ايضاح وتكملة للبحث
أخي العزيز أبو أحمد العراقي... إخوتي القراء والأعضاء...
أولاً أخي العزيز أنا لم أذكر في ردي السابق الجانب المشرق وتركت الآخر، كما أدعيت، بل أني ذكرت الجانبين، ومثاله ما يخص وجود الأنبياء العراقيين - لو صحت العبارة- وظالميهم من العراقيين أيضاً، ومعركة الطف بطرفيها وناصريهما من العراقيين.
وثانيا إن ما ذكرته لكم من جوانب إيجابية كان كلاماً للمعصومين عليهم السلام لم يختص بزمن دون آخر، والقاعدة العامة تقول أننا نلتزم بما يرد من معنى في النص إلا ما خرج بدليل، أي ما خرج باستثناء ووفق نص آخر، وبما أن وصف النفاق الوارد عن أمير المؤمنين عارضته الوقائع التي ذكرنا جزءً منها، وعارضته الأحاديث التي ذكرتها لك فهذا يعني أن الإمام لم يكن يقصد الكل، كما إن عباراتهم عليهم السلام حول مدح العراقيين في الكوفة - على الأقل - تفيد الاطلاق الزماني ما لم تقيد بقيد فتخصص بزمان دون آخر ولو أردنا تخصيص كلامهم وتقييده فربما نستطيع جعل الحديث الخاص بأمير المؤمنين عليه السلام استثناءً لجماعة من المنافقين من أولئك المؤمنين الذين لاحظتم عبارات المديح وبيان عمق الولاء والتدين التي كيلت لهم، في تلك الأحاديث التي كانت مطلقة غير مقيدة بزمان، وبالتالي فإن الكثير منا وربما أغلبنا مشمولين بها وسيشمل الكثير في المستقبل بها أيضاً في العراق إن شاء الله، وإلا لماذا سيختار إمامنا عجل الله فرجه العراق عاصمة لانطلاق فتوحات تحرير العالم إذا كان العراقيون سراق ومجرمون بالغالبية كما ادعيت، ولماذا يقول المفكر الشهيد والمرجع العظيم محمد باقر الصدر في بحثه حول الظهور ومعه السيد محمد محمد صادق الصدر في موسوعته المعروفة والعلامة الشيخ علي الكوراني ولأكثر من مرة من على شاشات الفضائيات ومنها الكوثر وأهل البيت، يقول هؤلاء ويجمعون ان أكثر بلدان العالم سيخرج منها انصار للإمام المهدي عجل الله فرجه هو العراق، سواء القادة الـ 313 أو الجيش الذي تقدره الروايات بـعشرة آلاف، بل إن الكوراني صرح عام 1999م من على شاشة الكوثر (سحر سابقا) بقول هذا مضمونه:
هنيئاً للعراقيين حكم العالم في القادم من الأيام،
فسؤل وقتها كيف؟ فقال لأن أكثر القادة من جيش الإمام سيكونون عراقيين، وبعد انتهاء حروب تحرير العالم من ظلم الطغاة، سيعين الإمام هؤلاء القادة حكاماً لأقاليم العالم، وهي دوله الحالية، التي ستصبح اقاليم تابعة لعاصمة العالم القادمة، الكوفة، وبالتالي فإن العراقيين سيتولون حكم أغلب العالم، فضلاً عن أن الكوفة حينها ستكون الكوفة الكبرى واكبر مدن العالم وعاصمته.
حيث تذكر الروايات معنى تلك الأهمية للكوفة والذي يُفهم من الرواية التالية التي يسأل فيها أحد الصحابة أحد المعصومين عليهم السلام، عن بعض ما سيجري في تلك الفترة قائلاً:
(يا مولاي كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟ قال: إي والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها، وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم وليودن أكثر الناس أنه اشترى شبرا من أرض السبع بشبر من ذهب، والسبع خطة من خطط همدان، وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا وليجاورن قصورها كربلا، وليصيرن الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكونن لها شأن من الشأن، وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة).
وكل هؤلاء العلماء عندما ذكروا هذه الحقائق فانهم استندوا إلى قاعدة ذكروا ملخصها و مفادها:
أن هناك علاقة طردية بين كثرة المصائب والتمحيصات والمشاكل والابتلاءات التي يمر بها مجتمع أو شعب ما وبين عدد الناجحين في تلك الابتلاءات، .
وهم يصرحون في أكثر من موضع، ونحن نعلم وجدانا ذلك، أنه لا يوجد بلد أكثر من بلدنا العظيم ابتلاء، ولا شعب اكثر منا مصائيا، وبالتالي فإنه سيخرج أكثر عددا من الناجحين من القادة والجيش انصارا للإمام عليه السلام، بل اكثر من ذلك، إنهم سيكونون قادرين على تحمل أعباء التحرير بسبب خبرتهم المتراكمة عبر الأجيال سواء الحضارية فنحن أولى الحضارات وأقدمها ، أو التبليغية، والتي بدات بالتبليغ لدعوة التوحيد من قبل نبينا نوح وذريته الباقين بعد الطوفان الذي أمات السيئين من العراقيين وأبقى المؤمنين الذين تناسل منهم كل العالم شرقاً وغربا (راجع: النجف مرسى سفينة نوح/ آية الله السيد سامي البدري - ص3،9)، أو الخبرات التحملية بسبب المصائب(راجع الموسوعة والبحث آنفي الذكر) .
وكلنا رأى كيف أن العراقيين الذين فروا من ظلم صدام قد عمروا الأماكن التي لجأوا إليها، فانتشر الاسلام المحمدي في مصر مثلاً بسبب 70 ألف عراقي فقط هاجروا إليها بعد عام 2006 لدرجة ان النظام المصري والأزهر حذر من انتشار التشيع في مصر!!!! وفي استراليا بعد الانتفاضة الشعبانية، عندما تأسست لأول مرة مراكز التبليغ المحمدي والحسينيات وغيرها، وفي افريقيا وفي أوروبا.. حتى أصبحوا خطرا تحذر منه المنظمات المسيحية المتشددة التي تقول إن الحال اذا استمر على ما هو عليه بهجرة المسلمين إلى أوربا وتبليغهم الديني فإن دولا مثل ألمانيا وفرنسا ودولاً أخرى ستصبح دولاُ ذات أغلبية مسلمة بحلول الأربعينات أو الخمسينات من هذا القرن، ولدي فلم منتج في أوربا يتكلم عن هذه الحقائق فيه تحذير للأوربيين المسيحيين، كنت أتمنى لو استطعت رفعه في المنتدى.
هذا كله أولاً...
وثانيا فإن البلاءات والمصائب كما تخرج لنا قمم الناس من الناجحين، فإنها تفرز لنا الفاشلين والمجرمين من جانب آخر، فهي كغربال الطحين الذي يخرج النخالة من الدقيق، وهذا ما ذكرناه كمعنى في مشاركتنا السابقة، وادعيت أنني أورد الجانب المشرق فقط حينها، وهذا الفرز ما يحصل فعلاً وعادة، بسبب التمحيص، والفرز يزداد شدة بازدياد التمحيص، وهو أمر طبيعي، ونحن نفتخر بأننا الأكثر تمحيصاً والأكثر فرزا للخيرين والسيئين.
وكثرة المصائب التي قلت أنها موجودة عندنا أكثر من غيرنا أمر صحيح، لأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، لذا فهي إنما رحمة من الله، والحمد له على هذه الالاء والنعم.
وهذا جواب اشكالك الذي طرحت.
ثم كيف يصح مقارنة العراقيين الذين مروا بأعتى الديكتاتوريات في العالم بشعب لم يشاهد ذلك إلا في أفلام الخيال العلمي، وهل هناك شعب عانى ما عانيناه، لن نستطيع ان نقيم شعبين تقييما عادلاً ونفضل احدهما على الآخر فضلاً عن تقييم شعوب عدة إلا بوضعها تحت نفس الظروف، لنرى النتائج بعد ذلك، أما اننا نحكم على شعب وهو الوحيد الذي مر بهذه الظروف ونقارنه بآخرين لم يحلموا حتى بها، فهذا ما لا يرتضيه العقل ولا منطق العلم، لقد كان راتب الموظف العراقي طوال 13 سنة من الحصار شهريا ما يكفي لمعيشة يوم واحد فقط!!!، أروني بلدا مر شعبه بذلك أو بأقل منه، ومع ذلك صبر أكثر الموظفين العراقيين وباعوا ما يملكون واشتغلوا في أحقر الأعمال الحلال ليطعموا هم وعيالهم المال الحلال، ولم يتعاطوا الرشوة ولم يبيعوا ذممهم... وبالمقابل تعاطاها الآخرون من الموظفين، وهكذا الدنيا فيها الناجح والخاسر، لكن يا هل ترى ماذا كان سيفعل أي شعب في العالم لو مروا فقط بهذا الابتلاء البسيط لو حصل ذلك الابتلاء (عدا ابتلاءات تكميم الأفواه وخنق الحريات والقتل للمعارضين والمخالفين لرأي النظام وغيرها الآلاف من الابتلاءات المادية والمعنوية كظروف الجو الصعبة وانقطاع الكهرباء وانعدام الخدمات في مدن او تدهورها أو قلتها في أخرى، وغيرها الكثير) وبنفس الزمن وتحت نفس الظروف؟! فضلاً عن باقي الابتلاءات، سنرى حينها كم هم الناجحون وهل هم أكثر منا أم أقل... وعندها سنعرف أي شعب هو الأفضل، أما الآن فلا مرجح لطرف على آخر ، غاية ما يمكن الوصول إليه أننا أخرجنا وما زلنا ناجحين اكثر من غيرنا، وفاشلين أكثر من غيرنا، بسبب كثرة وشدة الابتلاءات التي تصيبنا، مع تذكرنا للعلاقة الطردية بينهما كما علمنا.
ودعني أضرب لك مثلاً حول تأثير الظروف على الحكم:
لقد مر زمن أمير المؤمنين كحاكم للأمة الاسلامية وكأعدل حاكم عرفته البشرية بعد النبي الأعظم صلى الله عليه واله، مر حكمه لبضع سنوات، ولم يقطع يدا بسبب السرقة إلا لسارق واحد، فهل لأن السرقة لم تكن موجودة؟ نعم كان المجتمع يعيش برفاه ولم يكن فيه فقير بسبب عدل أمير المؤمنين عليه السلام، لكن كان فيه من هو سارق، لوضاعة في نفسه، أو لسبب ما، وظروف السارق كان لها الأثر في الحكم، فلم تنطبق شروط القطع إلا على شخص واحد طوال أكثر من اربع سنوات هي فترة خلافته الظاهرية!!!!
هل تريد أن تقارن عدد سراق شعب حرم من أبسط مقومات الحياة بعدد سراق شعب لم يحرم شيئاً منها، بل وهل يقارن السارقان في ذينك البلدين؟ وهل أن البلدان المستقرة اقتصاديا الآن وأمنيا تقارن ظروفها بالعراق، حتى يمكن مقارنة ردود أفعال العراقيين تجاه الأحداث كما تقارن ردود أفعال سكان تلك البلاد نحو نفس الأفعال؟ طبعا الأمر يختلف لاختلاف الظروف، أنا لا أبرر سرقة أو خطأ أحد، لكني أقول أن السارق يحاسب وفق ظروفه؟ فالذي يستحق قطع يده ممن عنيتهم لا يقارن بالذي يستحق التعزير أو السجن فقط؟ وهكذا لبقية المخطئين وانواع الأخطاء الأخرى.
بل حتى ان التجارب التي تجرى على الفئران لكشف مرض ما او لبيان تأثير علاج ما، يتطلب وضع فأرين تحت نفس الظروف، ثم يعطى أحدهما العلاج أو يسلط عليه الضغط المعين ليتم فحص التاثير بعد ذلك، أما أننا نضع فارا سليما وآخر عليلاً، ونسلط على الأخير الضغط ونقول انه تأثر أسرع، أو لم يصمد أطول، فكيف يصح هذا القياس؟!!!! .
ثم من الذي قتل العلماء والمراجع ؟! هل هم أغلب العراقيين أم القلة الحاكمة الديكتاتورية بقيادة صدام المجرم؟! هل من سرق في الكويت وايران ومدن الانتفاضة كان الأغلبية أم الأقلية المأمورة من السارق الأكبر صدام وزبانيته ومعهم ضعاف النفوس ممن حرموا من أبسط المقومات الحياتية، ولا دين لهم أو لا وعي لديهم؟ وهم موجودون في كل بلد؟
وكنا والحمد لله شهودا على ذلك هنا في كربلاء وغيرها؟ بل إن أغلب العراقيين لم يكونوا يشترون من الأسواق الكثير من البضائع، المشتبهة فقط بكونها من الكويت، وانت تعلم ان كنت آنذاك في العراق، أن اكثر الناس كانوا من الملتزمين بذلك وليس المسيئين هم الأكثر.
والغريب إنك قلت (انت ذكرت بعض من خطبة الامام علي عليه السلام ) وانا لم أذكرها بل قلت معناها، كما ذكرته هنا أيضاً، وبينت معنى قوله عليه السلام، الذي يبدو أنك لم تحط بمعناه جيداً.
يا اخي كفانا هذه المغالطات، فكلنا عراقيون ونحب العراق، ويجب ان لا ننضم لمن يحبون جلد الذات كما يقولون لا لشيء إلا لمشكلة يمرون بها، أو لأنهم مستائون من وضعنا المزري حالياً.
هل تعلم أن الأعداء يريدون لنا أن نشمأز من بلدنا فيهرب منه من يهرب، أو يسلمه فريسة بيد الارهابيين من يريد ذلك، أو يخونه بالفساد الإداري والمالي من يريد الإفساد، كل ذلك ناتج عن عدم تعلقنا ببلد نسجت حوله أباطيل الأمويين والأعداء الكثير من الأكاذيب، فقط لأنه موالٍ لأمير المؤمنين عليه السلام، والمصيبة أننا نصدقهم واعتبرنا ما يقال مسلمة وبديهية من البديهيات، يجب العودة للحقائق، لنعلم ممن نهرب ومن نخون، كل أعداء العراق يريدون لنا ان لا نفتخر بوطننا لنقوم بكل ما قلته ضده.
هل تعلم إن هناك حكومات تكذب على شعوبها وتمجد ببلدانها، فقط ليفتخروا ببلدانهم وليلتصقوا بها، وبالتالي لتجعلهم يخلصون لها، ونحن لا نريد إلا قول الحقيقة، لنرفع معنويات شعبنا الذين يصدق أكثرهم ما كانت تقوله لهم أفواه الكارهين والجهلة بعلم أو بدون علم، وسط كل موجات الكره والموت الذي يحيط بهم، هل نكون مع أبناء شعبنا في هذه الابتلاءات لنخرج ناجحين منها؟ أم نكون ضدهم من حيث لا نشعر؟ .والمصيبة أكبر حين يقوم بعضنا بالبحث في تأريخنا العظيم وحاضرنا الملئ بالتحديات عن هفوات هنا وزلات هناك، بدل أن نفتخر بأننا ننتمي لأرقى الأمم حضاريا وفكرياً، بل لأكثر البلدان عظمة.
كفانا تكسيرا لمجاذيف بعضنا البعض، على الأقل لنحافظ على من يريدون ان يخرجوا سفينة وطننا العظيم إلى بر الأمان ببركة من ثوى وعاش وولد في أرضه المقدسة، أولئك المخلصون أو المحبون لبلدهم...
إنه عراق الأنبياء والأئمة والأولياء والصحابة والمؤمنين وعاصمة العالم القادمة...
أخي العزيز أبو أحمد العراقي... إخوتي القراء والأعضاء...
أولاً أخي العزيز أنا لم أذكر في ردي السابق الجانب المشرق وتركت الآخر، كما أدعيت، بل أني ذكرت الجانبين، ومثاله ما يخص وجود الأنبياء العراقيين - لو صحت العبارة- وظالميهم من العراقيين أيضاً، ومعركة الطف بطرفيها وناصريهما من العراقيين.
وثانيا إن ما ذكرته لكم من جوانب إيجابية كان كلاماً للمعصومين عليهم السلام لم يختص بزمن دون آخر، والقاعدة العامة تقول أننا نلتزم بما يرد من معنى في النص إلا ما خرج بدليل، أي ما خرج باستثناء ووفق نص آخر، وبما أن وصف النفاق الوارد عن أمير المؤمنين عارضته الوقائع التي ذكرنا جزءً منها، وعارضته الأحاديث التي ذكرتها لك فهذا يعني أن الإمام لم يكن يقصد الكل، كما إن عباراتهم عليهم السلام حول مدح العراقيين في الكوفة - على الأقل - تفيد الاطلاق الزماني ما لم تقيد بقيد فتخصص بزمان دون آخر ولو أردنا تخصيص كلامهم وتقييده فربما نستطيع جعل الحديث الخاص بأمير المؤمنين عليه السلام استثناءً لجماعة من المنافقين من أولئك المؤمنين الذين لاحظتم عبارات المديح وبيان عمق الولاء والتدين التي كيلت لهم، في تلك الأحاديث التي كانت مطلقة غير مقيدة بزمان، وبالتالي فإن الكثير منا وربما أغلبنا مشمولين بها وسيشمل الكثير في المستقبل بها أيضاً في العراق إن شاء الله، وإلا لماذا سيختار إمامنا عجل الله فرجه العراق عاصمة لانطلاق فتوحات تحرير العالم إذا كان العراقيون سراق ومجرمون بالغالبية كما ادعيت، ولماذا يقول المفكر الشهيد والمرجع العظيم محمد باقر الصدر في بحثه حول الظهور ومعه السيد محمد محمد صادق الصدر في موسوعته المعروفة والعلامة الشيخ علي الكوراني ولأكثر من مرة من على شاشات الفضائيات ومنها الكوثر وأهل البيت، يقول هؤلاء ويجمعون ان أكثر بلدان العالم سيخرج منها انصار للإمام المهدي عجل الله فرجه هو العراق، سواء القادة الـ 313 أو الجيش الذي تقدره الروايات بـعشرة آلاف، بل إن الكوراني صرح عام 1999م من على شاشة الكوثر (سحر سابقا) بقول هذا مضمونه:
هنيئاً للعراقيين حكم العالم في القادم من الأيام،
فسؤل وقتها كيف؟ فقال لأن أكثر القادة من جيش الإمام سيكونون عراقيين، وبعد انتهاء حروب تحرير العالم من ظلم الطغاة، سيعين الإمام هؤلاء القادة حكاماً لأقاليم العالم، وهي دوله الحالية، التي ستصبح اقاليم تابعة لعاصمة العالم القادمة، الكوفة، وبالتالي فإن العراقيين سيتولون حكم أغلب العالم، فضلاً عن أن الكوفة حينها ستكون الكوفة الكبرى واكبر مدن العالم وعاصمته.
حيث تذكر الروايات معنى تلك الأهمية للكوفة والذي يُفهم من الرواية التالية التي يسأل فيها أحد الصحابة أحد المعصومين عليهم السلام، عن بعض ما سيجري في تلك الفترة قائلاً:
(يا مولاي كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟ قال: إي والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها، وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم وليودن أكثر الناس أنه اشترى شبرا من أرض السبع بشبر من ذهب، والسبع خطة من خطط همدان، وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا وليجاورن قصورها كربلا، وليصيرن الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكونن لها شأن من الشأن، وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة).
وكل هؤلاء العلماء عندما ذكروا هذه الحقائق فانهم استندوا إلى قاعدة ذكروا ملخصها و مفادها:
أن هناك علاقة طردية بين كثرة المصائب والتمحيصات والمشاكل والابتلاءات التي يمر بها مجتمع أو شعب ما وبين عدد الناجحين في تلك الابتلاءات، .
وهم يصرحون في أكثر من موضع، ونحن نعلم وجدانا ذلك، أنه لا يوجد بلد أكثر من بلدنا العظيم ابتلاء، ولا شعب اكثر منا مصائيا، وبالتالي فإنه سيخرج أكثر عددا من الناجحين من القادة والجيش انصارا للإمام عليه السلام، بل اكثر من ذلك، إنهم سيكونون قادرين على تحمل أعباء التحرير بسبب خبرتهم المتراكمة عبر الأجيال سواء الحضارية فنحن أولى الحضارات وأقدمها ، أو التبليغية، والتي بدات بالتبليغ لدعوة التوحيد من قبل نبينا نوح وذريته الباقين بعد الطوفان الذي أمات السيئين من العراقيين وأبقى المؤمنين الذين تناسل منهم كل العالم شرقاً وغربا (راجع: النجف مرسى سفينة نوح/ آية الله السيد سامي البدري - ص3،9)، أو الخبرات التحملية بسبب المصائب(راجع الموسوعة والبحث آنفي الذكر) .
وكلنا رأى كيف أن العراقيين الذين فروا من ظلم صدام قد عمروا الأماكن التي لجأوا إليها، فانتشر الاسلام المحمدي في مصر مثلاً بسبب 70 ألف عراقي فقط هاجروا إليها بعد عام 2006 لدرجة ان النظام المصري والأزهر حذر من انتشار التشيع في مصر!!!! وفي استراليا بعد الانتفاضة الشعبانية، عندما تأسست لأول مرة مراكز التبليغ المحمدي والحسينيات وغيرها، وفي افريقيا وفي أوروبا.. حتى أصبحوا خطرا تحذر منه المنظمات المسيحية المتشددة التي تقول إن الحال اذا استمر على ما هو عليه بهجرة المسلمين إلى أوربا وتبليغهم الديني فإن دولا مثل ألمانيا وفرنسا ودولاً أخرى ستصبح دولاُ ذات أغلبية مسلمة بحلول الأربعينات أو الخمسينات من هذا القرن، ولدي فلم منتج في أوربا يتكلم عن هذه الحقائق فيه تحذير للأوربيين المسيحيين، كنت أتمنى لو استطعت رفعه في المنتدى.
هذا كله أولاً...
وثانيا فإن البلاءات والمصائب كما تخرج لنا قمم الناس من الناجحين، فإنها تفرز لنا الفاشلين والمجرمين من جانب آخر، فهي كغربال الطحين الذي يخرج النخالة من الدقيق، وهذا ما ذكرناه كمعنى في مشاركتنا السابقة، وادعيت أنني أورد الجانب المشرق فقط حينها، وهذا الفرز ما يحصل فعلاً وعادة، بسبب التمحيص، والفرز يزداد شدة بازدياد التمحيص، وهو أمر طبيعي، ونحن نفتخر بأننا الأكثر تمحيصاً والأكثر فرزا للخيرين والسيئين.
وكثرة المصائب التي قلت أنها موجودة عندنا أكثر من غيرنا أمر صحيح، لأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، لذا فهي إنما رحمة من الله، والحمد له على هذه الالاء والنعم.
وهذا جواب اشكالك الذي طرحت.
ثم كيف يصح مقارنة العراقيين الذين مروا بأعتى الديكتاتوريات في العالم بشعب لم يشاهد ذلك إلا في أفلام الخيال العلمي، وهل هناك شعب عانى ما عانيناه، لن نستطيع ان نقيم شعبين تقييما عادلاً ونفضل احدهما على الآخر فضلاً عن تقييم شعوب عدة إلا بوضعها تحت نفس الظروف، لنرى النتائج بعد ذلك، أما اننا نحكم على شعب وهو الوحيد الذي مر بهذه الظروف ونقارنه بآخرين لم يحلموا حتى بها، فهذا ما لا يرتضيه العقل ولا منطق العلم، لقد كان راتب الموظف العراقي طوال 13 سنة من الحصار شهريا ما يكفي لمعيشة يوم واحد فقط!!!، أروني بلدا مر شعبه بذلك أو بأقل منه، ومع ذلك صبر أكثر الموظفين العراقيين وباعوا ما يملكون واشتغلوا في أحقر الأعمال الحلال ليطعموا هم وعيالهم المال الحلال، ولم يتعاطوا الرشوة ولم يبيعوا ذممهم... وبالمقابل تعاطاها الآخرون من الموظفين، وهكذا الدنيا فيها الناجح والخاسر، لكن يا هل ترى ماذا كان سيفعل أي شعب في العالم لو مروا فقط بهذا الابتلاء البسيط لو حصل ذلك الابتلاء (عدا ابتلاءات تكميم الأفواه وخنق الحريات والقتل للمعارضين والمخالفين لرأي النظام وغيرها الآلاف من الابتلاءات المادية والمعنوية كظروف الجو الصعبة وانقطاع الكهرباء وانعدام الخدمات في مدن او تدهورها أو قلتها في أخرى، وغيرها الكثير) وبنفس الزمن وتحت نفس الظروف؟! فضلاً عن باقي الابتلاءات، سنرى حينها كم هم الناجحون وهل هم أكثر منا أم أقل... وعندها سنعرف أي شعب هو الأفضل، أما الآن فلا مرجح لطرف على آخر ، غاية ما يمكن الوصول إليه أننا أخرجنا وما زلنا ناجحين اكثر من غيرنا، وفاشلين أكثر من غيرنا، بسبب كثرة وشدة الابتلاءات التي تصيبنا، مع تذكرنا للعلاقة الطردية بينهما كما علمنا.
ودعني أضرب لك مثلاً حول تأثير الظروف على الحكم:
لقد مر زمن أمير المؤمنين كحاكم للأمة الاسلامية وكأعدل حاكم عرفته البشرية بعد النبي الأعظم صلى الله عليه واله، مر حكمه لبضع سنوات، ولم يقطع يدا بسبب السرقة إلا لسارق واحد، فهل لأن السرقة لم تكن موجودة؟ نعم كان المجتمع يعيش برفاه ولم يكن فيه فقير بسبب عدل أمير المؤمنين عليه السلام، لكن كان فيه من هو سارق، لوضاعة في نفسه، أو لسبب ما، وظروف السارق كان لها الأثر في الحكم، فلم تنطبق شروط القطع إلا على شخص واحد طوال أكثر من اربع سنوات هي فترة خلافته الظاهرية!!!!
هل تريد أن تقارن عدد سراق شعب حرم من أبسط مقومات الحياة بعدد سراق شعب لم يحرم شيئاً منها، بل وهل يقارن السارقان في ذينك البلدين؟ وهل أن البلدان المستقرة اقتصاديا الآن وأمنيا تقارن ظروفها بالعراق، حتى يمكن مقارنة ردود أفعال العراقيين تجاه الأحداث كما تقارن ردود أفعال سكان تلك البلاد نحو نفس الأفعال؟ طبعا الأمر يختلف لاختلاف الظروف، أنا لا أبرر سرقة أو خطأ أحد، لكني أقول أن السارق يحاسب وفق ظروفه؟ فالذي يستحق قطع يده ممن عنيتهم لا يقارن بالذي يستحق التعزير أو السجن فقط؟ وهكذا لبقية المخطئين وانواع الأخطاء الأخرى.
بل حتى ان التجارب التي تجرى على الفئران لكشف مرض ما او لبيان تأثير علاج ما، يتطلب وضع فأرين تحت نفس الظروف، ثم يعطى أحدهما العلاج أو يسلط عليه الضغط المعين ليتم فحص التاثير بعد ذلك، أما أننا نضع فارا سليما وآخر عليلاً، ونسلط على الأخير الضغط ونقول انه تأثر أسرع، أو لم يصمد أطول، فكيف يصح هذا القياس؟!!!! .
ثم من الذي قتل العلماء والمراجع ؟! هل هم أغلب العراقيين أم القلة الحاكمة الديكتاتورية بقيادة صدام المجرم؟! هل من سرق في الكويت وايران ومدن الانتفاضة كان الأغلبية أم الأقلية المأمورة من السارق الأكبر صدام وزبانيته ومعهم ضعاف النفوس ممن حرموا من أبسط المقومات الحياتية، ولا دين لهم أو لا وعي لديهم؟ وهم موجودون في كل بلد؟
وكنا والحمد لله شهودا على ذلك هنا في كربلاء وغيرها؟ بل إن أغلب العراقيين لم يكونوا يشترون من الأسواق الكثير من البضائع، المشتبهة فقط بكونها من الكويت، وانت تعلم ان كنت آنذاك في العراق، أن اكثر الناس كانوا من الملتزمين بذلك وليس المسيئين هم الأكثر.
والغريب إنك قلت (انت ذكرت بعض من خطبة الامام علي عليه السلام ) وانا لم أذكرها بل قلت معناها، كما ذكرته هنا أيضاً، وبينت معنى قوله عليه السلام، الذي يبدو أنك لم تحط بمعناه جيداً.
يا اخي كفانا هذه المغالطات، فكلنا عراقيون ونحب العراق، ويجب ان لا ننضم لمن يحبون جلد الذات كما يقولون لا لشيء إلا لمشكلة يمرون بها، أو لأنهم مستائون من وضعنا المزري حالياً.
هل تعلم أن الأعداء يريدون لنا أن نشمأز من بلدنا فيهرب منه من يهرب، أو يسلمه فريسة بيد الارهابيين من يريد ذلك، أو يخونه بالفساد الإداري والمالي من يريد الإفساد، كل ذلك ناتج عن عدم تعلقنا ببلد نسجت حوله أباطيل الأمويين والأعداء الكثير من الأكاذيب، فقط لأنه موالٍ لأمير المؤمنين عليه السلام، والمصيبة أننا نصدقهم واعتبرنا ما يقال مسلمة وبديهية من البديهيات، يجب العودة للحقائق، لنعلم ممن نهرب ومن نخون، كل أعداء العراق يريدون لنا ان لا نفتخر بوطننا لنقوم بكل ما قلته ضده.
هل تعلم إن هناك حكومات تكذب على شعوبها وتمجد ببلدانها، فقط ليفتخروا ببلدانهم وليلتصقوا بها، وبالتالي لتجعلهم يخلصون لها، ونحن لا نريد إلا قول الحقيقة، لنرفع معنويات شعبنا الذين يصدق أكثرهم ما كانت تقوله لهم أفواه الكارهين والجهلة بعلم أو بدون علم، وسط كل موجات الكره والموت الذي يحيط بهم، هل نكون مع أبناء شعبنا في هذه الابتلاءات لنخرج ناجحين منها؟ أم نكون ضدهم من حيث لا نشعر؟ .والمصيبة أكبر حين يقوم بعضنا بالبحث في تأريخنا العظيم وحاضرنا الملئ بالتحديات عن هفوات هنا وزلات هناك، بدل أن نفتخر بأننا ننتمي لأرقى الأمم حضاريا وفكرياً، بل لأكثر البلدان عظمة.
كفانا تكسيرا لمجاذيف بعضنا البعض، على الأقل لنحافظ على من يريدون ان يخرجوا سفينة وطننا العظيم إلى بر الأمان ببركة من ثوى وعاش وولد في أرضه المقدسة، أولئك المخلصون أو المحبون لبلدهم...
إنه عراق الأنبياء والأئمة والأولياء والصحابة والمؤمنين وعاصمة العالم القادمة...
تعليق