تويت
مذكرات مراهق
منذ أن سافرت بقيت عيني تحلق
فوق أسراب أحبتي وقلبي كأنه قد توسد على كرسي الطائرة
ويدي بقيت تمسك قلمي في البيت الصغير
ورأسي لازال في حجر أمي..... أمي.....
تداعب شعره بيديها وتمسح خدي
وأما شفتي فلا زالت تسكن وجنة أبي
عندما أهديت له قبلتي الأخيرة .....
وذاكرتي فهي على رصيف الزمن توقفت في حساباتي
عند أخر نسمة أستنشقتها هناك
لاتقولوا أني شاعر ألعب بالقوافي وتتراقص الكلمات بين يدي
فالشاعر لازال........ في عالمه الصغير
يرسم عالم الأحلام من شرفة غرفته
تركت جسدي في حقيبة سقطت مني في بلادي
منذ أن سافرت بدأت بلا زمن .....
ومشيت بلا وطن......
وعشت بلا بشر......
ضحكت ولاكن بابتسامة ممزقة.......
كتبت ولاكن كان قلمي ينزف على أوراقي
فتصبح مبللة .......
ويتهشم وجهها ............ويتهشم وجهها
وأيضا كتبت ولاكن بلا روح
فالشاعر المتمرد هناك
والفتى الحساس غسلت أحاسيسه بماء الاأحساس
* * *
فابحثي يا أمي عن بقاياي بين ضلوعك
أبحثي في وسادتي النائمةعن شعري
وفي فراشي عن جسدي
أنا العصفور............... أنا العصفور
أنا العصفور
الذي ترك عشه الجميل
الذي كان يأويه فأضعت لغة الزقزقة ونسيت عادات الطيور
* * *
أبحثي يا أمي عن بقاياي من بين ثقوب قصائدي
وابحثي وابحثي عن قبلة وازرعيها على يديك
وعلى جبين أبي
ستجدينني نائما تحت أجنحة عينيك
وتغطيني بجفنيك
ستجدينني أصلي على محيط دموعك
وأطوف حول ثنايا وجهك الجميل
عصفورك الصغير طار يا أمي
عبر أوهام الحياة
ولاكن أجنحته لديك
فاشعلي على أجنحتي شموع عمرك الصافي
وعيشي على صفحات ذاكرتك
إلى أن أعود وأنثر عليك أبتسامتي ووجودي
يصليني نداءك........ يا أمي
ويعذبني بكاءك ....يا أمي
أمظغيني كي تريحيني
أمظغيني بعد كبسولة من نسيان
تعليق