بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ...
السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ...
من يقلّب صفحات التأريخ يرى العجب العجاب ، ويشاهد ما يحير الألباب ، فيرى أتقياء الأمس اليوم مذنين مدانين ، ويرى الجبابرة أتقياء ورعين
يجد من حكام الجور من كانوا يغتسلون بأحواض الخمر ويسبحون بدماء الأبرياء ويصلون على جماجم الشهداء
ومع هذا كله فهم من أهل الجنة في موازين البعض ولهم الكرامة عند الله !!!
لكونهم رأوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو ربما سمعوا منه حديث أو أكثر !!
أيّ موازين هذه ؟؟!! ومن أين هذا التشريع ؟؟!!!!!!!
أيكون المؤمن البريء مجرماً ؟؟؟؟!!!!
والظالم المجرم تقيّاً ورعاً ؟؟؟؟؟؟!!!!!
وهذه هي أفعال المجرمين وأذنابهم ممن كانوا معهم
أو ممن جاءوا بعدهم وحاولوا إلتماس الأعذار لهم وتحسين صورهم القبيحة
لما ألقي القبض على حجر بن عدي وأصحابه وجيء بهم الى معاوية وكانوا ثمانية رجال ، فأمر بقتلهم قبل وصولهم الى الشام ، فقتلوا ستة منهم من بينهم حجر وبقي اثنان هما عبد الرحمن بن حسان العنزي وكريم بن عفيف الخثعمي ، قال الطبري في تاريخه :
( فقال عبدالرحمن بن حسان العنزي وكريم بن عفيف الخثعمي : ابعثوا بنا إلى أمير المؤمنين فنحن نقول في هذا الرجل مثل مقالته
فبعثوا إلى معاوية يخبرونه بمقالتهما فبعث إليهم أن ائتوني بهما فلما دخلا عليه قال الخثعمي :
الله الله يا معاوية فإنك منقول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة الدائمة ثم مسؤول عما أردت بقتلنا وفيم سفكت دماءنا
فقال معاوية :
ما تقول في علي ؟
قال : أقول فيه قولك .
قال : أتبرأ من دين علي الذي كان يدين الله به ؟
فسكت وكره معاوية أن يجيبه وقام شمر بن عبدالله من بني قحافة فقال :
يا أمير المؤمنين هب لي ابن عمي قال هو لك غير أني حابسه شهرا
فكان يرسل إليه بين كل يومين فيكلمه وقال له إني لأنفس بك على العراق أن يكون فيهم مثلك
ثم إن شمرا عاوده فيه الكلام فقال نمرك على هبة ابن عمك فدعاه فخلى سبيله على ألا يدخل إلى الكوفة ما كان له سلطان فقال تخير أي بلاد العرب أحب إليك أن أسيرك إليها فاختار الموصل فكان يقول لو قد مات معاوية قدمت المصر فمات قبل معاوية بشهر
ثم أقبل على عبدالرحمن العنزي فقال :
إيه يا أخا ربيعة ما قولك في علي
قال :
دعني ولا تسألني فإنه خير لك
قال : والله لا أدعك حتى تخبرني عنه
قال : أشهد أنه كان من الذاكرين الله كثيرا ومن الآمرين بالحق والقائمين بالقسط والعافين عن الناس
قال : فما قولك في عثمان ؟
قال : هو أول من فتح باب الظلم وأرتج أبواب الحق
قال : قتلت نفسك
قال : بل إياك قتلت ولا ربيعة بالوادي يقول حين كلم شمر الخثعمي في كريم بن عفيف الخثعمي ولم يكن له أحد من قومه يكلمه فيه فبعث به معاوية إلى زياد
وكتب إليه :
(أما بعد فإن هذا العنزي شر من بعثت فعاقبه عقوبته التي هو أهلها واقتله شر قتلة )
فلما قدم به على زياد بعث به زياد إلى قس الناطف فدفن به حيا !!!
تاريخ الطبري - (3 / 230)
هكذا كان المؤمنون الموالون لعليٍّ (عليه السلام) لا يخشون في الله لومة لائم
وهكذا كان يفعل بهم معاوية (خال المؤمنين !!!)
يزجّهم في السجون أو يقتلهم شرّ قتلة أو يدفنهم أحياءاً
" إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "
تعليق