سورة الدهر
بسم الله الرحمن الرحيم{ هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * ...يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً... } إلى آخر سورة الدهر.إنّ هذه الآيات من سورة الدهر قد أجمع أصحاب التفسير على نزولها في الإمام علي وفاطمة(عليهما السلام)عندما أطعما المسكين واليتيم والأسير , ولم ينكر ذلك إلّا من في قلبه مرض، وخالف الإجماع، وشذّ برأيه كابن تيمية.نصّ ما جاء في الكشاف وغيره:( عن ابن عباس أنّ الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك، فنذر علي وفاطمة، وفضّة جارية لهما ان برآ مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض علي من شمعون اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً، واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء، وأصبحوا صياماً، فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم، وقفالصفحة 294 |
الصفحة 295 |
فاطمة ذات المجد واليقين | يا بنت خير الناس أجمعين |
أما تري ذا البائس المسكين | جاء إلى الباب له حنين |
موقف الذين في قلوبهم مرض:
إنّ موقف الذين في قلوبهم مرض هو اتّباع ما تشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، ومن هؤلاء:1- ابن تيمية الذي موقفه دائماً هو مخالفة إجماع المسلمين، والتكذيب بكلّ ما ورد بحقّ أهل البيت(عليهم السلام) في القرآن الكريم، كآيات سورة الدهر التي أجمع____________1- تفسير الكشاف 2 / 511، ونحوه في الرياض النضرة 2 / 302 ــ 303، أسباب النزول ص 296، أسد الغابة 7 /231 ــ 237، تفسير الخازن ج 7 / 159، معالم التنزيل للبغوي الشافعي بهامش تفسير الخازن ج 7/ 159، وذخائر العقبى ص 102 الإصابة لابن حجر ج 4 / 387 ط السعادة، و ج 4 / 376 ط مصطفى محمّد بمصر، تفسير البيضاوي ج 5 / 165 ط بيروت، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ص 93، و 212 ط اسلامبول، وص 107 - 108 و 251 ط الحيدرية، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 / 21 و ج 13 / 276 ط مصر بتحقيق: محمّد أبو الفضل، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي ج 2 / 274 و 302 ط 2، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 1 / 254، فرائد السمطين ج 1 / 53 - 56 ح383, نور الأبصار وغيرها مما يطول ذكره تركناه للاختصار.الصفحة 296 |
الصفحة 297 |