: الإمامُ علي :عليه السلام : يَستَشهِدُ مَظلوما :
================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
عندما استعد الإمام علي :عليه السلام: لإستئناف قتال القاسطين في الشام : معاوية الباغي وزمرته :
مرة اخرى
وعبّأ :عليه السلام: جيشه وأعلن حالة الحرب ضد القاسطين.
كان يجري في الخفاء في غرف الكفر والظلام تخطيطاً أثيما لإغتيال الإمام علي :عليه السلام:
فقد عقدتْ جماعة من خصوم الإمام علي :ع: اجتماعا في مكة وخرجوا بقرارات
كان اخطرها قرار اغتيال الإمام علي :ع:
وقد أوكلوا امر تنفيذه
إلى المجرم الأثيم عبد الشيطان بن ملجم المرادي
:لَعنَه اللهُ واخزاه :
: ورويَ أنّ نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا الأمراء فعابوهم وعابوا اعمالهم عليهم ، وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم
فقال بعضهم لبعض :
لو إنَّا شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم
وأرحنا منهم العباد والبلاد ، وثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهروان
فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك .
فقال عبد الرحمن ابن ملجم :لعنه الله:
: أنا أكفيكُمُ عليّاً :
وقال المبارك بن عبد الله التميمي :
: أنا أكفيكم معاوية :
وقال عمرو بن البكر التميمي :
: أنا أكفيكم عمرو بن العاص:
وتعاقدوا على ذلك وتواثقوا على الوفاء ، واستعدوا لشهر رمضان في ليلة التسع عشرة ثم تفرقوا
فاقبل ابن ملجم ، وكان عداده في كندة حتى قدم الكوفة فلقي أصحابه ، وكتمهم امره مخافة ان ينتشر منهم شيء
فهو في ذلك إذ رأى رجلا من أصحابه ذات يوم من تيم الرئاب فصادف عنده قطام بنت الأخضر التميمية
وكان أمير المؤمنين عليٌ:عليه السلام: قتل أباها وأخاها بالنهروان
وكانت من أجمل نساء زمانها
فلما رآها ابن ملجم لعنه الله شغف بها واشتد اعجابه
فسأل في نكاحها وخطبها
فقالتْ له : ما الذي تُسمى لي من الصداق؟
فقال لها : احكمي ما بدا لكِ
قالتْ أنا مُحكِمَةٌ عليكَ بثلاثة آلاف درهم ، ووصيفا وخادما
وقتل علي بن أبي طالب
فقال لها : جميع ما سألتِ
واما قتل علي بن أبي طالب فأنّى لي بذلك ؟
فقالتْ :
تلتمس غرّته فإن أنتَ قتلته شفيتُ نفسي
وهنّاكَ العيشُ معي
وإن قُتِلتَ فما عند الله خير وأبقى
فقال : وأيم الله ما أقدمني هذا المِصرَ إلاّ هذا :
:روضة الواعظين: النيسابوري: ص133.
وبينما كانت الأمة تتطلع الى النصر النهائي على عناصر البغي وقائدها معاوية في الشام
امتدت يد الجريمةالنكراء الى الإمام علي :عليه السلام:
لتضرب الصلاة وتقتلها في محرابها في مسجد الكوفة
في فجر اليوم التاسع عشر من شهر رمضان من سنة اربعين للهجرة.
وبقي الإمام علي :عليه السلام: يُعاني من علته ثلاثة أيام
حتى توفي مظلوما وعهد بالإمامة من بعده إلى ولده
الإمام الحسن:عليه السلام:
ليستكمل مسيرة الرسالة الإسلامية.
كان :عليه السلام: مع ماهو عليه من الجرح الأليم
كان يلهج بذكر الله تعالى ويصدر الوصية تلو الأخرى
وكان أخر ما وصّى به:عليه السلام:
لولديه الحسن والحسين:عليهما السلام: ولجميع الناس:
هو:
: بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أوصى:
أنّه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأن محمدا: صلى الله عليه وآله: عبده و رسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
ثم إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا من المسلمين .
ثم إنّي أوصيك يا حسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي
بتقوى الله ربكم ولا تموتن الا وأنتم مسلمون
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
فإنِّي سمعتُ رسول الله : صلى الله عليه وآله :يقول :
: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام :
و أنَّ المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين:
ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب .
الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم
فقد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
: من عالَ يتيمَاً حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار:
. الله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم .
الله الله في جيرانكم فإن النبي صلى الله عليه وآله أوصى بهم وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بهم
حتى ظننا أنَّه سيورثهم .
الله الله في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا وأدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف .
الله الله في الصلاة فإنها خير العمل ، إنها عمود دينكم .
الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم .
الله الله في شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار .
الله الله في الفقراء والمساكين فشار كوهم في معايشكم .
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فإنما يجاهد رجلان إمام هدى أو مطيع له مقتد بهداه .
الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم .
الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا مُحدِثا
فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم
ولعن المُحدِث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمُحدِث .
الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم
فإنَّ آخر ما تكلم به نبيكم عليه السلام أن قال :
: أوصيكم بالضعيفين : النساء وما ملكت أيمانكم:
. الصلاة الصلاة الصلاة ، لا تخافوا في الله لومة لائم
يكفكم الله من آذاكم وبغى عليكم
قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل
ولا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم
وعليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار
وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق
وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب
، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ثم لم يزل يقول :عليه السلام:
: لا اله إلا الله ، لا إله إلا الله :
حتى قُبضَ : صلوات الله عليه و رحمته :
في ثلاث ليال من العشر الأواخر ليلة واحد وعشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة
: الكافي : الكليني: ج7:ص52.
ولكن كانت تلك الخاتمة الإليمة فوزا لعلي :عليه السلام:
حيث اطلقها قولة مقدسة:
(فزتُ وربّ الكعبة )
يالها من مصيبة جعلتْ البشرية
والأمة تخسر اعظم رجل بعد رسول الله :ص:
فسلام عليه يوم ولد ويوم قضى شهيدا في محرابه ويوم يبعث حيا
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
: مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
تعليق