السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) ( الحج 5 )وقال تعالى، (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (النحل 70 )
تختصر هذه الآيات عمر الإنسان بمراحل ثلاث وهي:
1- مرحلة الطفولة
2- مرحلة بلوغ الأشد
3- مرحلة أرذل العمر
وقد قيل ان مرحلة الاشد تبدأ من سن الثامنة عشر وتكون في اشد مراتبها في سن الثلاثة والثلاثين وتصل الى نهايتها في سن الاربعين ثم يبدأ الانسان بالانحدار حتى يصل الى سن الستين وهو السن الذي يشرف الإنسان من خلاله على الآخرة، فقد ورد أن سن الستين هو مبدأ اعتراك المنايا، فعن النبي صلى الله عليه وآله(معترك المنايا ما بين الستّين إلى سبعين)، واعتراك المنايا يعني ازدحامها وكأنه (صلى الله عليه وآله) يشير إلى تكاثر الأمراض على الإنسان في هذا السن بحيث يكون كل مرض هو عبارة عن سهم من سهام المنية والتي حتما ستصيب منه مقتلا في نهاية الأمر، وقيل: إنه صلى الله عليه وآله شبه هذا العمر بمعترك المنايا لكثرة الذاهبين فيه ،وقلة المجاوزين له، فكأن أرواح الناس تكافح من اجل النجاة ، ولا يفلت من ذلك المقام إلا القليل.
وقد ذكر أن العرب تسمي هذه السن أعني سن الستين ب(دقاقة الرقاب) أي انه السن الذي يرغم فيه الإنسان ويكسر من خلال الأمراض التي تصيبه عادة.
هذا ونشير إلى أن أعمار امة النبي تمتاز عن أعمار الأمم السابقة بقصر العمر، فقد ورد في الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله( أعمار أمتي بين الستين والسبعين )،وهذا العمر قصير جدا بلحاظ العمر المديد للناس في الأمم السابقة والتي كانت تزيد على الألف سنة، ومن جهة أخرى فإن العمر الذي يزيد على عمر النبي الاكرم صلى الله عليه وآله لا فائدة فيه ولا يرتجى منه الخير حيث قال صلى الهي عليه وآله : (لا خير لمؤمن في عمر يتجاوز عمري) ، فبعد سن الثالثة والستين لا يستفيد الإنسان الفائدة المرجوة من حياته، نعم هذا لا يعني أن فيه شرا بل أقصى ما يدل عليه الحديث انه لا خير فيه.
ومما يدل على تحول ما يطرأ على الإنسان المؤمن بعد نهاية مرحلة الأشد والتي تعتبر ذروة العطاء البشري، ما ورد من تخفيف الحساب عن المؤمن الذي يبلغ سن الخمسين كما ورد في الكافي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال ( إذا بلغ المؤمن أربعين سنة آمنه اللَّه من الأدواء الثلاثة البرص والجذام والجنون فإذا بلغ الخمسين خفف اللَّه تعالى حسابه فإذا بلغ الستين سنة رزقه اللَّه الإنابة إليه فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين أمر اللَّه تعالى بإثبات حسناته وإلقاء سيئاته فإذا بلغ التسعين غفر اللَّه تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب أسير اللَّه في أرضه ) . ومحل الشاهد في قوله عليه السلام(فإذا بلغ الخمسين خفف اللَّه تعالى حسابه) وتخفيف الحساب فيه إشارة إلى تدني قابليات الإنسان في هذه المرحلة بحيث يُتجاوَز عن بعض تصرفاته .
وأما أرذل العمر فقد ورد تحديده ببلوغ المائة ففي الكافي فإذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر ) .وهو محمول على اختلاف معدل عمر الإنسان بين الأمم السابقة وأمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وإلا فان أرذل العمر في الأمم السابقة قد يصل إلى مئات السنين .
وبعد ذلك كله نقول: هذا العمر يعتبر قصير جدا نسبة للأمم السابقة إلا إن الله خص امة النبي محمد صلى الله عليه وآله بما يعتبر بديلا عن قصر العمر هذا فمنَّ عليهم بان جعل لهم مواسم للعبادة تضاعف فيها الطاعات أضعافا كثيرة فليلة واحدة يدركها الإنسان بطاعة الله خير من ألف شهر يعني أن ليلة واحدة مؤلفة من ساعات قليلة أفضل من عبادة ما يقرب من ثمانين سنة ،فكيف بمن وفق لأن يعيش ثمانين سنة يدرك في كل سنة ليلة القدر ؟ فسوف تكون عبادته أفضل من عبادة ما يزيد على الستمائة سنة.
وآية واحدة يقرأها الصائم في شهر رمضان تعادل ختم القرآن في غيره من الشهور وغير ذلك من العروضات الكثيرة التي تعتبر تعويضا عن قصر العمر في هذه الأمة فيكفي الإنسان المؤمن هذا العمر القصير ليطوي المسافات الطويلة في سيره وسلوكه نحو الله ليصل إلى المقامات العالية في حين أن المؤمن في تلك الأمم كان يحتاج إلى ذلك العمر المديد لكي يصل إلى تلك المقامات.
ولذا ينبغي أن نستفيد من هذه الأيام المعدودات اعني شهر رمضان المبارك وان يكون هناك استقبال خاص لهذا الشهر الفضيل من خلال عدة أمور منها :
1- التوبة والإنابة من جميع الذنوب
2- التحلل من جميع المظالم
3- تصفية القلب من علائق الدنيا
4- الحرص على مجاهدة النفس في العبادة
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) ( الحج 5 )وقال تعالى، (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (النحل 70 )
تختصر هذه الآيات عمر الإنسان بمراحل ثلاث وهي:
1- مرحلة الطفولة
2- مرحلة بلوغ الأشد
3- مرحلة أرذل العمر
وقد قيل ان مرحلة الاشد تبدأ من سن الثامنة عشر وتكون في اشد مراتبها في سن الثلاثة والثلاثين وتصل الى نهايتها في سن الاربعين ثم يبدأ الانسان بالانحدار حتى يصل الى سن الستين وهو السن الذي يشرف الإنسان من خلاله على الآخرة، فقد ورد أن سن الستين هو مبدأ اعتراك المنايا، فعن النبي صلى الله عليه وآله(معترك المنايا ما بين الستّين إلى سبعين)، واعتراك المنايا يعني ازدحامها وكأنه (صلى الله عليه وآله) يشير إلى تكاثر الأمراض على الإنسان في هذا السن بحيث يكون كل مرض هو عبارة عن سهم من سهام المنية والتي حتما ستصيب منه مقتلا في نهاية الأمر، وقيل: إنه صلى الله عليه وآله شبه هذا العمر بمعترك المنايا لكثرة الذاهبين فيه ،وقلة المجاوزين له، فكأن أرواح الناس تكافح من اجل النجاة ، ولا يفلت من ذلك المقام إلا القليل.
وقد ذكر أن العرب تسمي هذه السن أعني سن الستين ب(دقاقة الرقاب) أي انه السن الذي يرغم فيه الإنسان ويكسر من خلال الأمراض التي تصيبه عادة.
هذا ونشير إلى أن أعمار امة النبي تمتاز عن أعمار الأمم السابقة بقصر العمر، فقد ورد في الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله( أعمار أمتي بين الستين والسبعين )،وهذا العمر قصير جدا بلحاظ العمر المديد للناس في الأمم السابقة والتي كانت تزيد على الألف سنة، ومن جهة أخرى فإن العمر الذي يزيد على عمر النبي الاكرم صلى الله عليه وآله لا فائدة فيه ولا يرتجى منه الخير حيث قال صلى الهي عليه وآله : (لا خير لمؤمن في عمر يتجاوز عمري) ، فبعد سن الثالثة والستين لا يستفيد الإنسان الفائدة المرجوة من حياته، نعم هذا لا يعني أن فيه شرا بل أقصى ما يدل عليه الحديث انه لا خير فيه.
ومما يدل على تحول ما يطرأ على الإنسان المؤمن بعد نهاية مرحلة الأشد والتي تعتبر ذروة العطاء البشري، ما ورد من تخفيف الحساب عن المؤمن الذي يبلغ سن الخمسين كما ورد في الكافي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال ( إذا بلغ المؤمن أربعين سنة آمنه اللَّه من الأدواء الثلاثة البرص والجذام والجنون فإذا بلغ الخمسين خفف اللَّه تعالى حسابه فإذا بلغ الستين سنة رزقه اللَّه الإنابة إليه فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين أمر اللَّه تعالى بإثبات حسناته وإلقاء سيئاته فإذا بلغ التسعين غفر اللَّه تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب أسير اللَّه في أرضه ) . ومحل الشاهد في قوله عليه السلام(فإذا بلغ الخمسين خفف اللَّه تعالى حسابه) وتخفيف الحساب فيه إشارة إلى تدني قابليات الإنسان في هذه المرحلة بحيث يُتجاوَز عن بعض تصرفاته .
وأما أرذل العمر فقد ورد تحديده ببلوغ المائة ففي الكافي فإذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر ) .وهو محمول على اختلاف معدل عمر الإنسان بين الأمم السابقة وأمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وإلا فان أرذل العمر في الأمم السابقة قد يصل إلى مئات السنين .
وبعد ذلك كله نقول: هذا العمر يعتبر قصير جدا نسبة للأمم السابقة إلا إن الله خص امة النبي محمد صلى الله عليه وآله بما يعتبر بديلا عن قصر العمر هذا فمنَّ عليهم بان جعل لهم مواسم للعبادة تضاعف فيها الطاعات أضعافا كثيرة فليلة واحدة يدركها الإنسان بطاعة الله خير من ألف شهر يعني أن ليلة واحدة مؤلفة من ساعات قليلة أفضل من عبادة ما يقرب من ثمانين سنة ،فكيف بمن وفق لأن يعيش ثمانين سنة يدرك في كل سنة ليلة القدر ؟ فسوف تكون عبادته أفضل من عبادة ما يزيد على الستمائة سنة.
وآية واحدة يقرأها الصائم في شهر رمضان تعادل ختم القرآن في غيره من الشهور وغير ذلك من العروضات الكثيرة التي تعتبر تعويضا عن قصر العمر في هذه الأمة فيكفي الإنسان المؤمن هذا العمر القصير ليطوي المسافات الطويلة في سيره وسلوكه نحو الله ليصل إلى المقامات العالية في حين أن المؤمن في تلك الأمم كان يحتاج إلى ذلك العمر المديد لكي يصل إلى تلك المقامات.
ولذا ينبغي أن نستفيد من هذه الأيام المعدودات اعني شهر رمضان المبارك وان يكون هناك استقبال خاص لهذا الشهر الفضيل من خلال عدة أمور منها :
1- التوبة والإنابة من جميع الذنوب
2- التحلل من جميع المظالم
3- تصفية القلب من علائق الدنيا
4- الحرص على مجاهدة النفس في العبادة
منقول
تعليق