ليس من المُعتاد أن يفرح الانسان ويبتهج وهو يعلم بدنو أجله وانقطاع حبل حياته من الدنيا ، فتراه إذا ما علم بدنو أجله ، اعتراه الخوف والوجل والاضطراب ، ولربما مات بسبب خوفه من الموت ، إذ أن كل إنسان يحب الحياة والبقاءَ ويتشاءم من الموت.
ولعلك تعجب إذا ماسمعت بأن أصحاب هذه الليلة باتوا ليلتهم وهم أشدُ الناس فرحاً ، وأبهجهم حالةً ، وأربطهم جأشاً ، مستبشرين بما أقدموا عليه وبما يصرون إليه وقد أخذ يداعبُ بعضهم بعضاً ، مع علمهم بدنو آجالهم ، وأن أجسادهم سوف تصبح عن قريب طعمةً للسيوف ونهبةً للاسنة. ومرمىْ للسهام.
ولعله لم تمر عليهم ليلةٌ بأسعد منها ، حتى بدت على وجوههم الطلاقة والاشراق والطمأنينة لا يستشعرون بخوف ولا وجل ، وذلك أنهم وجدوا أنفسهم يؤدون وظائفهم الشرعية تجاه سبط الرسول (صلى الله عليه وآله) ، إذ سوف يحوزون على أعظم وأقدس شهادة عرفها تاريخ البشرية ، ثم ذلك النعيمُ الدائم الذي لا اضمحلال فيه ، فأصبحوا مصداقاً لقوله تعالى: « إن الذين قالوا رُّبنا الله ثم استقاموا فلا خوفٌ عليهم ولا هُم يحزنون ، أولئك أصحابُ الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون »(سورة الاحقاق الاية : 13 و 14.).
وقوله تعالى : « إن الذين قالوا رَبُنا الله ثُمَّ استقاموا تتنزلُ عليهمُ الملائكةُ ألا تخافُوا ولا تحزنُوا وأبشرُوا بالجنة التي كنتم توعدون» (سورة فصلت الاية : 30. ).
والجدير بالذكر انه جاء في زيارة على بن الحسين (عليهما السلام) : أشهد أنّك من الـ «فَرِحِينَ بِمَا أتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضلِهِ وَيَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مّنْ خَلفِهِم ألاَّ خَوفٌ عَلَيهِم وَلأهُم يَحزَنُونَ » (سورة آل عمران الاية 170. )، وتلك منزلةُ كلّ شهيد فكيف منزلة الحبيب إلى الله ، القريب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)(بحار الانوار : ج 98. ص 242.).
فهذا ما كان عليه أهل بيت - الحسين(عليه السلام) وأصحابه من الاستبشار والفرح بالشهادة في سبيل الله تعالى ، ولا غروان تتَنزّل عليهم الملائكة وتبشرهم وتطمئنهم«الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون»، وحسبك رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه الليلة أن يكون هو المبشر بهذا لولده الحسين (عليه السلام) باستبشار الملائكة به.
فقد جاء في الرواية أن الحسين(عليه السلام) لما خفق خفقة في سحر ليلة العاشر رأى جده (صلى الله عليه وآله) ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول له : يا بُني أنت شهيدُ آلِ محمد ، وقد استبشرَ بكَ أهلُ السماوات وأهلُ الصفيح الاعلى ، فليكن إفطارُك عندي الليلة عجل ولا تُؤخر ، هذا مَلكٌ قد نزل من السماءِ ليأخذ دَمَكَ في قارورة خضراء(بحار الانوار : ج45 ، ص3 ، الفتوح لابن الاعثم : ج2 ، ص153.)..
الامر الذي يدل على استبشار الملائكة وأهل الفصيح الاعلى بلقاء الحسين (عليه السلام) وأصحابه ، كما استبشرهو أيضاً بهذا اللقاء والذي ما فتىء يَحنو إليه واعتبر يوم يلقاه سعادة كما أشار إلى هذا في قوله(عليه السلام) : إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما (تقد تخريجه).
وهو القائل(عليه السلام) :ولعلك تعجب إذا ماسمعت بأن أصحاب هذه الليلة باتوا ليلتهم وهم أشدُ الناس فرحاً ، وأبهجهم حالةً ، وأربطهم جأشاً ، مستبشرين بما أقدموا عليه وبما يصرون إليه وقد أخذ يداعبُ بعضهم بعضاً ، مع علمهم بدنو آجالهم ، وأن أجسادهم سوف تصبح عن قريب طعمةً للسيوف ونهبةً للاسنة. ومرمىْ للسهام.
ولعله لم تمر عليهم ليلةٌ بأسعد منها ، حتى بدت على وجوههم الطلاقة والاشراق والطمأنينة لا يستشعرون بخوف ولا وجل ، وذلك أنهم وجدوا أنفسهم يؤدون وظائفهم الشرعية تجاه سبط الرسول (صلى الله عليه وآله) ، إذ سوف يحوزون على أعظم وأقدس شهادة عرفها تاريخ البشرية ، ثم ذلك النعيمُ الدائم الذي لا اضمحلال فيه ، فأصبحوا مصداقاً لقوله تعالى: « إن الذين قالوا رُّبنا الله ثم استقاموا فلا خوفٌ عليهم ولا هُم يحزنون ، أولئك أصحابُ الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون »(سورة الاحقاق الاية : 13 و 14.).
وقوله تعالى : « إن الذين قالوا رَبُنا الله ثُمَّ استقاموا تتنزلُ عليهمُ الملائكةُ ألا تخافُوا ولا تحزنُوا وأبشرُوا بالجنة التي كنتم توعدون» (سورة فصلت الاية : 30. ).
والجدير بالذكر انه جاء في زيارة على بن الحسين (عليهما السلام) : أشهد أنّك من الـ «فَرِحِينَ بِمَا أتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضلِهِ وَيَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مّنْ خَلفِهِم ألاَّ خَوفٌ عَلَيهِم وَلأهُم يَحزَنُونَ » (سورة آل عمران الاية 170. )، وتلك منزلةُ كلّ شهيد فكيف منزلة الحبيب إلى الله ، القريب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)(بحار الانوار : ج 98. ص 242.).
فهذا ما كان عليه أهل بيت - الحسين(عليه السلام) وأصحابه من الاستبشار والفرح بالشهادة في سبيل الله تعالى ، ولا غروان تتَنزّل عليهم الملائكة وتبشرهم وتطمئنهم«الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون»، وحسبك رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه الليلة أن يكون هو المبشر بهذا لولده الحسين (عليه السلام) باستبشار الملائكة به.
فقد جاء في الرواية أن الحسين(عليه السلام) لما خفق خفقة في سحر ليلة العاشر رأى جده (صلى الله عليه وآله) ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول له : يا بُني أنت شهيدُ آلِ محمد ، وقد استبشرَ بكَ أهلُ السماوات وأهلُ الصفيح الاعلى ، فليكن إفطارُك عندي الليلة عجل ولا تُؤخر ، هذا مَلكٌ قد نزل من السماءِ ليأخذ دَمَكَ في قارورة خضراء(بحار الانوار : ج45 ، ص3 ، الفتوح لابن الاعثم : ج2 ، ص153.)..
الامر الذي يدل على استبشار الملائكة وأهل الفصيح الاعلى بلقاء الحسين (عليه السلام) وأصحابه ، كما استبشرهو أيضاً بهذا اللقاء والذي ما فتىء يَحنو إليه واعتبر يوم يلقاه سعادة كما أشار إلى هذا في قوله(عليه السلام) : إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما (تقد تخريجه).
وإن تكن الابدان للموت اُنشئت فَقتلُ امريء بالسيف في الله أفضل
(مقتل الحسين للخوارزمي : ج1 ، ص223 ، مقتل الحسين للمقرم : ص180. )
فالقتل في سبيل الله عنده سعادةً ، والاستشهاد بالسيف أفضل ، إذا كان في ذلك نصرٌ لدينه ، وإحياءٌ لامره ، وحفظٌ لشرعه ، فكان حقيقاً به(عليه السلام) أن يبتهج ويشرق وجهه استبشاراً بلقاء الله بنفس مطمئنة غير وجلة ، وهو القائل : لست أخاف الموت ، إن نفسي لابكر وهمتي لاعلى من أن أحمل الضيم خوفاً من الموت ، وهل تقدرون على أكثر من قتلي ، مرحباً بالقتل في سبيل الله (تقدم تخريجه).
يقول السيد حيدر الحلي - عليه الرحمة - :
فأمّا يُرى مذعنـاً أو تمــوت نفـــسٌ أبـى العزُّ اذعانها
فقــال لها اعتصمـي بـالابـا فنـفس الابــيّ ومـا زانهـا
إذا لـم تجد غير لبـس الهـوان فبـالمــوت تنـزع جثمانه
رأى القتل صبـراً شعـار الكرام وفخــراً يُزين لها شأنها
(ديوان السيد حيدر الحلي ج 1 ص 109 ، رياض المدح والرثاء : ص61. )
تعليق