المهدي يحكم العالم ولا يجوز التصريح باسمه،وإمامته دينية وسياسية،وإمامته حتمية كلّ ذلك في كتب السنة
وقد اشتهر بين المسلمين بعدم تسميته باسمه الَّذي هو كاسم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، و قد وردت الروايات عن أهل البيت عليهم السلام بالنهي عن التصريح باسمه، و إذا دقَّقْنَا النظر في الروايات الَّتي روتها كتب السنَّة كالروايتين المتقدِّمتين نلاحظ أنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يصرِّح باسمه بل يكتفي بالإشارة إلى اسمه بقوله: Sيُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِيR، ولم يُعْثَر على رواية واحدة في كتب المسلمين تصرِّح باسمه(عجل الله تعالى فرجه)، والمشهور في الروايات أنه يُلَقَّب بالمهدي، وأمَّا سبب تلقيبه بهذا اللقب؛ فقد روى شيخ البخاري عبد الرزاق الصنعانيSعن معمر عن مطر قال كعب: إنما سمي المهدي لأنه لا يهدي لأمر قد خفي. قال: ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكيةR[3].
وقد بَيَّنتْ بعض الروايات أن إمامة الإمام المهدي هي إمامة دينية وسياسية،ومن هذه الروايات ما رواه أحمد بن حنبل بسنده Sعَنْ عَبْدِ الله قَالَ:قَالَ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله):" لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ وَلَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ يُوَاطِئُ اسْمِي"))[4].فقولهS يَمْلِكَ الْعَرَبَR دليل على إمامته السياسية،وفي بعض الروايات صرحت بأنَّهSيملأ الأرض قسطا وعدلاR وهذا يدلّ على أنه يحكم العالم،ويفهم من هذه الرواية المتقدِّمة، ومن غيرها من الروايات أنَّ إمامة المهدي حتمية لابدَّ منها، وقد بيَّنت بعض الروايات مدَّة حكومته، ومن هذه الروايات ما رواه إمام السنَّة الحافظ أبو داود السجستاني بسنده: Sعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِي قَالَ قَالَ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله):"الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الأَنْفِ يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ"R[5].وفي هامش الصفة علق الألباني على هذا الحديث قائلاً: حسن.
[1]مسند أحمد بن حنبل: 1 / 490 [ 1 /376] ، [ حديث :3570]
[2]الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي للإمام الترمذي: 3/ 243- 243 [ح. 2230/كتاب الفتن- باب ما جاء في المهدي].
[3]المصنف لعبد الرزاق الصنعاني: 10/317 [11/ 371]،[ح. 20937/باب المهدي]،
[4]مسند أحمد بن حنبل : 1/ 490 ، [1/ 376 ] ، [ حديث : 3570 ،3571 ]
[5]سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث السجستاني: 672 [ح. 4285/ كتاب المهدي].