فلنتدبر في آيات القرآن الحكيم (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
سنتناول في الحلقة الأولى من سلسلة( فلنتدبر في آيات القرآن الحكيم ) آية البسملة .
شرح المفردات :
ألاسم : ألاسم في اللغة يعني العلامة . وهو مشتق من السمو " الارتفاع " باعتبار إن المعنى يرتفع به فيخرج من الخفاء إلى الظهور ، فان المعنى يحضر في ذهن السامع بمجرد سماع اللفظ ،أو باعتبار إن اللفظ يرتفع بالوضع فيخرج من الإهمال إلى الاستعمال .
الله : إن لفظ الجلالة "الله" علم للذات المقدسة المعبود الحق الذي يوصف بجميع صفات الجلال والكمال . وهو مأخوذ من كلمة "لاه" وتعني الارتفاع والاحتجاب ،لان سبحانه وتعالى هو المرتفع حقيقة الارتفاع ، وهو في غاية ظهوره بآثاره وآياته فأنه محتجب عن خلقه بذاته ، فلا تدركه الأبصار ولا تصل إلى كنهه الأفكار . أن الهمزة في كلمة الجلالة هي همزة وصل تسقط في الدرج ، إلا إذا وقعت بعد حرف النداء فتقول يا الله بإثبات الهمزة ،وهذا ما اختص به لفظ الجلالة ولم يوجد نظيره في اللغة العربية .
الرحمن : في الأصل وصف مشتق من الرحمة وهي ضد القسوة والشدة . والرحمة هي من صفات الله الفعلية كالخلق والرزق يوجدها حيث يشاء . إن معنى الرحمة بالنسبة إلى الله تعالى الإحسان والى غيره معناها رقة القلب . إن صيغة الرحمن هي صيغة مبالغة في الرحمة ،وان كلمة الرحمن في جميع موارد استعمالها محذوفة المتعلق ، فيستفاد منها العموم ،وان رحمته وسعت كل شيء ، فلا يقال إن الله بالمؤمنين لرحمن . وقد شاع استعمال الرحمن في الذات المقدسة حتى صار من أسماء الله الحسنى ، فقال تبارك وتعالى ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) ، و ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) .
الرحيم : هي صفة مشبهه أو صيغة مبالغة مشتقة من الرحمة أيضا ، و تستعمل في الغرائز واللوازم غير المنفكة عن الذات كالقدير والشريف . إن كلمة الرحيم لم ترد في القرآن عند ذكر متعلقها الا متعدية بالباء ، فقال تبارك وتعالى ( إن الله بالناس لرؤف رحيم )، و ( وكان بالمؤمنين رحيما ) ، فكأنها عند ذكر متعلقها انسلخت من التعددية إلى اللزوم . إذن الفرق ب ين الصفتين ، إن الرحيم يدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها . والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط .
المعنى العام : أني ابتدأ وأتيمن في قراءتي أو عملي باسم الله الرحمن الرحيم ومستعينا به الذي وسعت رحمته كل شيء. ان الله جل وعلا قد ابتدأ في أكمل كتاب باشرف ا لالفاظ وهي البسملة ، وفي ذلك تعليم للبشر بان يبتدئوا في أقوالهم وأفعالهم باسمه تعالى ، فقد أمرنا عز وجل بذكر اسمه في مناسبات كثيرة ،كقوله تبارك وتعالى (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ) ،و (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) . وروي عن النبي (ص) انه قال( كل كلام أو أمر ذي بال لم يفتح باسم الله عز وجل فهو ابتر) . وقد ذكرت البسملة في القرآن الكريم ( 114 ) مرة بقدر عدد سوره، حيث ذكرت في بداية كل سورة عدا سورة التوبة لم تذكر فيها لكونها بدأت ب(براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين )، في حين ذكرت مرتين في سورة النمل ، في بداية السورة وفي الآية ( 30 ) ليتطابق عددها مع عدد السور . والبسملة جزء من الآية عند أكثر المذاهب الإسلامية كالشيعة والشافعية والحنابلة . والحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمن الرحيم
سنتناول في الحلقة الأولى من سلسلة( فلنتدبر في آيات القرآن الحكيم ) آية البسملة .
شرح المفردات :
ألاسم : ألاسم في اللغة يعني العلامة . وهو مشتق من السمو " الارتفاع " باعتبار إن المعنى يرتفع به فيخرج من الخفاء إلى الظهور ، فان المعنى يحضر في ذهن السامع بمجرد سماع اللفظ ،أو باعتبار إن اللفظ يرتفع بالوضع فيخرج من الإهمال إلى الاستعمال .
الله : إن لفظ الجلالة "الله" علم للذات المقدسة المعبود الحق الذي يوصف بجميع صفات الجلال والكمال . وهو مأخوذ من كلمة "لاه" وتعني الارتفاع والاحتجاب ،لان سبحانه وتعالى هو المرتفع حقيقة الارتفاع ، وهو في غاية ظهوره بآثاره وآياته فأنه محتجب عن خلقه بذاته ، فلا تدركه الأبصار ولا تصل إلى كنهه الأفكار . أن الهمزة في كلمة الجلالة هي همزة وصل تسقط في الدرج ، إلا إذا وقعت بعد حرف النداء فتقول يا الله بإثبات الهمزة ،وهذا ما اختص به لفظ الجلالة ولم يوجد نظيره في اللغة العربية .
الرحمن : في الأصل وصف مشتق من الرحمة وهي ضد القسوة والشدة . والرحمة هي من صفات الله الفعلية كالخلق والرزق يوجدها حيث يشاء . إن معنى الرحمة بالنسبة إلى الله تعالى الإحسان والى غيره معناها رقة القلب . إن صيغة الرحمن هي صيغة مبالغة في الرحمة ،وان كلمة الرحمن في جميع موارد استعمالها محذوفة المتعلق ، فيستفاد منها العموم ،وان رحمته وسعت كل شيء ، فلا يقال إن الله بالمؤمنين لرحمن . وقد شاع استعمال الرحمن في الذات المقدسة حتى صار من أسماء الله الحسنى ، فقال تبارك وتعالى ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) ، و ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) .
الرحيم : هي صفة مشبهه أو صيغة مبالغة مشتقة من الرحمة أيضا ، و تستعمل في الغرائز واللوازم غير المنفكة عن الذات كالقدير والشريف . إن كلمة الرحيم لم ترد في القرآن عند ذكر متعلقها الا متعدية بالباء ، فقال تبارك وتعالى ( إن الله بالناس لرؤف رحيم )، و ( وكان بالمؤمنين رحيما ) ، فكأنها عند ذكر متعلقها انسلخت من التعددية إلى اللزوم . إذن الفرق ب ين الصفتين ، إن الرحيم يدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها . والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط .
المعنى العام : أني ابتدأ وأتيمن في قراءتي أو عملي باسم الله الرحمن الرحيم ومستعينا به الذي وسعت رحمته كل شيء. ان الله جل وعلا قد ابتدأ في أكمل كتاب باشرف ا لالفاظ وهي البسملة ، وفي ذلك تعليم للبشر بان يبتدئوا في أقوالهم وأفعالهم باسمه تعالى ، فقد أمرنا عز وجل بذكر اسمه في مناسبات كثيرة ،كقوله تبارك وتعالى (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ) ،و (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) . وروي عن النبي (ص) انه قال( كل كلام أو أمر ذي بال لم يفتح باسم الله عز وجل فهو ابتر) . وقد ذكرت البسملة في القرآن الكريم ( 114 ) مرة بقدر عدد سوره، حيث ذكرت في بداية كل سورة عدا سورة التوبة لم تذكر فيها لكونها بدأت ب(براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين )، في حين ذكرت مرتين في سورة النمل ، في بداية السورة وفي الآية ( 30 ) ليتطابق عددها مع عدد السور . والبسملة جزء من الآية عند أكثر المذاهب الإسلامية كالشيعة والشافعية والحنابلة . والحمد لله رب العالمين .
تعليق