سجود الملائكة و له معناه و أنها أية جنة كانت و معنى تعليمه الأسماء
قال الله تعالى وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ .
و قال عز شأنه ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ و قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ .
و قال عز جلاله رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ
[32]
و قوله فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ .
في مجمع البيان روي عن ابن عباس : أن الملائكة كانت تقاتل الجن فسبي إبليس و كان صغيرا و كان مع الملائكة فتعبد معها بالأمر بالسجود لآدم فسجدوا و أبى فلذلك قال الله تعالى إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ .
و روي عن طاوس و مجاهد : أن إبليس كان قبل أن يرتكب المعصية ملكا من الملائكة اسمه عزرائيل و كان من سكان الأرض و كان سكان الأرض من الملائكة يسمون الجن و لم يكن من الملائكة أشد اجتهادا و لا أكثر علما منه فلما عصى الله لعنه و جعله شيطانا و سماه إبليس و كان من الكافرين في علم الله .
قال ابن عباس : أول من قاس إبليس فأخطأ القياس فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله بإبليس .
و قوله أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ يعني يخرجون من قبورهم للجزاء أراد الخبيث أن لا يذوق الموت في النفخة الأولى و أجيب بالإنظار إلى يوم الوقت المعلوم و هي النفخة الأولى ليذوق الموت بين النفختين و هو أربعون سنة .
و قوله فَبِما أَغْوَيْتَنِي أي خيبتني من رحمتك و جنتك و امتحنتني بالسجود لآدم فغويت عنده أو حكمت بغوايتي و هذا كله تأويل و الظاهر أنه كان يعتقد أن الإضلال عن الله تعالى و هو من جملة اعتقاداته الخبيثة .
و تعجبني مقالة حكيتها في كتاب زهر الربيع و هي أني تباحثت مع علماء الجمهور فانتهى الحال إلى قوله إن الشيطان كان من أهل العلم فما مذهبه فقلت إنه كان في الأصول من الأشاعرة و في الفروع من الحنفية فتعجب من قولي فقال و ما الدليل قلت أما الأول فقوله فَبِما أَغْوَيْتَنِي فنسب الإضلال و الإغواء إلى الله تعالى و هذا هو مذهب الجبرية من الأشاعرة .
و أما الثاني فعمله بالقياس في قوله أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فعمل بقياس الأولوية زعما منه أن السجود إنما يكون للأشرف الأفضل و هو بزعمه أفضل من آدم لأنه مخلوق من النار و هي أشرف من الطين .
و الحاصل أن مذهب الشيطان أفضل من مذهب الحنفية لأنه يعمل بقياس الأولوية و أبو حنيفة كان يعمل بقياس المساواة الذي هو أضعف القياسات و أردؤها .
و قوله ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ .
روى أبو جعفر (عليه السلام) قال : ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ
[33]
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ معناه أهون عليهم أمر الآخرة و من خلفهم آمرهم بجمع الأموال و البخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم و عن أيمانهم أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة و تحسين الشبهة و عن شمائلهم بتحبب اللذات إليهم و تغليب الشهوات على قلوبهم .
و في كتاب الخرائج في حديث طويل عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) و فيه : أنه لا أحد من محبي علي (عليه السلام) نظف قلبه من قذر الغش و الدغل و الغل و نجاسة الذنوب إلا لكان أطهر و أفضل من الملائكة .
و في جواب مسائل الزنديق عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل : أ يصلح السجود لغير الله قال لا قال فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فقال إن من سجد بأمر الله فكان سجوده إذ كان عن أمر الل.
و في حديث آخر عنه (عليه السلام) : سجدت الملائكة لآدم و وضعوا جباههم على الأرض تكرمة من الله .
و عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) : إن السجود من الملائكة لآدم لم يكن لآدم إنما كان طاعة لله و محبة منهم لآدم.
و في الخرائج عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) : أن يهوديا سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معجزة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مقابلة معجزات الأنبياء فقال هذا آدم أسجد الله له ملائكته فهل فعل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا من هذا فقال علي (عليه السلام) لقد كان ذلك و لكن أسجد الله لآدم ملائكته لم يكن سجود طاعة إنهم عبدوا آدم من دون الله عز و جل و لكل اعترافا لآدم بالفضيلة و رحمة من الله له و محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله جل و علا صلى عليه في جبروته و الملائكة بأجمعها و تعبد المؤمنون بالصلاة عليه فهذه زيادة له يا يهودي .
أقول : اتفق علماء الإسلام على أن ذلك السجود لآدم (عليه السلام) لم يكن سجود عبادة و إلا لحصل الشرك لكنهم ذكروا فيه أقوالا .
الأول أن ذلك السجود كان لله تعالى و آدم (عليه السلام) كان قبلة و هو قول أبي علي الجبائي و جماعة .
الثاني أن السجود في اللغة هو الانقياد و الخضوع فهذا هو السجود لآدم .
و يبعده مع أنه خلاف التبادر قوله تعالى فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ و كذلك الحديث السابق الثالث أن السجود كان تعظيما لآدم (عليه السلام) و تكرمة و هو في الحقيقة عبادة لله تعالى
[34]
لكونه بأمره و هذا هو الأظهر من الأخبار و قال علي بن إبراهيم : طاب ثراه إن الاستكبار أول معصية عصي الله بها قال إبليس يا رب اعفني من السجود لآدم و أنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب و لا نبي مرسل فقال الله تعالى لا حاجة لي إلى عبادتك إنما أريد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبى أن يسجد فقال الله تعالى فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ قال إبليس كيف يا رب و أنت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل قال لا و لكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطك فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين فقال الله تعالى قد أعطيتك قال سلطني على ولد آدم قال سلطتك قال أجرني فيهم مجرى الدم في العروق قال قد أجريتك قال لا يولد لهم واحد إلا ولد لي اثنان و أراهم و لا يروني و أتصور لهم في كل صورة شئت فقال قد أعطيتك قال يا رب زدني قال لقد جعلت لك و لذريتك صدورهم أوطانا قال رب حسبي قال إبليس عند ذلك فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ..... الآية .
قال أبو عبد الله (عليه السلام) : لما أعطى الله تبارك و تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم (عليه السلام) يا رب سلطت إبليس على ولدي و أجريته فيهم مجرى الدم في العروق و أعطيته ما أعطيته فما لي و ولدي فقال لك و لولدك السيئة بواحدة و الحسنة بعشرة أمثالها قال يا رب زدني قال التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم قال يا رب زدني قال أغفر و لا أبالي قال حسبي قال جعلت فداك بما ذا استوجب إبليس من الله أن أعطاه ما أعطاه فقال بشيء كان منه شكره الله تعالى عليه قلت و ما كان منه جعلت فداك قال ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة .
أقول : و في نهج البلاغة من قوله (عليه السلام) إنه صلى ركعتين في السماء في ستة آلاف سنة لا يدرى أ من سني الدنيا أم سني الآخرة .
و على هذا فلو كان من سني الآخرة لبلغ من السنين شيئا كثيرا .
و اعلم أن جماعة من الصوفية قد شكروا لإبليس إباءه عن السجود لآدم قالوا إنه أراد اختصاص السجود بالله تعالى فسموه من أجل هذا سيد الموحدين عليه و عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين .
و في كتاب فضائل الشيعة للصدوق طاب ثراه بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل إليه رجل فقال يا رسول الله أخبرني عن قول الله
[35]
عز و جل لإبليس أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ فمن هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنا في سرادق العرش نسبح و تسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن خلق الله عز و جل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز و جل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له و لم يأمرنا بالسجود فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس فقال الله تبارك و تعالى أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ من هؤلاء الخمس المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش .
و عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إنما كان لبث آدم و حواء في الجنة حتى أخرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى أهبطهما الله من يومهما ذلك .
و في كتاب علل الشرائع عن وهب قال : لما أسجد الله الملائكة لآدم (عليه السلام) و أبى إبليس أن يسجد قال له ربه عز و جل اخرج منها ثم قال عز و جل يا آدم انطلق إلى هؤلاء الملأ من الملائكة فقل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فسلم عليهم فقالوا و عليك السلام و رحمة الله و بركاته فلما رجع إلى ربه قال له ربه تبارك و تعالى هذه تحيتك و تحية ذريتك من بعدك فيما بينهم إلى يوم القيامة .
علل الشرائع مسندا إلى الصادق (عليه السلام) قال : سألته عن جنة آدم فقال جنة من جنان الدنيا تطلع منها الشمس و القمر و لو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبدا .
و روى علي بن إبراهيم مثله أيضا .
و قد وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في أن جنة آدم (عليه السلام) هل كانت في الأرض أم في السماء و على الثاني هل هي جنة الخلد و الجزاء أم غيرها .
ذهب أكثر المفسرين و جمهور المتعلمة إلى أنها جنة الخلد و هو ظاهر أكثر علمائنا رضوان الله عليهم .
و قال أبو هاشم جنة من جنان الدنيا غير جنة الخلد و ذهب طائفة من علماء المسلمين إلى أنها بستان من بساتين الدنيا في الأرض كما دل عليه الخبر .
احتج الأولون بالتبادر و عهدية الألف و اللام و لا يخفى ما فيه .
و احتجت الفرقة الثانية بأن الهبوط يدل على الإهباط من السماء إلى الأرض و ليست بجنة الخلد لأن من دخلها خلد فيها فلزم المطلوب .
و الجواب الانتقال من أرض إلى أرض أخرى يسمى هبوطا كقوله تعالى اهْبِطُوا مِصْراً .
و احتج القائلون بأنها من بساتين الدنيا بأن جنة الخلد لا يخرج داخلها و لا يفنى نعيمها .
و أجيب عنه بأنه إنما يمكن بعد الدخول و الاستقرار و ذكروا في الكتب الكلامية
[36]
دلائل متكثرة على ما ساروا إليه و هذان الخبران يعارضهما ظواهر الآيات و الأخبار مع إمكان حملهما على التقية .
و عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) : أ كان إبليس من الملائكة أم من الجن قال كانت الملائكة ترى أنه منها و كان الله يعلم أنه ليس منها فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان .
أقول : اختلف علماء الإسلام في أن إبليس هل كان من الملائكة أم لا فأكثر المتكلمين و كثير من علمائنا كالشيخ المفيد طاب ثراه على أنه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن قال و قد جاءت الأخبار متواترة عن أئمة الهدى س و هو مذهب الإمامية و ذهبت طائفة إلى أنه من الملائكة و اختاره شيخ الطائفة في التبيان قال و هو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) و الظاهر في تفاسيرنا .
ثم اختلفت الطائفة الأخيرة .
فقيل إنه كان خازنا للجنان .
و قيل : كان له سلطان السماء و سلطان الأرض .
و قيل : كان يسوم ما بين السماء و الأرض و ما صار إليه المفيد طاب ثراه هو مدلول الأحاديث المستفيضة .
و العياشي مسندا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة .
و في تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) قال : إن الله لما امتحنالحسين (عليه السلام) و من معه بالعسكر الذين قتلوه و حملوا رأسه قال لعساكره أنتم في حل من بيعتي فالحقوا بعشائركم و قال لأهل بيته قد جعلتكم في حل من مفارقتي فإنكم لا تطيقونهم لتضاعف أعدادهم و ما المقصود غيري فدعوني و القوم فإن الله يعينني كعادته في أسلافنا فأما عسكره ففارقوه و أما أهله الأدنون فأبوا و قالوا لا نفارقك فقال لهم فإن كنتم قد وطنتم أنفسكم على ما وطنت نفسي عليه فاعلموا أن الله إنما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره و إن الله خصني مع من مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا من الكرامات بما يسهل معها احتمال المكروهات و إن لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالى و اعلموا أن الدنيا حلوها و مرها حلم و الانتباه في الآخرة أ و لا أحدثكم بأول أمرنا قالوا بلى يا ابن رسول الله قال إن الله تعالى لما خلق آدم علمه أسماء كل شيء و عرضهم على الملائكة
[37]
جعل محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين أشباحا خمسة في ظهر آدم و كانت أنوارهم تضيء في آفاق السماوات و الحجب و الجنان و الكرسي و العرش فأمر الله الملائكة بالسجود لآدم تعظيما له إنه قد فضله بأنه جعله وعاء لتلك الأشباح التي عمت أنوارها في الآفاق فسجدوا إلا إبليس أبى أن يتواضع لأنوارنا أهل البيت و قد تواضعت الملائكة .
و في حديث علي بن الحسين : أن آدم نظر إلى ذروة العرش فرأى نور أشباحنا فقال الله تعالى يا آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي و عرفه أسماءهم و قال بهم آخذ و بهم أعطي و بهم أعاقب و بهم أثيب فتوسل بهم يا آدم و إذا دهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك فإني آليت على نفسي لا أرد لهم سائلا فلذلك حين نزلت منه الخطيئة دعا الله عز و جل بهم فتاب علي.
و عن إسحاق بن جرير قال أبو عبد الله (عليه السلام) : أي شيء يقول أصحابك في قول إبليس خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قلت جعلت فداك قد قال و ذكره الله في كتابه قال كذب يا إسحاق ما خلقه الله إلا من طين ثم قال قال الله الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ خلقه الله من تلك النار من تلك الشجرة و الشجرة أصلها من طين .
علي بن إبراهيم بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) في قول الله تبارك و تعالى إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ : يوم يذبحه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الصخرة التي في بيت المقدس .
أقول : يشير إلى أن إنظاره إلى يوم خروج القائم (عليه السلام) و هو القيامة الصغرى و الأخبار المستفيضة دالة عليه
قال الله تعالى وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ .
و قال عز شأنه ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ و قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ .
و قال عز جلاله رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ
[32]
و قوله فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ .
في مجمع البيان روي عن ابن عباس : أن الملائكة كانت تقاتل الجن فسبي إبليس و كان صغيرا و كان مع الملائكة فتعبد معها بالأمر بالسجود لآدم فسجدوا و أبى فلذلك قال الله تعالى إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ .
و روي عن طاوس و مجاهد : أن إبليس كان قبل أن يرتكب المعصية ملكا من الملائكة اسمه عزرائيل و كان من سكان الأرض و كان سكان الأرض من الملائكة يسمون الجن و لم يكن من الملائكة أشد اجتهادا و لا أكثر علما منه فلما عصى الله لعنه و جعله شيطانا و سماه إبليس و كان من الكافرين في علم الله .
قال ابن عباس : أول من قاس إبليس فأخطأ القياس فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله بإبليس .
و قوله أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ يعني يخرجون من قبورهم للجزاء أراد الخبيث أن لا يذوق الموت في النفخة الأولى و أجيب بالإنظار إلى يوم الوقت المعلوم و هي النفخة الأولى ليذوق الموت بين النفختين و هو أربعون سنة .
و قوله فَبِما أَغْوَيْتَنِي أي خيبتني من رحمتك و جنتك و امتحنتني بالسجود لآدم فغويت عنده أو حكمت بغوايتي و هذا كله تأويل و الظاهر أنه كان يعتقد أن الإضلال عن الله تعالى و هو من جملة اعتقاداته الخبيثة .
و تعجبني مقالة حكيتها في كتاب زهر الربيع و هي أني تباحثت مع علماء الجمهور فانتهى الحال إلى قوله إن الشيطان كان من أهل العلم فما مذهبه فقلت إنه كان في الأصول من الأشاعرة و في الفروع من الحنفية فتعجب من قولي فقال و ما الدليل قلت أما الأول فقوله فَبِما أَغْوَيْتَنِي فنسب الإضلال و الإغواء إلى الله تعالى و هذا هو مذهب الجبرية من الأشاعرة .
و أما الثاني فعمله بالقياس في قوله أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فعمل بقياس الأولوية زعما منه أن السجود إنما يكون للأشرف الأفضل و هو بزعمه أفضل من آدم لأنه مخلوق من النار و هي أشرف من الطين .
و الحاصل أن مذهب الشيطان أفضل من مذهب الحنفية لأنه يعمل بقياس الأولوية و أبو حنيفة كان يعمل بقياس المساواة الذي هو أضعف القياسات و أردؤها .
و قوله ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ .
روى أبو جعفر (عليه السلام) قال : ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ
[33]
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ معناه أهون عليهم أمر الآخرة و من خلفهم آمرهم بجمع الأموال و البخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم و عن أيمانهم أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة و تحسين الشبهة و عن شمائلهم بتحبب اللذات إليهم و تغليب الشهوات على قلوبهم .
و في كتاب الخرائج في حديث طويل عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) و فيه : أنه لا أحد من محبي علي (عليه السلام) نظف قلبه من قذر الغش و الدغل و الغل و نجاسة الذنوب إلا لكان أطهر و أفضل من الملائكة .
و في جواب مسائل الزنديق عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل : أ يصلح السجود لغير الله قال لا قال فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فقال إن من سجد بأمر الله فكان سجوده إذ كان عن أمر الل.
و في حديث آخر عنه (عليه السلام) : سجدت الملائكة لآدم و وضعوا جباههم على الأرض تكرمة من الله .
و عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) : إن السجود من الملائكة لآدم لم يكن لآدم إنما كان طاعة لله و محبة منهم لآدم.
و في الخرائج عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) : أن يهوديا سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معجزة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مقابلة معجزات الأنبياء فقال هذا آدم أسجد الله له ملائكته فهل فعل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا من هذا فقال علي (عليه السلام) لقد كان ذلك و لكن أسجد الله لآدم ملائكته لم يكن سجود طاعة إنهم عبدوا آدم من دون الله عز و جل و لكل اعترافا لآدم بالفضيلة و رحمة من الله له و محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله جل و علا صلى عليه في جبروته و الملائكة بأجمعها و تعبد المؤمنون بالصلاة عليه فهذه زيادة له يا يهودي .
أقول : اتفق علماء الإسلام على أن ذلك السجود لآدم (عليه السلام) لم يكن سجود عبادة و إلا لحصل الشرك لكنهم ذكروا فيه أقوالا .
الأول أن ذلك السجود كان لله تعالى و آدم (عليه السلام) كان قبلة و هو قول أبي علي الجبائي و جماعة .
الثاني أن السجود في اللغة هو الانقياد و الخضوع فهذا هو السجود لآدم .
و يبعده مع أنه خلاف التبادر قوله تعالى فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ و كذلك الحديث السابق الثالث أن السجود كان تعظيما لآدم (عليه السلام) و تكرمة و هو في الحقيقة عبادة لله تعالى
[34]
لكونه بأمره و هذا هو الأظهر من الأخبار و قال علي بن إبراهيم : طاب ثراه إن الاستكبار أول معصية عصي الله بها قال إبليس يا رب اعفني من السجود لآدم و أنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب و لا نبي مرسل فقال الله تعالى لا حاجة لي إلى عبادتك إنما أريد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبى أن يسجد فقال الله تعالى فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ قال إبليس كيف يا رب و أنت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل قال لا و لكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطك فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين فقال الله تعالى قد أعطيتك قال سلطني على ولد آدم قال سلطتك قال أجرني فيهم مجرى الدم في العروق قال قد أجريتك قال لا يولد لهم واحد إلا ولد لي اثنان و أراهم و لا يروني و أتصور لهم في كل صورة شئت فقال قد أعطيتك قال يا رب زدني قال لقد جعلت لك و لذريتك صدورهم أوطانا قال رب حسبي قال إبليس عند ذلك فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ..... الآية .
قال أبو عبد الله (عليه السلام) : لما أعطى الله تبارك و تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم (عليه السلام) يا رب سلطت إبليس على ولدي و أجريته فيهم مجرى الدم في العروق و أعطيته ما أعطيته فما لي و ولدي فقال لك و لولدك السيئة بواحدة و الحسنة بعشرة أمثالها قال يا رب زدني قال التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم قال يا رب زدني قال أغفر و لا أبالي قال حسبي قال جعلت فداك بما ذا استوجب إبليس من الله أن أعطاه ما أعطاه فقال بشيء كان منه شكره الله تعالى عليه قلت و ما كان منه جعلت فداك قال ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة .
أقول : و في نهج البلاغة من قوله (عليه السلام) إنه صلى ركعتين في السماء في ستة آلاف سنة لا يدرى أ من سني الدنيا أم سني الآخرة .
و على هذا فلو كان من سني الآخرة لبلغ من السنين شيئا كثيرا .
و اعلم أن جماعة من الصوفية قد شكروا لإبليس إباءه عن السجود لآدم قالوا إنه أراد اختصاص السجود بالله تعالى فسموه من أجل هذا سيد الموحدين عليه و عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين .
و في كتاب فضائل الشيعة للصدوق طاب ثراه بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل إليه رجل فقال يا رسول الله أخبرني عن قول الله
[35]
عز و جل لإبليس أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ فمن هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنا في سرادق العرش نسبح و تسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن خلق الله عز و جل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز و جل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له و لم يأمرنا بالسجود فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس فقال الله تبارك و تعالى أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ من هؤلاء الخمس المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش .
و عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إنما كان لبث آدم و حواء في الجنة حتى أخرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى أهبطهما الله من يومهما ذلك .
و في كتاب علل الشرائع عن وهب قال : لما أسجد الله الملائكة لآدم (عليه السلام) و أبى إبليس أن يسجد قال له ربه عز و جل اخرج منها ثم قال عز و جل يا آدم انطلق إلى هؤلاء الملأ من الملائكة فقل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فسلم عليهم فقالوا و عليك السلام و رحمة الله و بركاته فلما رجع إلى ربه قال له ربه تبارك و تعالى هذه تحيتك و تحية ذريتك من بعدك فيما بينهم إلى يوم القيامة .
علل الشرائع مسندا إلى الصادق (عليه السلام) قال : سألته عن جنة آدم فقال جنة من جنان الدنيا تطلع منها الشمس و القمر و لو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبدا .
و روى علي بن إبراهيم مثله أيضا .
و قد وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في أن جنة آدم (عليه السلام) هل كانت في الأرض أم في السماء و على الثاني هل هي جنة الخلد و الجزاء أم غيرها .
ذهب أكثر المفسرين و جمهور المتعلمة إلى أنها جنة الخلد و هو ظاهر أكثر علمائنا رضوان الله عليهم .
و قال أبو هاشم جنة من جنان الدنيا غير جنة الخلد و ذهب طائفة من علماء المسلمين إلى أنها بستان من بساتين الدنيا في الأرض كما دل عليه الخبر .
احتج الأولون بالتبادر و عهدية الألف و اللام و لا يخفى ما فيه .
و احتجت الفرقة الثانية بأن الهبوط يدل على الإهباط من السماء إلى الأرض و ليست بجنة الخلد لأن من دخلها خلد فيها فلزم المطلوب .
و الجواب الانتقال من أرض إلى أرض أخرى يسمى هبوطا كقوله تعالى اهْبِطُوا مِصْراً .
و احتج القائلون بأنها من بساتين الدنيا بأن جنة الخلد لا يخرج داخلها و لا يفنى نعيمها .
و أجيب عنه بأنه إنما يمكن بعد الدخول و الاستقرار و ذكروا في الكتب الكلامية
[36]
دلائل متكثرة على ما ساروا إليه و هذان الخبران يعارضهما ظواهر الآيات و الأخبار مع إمكان حملهما على التقية .
و عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) : أ كان إبليس من الملائكة أم من الجن قال كانت الملائكة ترى أنه منها و كان الله يعلم أنه ليس منها فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان .
أقول : اختلف علماء الإسلام في أن إبليس هل كان من الملائكة أم لا فأكثر المتكلمين و كثير من علمائنا كالشيخ المفيد طاب ثراه على أنه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن قال و قد جاءت الأخبار متواترة عن أئمة الهدى س و هو مذهب الإمامية و ذهبت طائفة إلى أنه من الملائكة و اختاره شيخ الطائفة في التبيان قال و هو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) و الظاهر في تفاسيرنا .
ثم اختلفت الطائفة الأخيرة .
فقيل إنه كان خازنا للجنان .
و قيل : كان له سلطان السماء و سلطان الأرض .
و قيل : كان يسوم ما بين السماء و الأرض و ما صار إليه المفيد طاب ثراه هو مدلول الأحاديث المستفيضة .
و العياشي مسندا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة .
و في تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) قال : إن الله لما امتحنالحسين (عليه السلام) و من معه بالعسكر الذين قتلوه و حملوا رأسه قال لعساكره أنتم في حل من بيعتي فالحقوا بعشائركم و قال لأهل بيته قد جعلتكم في حل من مفارقتي فإنكم لا تطيقونهم لتضاعف أعدادهم و ما المقصود غيري فدعوني و القوم فإن الله يعينني كعادته في أسلافنا فأما عسكره ففارقوه و أما أهله الأدنون فأبوا و قالوا لا نفارقك فقال لهم فإن كنتم قد وطنتم أنفسكم على ما وطنت نفسي عليه فاعلموا أن الله إنما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره و إن الله خصني مع من مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا من الكرامات بما يسهل معها احتمال المكروهات و إن لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالى و اعلموا أن الدنيا حلوها و مرها حلم و الانتباه في الآخرة أ و لا أحدثكم بأول أمرنا قالوا بلى يا ابن رسول الله قال إن الله تعالى لما خلق آدم علمه أسماء كل شيء و عرضهم على الملائكة
[37]
جعل محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين أشباحا خمسة في ظهر آدم و كانت أنوارهم تضيء في آفاق السماوات و الحجب و الجنان و الكرسي و العرش فأمر الله الملائكة بالسجود لآدم تعظيما له إنه قد فضله بأنه جعله وعاء لتلك الأشباح التي عمت أنوارها في الآفاق فسجدوا إلا إبليس أبى أن يتواضع لأنوارنا أهل البيت و قد تواضعت الملائكة .
و في حديث علي بن الحسين : أن آدم نظر إلى ذروة العرش فرأى نور أشباحنا فقال الله تعالى يا آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي و عرفه أسماءهم و قال بهم آخذ و بهم أعطي و بهم أعاقب و بهم أثيب فتوسل بهم يا آدم و إذا دهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك فإني آليت على نفسي لا أرد لهم سائلا فلذلك حين نزلت منه الخطيئة دعا الله عز و جل بهم فتاب علي.
و عن إسحاق بن جرير قال أبو عبد الله (عليه السلام) : أي شيء يقول أصحابك في قول إبليس خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قلت جعلت فداك قد قال و ذكره الله في كتابه قال كذب يا إسحاق ما خلقه الله إلا من طين ثم قال قال الله الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ خلقه الله من تلك النار من تلك الشجرة و الشجرة أصلها من طين .
علي بن إبراهيم بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) في قول الله تبارك و تعالى إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ : يوم يذبحه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الصخرة التي في بيت المقدس .
أقول : يشير إلى أن إنظاره إلى يوم خروج القائم (عليه السلام) و هو القيامة الصغرى و الأخبار المستفيضة دالة عليه
تعليق