إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اليوم أكشف الحجاب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليوم أكشف الحجاب

    «الْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ الْعَجْماءَ ذاتَ الْبَيانِ! عَزَبَ رَأْيُ امْرِئ تَخَلَّفَ عَنِّي! مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ! لَمْ يُوجِسْ مُوسَى(عليه السلام) خِيفَةً عَلَى نَفْسِهِ، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ الْجُهّالِ وَدُوَلِ الضَّلالِ الْيَوْمَ تَواقَفْنا عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَالْباطِلِ. مَنْ وَثِقَ بِماء لَمْ يَظْمَأْ».
    —–
    الشرح والتفسيراليوم أكشف الحجاب

    لقد تضمن هذا القسم من الخطبة عدّة عبارات أشارت لعدة اُمور مهمّة، ويبدو أنّ هنالك عدّة جمل تخللت هذه العبارات قد أسقطها السيد الرضي(رحمه الله) حين التلخيص، فقد كانت عادة السيد في إختيار مقتطفات من الخطب وحذف بعض العبارات، على كل حال فانّ الأمر الذي أشار إليه الإمام(عليه السلام) هنا هو قوله: «اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان». والعجماء البهيمة التي لانطق لها، إلاّ أنّها تطلق أحيانا على الحوادث والقضايا الصماء التي ليست لها قابلية على النطق. ومن هنا يرى أغلب شرّاح نهج البلاغة أنّ المراد بالعجماء الحوادث التي تنطوي على العبر والدروس التي حدثث على عهد الإمام(عليه السلام) أو العهود الماضية وكل حادثة مع غموضها وخفائها فكأنّها تنطق لأولي الألباب. فالإمام(عليه السلام) يتعرض لبيان عبرها ودروسها التي ينبغي أن يتعظ بها المسلمون. كما ذهب البعض إلى أنّ المرادبها صفاته الكمالية(عليه السلام) أو الأوامر الإلهية فكأنّها هى الاُخرى صامتة والإمام(عليه السلام)يكشف عن منطقها. ثم قال(عليه السلام) في العبارة الثانية: «عزب رأي إمرئ تخلف عني، ما شككت في الحق مذ اُريته» في الواقع يبدو صدر وذيل هذه العبارة من قبيل العلة والمعلول أو الدليل والمدعى، وإذا أخذ بنظر الاعتبار تربية الإمام(عليه السلام) في[ 282 ]

    حضن النبي(صلى الله عليه وآله) على الحق والاستقامة وبفضله كاتب الوحي وشاهد المعاجز والأعظم من ذلك كونه باب مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى جانب علمه بالشهود إضافة لعلمه بالظاهر فانّ كلامه(عليه السلام)لايعرف معنى للاغراق والمبالغة قط. واحتمل بعض الشرّاح أنّ جملة «عزب رأي إمرئ...» من قبيل الدعاء; أي بعدا وترحا لمن تخلف عن أوامري. ويبدو المعنى الأول أنسب، أمّا العبارة الثالثة فقد أورد فيها الإمام(عليه السلام)رداً على سؤال قد يقتدح في ذهن البعض بعد موقعة الجمل وهو: لم كان الإمام(عليه السلام) قلقاً من أحداث تلك الموقعة؟ فالإمام(عليه السلام)يجيب بانّ هذا القلق ليس على نفسه قط، بل خشية من تسرب الشك والريب إلى قلوب عوام الناس بفعل إقتحام الميدان من قبل زوج النبي(صلى الله عليه وآله)وبعض الصحابة من قبيل طلحة والزبير وارتفاع الأصوات المطالبة بدم عثمان; كالقلق الذي عاشه موسى(عليه السلام)حين واجهه السحرة بسحرهم خشية غلبتهم واضلال الناس «لم يوجس موسى(عليه السلام) خيفة على نفسه بل أشفق من غلبة الجهال ودول الضلال». وهى إشارة إلى الآيات التي وردت في سورة طه بشأن موسى(عليه السلام)والسحرة (قالُوا يا مُوسى إِمّا أَنْ تُلْقِىَ وَ إِمّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى * قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِـبالُهُمْ وَعِصِـيُّـهُمْ يُخُـيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَ نَّها تَسْعى* فَأَوْجَـسَ فِي نَفْسِهِ خِـيفَةً مُوسى)(1). أمّا في العبارة الرابعة فيحذر من تبقى من مثيري فتنة الجمل في أننا وإيّاكم قد وقفنا على مفترق طرق نتجه فيه إلى الحق بينما تتجهون نحو الباطل «اليوم توافقنا(2) على سبيل الحق والباطل». كأنّ الإمام(عليه السلام)يقول لهم، افتحوا أعينكم وانظروا إلى ما أنتم عليه فانكم إنّما خرجتم على إمام زمانكم! لقد نكثتم البيعة ولم تقيموا حرمة للمواثيق! لقد شققتم عصا المسلمين وفرقتم صفوفهم! وسفكتم دماءاً غزيرة! وقلدتم أنفسكم مسؤولية كبرى ستطيل وقوفكم أمام الله يوم القيامة! ارجعوا إلى رشدكم واعيدوا النظرا في أوضاعكم!. وأخيراً يختتم الإمام(عليه السلام)خطبته بقوله: «من وثق بماء لم يظلمأ» مراده(عليه السلام) أنّ من كان له واعظ وقائد موثوق لايتسلل إليه الشك والترديد والوساوس الشيطانية والقلق والاضطراب وإنعدام الثقة; وذلك لأنه يرى نفسه على جرف ماء المعرفة الفرات العذب ويلوذ بامامه عند الفزع فيأتمر بأوامره
    1. سورة طه / 65 ـ 67.
    2. «توافقنا» من مادة «الوقوف» والقاف مقدمة على الفاء.


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	images.jpg 
مشاهدات:	32 
الحجم:	4.7 كيلوبايت 
الهوية:	849765
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X