روي أنه دخل أبو أمامة الباهلي(1) على معاوية، فقرّبه وأدناه ثم دعا بالطعام، فجعل يطعم أبا أمامة بيده، ثم أوسع رأسه ولحيته طيبا بيده، وأمر له ببدرة من دنانير فدفعها إليه، ثم قال:
يا أبا أمامة بالله أنا خير أم علي بن أبي طالب ؟
فقال أبو أمامة ! نعم ولا كذب ولو بغير الله سألتني لصدقت،
علي والله خير منك وأكرم وأقدم إسلاما، وأقرب إلى رسول الله قرابة وأشد في المشركين نكاية، وأعظم عند الامة غناء، أتدري من علي يا معاوية ؟
ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله وزوج ابنته سيدة نساء العالمين، وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وابن أخي حمزة سيد الشهداء، وأخو جعفر ذي الجناحين، فأين تقع أنت من هذا يا معاوية.
أظننت أني سأخيرك على علي بألطافك وطعامك و عطائك فأدخل إليك مؤمنا وأخرج منك كافرا ؟
بئس ما سولت لك نفسك يا معاوية.
ثم نهض وخرج من عنده، فأتبعه بالمال فقال: لا والله لا أقبل منك دينارا واحدا . (2)
(1) أبو أمامة الباهلي( ... ـ 86 هـ)
صُدَي بن عَجلان، غلبت عليه كنيته.
رُوي أنّه بايع تحت الشجرة.
سكن مصر ثم انتقل إلى حمص من الشام فسكنها ومات بها.
روى عن النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، وأكثر حديثه عند الشاميين.
.
وهو أحد رواة حديث الغدير (من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه) من الصحابة
عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الاِمام عليّ - عليه السّلام- وقال: وضع عليه معاوية الحرس ليلاً لئلاّ يهرب إلى عليّ.
وجاء في كفاية الطالب - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - 190 للكنجي الشافعي: عن أبي أمامة أنّ النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - قال: أعلم أُمّتي بالسنّة والقضاء بعدي عليّ بن أبي طالب
توفّي سنة ست وثمانين، وقيل: إحدى وثمانين. [ المصدر :موسوعة أصحاب الفقهاء - (1 / 131) ]
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (42 / 179)
تعليق