بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ننقل لكم واحدة من تلك الحوادث:ففي الصراط
المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج 3 ص 211 :
دخل النعمان على الصادق عليه السلام فقال: من أنت ؟ قال: مفتي العراق, قال: بما
تفتي ؟ قال: بكتاب الله قال: هل تعرف ناسخه ومنسوخه, ومحكمه ومتشابهه ؟ قال: نعم, قال: فقوله تعالى:
(وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) أي موضع هي ؟ قال: بين مكة والمدينة
فقال: (ومن دخله كان آمنا) ما هو ؟ قال: البيت الحرام, فأنشد
جلساءه: هل تعلمون عدم الأمن عن النفس والمال بين مكة والمدينة, وعدم أمن
ابن الزبير وابن جبير في البيت ؟ قالوا: نعم. قال أبو حنيفة: ليس لي علم
بالكتاب, وإنما أنا صاحب قياس قال له: أيما أعظم القتل
أو الزنا ؟ قال: القتل, قال: قنع الله فيه بشاهدين, ولم
يقنع في الزنا إلا بأربعة, أيما أفضل الصوم أم
الصلاة ؟ قال: الصلاة, قال: فلم أوجب على الحائض قضاء الصوم دون الصلاة, وأيما أقذر
المني أم البول ؟ قال: البول, قال: فما بال الله أوجب
الغسل منه دون البول. قال: إنما أنا صاحب رأي قال: فما ترى في امرأة إنسان وامرأة عبد, سافرا عنهما,
فسقط البيت عليهما فماتتا وتركتا ولدين لا يدري أيهما المالك من المملوك ؟
قال: إنما أنا صاحب حدود, قال: فأعور فقأ عين صحيح, وأقطع قطع يد رجل كيف حدهما ؟ قال: إنما أنا
عالم بما بعث الأنبياء قال عليه السلام: فقوله سبحانه: (لعله يتذكر أو يخشى) أهذا شك من الله ؟ قال: لا علم لي, فقال عليه السلام: إنك تعمل
بكتاب الله, ولست ممن ورثه, وإنك قياس, وأول من قاس إبليس, ولم يبن دين الاسلام على
القياس, وإنك صاحب رأي وخص الله نبيه بالرأي في قوله: (و
احكم بينهم بما أراك الله) فكان رأيه صوابا ومن دونه خطأ,
ومن أنزلت عليه الحدود أولى منك بعلمها, وأعلم منك بمباعث الأنبياء خاتم الأنبياء,
ولولا أن يقال: دخل أبو حنيفة على جعفر ابن رسول الله فلم يسأله عن شئ لما سألتك فقس إن كنت مقيسا فقال:
والله لا تكلمت به بعدها, فقال عليه السلام: كلا إن حب الرئاسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك انتهى كلامه عليه السلام.
دمتم في حفظ الله
تعليق