من مصادرنا:
قال ابن شعبة الحراني & في تحف العقول/30: خطبته ’ في حجة الوداع: (الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على العمل بطاعته ، وأستفتح الله بالذي هو خير .
أما بعد: أيها الناس ! إسمعوا مني ما أبين لكم ، فإني لاأدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا .
أيها الناس: إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام ، إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها . وإن ربا الجاهلية موضوع ، وإن أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب . وإن دماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب . وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية ، والعمد قَوَدٌ ، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير ، فمن ازداد فهو من الجاهلية .
أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ، ولكنه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك ، فيما تحتقرون من أعمالكم .
أيها الناس: إنما النسئ زيادة في الكفر ، يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ، ليواطؤوا عدة ماحرم الله . وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض ، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ، وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب بين جمادى وشعبان . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد .
أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقاً ، ولكم عليهن حقاً ، حقكم عليهن أن لايوطئن أحداً فرشكم ، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح ، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف . أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء ، واستوصوا بهن خيراً .
أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة ، ولا يحل لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفس منه . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد ، فلا ترجعن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي . ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد .
أيها الناس: إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ . وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم . قال: فليبلغ الشاهد الغائب .
أيها الناس: إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ، ولا تجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر .
من ادعى إلى غير أبيه ، ومن تولى غير مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، والسلام عليكم ورحمة الله ) .
وفي الكافي:1/403: (قال سفيان الثوري(لصاحبه): إذهب بنا إلى جعفر بن محمد ، قال فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته ، فقال له سفيان: يا أبا عبد الله حدثنا بحديث خطبة رسول الله ’ في مسجد الخيف . قال: دعني حتى أذهب في حاجتي فإني قد ركبت فإذا جئت حدثتك. فقال: أسألك بقرابتك من رسول الله ’ لما حدثتني. قال: فنزل فقال له سفيان: مر لي بدواة وقرطاس حتى أثبته ، فدعا به ثم قال أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. خطبة رسول الله ’ في مسجد الخيف: نضَّرَ الله عبداً سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم تبلغه.
يا أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه: ثلاثٌ لايغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله ، والنصيحة لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم . المؤمنون إخوةٌ تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمتهم أدناهم . فكتبه سفيان ثم عرضه عليه ، وركب أبو عبد الله وجئت أنا وسفيان ، فلما كنا في بعض الطريق قال لي:كما أنت ، حتى أنظر في هذا الحديث. قلت له: قد والله ألزم أبو عبد الله رقبتك شيئاً ، لايذهب من رقبتك أبداً ! فقال: وأي شئ ذلك ؟ فقلت له: ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله ، قد عرفناه . والنصيحة لأئمة المسلمين ، من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم؟ معاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم ، وكل من لاتجوز الصلاة خلفهم ؟ وقوله: واللزوم لجماعتهم فأي الجماعة؟ مُرْجِئٌ يقول: من لم يُصلِّ ولم يَصُم ولم يغتسل من جنابة ، وهدم الكعبة ونكح أمه ، فهو على إيمان جبرئيل وميكائيل؟!
أو قدريٌّ يقول لايكون ما شاء الله عز وجل ويكون ما شاء إبليس؟
أو حروري يتبرأ من علي بن أبي طالب ، ويشهد عليه بالكفر؟
أو جهميٌّ يقول إنما هي معرفة الله وحده ليس الإيمان شئ غيرها؟! قال: ويحك وأي شئ يقولون ؟! فقلت: يقولون: إن علي بن أبي طالب والله الإمام الذي وجب علينا نصيحته . ولزوم جماعتهم: أهل بيته . قال فأخذ الكتاب فخرقه ثم قال: لاتخبر بها أحداً !).انتهى.
وفي تفسير علي بن إبراهيم:1/171: ( وحج رسول الله ’ حجة الوداع لتمام عشر حجج من مقدمه المدينة ، فكان من قوله بمنى أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس: إسمعوا قولي واعقلوه عني فإني لا أدري ألقاكم بعد عامي هذا . ثم قال: هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة ؟ قال الناس: هذا اليوم . قال: فأي شهر؟ قال الناس: هذا. قال: وأي بلد أعظم حرمة ؟ قالوا: بلدنا هذا . قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم . ألا هل بلغت أيها الناس؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد .
ثم قال: ألا وكل مأثرة أو بدعة كانت في الجاهلية ، أو دم أو مال فهو تحت قدميَّ هاتين ، ليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى . ألا هل بلغت ؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد .
ثم قال: ألا وكل رباً كان في الجاهلية فهو موضوع، وأول موضوع منه ربا العباس بن عبد المطلب . ألا وكل دم كان في الجاهلية فهو موضوع ، وأول موضوع دم ربيعة . ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد . ثم قال: ألا وإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم ، ألا وإنه إذا أطيع فقد عبد !
ألا أيها الناس: إن المسلم أخو المسلم حقاً ، لايحل لامرئ مسلم دم امرئ مسلم وماله إلا ما أعطاه بطيبة نفس منه .
وإني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاإله إلا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله . ألا هل بلغت أيها الناس ؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد .
ثم قال: أيها الناس: إحفظوا قولي تنتفعوا به بعدي وافهموه تنعشوا ألا لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا ، فإن فعلتم ذلك ولتفعلن ! لتجدوني في كتيبة بين جبرئيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف ! ثم التفت عن يمينه فسكت ساعة ، ثم قال: إن شاء الله ، أو علي بن أبي طالب .
ثم قال: ألا وإني قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ، ومن خالفهما فقد هلك . ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد .
ثم قال: ألا وإنه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عني ، فأقول: رب أصحابي؟ فيقول: يا محمد إنهم أحدثوا بعدك وغيروا سنتك ! أقول: سحقاً سحقاً . فلما كان آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ، فقال رسول الله ’ : نُعِيَتْ إليَّ نفسي ثم نادى الصلاة جامعة في مسجد الخَيْف ، فاجتمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: نَضَّرَ اللهُ امرءً سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله ، والنصيحة لأئمة المسلمين ولزم جماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم . المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم .
أيها الناس: إني تارك فيكم الثقلين. قالوا: يا رسول الله وما الثقلان؟ قال: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كإصبعيَّ هاتين وجمع بين سبابتيه ولا أقول كهاتين وجمع سبابته والوسطى ، فتفضل هذه على هذه ! فاجتمع قوم من أصحابه وقالوا يريد محمد أن يجعل الإمامة في أهل بيته ! فخرج أربعة نفر منهم إلى مكة ودخلوا الكعبة وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا فيما بينهم كتاباً: إن مات محمد أو قتل أن لايردُّوا هذا الأمر في أهل بيته أبداً ! فأنزل الله على نبيه في ذلك: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ .أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ .(الزخرف:79-80) .
ومن مصادر السنيين :
في صحيح بخاري:5/126: عن أبي بكرة عن النبي(ص) قال: (الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . أي شهر هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس ذا الحجة ؟ قلنا: بلى . قال: فأي بلد هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس البلدة ؟قلنا: بلى. قال: فأي يوم هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ! قال: أليس يوم النحر ؟ قلنا: بلى . قال: فإن دماءكم وأموالكم، قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم، عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم . ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه). وقد روت المصادر ومنها بخاري (لاترجعوا بعدي كفاراً ) ورواها بخاري وقليل غيره ( ضلالاً ) !
وروى أجزاء منها بخاري أيضاً في صحيحه:1/24، مختصراً ، ومسلم في صحيحه:4/41 ، قال: (فأجاز رسول الله حتى أتى عرفة... فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي فخطب الناس... وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به:كتاب الله). لاحظ أنهم حذفوا وصية النبي ’ بعترته الطاهرين ^ !
وفي سنن ابن ماجة:2/1024 ، ومستدرك الحاكم:1/77: (وخطب رسول الله ’ فقال: يا أيها الناس إني فرط لكم على الحوض، وإن سعته ما بين الكوفة إلى الحجر الأسود ، وآنيته كعدد النجوم ، وإني رأيت أناساً من أمتي (أصله أصحابي) لما دنوا مني خرج عليهم رجل فمال بهم عني ، ثم أقبلت زمرة أخرى ففعل بهم كذلك فلم يفلت إلا كمثل همل النعم! فقال أبو بكر: لعلي منهم يا نبي الله ؟! قال: لا) !
وقصد الراوي أن يبعد أبا بكر عن الصحابة المطرودين !
وفي ابن ماجة:2/1016: عن ابن مسعود قال: قال رسول الله(ص)وهو على ناقته المخضرمة بعرفات... ( ألا وإني مستنقذ أناساً ومستنقَذٌ مني أناس فأقول: يا رب أصيحابي ! فيقول: إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك)! وفي سنن ابن ماجة:2/1300: باب لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض... استنصت الناس فقال: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض . عن ابن عمر أن رسول الله(ص)قال: ويحكم أو ويلكم لاترجعوا بعدي كفاراً..) . وفي سنن الترمذي:2/62، عن أبي أمامة:(سمعت رسول الله(ص) يخطب في حجة الوداع فقال: إتقوا الله ربكم ، وصلُّوا خَمْسَكَم ، وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم ، وأطيعوا ذا أمركم ، تدخلوا جنة ربكم . قال: قلت لأبي أمامة: منذ كم سمعت هذا الحديث؟قال: سمعت وأنا ابن ثلاثين سنة ).
وفي مسند أحمد:5/412: (على ناقة حمراء مخضرمة فقال...ألا وإني فرطكم على الحوض أنظركم وإني مكاثرٌ بكم الأمم، فلا تسوِّدُوا وجهي ! ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عني فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار . ألا وإني مستنقذٌ رجالاً أو أناساً، ومستنقَذٌ مني آخرون فأقول: يا رب أصحابي...) !
وفي مجمع الزوائد:3/265: عن الرقاشي قال: (كنت آخذاً بزمام ناقة رسول الله ( ص) في وسط أيام التشريق أذود عنه الناس فقال... وفيه: (ألا لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض...
وعن ابن عمر: فوقف للناس بالعقبة ، واجتمع له ما شاء الله من المسلمين فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال... أيها الناس: إن النساء عندكم عوان ، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله...لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه . أيها الناس: إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله فاعملوا به ). لاحظ أنه لم يذكر أهل بيته ’ !
وفي سنن الدارمي:2/47: (حتى إذا زاغت يعني الشمس(يوم عرفة) أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي فخطب الناس، وقال: إن دماء كم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا إن كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة... فاتقوا الله في النساء ، فإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله... وأنتم مسؤلون عن
قال ابن شعبة الحراني & في تحف العقول/30: خطبته ’ في حجة الوداع: (الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على العمل بطاعته ، وأستفتح الله بالذي هو خير .
أما بعد: أيها الناس ! إسمعوا مني ما أبين لكم ، فإني لاأدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا .
أيها الناس: إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام ، إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها . وإن ربا الجاهلية موضوع ، وإن أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب . وإن دماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب . وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية ، والعمد قَوَدٌ ، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير ، فمن ازداد فهو من الجاهلية .
أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ، ولكنه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك ، فيما تحتقرون من أعمالكم .
أيها الناس: إنما النسئ زيادة في الكفر ، يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ، ليواطؤوا عدة ماحرم الله . وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض ، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ، وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب بين جمادى وشعبان . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد .
أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقاً ، ولكم عليهن حقاً ، حقكم عليهن أن لايوطئن أحداً فرشكم ، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح ، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف . أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء ، واستوصوا بهن خيراً .
أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة ، ولا يحل لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفس منه . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد ، فلا ترجعن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي . ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد .
أيها الناس: إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ . وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم . قال: فليبلغ الشاهد الغائب .
أيها الناس: إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ، ولا تجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر .
من ادعى إلى غير أبيه ، ومن تولى غير مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، والسلام عليكم ورحمة الله ) .
وفي الكافي:1/403: (قال سفيان الثوري(لصاحبه): إذهب بنا إلى جعفر بن محمد ، قال فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته ، فقال له سفيان: يا أبا عبد الله حدثنا بحديث خطبة رسول الله ’ في مسجد الخيف . قال: دعني حتى أذهب في حاجتي فإني قد ركبت فإذا جئت حدثتك. فقال: أسألك بقرابتك من رسول الله ’ لما حدثتني. قال: فنزل فقال له سفيان: مر لي بدواة وقرطاس حتى أثبته ، فدعا به ثم قال أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. خطبة رسول الله ’ في مسجد الخيف: نضَّرَ الله عبداً سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم تبلغه.
يا أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه: ثلاثٌ لايغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله ، والنصيحة لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم . المؤمنون إخوةٌ تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمتهم أدناهم . فكتبه سفيان ثم عرضه عليه ، وركب أبو عبد الله وجئت أنا وسفيان ، فلما كنا في بعض الطريق قال لي:كما أنت ، حتى أنظر في هذا الحديث. قلت له: قد والله ألزم أبو عبد الله رقبتك شيئاً ، لايذهب من رقبتك أبداً ! فقال: وأي شئ ذلك ؟ فقلت له: ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله ، قد عرفناه . والنصيحة لأئمة المسلمين ، من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم؟ معاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم ، وكل من لاتجوز الصلاة خلفهم ؟ وقوله: واللزوم لجماعتهم فأي الجماعة؟ مُرْجِئٌ يقول: من لم يُصلِّ ولم يَصُم ولم يغتسل من جنابة ، وهدم الكعبة ونكح أمه ، فهو على إيمان جبرئيل وميكائيل؟!
أو قدريٌّ يقول لايكون ما شاء الله عز وجل ويكون ما شاء إبليس؟
أو حروري يتبرأ من علي بن أبي طالب ، ويشهد عليه بالكفر؟
أو جهميٌّ يقول إنما هي معرفة الله وحده ليس الإيمان شئ غيرها؟! قال: ويحك وأي شئ يقولون ؟! فقلت: يقولون: إن علي بن أبي طالب والله الإمام الذي وجب علينا نصيحته . ولزوم جماعتهم: أهل بيته . قال فأخذ الكتاب فخرقه ثم قال: لاتخبر بها أحداً !).انتهى.
وفي تفسير علي بن إبراهيم:1/171: ( وحج رسول الله ’ حجة الوداع لتمام عشر حجج من مقدمه المدينة ، فكان من قوله بمنى أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس: إسمعوا قولي واعقلوه عني فإني لا أدري ألقاكم بعد عامي هذا . ثم قال: هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة ؟ قال الناس: هذا اليوم . قال: فأي شهر؟ قال الناس: هذا. قال: وأي بلد أعظم حرمة ؟ قالوا: بلدنا هذا . قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم . ألا هل بلغت أيها الناس؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد .
ثم قال: ألا وكل مأثرة أو بدعة كانت في الجاهلية ، أو دم أو مال فهو تحت قدميَّ هاتين ، ليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى . ألا هل بلغت ؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد .
ثم قال: ألا وكل رباً كان في الجاهلية فهو موضوع، وأول موضوع منه ربا العباس بن عبد المطلب . ألا وكل دم كان في الجاهلية فهو موضوع ، وأول موضوع دم ربيعة . ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد . ثم قال: ألا وإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم ، ألا وإنه إذا أطيع فقد عبد !
ألا أيها الناس: إن المسلم أخو المسلم حقاً ، لايحل لامرئ مسلم دم امرئ مسلم وماله إلا ما أعطاه بطيبة نفس منه .
وإني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاإله إلا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله . ألا هل بلغت أيها الناس ؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد .
ثم قال: أيها الناس: إحفظوا قولي تنتفعوا به بعدي وافهموه تنعشوا ألا لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا ، فإن فعلتم ذلك ولتفعلن ! لتجدوني في كتيبة بين جبرئيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف ! ثم التفت عن يمينه فسكت ساعة ، ثم قال: إن شاء الله ، أو علي بن أبي طالب .
ثم قال: ألا وإني قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ، ومن خالفهما فقد هلك . ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم . قال: اللهم اشهد .
ثم قال: ألا وإنه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عني ، فأقول: رب أصحابي؟ فيقول: يا محمد إنهم أحدثوا بعدك وغيروا سنتك ! أقول: سحقاً سحقاً . فلما كان آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ، فقال رسول الله ’ : نُعِيَتْ إليَّ نفسي ثم نادى الصلاة جامعة في مسجد الخَيْف ، فاجتمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: نَضَّرَ اللهُ امرءً سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله ، والنصيحة لأئمة المسلمين ولزم جماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم . المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم .
أيها الناس: إني تارك فيكم الثقلين. قالوا: يا رسول الله وما الثقلان؟ قال: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كإصبعيَّ هاتين وجمع بين سبابتيه ولا أقول كهاتين وجمع سبابته والوسطى ، فتفضل هذه على هذه ! فاجتمع قوم من أصحابه وقالوا يريد محمد أن يجعل الإمامة في أهل بيته ! فخرج أربعة نفر منهم إلى مكة ودخلوا الكعبة وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا فيما بينهم كتاباً: إن مات محمد أو قتل أن لايردُّوا هذا الأمر في أهل بيته أبداً ! فأنزل الله على نبيه في ذلك: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ .أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ .(الزخرف:79-80) .
ومن مصادر السنيين :
في صحيح بخاري:5/126: عن أبي بكرة عن النبي(ص) قال: (الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . أي شهر هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم . فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس ذا الحجة ؟ قلنا: بلى . قال: فأي بلد هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس البلدة ؟قلنا: بلى. قال: فأي يوم هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ! قال: أليس يوم النحر ؟ قلنا: بلى . قال: فإن دماءكم وأموالكم، قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم، عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم . ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه). وقد روت المصادر ومنها بخاري (لاترجعوا بعدي كفاراً ) ورواها بخاري وقليل غيره ( ضلالاً ) !
وروى أجزاء منها بخاري أيضاً في صحيحه:1/24، مختصراً ، ومسلم في صحيحه:4/41 ، قال: (فأجاز رسول الله حتى أتى عرفة... فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي فخطب الناس... وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به:كتاب الله). لاحظ أنهم حذفوا وصية النبي ’ بعترته الطاهرين ^ !
وفي سنن ابن ماجة:2/1024 ، ومستدرك الحاكم:1/77: (وخطب رسول الله ’ فقال: يا أيها الناس إني فرط لكم على الحوض، وإن سعته ما بين الكوفة إلى الحجر الأسود ، وآنيته كعدد النجوم ، وإني رأيت أناساً من أمتي (أصله أصحابي) لما دنوا مني خرج عليهم رجل فمال بهم عني ، ثم أقبلت زمرة أخرى ففعل بهم كذلك فلم يفلت إلا كمثل همل النعم! فقال أبو بكر: لعلي منهم يا نبي الله ؟! قال: لا) !
وقصد الراوي أن يبعد أبا بكر عن الصحابة المطرودين !
وفي ابن ماجة:2/1016: عن ابن مسعود قال: قال رسول الله(ص)وهو على ناقته المخضرمة بعرفات... ( ألا وإني مستنقذ أناساً ومستنقَذٌ مني أناس فأقول: يا رب أصيحابي ! فيقول: إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك)! وفي سنن ابن ماجة:2/1300: باب لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض... استنصت الناس فقال: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض . عن ابن عمر أن رسول الله(ص)قال: ويحكم أو ويلكم لاترجعوا بعدي كفاراً..) . وفي سنن الترمذي:2/62، عن أبي أمامة:(سمعت رسول الله(ص) يخطب في حجة الوداع فقال: إتقوا الله ربكم ، وصلُّوا خَمْسَكَم ، وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم ، وأطيعوا ذا أمركم ، تدخلوا جنة ربكم . قال: قلت لأبي أمامة: منذ كم سمعت هذا الحديث؟قال: سمعت وأنا ابن ثلاثين سنة ).
وفي مسند أحمد:5/412: (على ناقة حمراء مخضرمة فقال...ألا وإني فرطكم على الحوض أنظركم وإني مكاثرٌ بكم الأمم، فلا تسوِّدُوا وجهي ! ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عني فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار . ألا وإني مستنقذٌ رجالاً أو أناساً، ومستنقَذٌ مني آخرون فأقول: يا رب أصحابي...) !
وفي مجمع الزوائد:3/265: عن الرقاشي قال: (كنت آخذاً بزمام ناقة رسول الله ( ص) في وسط أيام التشريق أذود عنه الناس فقال... وفيه: (ألا لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض...
وعن ابن عمر: فوقف للناس بالعقبة ، واجتمع له ما شاء الله من المسلمين فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال... أيها الناس: إن النساء عندكم عوان ، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله...لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه . أيها الناس: إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله فاعملوا به ). لاحظ أنه لم يذكر أهل بيته ’ !
وفي سنن الدارمي:2/47: (حتى إذا زاغت يعني الشمس(يوم عرفة) أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي فخطب الناس، وقال: إن دماء كم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا إن كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة... فاتقوا الله في النساء ، فإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله... وأنتم مسؤلون عن