إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المبالغة في الكلام ......

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المبالغة في الكلام ......

    المبالغة في الكلام

    من الأمراض الشائعة بين الناس ، والذي قلما نجد من عافاه الله تعالى منه ، هو مرض المبالغة . وهو إضافة المتكلم بعض الأمور لقوله أو خبره .
    والذي يدعو الإنسان لهذا الأمر ، أعني إلى عدم النقل الدقيق أو التعبير الدقيق عما يريد تصويره لدى المقابل ، عدة أسباب ، منها :
    أولاً : اللامبالاة بحدود الكلام ، أي إنزال الكلام إلى مرتبة هي أدنى مما هو عليه ، أو قلّ أدنى من استحقاق الكلام من الاهتمام . وربما هذا بسبب الجهل بآداب الكلام .
    ثانياً : عدم رؤية أو تصور عواقب ونتائج ما أضاف من مبالغات في كلامه . فلو أنه أدرك من أن المحسنات – في نظره – التي أضافها لكلامه سترسم صورة في ذهن السامع غير الصورة الحقيقية للأمر والتي ربما يبني عليها السامع أسس يسير عليها في حياته ، خاصة إن كان المتكلم ممن يُسمع كلامه ، فلو أدرك المبالغ ما لمبالغته من أثر فلربما تحرى الدقة في كلامه .
    ثالثاً : وربما هو السبب الأكبر للمبالغة – حسب ما فهمنا من المبالغين – هو اعتقاد المبالغ من أن نقل الواقعة كما هي فيه شيء من النقص ، فيحاول [ مشكوراً ! ] سدّ ذلك النقص بتعظيم الواقعة أو تحسينها بالإضافات .
    رابعاً : وقد يكون هو السبب الدافع . وهو محاولة إثارة السامع وشدّه إلى المتكلم ، وبالتالي الإعجاب بالمتكلم نفسه . فهو يعود تحقيقاً إلى شعور المتكلم بنقصه – وهو شعور حق – لكن محاولة سدّه بهذا الأسلوب هو من باب سد النقص بما هو أنقص منه .هذا، وإن لهذا الأسلوب أو المرض من الأضرار المباشرة وما تترتب عليه من آثار ، ما تودي بصاحبه إلى الهلاك من حيث لا يشعر . ومن هذا الأضرار :
    أولاً : ما يتضرر به المبالغ نفسه ، وهو سقوطه من أعين الناس ، فإن ما أوهمته به نفسه من أن مبالغته ستبلغ به معاقد قلوب الناس ، هو وهم محض وصورة خادعة استدراجية ، لأجل إيقاعه بما يبعده عن الناس بل ورب الناس .
    ثانياً : من الآثار السلبية المترتبة على هذا الفعل ، هو ضياع الحقائق لما ترسمه المبالغة من صورة في ذهن السامع مغايرة للواقع ، وربما تصل درجة المغايرة إن ضُم إليها أسلوب المتكلم ودرجة استقبال السامع إلى مئة بالمئة .
    ثالثاً : إن المبالغة ليست بمرض مستقل يتوقف عنده المبالغ ، إنما هو حلقة استدراجية للتي تليها ، وهو باب الاختلاق وأعني به الكذب المحض . فتكون المبالغة مهيِأة ومسهِّلة لدخول باب الكذب المجرد الصريح .
    ولا ينبغي أن نغفل من أن المبالغ مسؤول عن كل ما يترتب في ذهن السامع وما يؤسس عليه السامع من اعتقاد أو فعل جرّاء مبالغة المُخبر .
    فينبغي على المتكلم أن يتحرى الدقة والحق في كل ما يصدر عنه ، قولاً كان أم حركة ، فإنه مسؤول .
    هذا ، وأن قول الحق هو من نصرة الحق تعالى ، فهل من ناصر؟.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X