل .
    ومن زهد الامام الحسين (ع) وعبادته وعشقه لله تعالى انه ساير أنس بن مالك فأتى قبر خديجة (رض) فبكى ثم قال اذهب عني ، قال أنس فاستخفيت عنه فلما طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلا:
    يا رب يا رب أنت مولاه * فارحم عبيدا اليك ملجاه
    يا ذا المعالي عليك معتمدي * طوبى لمن كنت انت مولاه
    طوبى لمن كان خائفا أرقا * يشكو إلى ذي الجلال بلواه
    وما به علة ولا سقم * أكثر من حبه لمولاه
    إذا اشتكى بثه وغصته * أجابه الله ثم لباه
    فجاء النداء من السماء :
    لبيك لبيك أنت في كنفي * وكلما قلت قد علمناه
    صوتك تشتاقه ملائكتي * فحسبك الصوت قد سمعناه
    دعاك عندي يجول في حجب * فحسبك الستر قد سفرناه
    لو هبت الريح في جوانبه * خر صريعا لما تغشاه
    سلني بلا رغبة ولا رهب * ولا حساب اني أنا الله
    عيون المجالس
    انه قيل له (ع): ما اعظم خوفك من ربك ؟ فقال (( لا يأمن يوم القيامة إلا من خالف الله في الدنيا .))
    وعن عبد الله بن عبيد أبو عمير : لقد حج الامام الحسين بن علي (عليهما السلام ) خمسة وعشرين حجة ماشيا وان النجايب تقاد معه .
    وكان نقش خاتمة (ع) كما في الوافي عن الامام الصادق (ع) :ـ حسبي الله..وله (ع) خواتم اخرى نقش فيها ... لكل أجل كتاب، و أن الله بالغ أمره.
    زوجاته :ـ
    شهربانويه (شاه زنان) بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس أم زين العابدين السجاد (ع) وعلي الأوسط، ليلى أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي أم علي الأكبر، وقضاعية أم جعفر وأم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التميمي، أم فاطمة , الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي أم محمد وعبدالله.
    أبنائه :ـ
    وأما أبناؤه (عليهم سلام الله ) علي الأكبر الشهيد وعلي الإمام وهو علي الأوسط وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد من الرباب وجعفر، وبناته سكينة بنت أم الرباب وفاطمة وزينب ورقية، وأعقب الحسين عليه السلام من إبن واحد وهو زين العابدين وإبنتين عليهم رضوان الله تعالى.
    وشاعره :ـ يحيى بن الحكم.وبوابه اسعد الهجري .
    ومن اصحابه :ـ
    عبدالله بن يقطر وعمرو بن ضبيعة ورميث بن عمرو وزيد بن معقل وعبدالله بن عبدربه الخزرجي وسيف بن مالك وشبيب بن عبدالله النهشلي وضرغامة ين مالك وعقبة بن سمعان وعبدالله بن سليمان والمنهال بن عمرو الأسدي والحجاج بن مالك وبشر بن غالب و عمران بن عبدالله الخزاعي وأنس بن الحارث الكاهلي وأسعد الشامي .
    و في يوم ولادته (ع) صيام و ورد فيه هذا الدعاء : اللهم ! إنى أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته ، بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ، ولما يطأ لابتيها قتيل العبرة وسيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة والمعوض من قتله أن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار ، اللهم ! فبحقهم إليك أتوسل وأسأل سؤال مقترف معترف مسيء إلى نفسه مما فرط في يومه وأمسه ، يسألك العصمة إلى محل رمسه ، اللهم ! فصل على محمد وعترته واحشرنا في زمرته ، وبوئنا معه دار الكرامة ومحل الإقامة .
    عن الامام علي بن الحسين (ع) في زيارة الحسين عليه السلام فقال : زره كل يوم ، فان لم تقدر فكل جمعة ، فان لم تقدر فكل شهر ، فمن لم يزره فقد استخف بحق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
    وعن أبي الجارود ، قال : قال لي أبو جعفر (ع) : كم بينكم وبين قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام ؟ قال : قلت : يوم وشئ . قال : فقال : لو كان منا على مثل الذي هو منكم لاتخذناه هجرة ، كم بينكم وبين قال : قلت له فقال : لو كان منا مثل الذي هو منكم لسرني أن لا يأتي علي يوم الا أتيته .
    ــــــــــــــــــــــ
    الهوامش
    1.الاحزاب/33.
    2.. علل الشرائع ج1ص208ب156ح11 ، و في دلائل الإمامة ص59.
    3. كتاب الحسين في الفكر المسيحي .
    4. الأحقاف15


  • #2
    التعديل الأخير تم بواسطة مجاهد منعثر منشد; الساعة 22-06-2012, 10:36 PM.

    تعليق


    • #3
      كرم الامام الحسين ( عليه السلام )

      كرم الامام الحسين ( عليه السلام )



      - كرم الحسين ( عليه السلام ) :
      • قال الخوارزمي : ( قال الحسن البصري ،ك ان الحسين بن علي
      سيّداً زاهداً ورعاً صالحاً ناصحاً حسن الخلق ، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستانه
      ، و كان في ذلك البستان غلام له اسمه صاف ، فلما قرب من البستان رأى الغلام قاعداً
      ، يأكل خبزاً ، فنظر الحسين إليه ، و جلس عند نخلة مستتراً لا يراه ، و كان يرفع
      الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ، و يأكل نصفه الآخر ، فتعجب الحسين من فعل الغلام ،
      فلما فرغ من أكله قال : الحمد لله رب العالمين ، اللهم اغفر لي ، و اغفر لسيّدي و
      بارك له ، كما باركت على أبويه برحمتك يا أرحم الراحمين ،

      فقام الحسين و قال : يا صافي ، فقام الغلام فزعاً و قال : يا سيدّي و سيد
      المؤمنين ، انّي ما رأيتك فاعف عنّي .

      فقال الحسين : اجعلني في حلّ يا صافي ، لأني دخلت بستانك بغير أذنك ، فقال صافي:
      بفضلك يا سيدي ، و كرمك و بسؤددك تقول هذا ؟ ،

      فقال الحسين : رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب ، و تأكل النصف الآخر فما معنى ذلك
      ؟ فقال الغلام : ان هذا الكلب ينظر إليّ حين آكل ، فأستحي منه يا سيدي لنظره إليّ ،
      و هذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء ، فأنا عبدك و هذا كلبك ، فأكلنا رزقك معاً ،

      فبكى الحسين و قال : أنت عتيق لله وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي ، فقال
      الغلام : ان اعتقتني ، فأنا أريد القيام ببستانك ،

      فقال الحسين : إن الرجل إذا تكلم بكلام ، فينبغي أن يصدّقه بالفعل ، فأنا قد
      قلت، دخلت بستانك بغير إذنك ، فصدقت قولي ، و وهبت البستان و ما فيه لك غير أن
      أصحابي هؤلاء ، جاءوا لأكل الثمار و الرطب ، فاجعلهم أضيافاً لك ، و اكرمهم من أجلي
      اكرمك الله يوم القيامة ، و بارك لك في حسن خلقك و أدبك ، فقال الغلام : ان وهبت لي
      بستانك فأنا قد سبلته لأصحابك و شيعتك،

      قال الحسن : فينبغي للمؤمن أن يكون كنافلة (1) رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ،
      (2).


      • و روى بإسناده المتصّل : (أن اعرابياً جاء إلى الحسين بن علي
      فقال له : يا بن رسول الله انّي قد ضمنت دية كاملة و عجزت عن أدائها ، فقلت في نفسي
      : اسأل أكرم الناس و ما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله
      (ص)
      ،

      فقال الحسين : يا أخا العرب أسألك عن ثلاثة مسائل ، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك
      ثلث المال ، و ان أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال ، و ان أجبت عن الكل اعطيتك
      المال كله ، فقال الأعرابي : يا بن رسول الله أمثلك يسأل من مثلي ، و أنت من أهل
      العلم و الشرف ؟ ،

      فقال الحسين : بلى سمعت جدي رسول الله يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فقال
      الأعرابي : سل عما بدا لك فإن أجبت ، و إلا تعلمت الجواب منك ، و لا قوة إلاّ بالله
      ،

      فقال الحسين أي الأعمال أفضل ؟ ، فقال : الإيمان
      بالله ،

      قال: فما النجاة من الهلكة ؟ ، قال: الثقة بالله.
      قال : فما يزين الرجل ؟ ، قال : علم معه حلم ، قال : فإن أخطأه ذلك ؟ ،، قال : فمال معه مروءة ،
      قال: فإن اخطأه ذلك ؟ ، قال: ففقر معه صبر ،
      قال فإن أخطأه ذلك؟ ، قال :
      فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه ،
      فضحك الحسين و رمى بصرّة إليه فيها ألف دينار ، و أعطاه خاتمه و فيه قيمته مائتا
      درهم ، و قال له : يا أعرابي أعط الذهب لغرمائك و اصرف الخاتم في نفقتك ، فأخذ
      الإعرابي ذلك منه و مضى و هو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ، (3).
      - مناقب الحسين (عليه السلام) :

      • روى ابن سعد كاتب الواقدي بإسناده عن عبد الله عن أبيه ،
      قال: ( مرّ حسين بن علي على ابن مطيع و هو ببثره قد أنبطها فنزل حسين عن راحلته ،
      فاحتمله ابن مطيع احتمالاً حتى وضعه على سريره ، ثم قال : بأبي و أمي أمسك علينا
      نفسك فو الله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيداً ) ، (4).
      •و روى بإسناده عن أبي عون ، قال: ( لما خرج حسين بن علي من
      المدينة يريد مكة مرّ بابن مطيع ، و هو يحفر بئره فقال له : أين، فداك أبي و أمي ؟
      ، قال: أردتُ مكةّ … و ذكر له أنه كتب إليه شيعته بها فقال له ابن مطيع : إني فداك
      أبي و أمي متّعنا بنفسك ، و لا تسر إليهم فأبى حسين ، فقال له ابن مطيع : إن بئري
      هذه قد رشحتها ، و هذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء ، فلو دعوت
      الله لنا فيها بالبركة . قال: هات من مائها فأتى من مائها في الدلو ، فشرب منه ثم
      مضمض ثم ردّه في البئر فأعذب و أمهى) ، (5).
      •قال الخوارزمي : ( و كان الحسين ، يجالس المساكين ، و يقرأ (
      إن الله لا يحب المتكبرين ) و مرّ
      على صبيان معهم كسرة ، فسألوه أن يأكل معهم ، فأكل ثم حملهم إلى منزله ، فأطعمهم و
      كساهم ، و قال: إنهم أسخى مني لأنهم بذلوا جميع ما قدروا عليه و أنا بذلت بعض ما
      أقدر عليه ) ، (6).

      •روى ابن عساكر بإسناده عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
      قال: ( مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا : الغداء فنزل ، و قال :
      ( إن الله لا يحبُّ المتكبرّين )
      فتغدّى معهم ، ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني ، قالوا: نعم . فمضى بهم إلى منزله
      فقال للرباب : اخرجي ما كنت تدخرين ) ، (7).
      -----------------------------------------------------------------------------------------
      الهوامش

      1ـ النافلة: الذرّية من الأحفاد والأسباط.

      2 -مقتل الحسين: ج 1 ص 153.

      3 -مقتل الحسين: ج 1 ص 157.

      4 -الطبقات الكبرى: ج 5 ص 107.

      5 -المصدر: ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق: ص 155
      رقم 201.

      6 -مقتل الحسين: ج 1 ص 155.

      7 -ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: ص 151 رقم 196.
      sigpic






      تعليق


      • #4
        نهنئ الامام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والمراجع العظام والامة الاسلامية والعالم الانساني

        بذكرى ولادة الائمة الاطهار عليهم افضل الصلاة والسلام

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة المؤرخ مشاهدة المشاركة
          نهنئ الامام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والمراجع العظام والامة الاسلامية والعالم الانساني

          بذكرى ولادة الائمة الاطهار عليهم افضل الصلاة والسلام
          نبارك للمؤمنين والمؤمنات ذكرى الولادة الميمونه وكل عام وانتم بخير

          تعليق


          • #6
            نهنئ الامام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والمراجع العظام والامة الاسلامية
            بذكرى ولادة الائمة الاطهار عليهم افضل الصلاة والسلام

            تعليق


            • #7
              شعب الخير هلت علينا ( ولادة الامام الحسين والعباس والمهدي والسجاد والاكبر)

              حبيب المصطفى السبط الثاني



              نهني العالم الاسلامي بذكرى ولادة السبط الشهيد وابا الفضل الكفيل والقائم بالامر الحجة المنتظر وشبيه المصطفى الاكبر علي وزين العباد علي

              ولد عليه السلام بالمدينة يوم الثلاثاء، وقيل : يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان ، وقيل : لخمس خلون منه سنة أربع من الهجرة، وقيل : ولد اخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة ولم يكن بينه وبين أخيه الحسن عليهما السلام إلاّ الحمل والحمل ستّة . وجاءت به فاطمة الزهراء أمه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسمّاه حسيناً وعقّ عنه كبشاً. وعاش سبعاً وخمسين سنة وخمسة أشهر، كان مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سبع سنين ، ومع أمير المؤمنين سبعاً وثلاثين سنة، ومع أخيه الحسن عليه السلام سبعاً وأربعين سنة، وكانت مدّة خلافته عشر سنين وأشهراً . وقتل صلوات اللهّ عليه يوم عاشوراء يوم السبت ، وقيل : يوم الاثنين ، وقيل : يوم الجمعة سنة إحدى وستّين من الهجرة
              كان عليه السلام يشبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من صدره إلى رجليه وكان الحسن عليه السلام يشبهه من صدره إلى رأسه كما تقدم . وروى سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرّة قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم يقول : «حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط » . وروى عبدالله بن ميمون القدّاح ، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام قال : «إصطرع الحسن والحسين بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إيهاً حسن خذ حسيناً، فقالت فاطمة عليها السلام : يا رسول الله أتستنهض الكبير على الصغير؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : هذا جبرئيل يقول للحسين : ايهاً حسين خذ حسناً». وروى الأوزاعي ، عن عبدالله بن شدّاد، عن اُمّ الفضل ، أنّها دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلّم فقالت : يا رسول الله رأيت الليلة حُلماً منكراً. قال : «وما رأيت ؟» . فقالت : إنّه شديد . قال : «وما هو؟» . قالعت : رأيت كانّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري . فقال رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم : «خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك » . فولدت الحسين عليه السلام وكان في حجري كما قال صلوات الله عليه وآله . قالت : فدخلت به يوماً على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فوضعته في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول اللهّ صلّى الله عليه واله وسلّم تهرقان بالدموع ، فقلت : بابي أنت واُمّي يا رسول الله مالك ؟ قال : «أتاني جبرئيل فاخبرني أنّ اُمّتي ستقتل ابني هذا ، وأتاني بتربة من تربته حمراء

              وفي مسند الرضا عليه السلام : عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال : «حدّثتني أسماء بنت عميس قالت : لمّا كان بعد حول من مولد الحسن عليه السلام ولد الحسين عليه السلام فجاء النبيّ عليه وآله السلام فقال : يا أسماء هاتي ابني ، فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ووضعه في حجره وبكى . قالت أسماء : فداك أبي واُمّي ممّ بكاؤك ؟ قال : من ابني هذا. قلت : إنّه ولد الساعة! قال : يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي ، لا أنالهم الله شفاعتي ، ثمّ قال : يا أسماء، لا تخبري فاطمة فإنّها حديث عهد بولادته ، ثمّ قال لعليّ : أيّ شيءٍ سمّيت ابني هذا؟ قال : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله ، وقد كنت اُحبّ أن اُسمّيه حرباً. فقال رسول الله : ما كنت لأسبق باسمه ربّي . فأتاه جبرئيل فقال : الجبّار يقرئك السلام ويقول : سمّه باسم ابن هارون. فقال : وما اسم ابن هارون ؟ قال : شبير. قال : لساني عربيّ . قال : سمّه الحسين . فسمّاه الحسين ، ثمّ عقّ عنه يوم سابعه بكبشين أملحين ، وحلق رأسه وتصدّق بوزن شعره وَرِقاً، وطلى رأسه بالخلوق وقال : الدم فعل الجاهليّة، وأعطى القابلة فخذ كبش
              وروى الضحّاك ، عن ابن المخارق ، عن اُمّ سلمة رضي الله عنها قالت : بينا رسول الله صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم ذات يوم جالس والحسين عليه السلام في حجره إذ هملت عيناه بالدموع فقلت : يا رسول الله أراك تبكي جعلت فداك ؟ قال : «جاءني جبرئيل عليه السلام فعزّاني بابني الحسين ، وأخبرني أنّ طائفة من اُمّتي ستقتله ، لا أنالهم الله شفاعتي ». وروي بإسناد آخر عن اُمّ سلمة : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج من عندنا ذات ليلة فغاب عنّا طويلاً ثم جاءنا وهو أشعث أغبر ويده مضمومة، فقلت له : يا رسول الله ، ما لي أراك شَعِثاً مغبرّاً؟ فقال : «اُسري بي في هذه الليلة إلى موضع من العراق يقال له : كربلاء، فاُريت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من ولدي وأهل بيتي ، فلم أزل ألقط منه دماءهم فها هي في يدي » وبسطها فقال : «خذيه واحتفظي به » . فأخذته فإذا هو شبه تراب أحمر، فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها، فلمّا خرج الحسين عليه السلام متوجّها نحو العراق كنت اُخرج تلك القارورة في كلّ يوم وليلة فاشمّها وأنظر إليها ثمّ أبكي لمصابه
              روي أن رجلا صار إلى الحسين عليه السلام فقال : جئتك أستشيرك في تزويجي فلانة ، فقال : لا احب ذلك وكانت كثيرة المال ، وكان الرجل أيضا مكثرا فخالف الحسين فتزوج بها ، فلم يلبث الرجل حتى افتقر ، فقال له الحسين عليه السلام : قد أشرت إليك ، فخل سبيلها فان الله يعوضك خيرا منها ، ثم قال : وعليك بفلانة فتزوجها فما مضت سنة حتى كثر ماله ، وولدت له ذكرا وانثى : ورأى منها ما أحب
              روي أنه لما ولد الحسين عليه السلام أمر الله تعالى جبرئيل أن يهبط في ملاء من الملائكة فيهنئ محمدا ، فهبط فمر بجزيرة فيها ملك يقال له فطرس ، بعثه الله في شئ فأبطأ فكسر جناحه فألقاه في تلك الجزيرة ، فعبد الله سبعمائة عام ، فقال فطرس لجبرئيل : إلى أين ؟ فقال : إلى محمد ، قال : احملني معك لعله يدعو لي . فلما دخل جبرئيل وأخبر محمدا بحال فطرس ، قال له النبي : قل يتمسح بهذا المولود ، فتمسح فطرس بمهد الحسين عليه السلام ، فأعاد الله عليه في الحال جناحه ثم ارتفع مع جبرئيل إلى السماء
              هذه القصة نقلا عما ورد في كتابي بحار الانوار واِعلامُ الوَرى بأعلام الهُدى
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

              كما جاء في كتاب العباس للسيد عبد الرزاق المقرم (ص 74 ) وزينب الكبرى للشيخ جعفر نقدي وبطل العلقمي للشيخ عبد الواحد المظفر وكلهم ينقل عن كتاب أنيس الشيعة لمؤلفه السيد محمد عبد الحسين

              أن ولادة العباس عليه السلا م في يوم الجمعة الرابع من شهر شعبان سنة ست وعشرين هجرية
              روي عن قنبر مولى أمير المؤمنين (عليه السلام ) قال بينما كنا جلوسا في مسجد النبي صلى الله عليه واله بالمد ينة وبيننا أمير المؤمنين
              عليه السلام وهو كالبدر في السماء , وهو يعظنا ويحذرنا من النار ويشوقنا الى الجنة , واذا باعرابي قد أقبل فأناخ راحلته على اباب
              المسجد ودخل , فلما راى أمير المؤمنين جالسا بين اصحابه أصحابه , جاء وسلم عليه وقبل يديه ووقف متادباً , فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ماحاجتك يا أخا العرب وما تريد فقال يا سيدي أنت اعلم بها , فالتفت الي وقال ياقنبر أمض الى المنزل وقل لمولاتك زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) تناول صرة الفلانية وهي في السفط الفلاني في موضع كذا
              , فقلت حُباً وكرامة
              يقول فمضيت الى منزل أمير المؤمنين فطرقت الباب مرتين وفي الثالثة خرجت الي فضة وقالت
              من الطارق للباب فقلت قنبر مولى أهل البيت فقالت ياقنبر ماحاجتك فأخبرتها بم ال لي سيدي ومولاي أمير المؤمنين , فرجعت فضة ووقفت بالباب فسمعت جلبة الفرح والسرور داخل المنزل
              فلما خرجت فضة بالصرة سألتها عن ذلك فقلت الان ولد لأمير المؤمنين غلام , وقد قالت لي سيدتك زينب ابنة فاطمة الزهراء عليها السلام أن اقول لك اذا جئت امير المؤمنين بشره بهذا المولود وسله عن اسمه وكنيته ولقبه فقلت حباً وكرامة
              فلما جئت الى المسجد وناولت سيدي الصرة , وقفت بين يديع فأخذها وأعطاها الى الأعرابي وانصرف
              ثم التفت الي أمير المؤمنين وقال ياقنبر ما ورائك فأني أرى في وجهك أثر الفرح والسرور ,
              فقلت نعم يايسدي أبشرك ببشارة
              فقال خير ياقنبر وما هذه الشارة , قلت يامولاي قد ولد لك غلام فقال ممن قلت من فاطمة ام البنين قال من أخبرك بذلك قلت أخبرتني فضة لما اخرجت الي الصرة وقد قال لي ان زينب ابنة فاطمة تقول بشر مولاك بهذا المولود وسله عن أسمه وكنيته ولقبه

              فلما سمع أمير المؤمنين تهلل وجهه فرحا م قال ياقنبر أن هذا المولود له شأن عظيم عند الله , وأسمائه وألقابه كثيرة وسأمضي الى المنزل

              ثم نهض من وقته وساعته وجاء الى منزل , فلما دخل نادى ابنته زينب وقال بني علي بولدي فجاءت زينب وعلى يديها أخيها العباس وهو ملفوف بخرقة بيضاء فلما دنت زينب هنئته ودفعت اليه ولده , فأخذه واذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وأخذ يطيل النظر اليه , لما أحضر امامه ولده المحبوب ليقيم عليه مراسيم السنة النبوية التي تقام عند الولادة ونظر الى ولده الذي كان يتحرى البناء على أمه أن تكون من أشجع بيوتات العرب ليكون ولدها ردءاً لأخيه السبط الشهيد يوم تحيط به عصب الضلال شاهد بواسع علم الامامة مايجري عليه من الفادح
              اجلل يقلب كفيه الذين سيقطعان في نصرة حجة حجة وقته فتهمل عيونه
              ويبصر صدره عيبة العلم واليقين فيشاهده منبتا لسهام الأعداء فتصاعد زفرته وينظر الى رأسه المطهر فلا يعزب عنه أنه سوف يقرع بعمد الحديد فتثور عاطفته فيتنفس الصعداء ويكثر من قول مالي وليزيد
              فلما فرغ من مراسم السنة التفتت اليه زينب عليها السلام وقالت ابتاه مااسمه وكنيته
              فقال بنيه اما أسمه (عباس ) وكنيته (ابا الفضل ) وأما القابه فكثيرة منها (قمر بني هاشم )
              والسقاء

              فلما سمعت زينب قالت ياأبتاه أما اسمه (عباس) ففيه علامة الشجاعة والفروسية واما كنيته (أبو الفضل) ففيها علامة الشهامة والتفضيل وأما لقبه قمر بني هاشم ففيه علامة البهاء والجمال ولكن
              ماكعنى ( السقاء )
              فقال لها عليه السلام بني لاكما تظنين أنه تكون له السقاية مهنة او شغلا ويسقي الاجانب ولكنه يسقي أهله وعشيرته أنه (ساقي عطاشا كربلاء )
              فلما سمعت زينب بذلك تغير لونها واخنقت بعبرتها وجرت مدامعها
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
              اسمه ونسبه(عليه السلام)

              الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).كنيته(عليه السلام)

              أبو محمّد، أبو الحسن، أبو الحسين، أبو القاسم... .ألقابه(عليه السلام)

              زين العابدين، سيّد العابدين، السجّاد، ذو الثفنات، إمام المؤمنين، الزاهد، الأمين، المُتَهَجِّد، الزكي... وأشهرها زين العابدين.تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها

              5 شعبان 38ه، المدينة المنوّرة.أُمّه(عليه السلام) وزوجته

              أُمّه السيّدة شاه زنان بنت يَزدَجُرد بن شهريار بن كسرى، ويقال: إن اسمها شهربانو، وزوجته السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام).مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته

              عمره 57 سنة، وإمامته 35 سنة.حكّام عصره(عليه السلام) في سني إمامته

              يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد بن عبد الملك.أخلاقه وفضائله(عليه السلام)

              كان الإمام زين العابدين(عليه السلام) قمّة في الفضائل والأخلاق، وتميّز بها عن بقيّة أهل زمانه، نذكر من أخلاقه ما يلي:1ـ العلم:

              كان(عليه السلام) أعلم أهل زمانه، فقد روى عنه(عليه السلام) الكثير من الفقهاء والعلماء والرواة في مختلف العلوم والمعارف، كما حفظ عنه(عليه السلام) تراث ضخم من الأدعية ـ كالصحيفة السجّادية ـ والمواعظ وفضائل القرآن، والأحكام الإسلامية من الحلال والحرام.2ـ الحلم:

              عُرف(عليه السلام) بحلمه وعفوه وصفحه وتجاوزه عن المسيء، فمن القصص التي تنقل عنه(عليه السلام) في هذا المجال: إنّه كانت جارية للإمام(عليه السلام) تسكب الماء له، فسقط من يدها الإبريق على وجهه(عليه السلام) فشجّه، فرفع رأسه إليها، فقالت له: إنّ الله يقول: )وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ (، فأجابها(عليه السلام): «قد كظمت غيظي»، قالت: )وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ (، فقال(عليه السلام): «عفا الله عنك»، ثمّ قالت: )وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِين(، فقال: «اذهبي أنت حرّة لوجه الله»(1).3ـ الشجاعة:

              قد اتّضحت واستبانت شجاعته(عليه السلام) الكامنة في مجلس الطاغية عبيد الله بن زياد، عندما أمر الأخير بقتله، فقال الإمام(عليه السلام) له: «أبالقتل تهدّدني يا بن زياد، أما علمت أنّ القتل لنا عادة، وكرامتنا الشهادة»(2).وقال للطاغية يزيد في الشام: «يابن معاوية وهند وصخر، لقد كان جدّي علي بن أبي طالب في يوم بدر والخندق في يده راية رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأبوك وجدّك في أيديهما رايات الكفّار»(3).4ـ التصدّق:

              كان(عليه السلام) كثير التصدّق على فقراء المدينة ومساكينها وخصوصاً بالسرّ، وقد روي أنّه كان لا يأكل الطعام حتّى يبدأ فيتصدّق بمثله.وروي أنّه(عليه السلام) كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدّق به، ويقول: «إنّ صدقة السرّ تُطفئ غضب الربّ»(4).ولمّا استشهد(عليه السلام) تبيّن أنّه كان يعيل مائة عائلة من عوائل المدينة المنوّرة، ولقد كان أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السرّ حتّى مات علي بن الحسين(عليهما السلام).5ـ العتق:

              كان(عليه السلام) دائم العتق للعبيد في سبيل الله، فقد روي عنه(عليه السلام) أنّه كان بين الآونة والأُخرى يجمع عبيده ويطلقهم، ويقول لهم: «عفوت عنكم فهل عفوتم عنّي»؟ فيقولون له: قد عفونا عنك يا سيّدي وما أسأت.فيقول(عليه السلام) لهم: «قولوا: اللّهمّ اعفُ عن علي بن الحسين كما عفا عنّا، فأعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرقّ»، فيقولون ذلك، فيقول: «اللّهمّ آمين ربّ العالمين»(5).6ـ الفصاحة والبلاغة:

              تجلّت فصاحته(عليه السلام) وبلاغته في الخطب العصماء التي خطبها في الكوفة في مجلس الطاغية عبيد الله بن زياد، وفي الشام في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية، ثمّ في المدينة المنوّرة بعد عودته من الشام.هذا ناهيك عن الصحيفة السجّادية الكاملة، وما جاء فيها من عبارات الدعاء الرائعة والمضامين العميقة، وبلاغة اللفظ وفصاحته وعمقه، والحوارات الجميلة والعبارات اللطيفة الجزيلة التي يعجز البلغاء والشعراء عن إيراد مثلها. وقد عُرفت الصحيفة بـ «إنجيل آل محمّد».7ـ المهابة:

              للإمام(عليه السلام) مهابة خاصّة في قلوب الناس، روي أنّ الخليفة الأُموي هشام بن عبد الملك جاء إلى مكّة لأداء الحجّ ـ قبل استخلافه ـ، فأراد استلام الحجر الأسود فلم يقدر، فنصب له منبر فجلس عليه وطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام زين العابدين(عليه السلام) وعليه إزار ورداء، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة، بين عينيه ثفنة السجود، فجعل يطوف، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى الناس حتّى يستلمه هيبة له.فقال شامي: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا أعرفه؛ لئلاّ يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق وكان حاضراً: لكنّي أنا أعرفه، فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟ فأنشأ قصيدته المشهورة:
              يا سائلي أين حلّ الجود والكرم ** عندي بيان إذا طلا به قدموا
              هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ** والبيت يعرفه والحلّ والحرم
              هذا ابن خير عباد الله كلّهم ** هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم
              هذا الذي أحمد المختار والده ** صلّى عليه إلهي ما جرى القلم
              لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه ** لخرّ يلثمّ منه ما وطئ القدم
              هذا علي رسول الله والده ** أمست بنور هداه تهتدي الأُمم
              هذا ابن سيّدة النسوان فاطمة ** وابن الوصي الذي في سيفه نقم
              إذا رأته قريش قال قائلها ** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
              يكاد يمسكه عرفان راحته ** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
              وليس قولك مَن هذا بضائره ** العرب تعرف من أنكرت والعجم
              يُنمي إلى ذروة العزّ التي قصرت ** عن نيلها عرب الإسلام والعجم
              يُغضي حياءً ويُغضَى من مهابته ** فما يكلّم إلّا حين يبتسم
              ينجاب نور الدجى عن نور غرّته ** كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
              بكفّه خيزران ريحه عَبِقٌ ** من كفّ أروعَ في عِرنينه شَمَم
              ما قال لا قطّ إلّا في تشهّده ** لولا التشهّد كانت لاؤُهُ نعم
              هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ** بجدّه أنبياء الله قد خُتموا(6).
              ــــــــــــــــــــــــــــــ1ـ اُنظر: الإرشاد 2/146.2ـ بحار الأنوار 45/118.3ـ أعيان الشيعة 1/617.4ـ مناقب آل أبي طالب 3/292.5ـ الصحيفة السجادية، دعاؤه في آخر ليلة من شهر رمضان.6ـ روضة الواعظين: 200.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              ....عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر قال حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قالت :-

              بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي ع فقال يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك و تعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة و هو حجته في أرضه قالت فقلت له و من أمه قال لي نرجس قلت له و الله جعلني الله فداك ما بها أثر فقال هو ما أقول لك قالت فجئت فلما سلمت و جلست جاءت تنزع خفي و قالت لي يا سيدتي كيف أمسيت فقلت بل أنت سيدتي و سيدة أهلي قالت فأنكرت قولي و قالت ما هذا يا عمة قالت فقلت لها يا بنية إن الله تبارك و تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا و الآخرة قالت فجلست و استحيت فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة و أفطرت و أخذت مضجعي فرقدت فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي و هي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة و هي راقدة ثم قامت فصلت قالت حكيمة فدخلتني الشكوك فصاح بي أبو محمد ع من المجلس فقال لا تعجلي يا عمة فإن الأمر قد قرب قالت فقرأت الم السجدة و يس فبينما أنا كذلك إذا انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت اسم الله عليك ثم قلت لها تحسين شيئا قالت نعم يا عمة فقلت لها اجمعي نفسك و اجمعي قلبك فهو ما قلت لك قالت حكيمة ثم أخذتني فترة و أخذتها فطرة فانتبهت بحس سيدي ع فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به ع ساجدا يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا أنا به نظيف منظف فصاح بي أبو محمد ع هلمي إلي ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه و ظهره و وضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه و أمر يده على عينيه و سمعه و مفاصله ثم قال تكلم يا بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا رسول الله ص ثم صلى على أمير المؤمنين ع و على الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم قال أبو محمد ع يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها و ائتني به فذهبت به فسلم عليها و رددته و وضعته في المجلس ثم قال يا عمة إذا كان يوم السابع فأتينا قالت حكيمة فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد ع فكشفت الستر لأفتقد سيدي ع فلم أره فقلت له جعلت فداك ما فعل سيدي فقال يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى ع قالت حكيمة فلما كان في اليوم السابع جئت و سلمت و جلست فقال هلمي إلى ابني فجئت بسيدي في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال تكلم يا بني فقال ع أشهد أن لا إله إلا الله و ثنى بالصلاة على محمد و على أمير المؤمنين و الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه ع ثم تلا هذه الآية

              بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

              (( وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)).

              بحارالأنوار ج : 51 ص : 3 و4
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
              ولادة علي الأكبر عليه السلام
              ولد علي الأكبر في الحادي عشر من شهر شعبان(1) سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة قبل مقتل عثمان بسنتين.
              فيكون له يوم الطف ما يقارب سبعا وعشرين سنة ويؤيّده اتّفاق المؤرّخين وأرباب النسب على أنّه أكبر من الإمام السجاد عليه السلام الذي له يوم الطف ثلاث وعشرون سنة.

              كنيته عليه السلام
              جاء في زيارة علي الأكبر المروية عن أبي حمزة الثمالي أن الإمام الصادق عليه السلام قال له:
              (ضع خدّك على القبر وقل:
              صلّى الله عليك يا أبا الحسن ثلاثا)(2).
              وكما يحتمل أن تكون الكنية للتفاؤل بالولد الحسن، يحتمل أنها صدرت بعد أن كان له ولد سمّي (الحسن)، والإمام الصادق في نفس الزيارة يقول أيضا:
              (صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمّهاتك الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا).
              ولفظ الأبناء جمع يدلّ على ان لعلي الأكبر عليه السلام أكثر من الولدين الاثنين.
              كما أن قوله عليه السلام (وعلى عترتك) دالّ عليه أيضا فإن عترة الرجل ذريته فلو لم يكن له ذرية لما صحّ استعمال هذا اللفظ وورود هذه الجملة في لسان الإمام العارف بخواص البلاغة ومقتضيات الأحوال أقوى برهان.
              وغير خافٍ أن هذه الرواية رواها الشيخ الجليل ابن قولويه في (كامل الزيارة) بسند صحيح ورجال ثقات.

              لقبه عليه السلام
              لقّب السيد الشهيد (بالأكبر) لكونه أكبر من الإمام زين العابدين وقد صرّح بذلك السجاد عليه السلام حين قال له ابن زياد: أليس قتل الله عليّا؟ فقال الإمام: كان أخ أكبر مني، يسمّى عليا فقتلتموه(3).
              ولقد وصف السجاد بالأصغر والشهيد بالأكبر جماعة من المؤرخين منهم:
              1 ـــ قال ابن قتيبة في المعارف ص 93: ولد الحسين عليا الأكبر أمّه بنت أبي مرّة وعليا الأصغر أمه أم ولد. وفي ص 94 قال: وأما علي بن الحسين الأصغر فليس له عقب إلا منه.
              2 ـــ قال الدينوري في الأخبار الطوال ص 256: لم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلا ابنه علي الأصغر.
              3 ـــ قال السهيلي في الروض الأنف ج 2، ص 326: قتل معه بالطف علي الأكبر وأما علي الأصغر لم يقتل معه، أمّه أم ولد اسمها سلافة بنت كسرى يزدجرد.
              4 ـــ قال الديار بكري في تاريخ الخميس ج 2، ص 319: كان زين العابدين ابن ثلاث وعشرين سنة وهو علي الأصغر وأما علي الأكبر فإنّه قتل مع أبيه.

              شبهه عليه السلام بجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
              لم ينص المؤرخون على مشابهة آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم له في جميع الصفات إلا في ولده الأكبر.
              فعن جابر الأنصاري أن فاطمة الزهراء عليها السلام تشبه أباها في المشية.
              ورواية الصدوق تشهد بأن الحسن شابه جده في الهيبة والسؤدد والحسين في الجود والشجاعة(4)، وأخرج الحاكم النيسابوري عن علي عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لجعفر الطيار: أشبهت خلقي وخلقي(5).
              ويحدث الشيخ الجليل الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب أن الحسين قال في حق الرضيع: اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسول الله محمد عليه السلام.
              وهذه الشواهد كلها لا تدل على مشابهة العترة الطاهرة للرسول في جميع الصفات الكريمة.
              لكن كلمة الحسين الذهبية في حق ولده الأكبر:
              اللهم اشهد أنه برز إليهم أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقا برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه(6).
              ترشدنا إلى أن فقيد بيت النبوة كان في وقته مرآة الجمال النبوي وانموذجا من منطقه البليغ الرائع، حتى أن أباه عليه السلام إذا اشتاق إلى رؤية ذلك المحيا الأبهج الذي يقول فيه حسان مصرحا بالحقيقة غير مبالغ:
              وأحسن منك لم تر قط عيني
              وأجمل منك لم تلد النساء
              خلقـــت مبــــــرأً عـــــن كـــل عيب
              كأنـــــك قد خلقت كما تشاء

              صفاته عليه السلام
              إن من مكارم الأخلاق أن يتحلى المرء بالصفات الحميدة ويتخلى من العادات الذميمة وهذه الأخلاق سواء أكانت حميدة أم ذميمة يكتسبها المرء وراثيا، وبيتيا، ومجتمعا. وشرائع السماء التي بعثها الله سبحانه وتعالى لخلقه عن طريق رسله وأنبيائه كلها تدعو إلى مكارم الأخلاق، لا سيما رسالة سيد الأنبياء ورسله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: صلى الله عليه وآله وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فهو يريد أن يجعل حياة البشرية كلها حياة هانئة رغيدة خالدة، لا تبيدها الحقب والأعوام لأن رسالته خاتمة الرسالات.
              وعلي الأكبر عليه السلام هو ربيب ذلك البيت الطاهر الذي هو خلاصة الوجود من طيب الأرومة ومكارم الأخلاق، من حلم، وعلم، وشجاعة، وكرم، وتواضع، وبلاغة. وما إلى ذلك من المكارم التي ليس من العجيب ان يرثها عن آبائه.
              محاورة علي الأكبر مع أبيه الحسين عليه السلام
              في حديث لعقبة بن سمعان قال: (لما كان السحر من الليلة التي بات الحسين عليه السلام فيها بقصر بني مقاتل أمرنا بالاستسقاء ثم ارتحلنا، فبينا هو يسير إذ خفق الإمام الحسين عليه السلام برأسه خفقة وانتبه وهو يسترجع ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين كرر ذلك ثلاثا.
              فأقبل إليه ابنه علي الأكبر وكان على فرس له، وقال له جعلت فداك مم استرجعت وحمدت الله؟ فقال الحسين عليه السلام خفقت برأسي خفقة فعرض لي فارس يقول: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا. قال علي الأكبر عليه السلام يا أبت ألسنا على الحق؟ فقال الحسين عليه السلام: بلى والذي إليه مرجع العباد. فقال علي الأكبر عليه السلام: إذاً لا نبالي أن نموت محقين.
              فقال الحسين عليه السلام:
              جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده)(7).

              قبره الطاهر عليه السلام
              إذا نظرنا إلى فعل الإمام زين العابدين في وضع (علي الأكبر) قريبا من أبيه الحسين عليه السلام نعرف من ذلك الغرض الباعث له، وهو تعريف الناس وعلى مر العصور بما حواه علي الأكبر عليه السلام من مزايا جليلة وصفات فاضلة، وأنه أقرب من بقية الشهداء إلى المهيمن تعالى لما حواه من ملكات لا تدركها أحلام البشر.
              قال الإمام الصادق عليه السلام لحماد البصري: (إن الحسين بن علي غريب مدفون بأرض غريبة يبكيه
              ويحزن له من لم يزره ويحترق له من لم يشهده ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة ولا حميم قربه ولا قريب ثم منع الحق وتوازر عليه أهل الردة حتى قتلوه وضيعوه وعرضوه للسباع ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب وضيعوا حق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيته به وبأهل بيته فأمسى مجفواً في حفرته صريعا بين قرابته وشيعته بين أطباق الثرى قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده والمنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للإيمان وعرفه حقنا. ولقد حدّثني أبي أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصلّ عليه من الملائكة أو من الجن والأنس أو من الوحش وما من شيء إلا ويغبط زائره ويتمسح به ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره.وإن الله ليباهي الملائكة بزائريه.وأما ما له عندنا فالترحم كل صباح ومساء. ولقد بلغني أن قوما من أهل الكوفة وناسا من غيرهم يأتونه في النصف من شعبان فبين قارئ يقرأ وقاص يقص ونادب يندب ونساء يندبنه وقائل يقول المراثي. فقال حماد: قد شهدت بعض ما تصف.قال الصادق (عليه السلام): الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا وجعل عدونا يطعن عليهم ويقبح ما يصنعون).

              زيارة علي الأكبر عليه السلام
              السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن نبي الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيها الشهيد، السلام عليك أيها المظلوم وابن المظلوم، لعن الله أمة قتلتك، ولعن الله أمة ظلمتك، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به(8).
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              (1) أنيس الشيعة للحجة السيد محمد عبدالحسين بن محمد عبدالهادي الجعفري الطياري الهندي الكربلائي. ألفه باسم السلطان فتح علي شاه سنة 1241 هـ، قال الحجة الشيخ آغا بزرك في الذريعة، ج 2، ص 458: رأيت الكتاب في النجف عند السيد آغا التستري وهو بالفارسية.
              (2) كامل الزيارة لابن قولويه ص 240.
              (3) المناقب: ج 2، ص 112، إيران.
              (4) الخصال: ج 1، ص 39.
              (5) مستدرك الحاكم: ج 3، ص 211.
              (6) اللهوف للسيد ابن طاووس ص 63 صيدا.
              (7) لواعج الأشجان للسيد محسن الأمين ص98 .
              (8) مزار البحار: ص 124، عن كامل الزيارة.
              (SHGON ALHUSSIN)



              تعليق


              • #8

                تعليق


                • #9

                  تعليق


                  • #10
                    نهنئ الامام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والمراجع العظام والامة الاسلامية


                    بذكرى موليد قمار الزاهرة ابطال كربلاء الإمام حسين بن الإمام علي (ع) وابي الفضل عباس بن الإمام علي(ع) الإمام علي بن الإمام حسين السجاد(ع)



                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X