بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمدٍ وآله الطاهرين...
يقول الله سبحانه وتعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (86) سورة البقرة
ويقول جل وعلا في آية أخرى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (74) سورة النساء
الآية الأولى تذم الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة!!!
أما الآية الثانية فهي تمدح الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة!!!
فكيف يكون هذا؟؟؟
وهل شراء الحياة الدنيا بالآخرة أمر مطلوب أم لا؟؟؟
الجواب:
أما الآية الأولى فهي على ما يتبادر إلى الذهن، أي أنهم قبلوا بالحياة الدنيا ثمناً مقابل الآخرة، وبعبارة أخرى: أنهم أخذوا الحياة الدنيا، وخسروا الآخرة...
قال شيخ الطائفة رضي الله عنه: وإنما وصفهم بأنهم اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، لأنهم رضوا بالدنيا بكفرهم الله عز وجل فيها عوضاً من نعيم الآخرة الذي أعده الله للمؤمنين. فجعل تركهم حظوظهم من نعيم الآخرة بكفرهم بالله ثمنا لما ابتاعوه من خسيس الدنيا بما أخبر الله أنه لا حظ لهم في نعيم الآخرة، وأن لهم في الآخرة عذابا غير مخفف عنهم فيها العقاب.
التبيان ج 1 ص 338
وأما الآية الثانية فقد ذكر المفسرون أن كلمة (يشرون) قد يراد منها (يبيعون)...
قال شيخ الطائفة رحمه الله: ومعنى: {يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة. وبيعهم إياها بالآخرة هو استبدالهم إياها بالآخرة ببذلهم أنفسهم، وأموالهم في سبيل الله، وبتوطين أنفسهم على الجهاد في طاعة الله. يقال: شريت بمعنى بعت. واشتريت: ابتعت. ويشرون: يبيعون -في قول الحسن، والسدي، وابن زيد، وجميع أهل اللغة-. قال يزيد بن مفرغ:
اللهم صلِ على محمدٍ وآله الطاهرين...
يقول الله سبحانه وتعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (86) سورة البقرة
ويقول جل وعلا في آية أخرى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (74) سورة النساء
الآية الأولى تذم الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة!!!
أما الآية الثانية فهي تمدح الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة!!!
فكيف يكون هذا؟؟؟
وهل شراء الحياة الدنيا بالآخرة أمر مطلوب أم لا؟؟؟
الجواب:
أما الآية الأولى فهي على ما يتبادر إلى الذهن، أي أنهم قبلوا بالحياة الدنيا ثمناً مقابل الآخرة، وبعبارة أخرى: أنهم أخذوا الحياة الدنيا، وخسروا الآخرة...
قال شيخ الطائفة رضي الله عنه: وإنما وصفهم بأنهم اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، لأنهم رضوا بالدنيا بكفرهم الله عز وجل فيها عوضاً من نعيم الآخرة الذي أعده الله للمؤمنين. فجعل تركهم حظوظهم من نعيم الآخرة بكفرهم بالله ثمنا لما ابتاعوه من خسيس الدنيا بما أخبر الله أنه لا حظ لهم في نعيم الآخرة، وأن لهم في الآخرة عذابا غير مخفف عنهم فيها العقاب.
التبيان ج 1 ص 338
وأما الآية الثانية فقد ذكر المفسرون أن كلمة (يشرون) قد يراد منها (يبيعون)...
قال شيخ الطائفة رحمه الله: ومعنى: {يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة. وبيعهم إياها بالآخرة هو استبدالهم إياها بالآخرة ببذلهم أنفسهم، وأموالهم في سبيل الله، وبتوطين أنفسهم على الجهاد في طاعة الله. يقال: شريت بمعنى بعت. واشتريت: ابتعت. ويشرون: يبيعون -في قول الحسن، والسدي، وابن زيد، وجميع أهل اللغة-. قال يزيد بن مفرغ:
وشريت بردا ليتني * من بعد برد كنت هامة
وبرد اسم غلامه.
وشريته بمعنى بعته. وفي الآية حذف. والتقدير يشرون الحياة الدنيا بالحياة الآخرة. كأنه قال: يبيعون الحياة الفانية بالحياة الباقية. ويجوز يبيعون الحياة الدنيا بنعيم الآخرة.
التبيان ج 3 ص 257
وبهذا قال أهل اللغة العربية، قال ابن منظور:
أبو زيد: شريتُ: بعتُ، وشريتُ: أي اشتريتُ.
قال الله عز وجل: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ} قال الفرّاء: بئسما باعوا به أنفسهم.
لسان العرب ج 14 ص 428
إذا فيكون معنى {يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} : يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة...
وشريته بمعنى بعته. وفي الآية حذف. والتقدير يشرون الحياة الدنيا بالحياة الآخرة. كأنه قال: يبيعون الحياة الفانية بالحياة الباقية. ويجوز يبيعون الحياة الدنيا بنعيم الآخرة.
التبيان ج 3 ص 257
وبهذا قال أهل اللغة العربية، قال ابن منظور:
أبو زيد: شريتُ: بعتُ، وشريتُ: أي اشتريتُ.
قال الله عز وجل: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ} قال الفرّاء: بئسما باعوا به أنفسهم.
لسان العرب ج 14 ص 428
إذا فيكون معنى {يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} : يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة...
تعليق