بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غيبٌ من غيب الله
وفي الحديث عن الإمام المهدي(عج)، نطلُّ على العقيدة الإسلامية التي ارتكزت على أساس الاعتقاد بالإمام المهدي(عج) الذي حدّثنا رسول الله(ص) وأئمة أهل البيت(ع) عنه أنّه "يخرج ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً"(2).
وعند ظهور الإمام سينتشر الإسلام في كلِّ الأرض وفي كلِّ الحياة.. وفي الحديث عن غيبته، نريد أن نؤكّد مسألة الغيبة الطويلة من ناحية مبدئية.. فالمسألة عندما تثبت عندنا من طريق رسول الله(ص) ومن طريق أوصيائه الذين هم أئمة أهل البيت(ع)، فلا بدَّ أن نعتبر أنَّ المسألة تمثّل الحقيقة في العقيدة على هذا الأساس، ثم بعد ذلك عندما نجد في المسألة بعض الغيب مما قد لا يدرك الإنسان تفاصيله في مسألة حكمة الله في ذلك، فإنَّنا نؤمن به، ونحاول أن نلاحق الاحتمالات التي توصلنا إلى النتائج الحاسمة إن أمكننا ذلك. وعلى هذا، فما ثبت صدوره من رسول الله(ص)، سواء كان في دائرة الغيب أو كان في دائرة الحضور والحسّ، لا بدَّ أن نؤمن به على أنَّه حقيقةٌ إيمانية، لأنَّ رسول الله(ص): {وَمَا يَنطِقُ عن الهوى* إنْ هُوَ إلاَّ وحيٌ يُوحَى} [النجم:3ـ4]، فما يبلّغه(ص) ويثبت عنه بطريقة قطعيّة فهو الحقيقة، فإذا كانت غيباً فإننا نؤمن بهذا الغيب، وإذا كانت حضوراً فإننا نواجه هذا الحضور..
وعلى أيّ حال، فإنَّ قضيّة الإمام المهدي(عج) غيبٌ من غيب الله على أساس عقيدة الإمامية في المسألة، لأنَّ مسألة أن يظهر شخصٌ ينشر العدل ليكون عالمياً هي مسألة غيب وليست مسألة عاديّة، فالله هو القادر على كلِّ شيء، وهو الذي يختصُّ برحمته مَن يشاء، ولذلك تبقى التفسيرات لغيبته عاجزةً عن إدراك الواقع الذي لا يعلمه إلاَّ الله تعالى.
الغيب والعقل
وُلِد الإمام المهدي(عج) كما يُولَد كُلُّ الناس، وغاب بإرادة الله وعلمه، وأخبرنا رسول الله(ص) والأئمة من بعده بأنَّه سيظهر ليملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجوراً، وعندما نريد أن نؤكّد المسألة الغيبيّة في العقيدة، فإنَّ علينا أن نفهم أنَّنا عندما نؤمن بالغيب، فإنَّ الغيب يرتكز على العقل، ويرتكز أيضاً على النقل.. ونحن هنا نسأل: إنَّنا نؤمن بالجنة والنّار، ونؤمن بالآخرة من دون أن نشاهد الجنّة والنار وواقع الآخرة، ونؤمن بالملائكة من غير أن نراهم، ونؤمن بكثير من الأمور غير المحسوسة لدينا، فكيف آمنّا بكل ذلك؟ آمنا بذلك في البداية من خلال أننا بحثنا: هل هذا الأمر ممكن، أو غير ممكن؟ هل هو مستحيل أو ليس مستحيلاً؟ وتساءلنا أيضاً: هل يمكن أن يعيد الله الإنسان بعد أن يصير تراباً، هل يمكن أن يخلقه الله أم هذا مستحيل؟ ويأتي الجواب: الله القادر على الإيجاد قادرٌ على الإعادة {وَضَرَب لَنا مثَلاً ونَسِيَ خَلْقَه قالَ مَنْ يُحيي العظامَ وهِيَ رميم* قُلْ يُحْييها الذي أنشأها أوّل مرّةٍ وهُوَ بكلِّ خَلْقٍ عَليمٌ} [يس:78ـ79]، فإذا كان إخراج الحياة من العدم ممكناً ومقبولاً، فإعادة الحياة بعد أن تتحوّل إلى عدم أمرٌ ممكنٌ أيضاً، لأنَّ القادر على هذا قادرٌ على ذلك، بل إنَّ عمليّة الإعادة أهون من عملية الخلق، لأنَّ عملية الخلق هي عمليّة إيجاد من دون نموذج، أي من دون مثال، بينما عملية الإعادة هي عملية خَلْقٍ على أساس النموذج الذي كان، فعمليّة الإيجاد عمليّة إبداع، وعندما يعيدها، يعيدها بعد أن صنع المثال.
ويبقى أن نجيب على أنَّ ليس كلّ ممكن يصير وجوداً، فالجنة والنار واليوم الآخر أمورٌ ممكنة، لكنها لم توجد، فكيف نُثبتها؟ نقول: جاءنا الأنبياء(ع) وحكّمنا عقلنا في تصديقهم، فنحن عندما صدّقنا محمداً(ص)، فليس من خلال محبتنا له، بل صدّقناه من خلال الأدلة القاطعة على نبوّته، إمّا من طريق المعجزة، التي هي على شكل معجزات الأنبياء السابقين موسى وعيسى وإبراهيم(ع)، أو من خلال القرآن وغيره من المعجزات التي تمثّل صِدْقَ رسول الله(ص).
انطلاقاً من هذا، وبعد أن أثبتنا أنَّ محمداً(ص) هو رسولٌ من الله، وأنَّه صادقٌ في ما يُخبرنا، جاء رسول الله(ص) وأخبرنا أنَّ هناك جنّة وناراً من خلال كتاب الله، وأخبرنا أيضاً من خلال كتاب الله أنَّ هناك ملائكة وعذاباً ونعيماً وما إلى هنالك، أخبرنا(ص) أيضاً أنَّ هناك مهديّاً يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
ومن هنا، فنحن آمنّا بالغيب على أساس أنَّ الإيمان بالغيب ارتكز على الإيمان بالحسّ من خلال تصديق رسول الله(ص)، ومن خلال الدليل الذي دلّنا على أنَّه نبيٌّ من عند الله.. فإذاً، ليست مسألة الغيب مسألة معلّقةً في الهواء، أو نؤمن بها افتراضاً، بل لا بدَّ أن يرتكز الإيمان بالغيب على حقيقة علميّة أو عقليّة على الطريقة التي بينّاها، ونحن آمنا بالغيب لأننا آمنّا برسول الله(ص) وصدّقناه وأخبرنا رسول الله عن ذلك.. ولمّا كان الأمر ممكناً، فقد آمنّا به.
طول العمر
إذاً، إنَّ مسألة العمر الطويل هي من المسائل التي لا يرفضها العقل، فالعقل لا يمنع أن يعيش الإنسان وقتاً طويلاً إلى ما شاء الله ما دامت أجهزته تستطيع أن تستمرّ، والنظريات العلميّة التي تبحث الآن في المسألة الإنسانية وفي مسألة طول العمر، لا ترى مانعاً مبدئياً من أن يعيش الإنسان مدّةً طويلة إلى ما شاء الله، ولكنَّ العلم يقول لم نستطع حتى الآن أن نصل إلى الأسس أو النظريات التي نستطيع من خلالها اكتشاف سرِّ تجدّد الخلايا واستمرارها، وإذا اكتشفنا ذلك، فيمكن أن يطول عمر الإنسان إلى أمد طويل، فالعلم من ناحية نظرية لا يمنع ذلك، ولكنه يقول لم أستطع أن أصل إلى السرّ الذي يمكنني من خلاله أن أتحرّك في اتجاه تحويل الموضوع إلى أمرٍ واقعيّ في هذا المجال.. العقل لا يمنع والعلم لا يمنع، والقرآن يُثبت لنا عمراً طويلاً لأحد أنبياء الله تعالى، وهو نوحٌ(ع)، الذي لبث في قومه ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً، وذلك قبل الطوفان، ولا ندري كم عاش بعد ذلك.. فالذي يمكن له بقدرة الله أن يعيش ألف سنة إلاَّ قليلاً، يمكن له أن يعيش الألف الثاني، وما إلى ذلك، فالأمور التي تبدو ممكنةً في هذه الدائرة، فإنَّها تكون ممكنةً في الدائرة الأخرى.. إذاً، القرآن الكريم يؤكّد أنَّ مسألة طول العمر ليست من المسائل المستحيلة، وحتى أنّها ليست من المسائل البعيدة في ما حدّثنا به عن نوح(ع) كما ذكرنا.
ونحن في عصرنا هذا نسمع كثيراً من الأحاديث عن أناس عاشوا مائتي سنة، أو عاشوا ثلاثمائة سنة، وعندما يمكن حصول ذلك في هذا الحجم، تصبح المسألة ممكنة، وقدرة الله فوق ذلك كلِّه.. فالمسألة على هذا، تُعتبر من الحقائق الإسلامية التي يمتزج فيها الجانب الغيبـيّ بجانب الحضور والحقّ.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غيبٌ من غيب الله
وفي الحديث عن الإمام المهدي(عج)، نطلُّ على العقيدة الإسلامية التي ارتكزت على أساس الاعتقاد بالإمام المهدي(عج) الذي حدّثنا رسول الله(ص) وأئمة أهل البيت(ع) عنه أنّه "يخرج ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً"(2).
وعند ظهور الإمام سينتشر الإسلام في كلِّ الأرض وفي كلِّ الحياة.. وفي الحديث عن غيبته، نريد أن نؤكّد مسألة الغيبة الطويلة من ناحية مبدئية.. فالمسألة عندما تثبت عندنا من طريق رسول الله(ص) ومن طريق أوصيائه الذين هم أئمة أهل البيت(ع)، فلا بدَّ أن نعتبر أنَّ المسألة تمثّل الحقيقة في العقيدة على هذا الأساس، ثم بعد ذلك عندما نجد في المسألة بعض الغيب مما قد لا يدرك الإنسان تفاصيله في مسألة حكمة الله في ذلك، فإنَّنا نؤمن به، ونحاول أن نلاحق الاحتمالات التي توصلنا إلى النتائج الحاسمة إن أمكننا ذلك. وعلى هذا، فما ثبت صدوره من رسول الله(ص)، سواء كان في دائرة الغيب أو كان في دائرة الحضور والحسّ، لا بدَّ أن نؤمن به على أنَّه حقيقةٌ إيمانية، لأنَّ رسول الله(ص): {وَمَا يَنطِقُ عن الهوى* إنْ هُوَ إلاَّ وحيٌ يُوحَى} [النجم:3ـ4]، فما يبلّغه(ص) ويثبت عنه بطريقة قطعيّة فهو الحقيقة، فإذا كانت غيباً فإننا نؤمن بهذا الغيب، وإذا كانت حضوراً فإننا نواجه هذا الحضور..
وعلى أيّ حال، فإنَّ قضيّة الإمام المهدي(عج) غيبٌ من غيب الله على أساس عقيدة الإمامية في المسألة، لأنَّ مسألة أن يظهر شخصٌ ينشر العدل ليكون عالمياً هي مسألة غيب وليست مسألة عاديّة، فالله هو القادر على كلِّ شيء، وهو الذي يختصُّ برحمته مَن يشاء، ولذلك تبقى التفسيرات لغيبته عاجزةً عن إدراك الواقع الذي لا يعلمه إلاَّ الله تعالى.
الغيب والعقل
وُلِد الإمام المهدي(عج) كما يُولَد كُلُّ الناس، وغاب بإرادة الله وعلمه، وأخبرنا رسول الله(ص) والأئمة من بعده بأنَّه سيظهر ليملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجوراً، وعندما نريد أن نؤكّد المسألة الغيبيّة في العقيدة، فإنَّ علينا أن نفهم أنَّنا عندما نؤمن بالغيب، فإنَّ الغيب يرتكز على العقل، ويرتكز أيضاً على النقل.. ونحن هنا نسأل: إنَّنا نؤمن بالجنة والنّار، ونؤمن بالآخرة من دون أن نشاهد الجنّة والنار وواقع الآخرة، ونؤمن بالملائكة من غير أن نراهم، ونؤمن بكثير من الأمور غير المحسوسة لدينا، فكيف آمنّا بكل ذلك؟ آمنا بذلك في البداية من خلال أننا بحثنا: هل هذا الأمر ممكن، أو غير ممكن؟ هل هو مستحيل أو ليس مستحيلاً؟ وتساءلنا أيضاً: هل يمكن أن يعيد الله الإنسان بعد أن يصير تراباً، هل يمكن أن يخلقه الله أم هذا مستحيل؟ ويأتي الجواب: الله القادر على الإيجاد قادرٌ على الإعادة {وَضَرَب لَنا مثَلاً ونَسِيَ خَلْقَه قالَ مَنْ يُحيي العظامَ وهِيَ رميم* قُلْ يُحْييها الذي أنشأها أوّل مرّةٍ وهُوَ بكلِّ خَلْقٍ عَليمٌ} [يس:78ـ79]، فإذا كان إخراج الحياة من العدم ممكناً ومقبولاً، فإعادة الحياة بعد أن تتحوّل إلى عدم أمرٌ ممكنٌ أيضاً، لأنَّ القادر على هذا قادرٌ على ذلك، بل إنَّ عمليّة الإعادة أهون من عملية الخلق، لأنَّ عملية الخلق هي عمليّة إيجاد من دون نموذج، أي من دون مثال، بينما عملية الإعادة هي عملية خَلْقٍ على أساس النموذج الذي كان، فعمليّة الإيجاد عمليّة إبداع، وعندما يعيدها، يعيدها بعد أن صنع المثال.
ويبقى أن نجيب على أنَّ ليس كلّ ممكن يصير وجوداً، فالجنة والنار واليوم الآخر أمورٌ ممكنة، لكنها لم توجد، فكيف نُثبتها؟ نقول: جاءنا الأنبياء(ع) وحكّمنا عقلنا في تصديقهم، فنحن عندما صدّقنا محمداً(ص)، فليس من خلال محبتنا له، بل صدّقناه من خلال الأدلة القاطعة على نبوّته، إمّا من طريق المعجزة، التي هي على شكل معجزات الأنبياء السابقين موسى وعيسى وإبراهيم(ع)، أو من خلال القرآن وغيره من المعجزات التي تمثّل صِدْقَ رسول الله(ص).
انطلاقاً من هذا، وبعد أن أثبتنا أنَّ محمداً(ص) هو رسولٌ من الله، وأنَّه صادقٌ في ما يُخبرنا، جاء رسول الله(ص) وأخبرنا أنَّ هناك جنّة وناراً من خلال كتاب الله، وأخبرنا أيضاً من خلال كتاب الله أنَّ هناك ملائكة وعذاباً ونعيماً وما إلى هنالك، أخبرنا(ص) أيضاً أنَّ هناك مهديّاً يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
ومن هنا، فنحن آمنّا بالغيب على أساس أنَّ الإيمان بالغيب ارتكز على الإيمان بالحسّ من خلال تصديق رسول الله(ص)، ومن خلال الدليل الذي دلّنا على أنَّه نبيٌّ من عند الله.. فإذاً، ليست مسألة الغيب مسألة معلّقةً في الهواء، أو نؤمن بها افتراضاً، بل لا بدَّ أن يرتكز الإيمان بالغيب على حقيقة علميّة أو عقليّة على الطريقة التي بينّاها، ونحن آمنا بالغيب لأننا آمنّا برسول الله(ص) وصدّقناه وأخبرنا رسول الله عن ذلك.. ولمّا كان الأمر ممكناً، فقد آمنّا به.
طول العمر
إذاً، إنَّ مسألة العمر الطويل هي من المسائل التي لا يرفضها العقل، فالعقل لا يمنع أن يعيش الإنسان وقتاً طويلاً إلى ما شاء الله ما دامت أجهزته تستطيع أن تستمرّ، والنظريات العلميّة التي تبحث الآن في المسألة الإنسانية وفي مسألة طول العمر، لا ترى مانعاً مبدئياً من أن يعيش الإنسان مدّةً طويلة إلى ما شاء الله، ولكنَّ العلم يقول لم نستطع حتى الآن أن نصل إلى الأسس أو النظريات التي نستطيع من خلالها اكتشاف سرِّ تجدّد الخلايا واستمرارها، وإذا اكتشفنا ذلك، فيمكن أن يطول عمر الإنسان إلى أمد طويل، فالعلم من ناحية نظرية لا يمنع ذلك، ولكنه يقول لم أستطع أن أصل إلى السرّ الذي يمكنني من خلاله أن أتحرّك في اتجاه تحويل الموضوع إلى أمرٍ واقعيّ في هذا المجال.. العقل لا يمنع والعلم لا يمنع، والقرآن يُثبت لنا عمراً طويلاً لأحد أنبياء الله تعالى، وهو نوحٌ(ع)، الذي لبث في قومه ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً، وذلك قبل الطوفان، ولا ندري كم عاش بعد ذلك.. فالذي يمكن له بقدرة الله أن يعيش ألف سنة إلاَّ قليلاً، يمكن له أن يعيش الألف الثاني، وما إلى ذلك، فالأمور التي تبدو ممكنةً في هذه الدائرة، فإنَّها تكون ممكنةً في الدائرة الأخرى.. إذاً، القرآن الكريم يؤكّد أنَّ مسألة طول العمر ليست من المسائل المستحيلة، وحتى أنّها ليست من المسائل البعيدة في ما حدّثنا به عن نوح(ع) كما ذكرنا.
ونحن في عصرنا هذا نسمع كثيراً من الأحاديث عن أناس عاشوا مائتي سنة، أو عاشوا ثلاثمائة سنة، وعندما يمكن حصول ذلك في هذا الحجم، تصبح المسألة ممكنة، وقدرة الله فوق ذلك كلِّه.. فالمسألة على هذا، تُعتبر من الحقائق الإسلامية التي يمتزج فيها الجانب الغيبـيّ بجانب الحضور والحقّ.