ماذا نستفيد من هذه القصة من قصص القرآن ؟
قصة نبي الله يونس (عليه السلام ) مع قومه :
الجزء الأول :
قال تعالى : " وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " الأنبياء /87
جاء في تفسير العياشي :
عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سمعته يقول : وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين عليه السلام قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه واله ان جبرئيل عليه السلام حدثه : (( ان يونس بن متى (عليه السلام ) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة ، وكان رجلا يعتريه الحدة ( 1 ) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم ، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها وانه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله ( 2 ) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به وأتباعه ثلثا وثلثين سنة ، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان ، اسم أحدهما روبيل واسم الآخر تنوخا وكان روبيل من اهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة ، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة ( 3 ) وليس له علم ولا حكم ، وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها ، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه ، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته فلما رأى يونس ان قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر ، فشكى ذلك إلى ربه وكان فيما يشكى ان قال : يا رب انك بعثتنى إلى قومى ولى ثلثون سنة ، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالاتي وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلثين سنة ، فكذبوني ولم يؤمنوا بى ، وجحدوا نبوتي ، واستخفوا برسالاتي وقد تواعدونى وخفت أن يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فانهم قوم لا يؤمنون قال : فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين ، وأنا الحكم العدل ، سبقت رحمتي غضبى لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك ، وهم يا يونس عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفى عيلتي أحب أن أتأناهم ( 4 ) وأرفق بهم وانتظر توبتهم ، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم ( 5 ) تعطف عليهم لسخاء ( 6 ) الرحمة الماسة منهم ، وتأنأهم برأفة النبوة فاصبر معهم باحلام الرسالة ، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء ، فخرقت بهم ( 7 ) ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ولم تسسهم بسياسة المرسلين ، ثم سألتنى عن سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدى نوح كان أصبر منك على قومه ، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندى ، وأبلغ في العذر فغضبت له حين غصب لى ، وأجبته حين دعانى . فقال يونس : يارب انما غضبت عليهم فيك ، وانما دعوت عليهم حين عصوك فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا ولا أنظر اليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم و تكذيبهم اياى ، وجحدهم نبوتى ، فأنزل عليهم عذابك فانهم لا يؤمنون أبدا .
فقال الله : يا يونس انهم مائة ألف او يزيدون من خلقى يعمرون بلادى ويلدون عبادى ومحبتى ان أتأناهم للذى سبق من علمى فيهم وفيك ، وتقديرى وتدبيرى غير علمك وتقديرك ، وانت المرسل وأنا الرب الحكيم وعلمى فيهم يا يونس باطن في الغيب عندى لا يعلم ما منتهاه ، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له ، يا يونس قد أجبتك إلى ما سئلت من إنزال العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندى ، ولا أجمل لشأنك ، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الاربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس فأعلمهم ذلك .
قال : فسرَّ ذلك يونس ولم يسوءه ولم يدر ما عاقبته , وانطلق يونس إلى تنوخا العابد فأخبره بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم ، وقال له : انطلق , فأخبره بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم ، وقال له : انطلق حتى اعلمهم بما أوحى الله الي من نزول العذاب ، فقال تنوخا : فدعهم في غمرتهم( 8 ) ومعصيتهم حتى يعذبهم الله ، فقال له يونس : بل نلقى روبيل فنشاوره فانه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الاربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس فقال له : ما ترى ؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك ... ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) اى يصيبه البأس والغضب .
( 2 ) فسخ الرجل : ضعف .
( 3 ) انهمك في الامر : جد فيه ولج .
( 4 ) من التأنى بمعنى الرفق والمداراة .
( 5 ) وفى نسخة الصافى ( حفيظا عليهم )
( 6 ) وفى نسخة الصافى ( لسجال الرحمة ) والسجل كفلس : الدلو العظيمة اذا كان فيها ماء قل او كثر وهو مذكر ولا يقال لها فارغة سجل وقولهم سجال عطيتك من هذا المعنى .
( 7 ) وفى نسخة الصافى ( فخرجت بهم ) وقوله فخرقت بهم اى لم تتصرف فيهم حسن التصرف ويمكن ان يكون مصحف ( حزقت ) بالزاى المعجمة (أي المنقوطة) من حزق الوتر : جذبه وشدّه .
( 8 ) اي في جهلهم وغفلتهم .
قصة نبي الله يونس (عليه السلام ) مع قومه :
الجزء الأول :
قال تعالى : " وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " الأنبياء /87
جاء في تفسير العياشي :
عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سمعته يقول : وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين عليه السلام قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه واله ان جبرئيل عليه السلام حدثه : (( ان يونس بن متى (عليه السلام ) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة ، وكان رجلا يعتريه الحدة ( 1 ) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم ، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها وانه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله ( 2 ) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به وأتباعه ثلثا وثلثين سنة ، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان ، اسم أحدهما روبيل واسم الآخر تنوخا وكان روبيل من اهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة ، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة ( 3 ) وليس له علم ولا حكم ، وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها ، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه ، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته فلما رأى يونس ان قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر ، فشكى ذلك إلى ربه وكان فيما يشكى ان قال : يا رب انك بعثتنى إلى قومى ولى ثلثون سنة ، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالاتي وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلثين سنة ، فكذبوني ولم يؤمنوا بى ، وجحدوا نبوتي ، واستخفوا برسالاتي وقد تواعدونى وخفت أن يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فانهم قوم لا يؤمنون قال : فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين ، وأنا الحكم العدل ، سبقت رحمتي غضبى لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك ، وهم يا يونس عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفى عيلتي أحب أن أتأناهم ( 4 ) وأرفق بهم وانتظر توبتهم ، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم ( 5 ) تعطف عليهم لسخاء ( 6 ) الرحمة الماسة منهم ، وتأنأهم برأفة النبوة فاصبر معهم باحلام الرسالة ، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء ، فخرقت بهم ( 7 ) ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ولم تسسهم بسياسة المرسلين ، ثم سألتنى عن سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدى نوح كان أصبر منك على قومه ، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندى ، وأبلغ في العذر فغضبت له حين غصب لى ، وأجبته حين دعانى . فقال يونس : يارب انما غضبت عليهم فيك ، وانما دعوت عليهم حين عصوك فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا ولا أنظر اليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم و تكذيبهم اياى ، وجحدهم نبوتى ، فأنزل عليهم عذابك فانهم لا يؤمنون أبدا .
فقال الله : يا يونس انهم مائة ألف او يزيدون من خلقى يعمرون بلادى ويلدون عبادى ومحبتى ان أتأناهم للذى سبق من علمى فيهم وفيك ، وتقديرى وتدبيرى غير علمك وتقديرك ، وانت المرسل وأنا الرب الحكيم وعلمى فيهم يا يونس باطن في الغيب عندى لا يعلم ما منتهاه ، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له ، يا يونس قد أجبتك إلى ما سئلت من إنزال العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندى ، ولا أجمل لشأنك ، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الاربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس فأعلمهم ذلك .
قال : فسرَّ ذلك يونس ولم يسوءه ولم يدر ما عاقبته , وانطلق يونس إلى تنوخا العابد فأخبره بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم ، وقال له : انطلق , فأخبره بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم ، وقال له : انطلق حتى اعلمهم بما أوحى الله الي من نزول العذاب ، فقال تنوخا : فدعهم في غمرتهم( 8 ) ومعصيتهم حتى يعذبهم الله ، فقال له يونس : بل نلقى روبيل فنشاوره فانه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الاربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس فقال له : ما ترى ؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك ... ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) اى يصيبه البأس والغضب .
( 2 ) فسخ الرجل : ضعف .
( 3 ) انهمك في الامر : جد فيه ولج .
( 4 ) من التأنى بمعنى الرفق والمداراة .
( 5 ) وفى نسخة الصافى ( حفيظا عليهم )
( 6 ) وفى نسخة الصافى ( لسجال الرحمة ) والسجل كفلس : الدلو العظيمة اذا كان فيها ماء قل او كثر وهو مذكر ولا يقال لها فارغة سجل وقولهم سجال عطيتك من هذا المعنى .
( 7 ) وفى نسخة الصافى ( فخرجت بهم ) وقوله فخرقت بهم اى لم تتصرف فيهم حسن التصرف ويمكن ان يكون مصحف ( حزقت ) بالزاى المعجمة (أي المنقوطة) من حزق الوتر : جذبه وشدّه .
( 8 ) اي في جهلهم وغفلتهم .
ترقبوا الجزء الثاني
تعليق