بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الطباطبائي في (الميزان ج 6 ص 366): (… وكلما دق المسلك ولطف المقام ظهرت هناك خفايا من الذنوب كانت قبل تحقق هذا الظرف مغفولاً عنها لا يحس بها الإنسان المكلف بالتكاليف ولا يؤاخذ بها ولي المؤاخذة والمحاسبة.
وينتهي ذلك - فيما يعطيه البحث الدقيق - إلى الأحكام الناشئة في طرفي الحب والبغض فترى عين المبغض - وخاصة في حال الغضب - عامة الأعمال الحسنة سيئة مذمومة ويرى المحب إذا كان في الغرام واستغرق في الوله أدنى غفلة قلبية عن محبوبه ذنباً عظيماً وان اهتم بعمل الجوانح بتمام أركانه وليس إلا انّه يرى ان قيمة أعماله في سبيل الحب على قدر توجه نفسه وانجذاب قلبه إلى محبوبه فإذا انقطع عنه بغفلة قلبية فقد أعرض عن المحبوب وانقطع عن ذكره وأبطل طهارة قلبه بذلك.
حتى ان الاشتغال بضروريات الحياة من أكل وشرب ونحوهما يعد عنده من الاجرام والعصيان نظراً إلى ان أصل الفعل وان كان من الضروري الذي يضطر إليه الإنسان لكن كل واحد واحد من هذه الأفعال الاضطرارية من حيث أصله اختياري في نفسه والاشتغال به اشتغال بغير المحبوب واعراض عنه اختياراً وهو من الذنب, ولذلك نرى أهل الوله والغرام وكذا المحزون الكئيب ومن في عداد هؤلاء يستكفون عن الاشتغال بأكل أو شرب أو نحوهما.
وعلى نحو من هذا القبيل ينبغي أن يحمل ما ربما يروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله: (وانه ليران على قلبي فاستغفر الله كل يوم سبعين مرة) وعليه يمكن أن يحمل بوجه قوله تعالى: (( وَاستَغفر لذَنبكَ وَسَبّح بحَمد رَبّكَ بالعَشيّ وَالأبكَار )) (غافر: من الآية55)).
وقال صاحب الميزان في تفسير سورة الفتح: (ليس المراد بالذنب في الآية هو الذنب المعروف وهو مخالفة التكليف المولوي ولا المراد بالمغفرة معناها المعروف وهو ترك العقاب على المخالفة المذكورة فالذنب في اللغة على ما يستفاد من موارد استعمالاته هو العمل الذي له تبعة سيئة كيفما كان والمغفرة هي الستر على الشيء. وأما المعنيان المذكوران المتبادلان في لفظي الذنب والمغفرة إلى أذهاننا اليوم أعني مخالف الأمر المولوي المستتبع للعقاب وترك العقاب عليها فإنما لزماها بحسب عرف المتشرعين).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الطباطبائي في (الميزان ج 6 ص 366): (… وكلما دق المسلك ولطف المقام ظهرت هناك خفايا من الذنوب كانت قبل تحقق هذا الظرف مغفولاً عنها لا يحس بها الإنسان المكلف بالتكاليف ولا يؤاخذ بها ولي المؤاخذة والمحاسبة.
وينتهي ذلك - فيما يعطيه البحث الدقيق - إلى الأحكام الناشئة في طرفي الحب والبغض فترى عين المبغض - وخاصة في حال الغضب - عامة الأعمال الحسنة سيئة مذمومة ويرى المحب إذا كان في الغرام واستغرق في الوله أدنى غفلة قلبية عن محبوبه ذنباً عظيماً وان اهتم بعمل الجوانح بتمام أركانه وليس إلا انّه يرى ان قيمة أعماله في سبيل الحب على قدر توجه نفسه وانجذاب قلبه إلى محبوبه فإذا انقطع عنه بغفلة قلبية فقد أعرض عن المحبوب وانقطع عن ذكره وأبطل طهارة قلبه بذلك.
حتى ان الاشتغال بضروريات الحياة من أكل وشرب ونحوهما يعد عنده من الاجرام والعصيان نظراً إلى ان أصل الفعل وان كان من الضروري الذي يضطر إليه الإنسان لكن كل واحد واحد من هذه الأفعال الاضطرارية من حيث أصله اختياري في نفسه والاشتغال به اشتغال بغير المحبوب واعراض عنه اختياراً وهو من الذنب, ولذلك نرى أهل الوله والغرام وكذا المحزون الكئيب ومن في عداد هؤلاء يستكفون عن الاشتغال بأكل أو شرب أو نحوهما.
وعلى نحو من هذا القبيل ينبغي أن يحمل ما ربما يروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله: (وانه ليران على قلبي فاستغفر الله كل يوم سبعين مرة) وعليه يمكن أن يحمل بوجه قوله تعالى: (( وَاستَغفر لذَنبكَ وَسَبّح بحَمد رَبّكَ بالعَشيّ وَالأبكَار )) (غافر: من الآية55)).
وقال صاحب الميزان في تفسير سورة الفتح: (ليس المراد بالذنب في الآية هو الذنب المعروف وهو مخالفة التكليف المولوي ولا المراد بالمغفرة معناها المعروف وهو ترك العقاب على المخالفة المذكورة فالذنب في اللغة على ما يستفاد من موارد استعمالاته هو العمل الذي له تبعة سيئة كيفما كان والمغفرة هي الستر على الشيء. وأما المعنيان المذكوران المتبادلان في لفظي الذنب والمغفرة إلى أذهاننا اليوم أعني مخالف الأمر المولوي المستتبع للعقاب وترك العقاب عليها فإنما لزماها بحسب عرف المتشرعين).