أم البراءبن عازب
يَا لَلرجَالِ لهوْلِ عُظْمِ مُصيبَةِ ... حَلتْ فَلَيْسَ مُصَابها بالحَائِلِ
ألشَمْسُ كاسفَةٌ لِفَقْدِ إِمَامِنَا ... خَيْرِ الخلائِقِ والإمَامِ العَادِلِ
صِهْرَ النبي لَقَدْ نَفَذْتَ فؤَادنا ... وَالحَق أَصْبَحَ خَاضِعاً للبَاطِلِ
ولقد كانت مِن النساء التي لها مواقف بطولية، ومِن هذه المواقف دخولها على معاوية بن أبي سفيان، فلما دخلتْ قال لها معاوية: كيف أنت يابنة صفوان؟ قالت: كسلت بعد نشاط، وضعفت بعد قوة، فقال: شتَان بين لسانك اليوم وبين قولك:
يَا زَيْدُ دُونَكَ صَارِماً ذَا رَونَقِ ... عَضْبَ المحزة لَيسَ بالخَوَارِ
أسرجْ جَوَادَكَ مسرعاً ومُشَمرَاً ... للحَرْبِ غَير معودِ لِفِرَارِ
أَجِبِ الإِمامَ وَذب تَحتَ لوائهِ ... وَالْقَ العَدُوَ بِصَارِمٍ بَتَارِ
يا ليتني أَصْبَحْتُ غَيْرَ قعيدةٍ ... فَأذب عَنْهُ عَسَاكِرَ الفُجارِ
قالت: نعم أنا قلت هذا، ولكنِّي لن أعود لقول مثله، فقال لها معاوية: هيهات؛ أما واللّه لو عاد لعدتِ، ولكنه اخترم، فلم تكترث لمعاوية، وقالت بكلِّ شجاعة: أجل، والله، إني على بينة مِن ربي، وهدى من أمري. فقال لها معاوية: قاتلك الله، ما أبقيت لنا مِن قول! ثم خرجت من عند معاوية. فهنيئًا لها بولائها لأمير المؤمنين (ع).
تعليق