منذ اسبوعين تحديدا يوم 23 يونيو لعام 2012م ، عقد المجلس الاسلامي العلمائي مؤتمره السادس بعنوان الاسلام سياسة وسلام .... المرأة المسلمة والحراك السياسي ، وكوني احدى الحاضرات في المؤتمر ، يشرفني ان يكون اخواني / اخواتي الاعضاء على معرفة بما طرح فيه من افكار وقضايا تخص المرأة البحرينية فيما يتعلق بواقعنا المعاش . لذا سأسرد عليكم ما لملمه فكري من قصاصات الاطروحات والمناقشات لتكون الثورة واضحة والسلمية جلية لمن لا يعرف المجتمع البحراني .
انطلاقا من قوله تعالى ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وقول الرسول "ص" ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) كانت المرأة المسلمة على مر التاريخ تكرس صورة انسانية على قدر من الوعي والتأثير ، فقد ظهرت في كثير من المواقع بليغة في حجتها ، محافظة على كيان الاسرة والمجتمع ، ساعية لحقها الاجتماعي والسياسي والوجودي ، ففي بيت النبوة نجد ام المؤمنين خديجة "ع" تجاهد بكل مالها في سبيل الرسالة ، ثم بنت المصطفى الزهراء "ع" التي يرضى الله لرضاها ويبغض لغضبها تملأ الدنيا غضبا وتنزل للمسجد تخطب في الرجال قبل النساء ، وهكذا عقيلة الطالبيين "ع" ودورها الخالد في ثورة كربلاء ، هكذا كانت المرأة المسلمة حاضرة بفكرها ووعيها وحراكها في حقظ المجتمع المسلم ، تمتلك الكفاءة في المواجهة والتحدي ،
ان المرأة بما تحمله من خصوصيات في تركيبتها الطبيعية والاجتماعية تعتبر الفاعل المحوري في عملية التحول، اذ ان ادبيات علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي يؤكد ان المرأة عنصر اساسي من عناصر التغيير .
وعند الحديث عن المرأة البحرينية فأنها في كل تاريخها امرأة واعية بواقعها ، بل ساعية من اجل عزتها وكرامتها ، وقد ألتحقت بالتعليم الرسمي عام 1928م ، وفي عام 1953م اعلنت زوجة المستشار البريطاني بلغريف عن تشكيل ما يعرف ب "نادي البحرين للسيدات " قوامه من النساء المخمليات ، اما القروية فقد نشطت في تأسيس المآتم النسائية بإدارة نسائية متكاملة من حيث التخطيط والتنفيذ ، كما انها ساهمت في النظال ضد المستعمر البريطاني ، ولها دور في العدوان الثلاثي على مصر والانتفاضة الفلسطينية وغيرها من الدول العربية .
ومع الصحوة الاسلامية التي سرت في الخليج العربي في مطلع الثمانينات ، خرجت المرأة الاسلامية بقوة تتحرك في الميدان الاجتماعي والدعوة الاسلامية ، وفي مطلع التسعينات من القرن الماضي شهدت البحرين حراكا اجتمعت فيه جميع القوى بمختلف التوجهات الفكرية ، وخاضت المرأة هذا المعترك بخوض الميدان والتواجد في المسيرات .
اليوم تعيش المرأة حالة مختلفة ، فهي الشق الثاني من الانسان ، وما يفسد حياة الرجل يفسد حياتها ، هذه شذرات بسيطة مما طرح في المؤتمر .
ومن وجهة نظري كوني بحرانية شهدت المأساة بكل صورها ، اقول انه مع خروج الفتاة للشارع وتواجدها المكثف في المسيرات والميادين ، ورغم خروج الملتزمة بالعباءة الزينبية بجانب اختها ذات عباءة الكتف مع اختهم ذات التوجه الليبيرالي ، كلهن خرجن لهدف واحد وغاية واحدة ، ومع هذا الخليط من النساء ، ألا انه لم نشاهد من تخلت عن حجابها او سترها ، ولو فعلت على سبيل الافتراض فأنها اعلم بالعواقب المترتبة عليها التي اقلها السخرية والتشهير ، فالفتاة البحرانية ارقى من هذا المستوى ، فهي تتمتع بحقوقها الاسرية وليست بحاجة لهذا النوع من الفعل ان ما ينقصها هو حقوقها المجتمعية ، ولم يكن خروجها للشارع من اجل نفسها فقط انما جنبا لجنب الرجل فكما هي محرومة فهو ايضا محروم ، وبما ان سلمية هذا الوطن اتعبت الطغاة ، فأنهم يعمدون على تشويهها بشتى الطرق مستغلين اصحاب الاجور والعاشقين للظلم .
تعليق