: ولكن لِنَردَّ المَعالمَ مِن دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك:
===============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنّ الإمام علي :عليه السلام:
عندما مسكَ بزمام الأمر في وقت حكومته
قد عَمِلَ جاهداً على بث الوعي في عموم المسلمين
وأكّدّ على أنّ تصديه لقيادة الأمة الفعلية
إنما ينطلق من الباعث الإيجابي والشرعي والإصلاحي
للعمل على إعادة بناء الهيكلة الصحيحة للإنسان والدولة والمجتمع
فالفساد والإنحراف قد دمّر كل شيء من قََبل
فلم تصله الحكومة إلاّ عرجاء شوهاء مكشوفة السوأة.
وهنا يضعُ الإمام عليٌ :عليه السلام: قوله الشريف:
أنموذجا في قيادة الدولة ومهمتها في التغيير والإصلاح للواقع على الأرض.
فيقول:
: أللّهم إنَّكَ تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ولا إلتماس شيء من فضول الطعام
ولكن لنردَ المعالم من دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك
فيأمن المظلومون من عبادك وتُقام المُعطلة من حدودك:
إنظر :الكتاب :131 :نهج البلاغة.
لذا كانت من أولى مهماته :عليه السلام:
أن يزيل صور الإنحراف التي طرأتْ على الحياة الاسلامية
في وقت الخلفاء الثلاثة
وأن يعود بالأمة إلى أصالة المنهج الإلهي
إذ طرحَ مشروعه القويم وهو اصلاح السياسة الراهنة في وقته
واصلاح الوضع الاقتصادي وبناء دولة العدالة والمساواة والنزاهة والأخلاق.
فكان :عليه السلام:
يسعى مثابرا وجادا في بناء الأمة بناءاً واعيا وعلميّا
في شتى مجالات الحياة الإنسانية
فهذه أطروحاته ومقولاته المقدسة في نهج البلاغة
تؤكد على عصمة وعيه الثاقب وسداد فهمه للقرآن الكريم
في ضرورةالتغيير للإنسان والدولة والمجتمع.
ولكن حالتْ مؤامرات المنافقين والناكثين والقاسطين والمارقين دون ذلك
فإنشغل عن طموحاته الراقية بهذه المشاكل الخطيرة التي حلّتْ بالمسلمين
والتي راح :عليه السلام: ضحيتها غدرا وعدوانا .
وأخيرا بقتْ حكومة وعدالة وقيادة الإمام علي:عليه السلام:
حكومة وعدالة وقيادةً تُصنّف في الدرجة الأولى في الرتبة الحضارية في المسيرة الإنسانية .
وأصبحتْ أنموذجا يُمكن بل يجب الأخذ من منهاجه
في صورة بناء الإنسان والدولة والمجتمع البشري.
مهما تغيَّر الزمان وتبدّل وضع الإنسان .
فالقيم والحقائق لاتتبدل أبدا بل تبقى عامرة في الميدان
فلا يمكن الإستغناء عنها حياتيا.
فسلامٌ على الإمام علي في العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف .