بسْمِ اللهِ الرحْمَنِ الرحِيمِ
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عن عبد الله بن عباس قال : قدم يهوديان أخوان من رؤساء اليهود إلى المدينة ، فقالا : يا قوم إن نبيا حدثنا عنه أنه قد ظهر بتهامة نبي يسفه أحلام اليهود ، ويطعن في دينهم ، ونحن نخاف أن يزيلنا عما كان عليه آباؤنا، فأيكم هذا النبي؟ فإن يكن الذي بشر به داود آمنا به واتبعناه ، وإن لم يكن يورد الكلام على ائتلافه ويقول الشعر ويقهرنا بلسانه جاهدناه بأنفسنا وأموالنا، فأيكم هذا النبي فقال المهاجرون والأنصار: إن نبينا محمدا (صلى الله عليه وآله) قد قبض . فقالا :
الحمد لله فأيكم وصيه ؟ فما بعث الله عز وجل نبيا إلى قوم إلا وله وصي يؤدي عنه من بعده ويحكي عنه ما أمره ربه، فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر، فقالوا : هذا (هو خ ل) وصيه .
فقالا لأبي بكر: إنا نلقى عليك من المسائل ما يلقى على الأوصياء، ونسألك عما تسأل الأوصياء عنه. فقال لهما أبو بكر: ألقيا ما شئتما اخبر كما بجوابه إن شاء الله تعالى.
فقال أحدهما: ما أنا وأنت عند الله عز وجل؟ وما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟ وما قبر سار بصاحبه؟ ومن أين تطلع الشمس؟ وفي أين تغرب (تغيب خ ل)؟ وأين طلعت الشمس ثم لم تطلع فيه بعد ذلك؟ وأين تكون الجنة ؟ وأين تكون النار ؟
وربك يحمل أو يحمل ؟ وأين يكون وجه ربك ؟ وما اثنان شاهدان، واثنان غائبان ، واثنان متباغضان ؟ وما الواحد ؟ وما الاثنان ؟ وما الثلاثة ؟ وما الأربعة ؟ وما الخمسة ؟ وما الستة ؟ وما السبعة ؟ وما الثمانية ؟ وما التسعة؟ وما العشرة ؟ وما الأحد عشر؟ وما الاثنا عشر ؟ وما العشرون ؟ وما الثلاثون ؟ وما الأربعون ؟ وما الخمسون ؟ وما الستون ؟ وما السبعون ؟ وما الثمانون ؟ وما التسعون ؟ وما المائة ؟.
قال : فبقي أبو بكر لا يرد جوابا ، وتخوفنا أن يرتد القوم عن الاسلام ، فأتيت منزل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت له: يا علي إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة و ألقوا على أبي بكر مسائل فبقي أبو بكر لا يرد جوابا، فتبسم علي (عليه السلام) ضاحكا ثم قال : هو اليوم الذي وعدني رسول الله (صلى الله عليه وآله) به، فأقبل يمشي أمامي، وما أخطأت مشيته من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا حتى قعد في الموضع الذي كان يقعد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم التفت إلى اليهوديين فقال (عليه السلام): يا يهوديان ادنوا مني وألقيا علي ما ألقيتماه على الشيخ .
فقال اليهوديان : ومن أنت ؟ فقال لهما : أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أخو النبي (صلى الله عليه وآله) ، وزوج ابنته فاطمة ، وأبو الحسن والحسين ، ووصيه في حالاته كلها ، وصاحب كل منقبة وعز، وموضع سر النبي (صلى الله عليه وآله).
فقال له أحد اليهوديين : ما أنا وأنت عند الله ؟ وقال (عليه السلام) : أنا مؤمن منذ عرفت نفسي ، وأنت كافر منذ عرفت نفسك ، فما أدري ما يحدث الله فيك يا يهودي بعد ذلك .
فقال اليهودي : فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة ؟ قال (عليه السلام) : ذاك يونس (عليه السلام) في بطن الحوت .
قال له: فما قبر سار بصاحبه؟ قال: يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر.
قال له: فالشمس من أين تطلع؟ قال: من قرني الشيطان. قال: فأين تغرب (تغيب خ ل)؟ قال: في عين حامئة، قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تصلى في إقبالها ولا في إدبارها حتى تصير مقدار رمح أور محين.
قال: فأين طلعت الشمس ثم لم تطلع في ذلك الموضع؟ قال: في البحر حين فلقه الله لقوم موسى (عليه السلام).
قال له: فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إن ربي عز وجل يحمل كل شئ بقدرته ولا يحمله شئ. قال: فكيف قوله عز وجل: " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "؟ قال: يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى؟ فكل شئ على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة به تحمل كل شئ.
قال: فأين تكون الجنة؟ وأين تكون النار؟ قال: أما الجنة ففي السماء، و أما النار ففي الأرض.
قال: فأين يكون وجه ربك؟ فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) لي: يا ابن عباس ائتني بنار وحطب، فأتيته بنار وحطب فأضرمها، ثم قال: يا يهودي أين يكون وجه هذه النار؟ قال: لا أقف لها على وجه. قال: فان ربي عز وجل عن هذا المثل وله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله.
فقال له: ما اثنان شاهدان؟ قال: السماوات والأرض لا يغيبان ساعة. قال: فما اثنان غائبان؟ قال: الموت والحياة لا يوقف عليهما.
قال : فما اثنان متباغضان ؟ قال : الليل والنهار.
قال : فما الواحد ؟ قال : الله عز وجل : قال : فما الاثنان ؟ قال : آدم وحواء . قال :
فما الثلاثة ؟ قال : كذبت النصارى على الله عز وجل قالوا : ثالث ثلاثة ، والله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
قال: فما الأربعة ؟ قال: القرآن والزبور والتوراة والإنجيل . قال : فما الخمسة ؟
قال : خمس صلوات مفترضات . قال : فما الستة ؟ قال : خلق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام .
قال: فما السبعة؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات. قال: فما الثمانية؟ قال:
ثمانية أبواب الجنة. قال: فما التسعة؟ قال تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
قال: فما العشرة؟ قال: عشرة أيام العشر. قال: فما الأحد عشر؟ قال: قول يوسف لأبيه: " يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ".
قال: فما الاثنا عشر؟ قال: شهور السنة.
قال: فما العشرون؟ قال: بيع يوسف بعشرين درهما. قال: فما الثلاثون؟ قال:
ثلاثون يوما شهر رمضان صيامه فرض واجب على كل مؤمن إلا من كان مريضا أو على سفر.
قال: فما الأربعون؟ قال: كان ميقات موسى (عليه السلام) ثلاثون ليلة فأتمها الله عزو جل بعشر، فتم ميقات ربه أربعين ليلة.
قال: فما الخمسون؟ قال: لبث نوح (عليه السلام) في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.
قال: فما الستون؟ قال: قول الله عز وجل في كفارة الظهار: " فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا " إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين.
قال: فما السبعون: قال: اختار موسى من قومه سبعين رجلا لميقات ربه عز وجل.
قال: فما الثمانون؟ قال: فرية بالجزيرة يقال لها ثمانون، منها قعد نوح (عليه السلام) في السفينة واستوت على الجودي وأغرق الله القوم.
قال: فما التسعون؟ قال: الفلك المشحون، اتخذ نوح (عليه السلام) فيه تسعين بيتا للبهائم.
قال: فما المائة؟ قال: كان أجل داود (عليه السلام) ستين سنة فوهب له آدم (عليه السلام) أربعين سنة من عمره، فلما حضرت آدم الوفاة جحد فجحدت ذريته.
فقال له: يا شاب صف لي محمدا كأني أنظر إليه حتى أؤمن به الساعة، فبكى أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم قال: يا يهودي هيجت أحزاني، كان حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلت الجبين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سهل الخدين، أقنى الانف، دقيق المسربة، كث اللحية، براق الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كان له شعيرات من لبته إلى سرته ملفوفة كأنها قضيب كافور لم يكن في بدنه شعيرات غيرها، لم يكن بالطويل الذاهب ولا بالقصير النزر، كان إذا مشى مع الناس غمرهم نوره، وكان إذا مشى كأنه ينقلع من صخر أو ينحدر من صبب، كان مدور الكعبين، لطيف القدمين، دقيق الخصر، عمامته السحاب، وسيفه ذو الفقار، وبغلته دلدل، وحماره اليعفور، وناقته العضباء، وفرسه لزاز، وقضيبه الممشوق، كان عليه الصلاة والسلام أشفق الناس على الناس، وأرأف الناس بالناس، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم سطران: أما أول سطر: فلا إله إلا الله، وأما الثاني: فمحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذه صفته يا يهودي .
فقال اليهوديان: نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله - (صلى الله عليه وآله) - وأنك وصي محمد حقا. فأسلما وحسن إسلامهما ولزما أمير المؤمنين (عليه السلام) فكانا معه حتى كان من أمر الجمل ما كان، فخرجا معه إلى البصرة فقتل أحدهما في وقعة الجمل، وبقي الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل بصفين.
بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، الجزء 10 ، الصفحة 1 - 5 .
السلام على باب مدينة العلم .
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عن عبد الله بن عباس قال : قدم يهوديان أخوان من رؤساء اليهود إلى المدينة ، فقالا : يا قوم إن نبيا حدثنا عنه أنه قد ظهر بتهامة نبي يسفه أحلام اليهود ، ويطعن في دينهم ، ونحن نخاف أن يزيلنا عما كان عليه آباؤنا، فأيكم هذا النبي؟ فإن يكن الذي بشر به داود آمنا به واتبعناه ، وإن لم يكن يورد الكلام على ائتلافه ويقول الشعر ويقهرنا بلسانه جاهدناه بأنفسنا وأموالنا، فأيكم هذا النبي فقال المهاجرون والأنصار: إن نبينا محمدا (صلى الله عليه وآله) قد قبض . فقالا :
الحمد لله فأيكم وصيه ؟ فما بعث الله عز وجل نبيا إلى قوم إلا وله وصي يؤدي عنه من بعده ويحكي عنه ما أمره ربه، فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر، فقالوا : هذا (هو خ ل) وصيه .
فقالا لأبي بكر: إنا نلقى عليك من المسائل ما يلقى على الأوصياء، ونسألك عما تسأل الأوصياء عنه. فقال لهما أبو بكر: ألقيا ما شئتما اخبر كما بجوابه إن شاء الله تعالى.
فقال أحدهما: ما أنا وأنت عند الله عز وجل؟ وما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟ وما قبر سار بصاحبه؟ ومن أين تطلع الشمس؟ وفي أين تغرب (تغيب خ ل)؟ وأين طلعت الشمس ثم لم تطلع فيه بعد ذلك؟ وأين تكون الجنة ؟ وأين تكون النار ؟
وربك يحمل أو يحمل ؟ وأين يكون وجه ربك ؟ وما اثنان شاهدان، واثنان غائبان ، واثنان متباغضان ؟ وما الواحد ؟ وما الاثنان ؟ وما الثلاثة ؟ وما الأربعة ؟ وما الخمسة ؟ وما الستة ؟ وما السبعة ؟ وما الثمانية ؟ وما التسعة؟ وما العشرة ؟ وما الأحد عشر؟ وما الاثنا عشر ؟ وما العشرون ؟ وما الثلاثون ؟ وما الأربعون ؟ وما الخمسون ؟ وما الستون ؟ وما السبعون ؟ وما الثمانون ؟ وما التسعون ؟ وما المائة ؟.
قال : فبقي أبو بكر لا يرد جوابا ، وتخوفنا أن يرتد القوم عن الاسلام ، فأتيت منزل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت له: يا علي إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة و ألقوا على أبي بكر مسائل فبقي أبو بكر لا يرد جوابا، فتبسم علي (عليه السلام) ضاحكا ثم قال : هو اليوم الذي وعدني رسول الله (صلى الله عليه وآله) به، فأقبل يمشي أمامي، وما أخطأت مشيته من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا حتى قعد في الموضع الذي كان يقعد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم التفت إلى اليهوديين فقال (عليه السلام): يا يهوديان ادنوا مني وألقيا علي ما ألقيتماه على الشيخ .
فقال اليهوديان : ومن أنت ؟ فقال لهما : أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أخو النبي (صلى الله عليه وآله) ، وزوج ابنته فاطمة ، وأبو الحسن والحسين ، ووصيه في حالاته كلها ، وصاحب كل منقبة وعز، وموضع سر النبي (صلى الله عليه وآله).
فقال له أحد اليهوديين : ما أنا وأنت عند الله ؟ وقال (عليه السلام) : أنا مؤمن منذ عرفت نفسي ، وأنت كافر منذ عرفت نفسك ، فما أدري ما يحدث الله فيك يا يهودي بعد ذلك .
فقال اليهودي : فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة ؟ قال (عليه السلام) : ذاك يونس (عليه السلام) في بطن الحوت .
قال له: فما قبر سار بصاحبه؟ قال: يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر.
قال له: فالشمس من أين تطلع؟ قال: من قرني الشيطان. قال: فأين تغرب (تغيب خ ل)؟ قال: في عين حامئة، قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تصلى في إقبالها ولا في إدبارها حتى تصير مقدار رمح أور محين.
قال: فأين طلعت الشمس ثم لم تطلع في ذلك الموضع؟ قال: في البحر حين فلقه الله لقوم موسى (عليه السلام).
قال له: فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إن ربي عز وجل يحمل كل شئ بقدرته ولا يحمله شئ. قال: فكيف قوله عز وجل: " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "؟ قال: يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى؟ فكل شئ على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة به تحمل كل شئ.
قال: فأين تكون الجنة؟ وأين تكون النار؟ قال: أما الجنة ففي السماء، و أما النار ففي الأرض.
قال: فأين يكون وجه ربك؟ فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) لي: يا ابن عباس ائتني بنار وحطب، فأتيته بنار وحطب فأضرمها، ثم قال: يا يهودي أين يكون وجه هذه النار؟ قال: لا أقف لها على وجه. قال: فان ربي عز وجل عن هذا المثل وله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله.
فقال له: ما اثنان شاهدان؟ قال: السماوات والأرض لا يغيبان ساعة. قال: فما اثنان غائبان؟ قال: الموت والحياة لا يوقف عليهما.
قال : فما اثنان متباغضان ؟ قال : الليل والنهار.
قال : فما الواحد ؟ قال : الله عز وجل : قال : فما الاثنان ؟ قال : آدم وحواء . قال :
فما الثلاثة ؟ قال : كذبت النصارى على الله عز وجل قالوا : ثالث ثلاثة ، والله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
قال: فما الأربعة ؟ قال: القرآن والزبور والتوراة والإنجيل . قال : فما الخمسة ؟
قال : خمس صلوات مفترضات . قال : فما الستة ؟ قال : خلق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام .
قال: فما السبعة؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات. قال: فما الثمانية؟ قال:
ثمانية أبواب الجنة. قال: فما التسعة؟ قال تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
قال: فما العشرة؟ قال: عشرة أيام العشر. قال: فما الأحد عشر؟ قال: قول يوسف لأبيه: " يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ".
قال: فما الاثنا عشر؟ قال: شهور السنة.
قال: فما العشرون؟ قال: بيع يوسف بعشرين درهما. قال: فما الثلاثون؟ قال:
ثلاثون يوما شهر رمضان صيامه فرض واجب على كل مؤمن إلا من كان مريضا أو على سفر.
قال: فما الأربعون؟ قال: كان ميقات موسى (عليه السلام) ثلاثون ليلة فأتمها الله عزو جل بعشر، فتم ميقات ربه أربعين ليلة.
قال: فما الخمسون؟ قال: لبث نوح (عليه السلام) في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.
قال: فما الستون؟ قال: قول الله عز وجل في كفارة الظهار: " فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا " إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين.
قال: فما السبعون: قال: اختار موسى من قومه سبعين رجلا لميقات ربه عز وجل.
قال: فما الثمانون؟ قال: فرية بالجزيرة يقال لها ثمانون، منها قعد نوح (عليه السلام) في السفينة واستوت على الجودي وأغرق الله القوم.
قال: فما التسعون؟ قال: الفلك المشحون، اتخذ نوح (عليه السلام) فيه تسعين بيتا للبهائم.
قال: فما المائة؟ قال: كان أجل داود (عليه السلام) ستين سنة فوهب له آدم (عليه السلام) أربعين سنة من عمره، فلما حضرت آدم الوفاة جحد فجحدت ذريته.
فقال له: يا شاب صف لي محمدا كأني أنظر إليه حتى أؤمن به الساعة، فبكى أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم قال: يا يهودي هيجت أحزاني، كان حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلت الجبين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سهل الخدين، أقنى الانف، دقيق المسربة، كث اللحية، براق الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كان له شعيرات من لبته إلى سرته ملفوفة كأنها قضيب كافور لم يكن في بدنه شعيرات غيرها، لم يكن بالطويل الذاهب ولا بالقصير النزر، كان إذا مشى مع الناس غمرهم نوره، وكان إذا مشى كأنه ينقلع من صخر أو ينحدر من صبب، كان مدور الكعبين، لطيف القدمين، دقيق الخصر، عمامته السحاب، وسيفه ذو الفقار، وبغلته دلدل، وحماره اليعفور، وناقته العضباء، وفرسه لزاز، وقضيبه الممشوق، كان عليه الصلاة والسلام أشفق الناس على الناس، وأرأف الناس بالناس، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم سطران: أما أول سطر: فلا إله إلا الله، وأما الثاني: فمحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذه صفته يا يهودي .
فقال اليهوديان: نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله - (صلى الله عليه وآله) - وأنك وصي محمد حقا. فأسلما وحسن إسلامهما ولزما أمير المؤمنين (عليه السلام) فكانا معه حتى كان من أمر الجمل ما كان، فخرجا معه إلى البصرة فقتل أحدهما في وقعة الجمل، وبقي الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل بصفين.
بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، الجزء 10 ، الصفحة 1 - 5 .
السلام على باب مدينة العلم .
تعليق