إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفسير بالرأي ومعناه والرد على البعض

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفسير بالرأي ومعناه والرد على البعض


    بسم الله الرحمن الرحيم

    المحور الاول مقدمة في الخطأ الحاصل
    المحور الثاني جواز التفسير
    المحور الثالث معنى التفسير بالرأي

    المحور الأول المقدمة
    خطأ كبير يقع فيه الكثير وخصوصا الشباب , وهو بدوره يجعل هؤلاء وكأنهم مسلوبو الارادة بأرادتهم .
    وهو ان هؤلاء ينفتحون في مقتبل أعمارهم او بالصدفة او بدعوة اخرين او ما شابه على الاخذ من شخصية لها ثقلها سواء من قراءة كتبه او من الاستماع اليه او غير ذلك, فتعجبهم افكاره وطروحاته فيتفاعلون معه وشيئا فشيئا يكونون اسرى له ولا يقبلون اراء غيره بل لا يقرءونها فإن قرءوها فهم يحاولون الانتصار لخندقهم الذي تخندقوا به وكما قيل الحب يعمي ويصم.
    وللمثال على هؤلاء: كان لي صديق في منطقة جديدة وسمع ان هناك مكانا للعبادة فذهب يبحث عنه فصادفه احد الاخوة فعرف انه عراقي فسأله عن المكان فأخبره عنه ولكنه قال له نحن عندنا الليلة ايضا دعاء او محاضرة ان احببت تذهب معي فقال اذهب معك وبعد ان ذهب اصبح من رواد المكان فأخذ نفس الاتجاه بهذه الصدفة .
    ولو رجعنا الى العقل والى الشريعة المقدسة لعلمنا ان هذا المنهج خاطئ, فمن الطبيعي ان صاحب كل رأي يحاول ان ينمق الادلة التي تتماشى مع رأيه سواء كانت حقا او باطلا (وسميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق) والانسان العادي حينما يراه يحسبه جميلا , فالمفروض ان نعي هذا الامر ونقول من المؤكد ان الرأي المعاكس له ادلته ولابد ان نطلع عليها حتى نميز بين الحق والباطل قبل ان يستحكم حب هذا الرأي ومن تبناه في قلوبنا فيؤثر على تفكيرنا فمن المؤثرات القوية على التفكير السليم الحب والبغض.
    وأما خطأه من الشريعة المقدسة-هذا المنهج- فمن ذلك قوله تعالى"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب"
    فقد جعل الله سبحانه اهل اللب والعقول هم الذين يفكرون في الكلام ويغربلونه ثم يأخذون الجيد منه ولا يأخذون من شخص كل ما يقول من دون تمحيص ولا يتوقفون على سماع طرف دون الاطراف الاخرى او يردون كلام الاخر من دون تمحيص.
    وفي الحديث : " من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال " .
    فليس من الصواب ان يتأثر ب(كاريزما) وجذابية الشخص فيتلقى كل ما يلقيه بالقبول فهذا يعني امكانية ان يرى شخصا اخر مناقضا لرأي الاول وله لباقة وجاذبية اكثر من الاول فيتخلى صاحبنا عن الاول ويتبع الاخر.
    لهذا ولغيره جاءت الروايات في مدح الفكر وانه افضل العبادة:
    فعن امير المؤمنين ( عليه السلام ) : الفكر يوجب الاعتبار ، ويؤمن العثار ، ويثمر الاستظهار.
    عنه ( عليه السلام ) : أصل السلامة من الزلل الفكر قبل الفعل ، والروية قبل الكلام.
    ( عليه السلام ) : إذا قدمت الفكر في جميع أفعالك حسنت عواقبك في كل أمر.
    عنه ( عليه السلام ) : فكر ساعة قصيرة خير من عبادة طويلة.
    فالانسان الذي لا يطلع ولا يفكر تتلاعب به الرجال بأرائها , فينبغي علينا ان نفكر وان نعلم ان العلم والدليل لا ينحصر بما نسمعه من فلان او من الجهة الفلانية فهناك عقول اخرى ولها اراء أيضا لابد ان نستمع عليها, وعادة ما تنظر كل جهة من زاوية معينة ومن جانب والطرف الاخر ينظر لجانب اخر فلابد ان نأخذ من كل طرف احسنه ونذر التطرف في كلا الرأيين.
    بعد هذه المقدمة ندخل في صلب الموضوع , وهو وأسفا اقولها ان البعض من اخواننا وشبابنا استمعوا الى شخص فاخذوا منه شيئا فشيئا وتبنوا اراءه فاذا طرح امرا اخذوه وسلموا له تسليما وان كان فيه طعنا شديدا بكبار علماءنا .

    فمن ذلك تعديهم على السيد العارف العالم الطباطبائي صاحب الميزان ذلك التفسير الذي هو مفخرة لأتباع أهل البيت عليهم السلام.
    يقولون انه فسر القرآن برأية ثم جعلوه من مصاديق الذين ذمتهم الروايات كونهم يفسرون بأرائهم , ونحن في هذه العجالة نطرح خطأ هؤلاء وان السيد وغيره من علمائنا الاجلاء لم يفسروا القرآن برأيهم .
    جواز التفسير
    لم يكن السيد الطباطبائي ولا غيره من مفسرينا غافلين عما ورد من روايات في ذم التفسير بالرأي , كيف وقد بحثوا ذلك بتفاسيرهم راجع الميزن الجزء الثالث ص75 تجد بحثا مفصلا في ذلك.
    ننقل اولا بعض الروايات في دم التفسير بالرأي
    عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار.
    عن الرضا عليه السلام قال : الرأي في كتاب الله كفر .
    عن الباقر:يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.
    وكما هو معلوم ان في كلام اهل البيت المحكم والمتشابه وهذا من المتشابهات فالتفسير بالرأي يحمل عدة وجوه لا وجها واحدا ظاهر الدلالة حتى يتحامل البعض على علماءنا .
    وقد تعرض العلماء لتفسير هذه الاحاديث الشريفة والتي تبين ان المقصود غير ما ذهب اليه المعترضون فليس المقصود ذم مطلق التفسير بالرأي , وكذلك تعرضوا الى ما يقابل هذه الروايات ,فليس من المنطق ان نقتطع موضوعا ونركز عليه ونترك النصوص الاخرى التي لها علاقة بالموضوع , وهذا يدل على جهل وتقصير او تجاهل مقصود .واليك اشارات في هذا الصدد :
    1-امرنا القرآن الكريم بالتدبر بالقرآن وكذلك روايات اهل البيت, وللمثال:
    قوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" سورة محمد24
    عن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها.
    , ولو كان باب القرآن موصد في وجوهنا فلا معنى لهذه الايات والروايات بالتفكر والتدبر .
    2-خطب اهل البيت واحاديثهم الشريفة التي تأمرنا بالتمسك بالقرآن الكريم وللمثال: روى الحارث الأعور عن علي عليه السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( كتاب الله فيه خبر ما قبلكم .. هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه .. ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ، خذها إليك يا أعور ) .
    3-حديث الثقلين وان التمسك بهما وليس بواحد منهما فالحديث لا يغني عن الكتاب العزيز والكتاب الكريم لا يكفي من دون السنة.
    4- الكتاب الكريم الاساس والمرجع فقد امرنا أهل البيت أن نعرض حديثهم عليه فما وافق كتاب الله ناخذه وما خالفه ندعه ومن ذلك:
    عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه .
    عن أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله تعالى فهو زخرف.
    وهذا يتطلب منا التبحر بالقرآن الكريم وتفسير اياته اضافة على ما وردنا عنهم عليهم السلام.
    5-قال تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله..."
    جاء النهي عن اتباع المتشابه وعدم الرجوع الى المحكم ليبتغي الفتنة , اما من رجع الى المحكم من الآيات في تفسيره ولم يبتغ الفتنة ولم يخالف الحديث الثابت ولم يحصر التفسير برأيه فلا يشمله الذم .
    6-نقول لأصحاب هذا الرأي ,اذا أتتنا روايات قطعية عن أهل البيت في تفسير آية نأخذ بهذه الروايات, ولكن ماذا نصنع بالآيات التي لم يرد فيها نص او ورد فيها تفسير يلائم السائل او الحضور ونحن نعلم من رواياتهم انهم يجيبون ويطرحون كلامهم حسب فهم المتلقي ولم يعني التفسير او الجواب منهم انه حصري بذلك بل احيانا يكون من باب التطبيق وذكر مفردة من مفردات تشملها الاية الكريمة.
    ثم ان هناك نصوصا تأمرنا بالتدبر فهل نتركها ام نأخذ بكلامهم ونتدبر لنفهم ونستنطق القرآن الكريم كما روى عن امير المؤمنين"..ذلك القرآن فاستنطقوه.." من الطبيعي ان نأخذ بها ونستنطق القرآن.
    7-كلامهم عليهم السلام وهم عدل القرآن الكريم فيه المحكم والمتشابه وغير ذلك فليس من الصواب ان نفسره بما يحلو لنا ونرمي الاخرين بمخالفة كلامهم عليهم السلام ,فللتفسير بالرأي عدة معان ومن اهمها ما ذكره السيد الطباطبائي والسيد الشهيد محمد باقر الصدر ننقل بعض هذه الآراء:
    معنى التفسير بالرأي
    1-ان المنهي عنه إنما هو الاستقلال في تفسير القرآن واعتماد المفسر على نفسه ورأيه من غير رجوع إلى غيره وهذا الغير الذي يستعين به على التفسير اما القرآن نفسه او السنة الشريفة فاذا قلنا السنة الشريفة فقط فهذا ينافي السنة الشريفة نفسها الآمرة بالرجوع الى القرآن وعرض الاخبار الشريفة عليه فلم يبقى الا ان يرجع المفسر الى القرآن نفسه ليستعين به على تفسير آياته.
    ولذا نرى السيد الطباطبائي اتبع هذا المنهج واستعان بتفسير الآية بالآيات الأخرى : وري عن الامير في نهج البلاغة :"..كتاب الله تبصرون به ، وتنطقون به ، وتسمعون به وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض ...".
    2-المراد من التفسير بالرأي أعمال الجانب الذاتي في التفسير, ومعنى ذلك أن يضع الانسان رأي او نظرية او يتبع منهج أومذهب معين ثم يأتي الى القرآن الكريم كي يلتقط بعض آياته ويفسرها برأيه ويجعلها مؤيده وتابعة لقوله ومعنى هذا انه يجعل نفسه اماما للقرآن الكريم والقرآن تبع له , والمأمور به هو ان يجعل القرآن الكريم اماما فيبحث فيه ويتبع ما يتجلى لك بعيدا عن الميول الشخصية والاراء الذاتية, قال تعالى:"..كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا.."

    3-لابد ان نرجع لعصر صدور هذه الاحاديث الشريفة, ففي ذلك الوقت كانت مدرسة الرأي التي تبناها ابو حنيفة وغيره وهم قد عزلوا الروايات اجمالا واتبعوا قواعد الرأي والاستحسان والقياس وما شابه فجاءت الروايات لبيان مدرسة الرأي والطعن بها كما نجد الكثير من الروايات التي جاءت تذم القياس قبال هذه المدرسة أيضا.

    4-التفسير بالرأي هو من يفسر برأيه وهو لا يملك علوم التفسير ,ولم يرجع الى الايات الاخرى المرتبطة بالموضوع ,ولم يرجع الى السنة الثابتة , ولا العلماء, ويقطع بتفسيره .
    عن النبي صلى الله عليه وآله " من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار" .
    وهذا الحديث يؤيد ما ذُكر ويدل على جواز القول بعلم.

    5-الروايات التي تحصر التفسير بأهل البيت تعني كل مراتب بطون القرآن فان للقرآن بطون وللمثال: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان للقرآن ظهرا وبطنا ، ولبطنه بطن إلى سبعة أبطن ".
    ولا يتنافى ذلك من أن نغترف شيئا من القرآن الكريم , لا سيما اذا لاحضنا ان الروايات التي تنهى عن التفسير بالرأي ظنية السند قبال روايات التمسك بالكتاب كحديث الثقلين قطيعية السند, مع الاخذ بعين الاعتبار عدم الجزم فيما نتصول اليه من تفسير , او انحصر الاية بذلك التفسير
    وأخيرا نقول لهؤلاء يا أحبائي, جاءت الروايات بالاشادة في علماء مدرسة اهل البيت وهم كالانبياء كما في بعضها , فعلى الاقل من باب الاحتياط والتوقف عند الشبهة الذي أمرونا به توقفوا عن الخوض باعراضهم , ثم انتم تعلمون انكم ليس في مرحلة تؤهلكم لفهم كلام أهل البيت عليهم السلام , فبأقل تفكير ينبغي لكم ان تعرفوا انهم مستندون على رأي من الشريعة بجواز التفسير , ونحن مأمورون ان نحسن الظن بالاخرين كما امرنا أهل البيت فلماذا نغيب كل نصوصهم هذه ونتناساها ؟؟

    وهب انهم على خطأ على رأيكم فما دام الموضوع غير واضح وليس فيه مخالفة صريحة فلا ينبغي ان تفرضوا آرائكم على الآخيرين ولا يكون هناك ارهاب فكري كالوهابية في تعاملهم.







  • #2
    طرح موفق اخي السيد معد وفي غاية الاهمية والخطورة

    اخي الكريم ان الذي تفضلت به يقع فيه الكثير من الناس السذج قليلي الثقافة الدينية
    بل هم المقصودون في قوله عليه السلام (ينعقون وراء كل ناعق)
    وما هو الا الجهل بعينه ، فالاحرى بهؤلاء على الاقل الرجوع الى اهل العلم حتى يستنيروا بارائهم
    ويجنبوا انفسهم الخوض وبالتالي يدخلون فيمن غضب الله عليهم


    تقبل مروري.................



    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      نشكر مرورك اخي جعلك الله وايانا من المنتظيرا حقا
      نعم وحتى ان البعض منهم يأخذ رواية ليراها تخالف رأي عالم ما فيطعن فيه وهو يعلم او لا يعلم ان هذا العالم ما تبنى الرأي الا بعد تمحيص هذه الرواية ومثيلاتها وما كان بالضد منها من دليل وصاحبنا

      تعليق


      • #4
        طرح موفق بارك الله فيكم وسلمت اناملكم

        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	36.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	34.0 كيلوبايت 
الهوية:	830942

        تعليق


        • #5
          بسم الله
          وفقكم الله اخي

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X