القضاء على الجوع
يسعى العالم المدني راهنا، للقضاء على مشكلة مستعصية اسمها الجوع، فمع كل الامكانيات الهائلة تكنولوجيا وعلميا وعمليا التي يتوفر عليها عالمنا المعاصر إلا أن هناك مئات الملايين يعصف بهم الجوع في العالم وفقا لتقارير رسمية مؤكدة صادرة من منظمات مستقلة معنية بهذا الامر، ولكن قبل مئات السنين، حينما كانت التكنولوجيا غائبة، والامكانيات العلمية والبشرية محدودة، في ذلك الوقت كانت دولة الاسلام في ظل قيادة الامام علي عليه السلام لا تشكو جوعا ولا فقرا، لسبب بسيط جدا، أن القائد الاعلى (الامام علي) يعي ما هو الفقر، وماهي تأثيراته على الناس وما مدى قسوته ، لدرجة أن الامام عليه السلام عايش الفقر بنفسه.
يقول سماحة المرجع الديني، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، في أقوال مضيئة لسماحته: (لمجرّد أن يحتمل الإمام عليّ سلام الله عليه وجود أفراد في المناطق النائية من رقعة حكومته جوعى، لم يكن ينام ليلته ممتلئ البطن، وقد حرّم نفسه حتى من متوسط الطعام واللباس والمسكن ولوازم الحياة العادية).
هكذا كان يتعامل القائد مع شعبهن وهكذا كان حرصه عظيما على الشعب، بل كان تعاطف الامام علي عليه السلام مع شعبه، ينطلق من مبدأ انساني بحت يتجلى بوضوح من خلال الخطوات العملية التي يتخذها القائد بحق شعبه، وهكذا يصل تعاطف الامام مع الافراد والجماعات الى درجة يفضلهم فيها على نفسه وعلى ذويه وحتى المعاونين المقربين منه، فلا امتيازات للعائلة ولا للمقربين ولا للذات ايضا، الشعب دائما هو الذي يكون في مقدمة النيات والاعمال التي يقوم بها القائد وحكومته.
لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا المجال: (إحدى خصال الإمام عليّ سلام الله عليه خاصة في فترة خلافته، تعاطفه مع الناس، ويتجلّى تعاطفه مع أفقر الناس من خلال عمله).
الموقف الانساني من العدو
الاخلاق والمبادئ والالتزام بالحس الانساني ملكة تنطوي عليها ذات الانسان، وترفض المراوغة والخداع والنصب والاحتيال، لتتقدم الاخلاق والمحاسن كل ما عداها من سلوكيات قد يتم تبريرها قادة اليوم، للفوز في الحرب او سواها، أما الامام علي عليه السلام فقد كان قائدا واضحا امام الجميع ومع الجميع، وكان يتعامل وفقا لمبادئ الاسلام التي رفضت المراوغة، وطالبت بالوضوح كقاعدة للتعامل المتبادل.
لذلك لم يبدأ الامام علي عليه السلام اعداءه بقتال، بل لم يقتص حتى من عدوه عندما ينكسر، وكان رحيما مع الجميع حتى مع عدوه إلا اذا كان الامر يتعلق بحماية النفس، واصبح ليس هناك مفرا من القتال لحماية النفس.
يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (كان الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه يدفع من ناهضه وبارزه بالنصح والموعظة ما أمكن, وكان يسعى للحؤول دون وقوع الحرب وإراقة الدماء، سواء عن طريق المواعظ الفردية والجماعية أو غيرها).
وهكذا ليس هناك مبادرة لاشهار السلاح او اعلان الحرب، بل هناك نية قيادية انسانية حقيقية لمعالجة الامر بالتي هي أحسن، إلا اذا كان الامر لا يمكن معالجته إلا باشهار السلاح مقابل عدو لا يتراجع ولا يرعوي ويشهر سلاحه ويتقدم إليك ليقضي عليك، عند ذاك ليس امامك سوى رد السوء ودفع الضرر مجبرا لا مختارا.
لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (ولكن إذا وصل الأمر بالطرف الآخر أن يهجم ويريد القتال قام الإمام سلام الله عليه بدور الدفاع لا أكثر، ولكن ما أن يتراجع الخصم أو ينهزم حتى يتوقّف الإمام عن ملاحقته ولا يسعى للانتقام منه، وهو سلام الله عليه لم يبدأ أحداً بقتال أبداً، وهذا الأمر مشهود في تاريخ الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه).
الحسرة من اجل الحياة
عندما يعرف احدنا أن الموت صار حتميا بالنسبة له، نتيجة مرض او لاي سبب آخر، فإنه لاشك سيصاب بالحسرة على فقدانه للحياة، ولعل الامر والسبب معروف للجميع، فكلنا نتعلق بالحياة بسبب المال والبنون والجاه ومزايا الحياة الاخرى، أما الامام علي عليه السلام فلامر يختلف لديه تماما، يقول سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الجانب:
(لو أبلغ أحدناً بخبر موته وكان متيقناً من صحّة الخبر.. لا شك أن أكثر الأشخاص سيتحسرون على فقدهم الحياة وفراقهم المال والأهل والولد، أما الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه حين أخبره رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك لم يتأسف أو يتحسّر ولم يحزن ولا فكّر إلاّ في أمر واحد وهو سلامة دينه!).
ولعل النزعة الانسانية المتسامية للامام عليه تجعل الحياة والموت سيان بالنسبة إليه، ولعل الرأفة بالناس والرعية كانت احدى اهم خصاله عليه السلام، لدرجة أن رحمة الامام تطال حتى عدوه وقاتله ابن ملجم.
يقول سماحة المرجع الشيرازي بهذا الخصوص: (من شفقة الإمام أمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه على الخلق أنه أوصى سلام الله عليه وهو على فراش الشهادة بإعطاء مقدار من الحليب الذي كان يتناوله كدواء إلى قاتله ابن ملجم، وأن لا يبخس حقّه في المأكل والمشرب والمكان والملبس المناسب، بل كان يطالبهم أن يعفوا عن ابن ملجم حيث قال لهم: إن أعف فالعفو لي قربة وهو لكم حسنة فاعفوا، ألا تحبّون أن يغفر الله لكم).
هذه هي بعض خصال الامام علي عليه السلام، أليس على قادة المسلمين اليوم وحكامهم، أن يقتدوا بهذا النموذج القيادي الانساني العظيم، الذي لم تستطع أن تأخذ من حكمته السلطة وسحرها ولو قيد أنملة؟.
يسعى العالم المدني راهنا، للقضاء على مشكلة مستعصية اسمها الجوع، فمع كل الامكانيات الهائلة تكنولوجيا وعلميا وعمليا التي يتوفر عليها عالمنا المعاصر إلا أن هناك مئات الملايين يعصف بهم الجوع في العالم وفقا لتقارير رسمية مؤكدة صادرة من منظمات مستقلة معنية بهذا الامر، ولكن قبل مئات السنين، حينما كانت التكنولوجيا غائبة، والامكانيات العلمية والبشرية محدودة، في ذلك الوقت كانت دولة الاسلام في ظل قيادة الامام علي عليه السلام لا تشكو جوعا ولا فقرا، لسبب بسيط جدا، أن القائد الاعلى (الامام علي) يعي ما هو الفقر، وماهي تأثيراته على الناس وما مدى قسوته ، لدرجة أن الامام عليه السلام عايش الفقر بنفسه.
يقول سماحة المرجع الديني، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، في أقوال مضيئة لسماحته: (لمجرّد أن يحتمل الإمام عليّ سلام الله عليه وجود أفراد في المناطق النائية من رقعة حكومته جوعى، لم يكن ينام ليلته ممتلئ البطن، وقد حرّم نفسه حتى من متوسط الطعام واللباس والمسكن ولوازم الحياة العادية).
هكذا كان يتعامل القائد مع شعبهن وهكذا كان حرصه عظيما على الشعب، بل كان تعاطف الامام علي عليه السلام مع شعبه، ينطلق من مبدأ انساني بحت يتجلى بوضوح من خلال الخطوات العملية التي يتخذها القائد بحق شعبه، وهكذا يصل تعاطف الامام مع الافراد والجماعات الى درجة يفضلهم فيها على نفسه وعلى ذويه وحتى المعاونين المقربين منه، فلا امتيازات للعائلة ولا للمقربين ولا للذات ايضا، الشعب دائما هو الذي يكون في مقدمة النيات والاعمال التي يقوم بها القائد وحكومته.
لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا المجال: (إحدى خصال الإمام عليّ سلام الله عليه خاصة في فترة خلافته، تعاطفه مع الناس، ويتجلّى تعاطفه مع أفقر الناس من خلال عمله).
الموقف الانساني من العدو
الاخلاق والمبادئ والالتزام بالحس الانساني ملكة تنطوي عليها ذات الانسان، وترفض المراوغة والخداع والنصب والاحتيال، لتتقدم الاخلاق والمحاسن كل ما عداها من سلوكيات قد يتم تبريرها قادة اليوم، للفوز في الحرب او سواها، أما الامام علي عليه السلام فقد كان قائدا واضحا امام الجميع ومع الجميع، وكان يتعامل وفقا لمبادئ الاسلام التي رفضت المراوغة، وطالبت بالوضوح كقاعدة للتعامل المتبادل.
لذلك لم يبدأ الامام علي عليه السلام اعداءه بقتال، بل لم يقتص حتى من عدوه عندما ينكسر، وكان رحيما مع الجميع حتى مع عدوه إلا اذا كان الامر يتعلق بحماية النفس، واصبح ليس هناك مفرا من القتال لحماية النفس.
يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (كان الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه يدفع من ناهضه وبارزه بالنصح والموعظة ما أمكن, وكان يسعى للحؤول دون وقوع الحرب وإراقة الدماء، سواء عن طريق المواعظ الفردية والجماعية أو غيرها).
وهكذا ليس هناك مبادرة لاشهار السلاح او اعلان الحرب، بل هناك نية قيادية انسانية حقيقية لمعالجة الامر بالتي هي أحسن، إلا اذا كان الامر لا يمكن معالجته إلا باشهار السلاح مقابل عدو لا يتراجع ولا يرعوي ويشهر سلاحه ويتقدم إليك ليقضي عليك، عند ذاك ليس امامك سوى رد السوء ودفع الضرر مجبرا لا مختارا.
لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (ولكن إذا وصل الأمر بالطرف الآخر أن يهجم ويريد القتال قام الإمام سلام الله عليه بدور الدفاع لا أكثر، ولكن ما أن يتراجع الخصم أو ينهزم حتى يتوقّف الإمام عن ملاحقته ولا يسعى للانتقام منه، وهو سلام الله عليه لم يبدأ أحداً بقتال أبداً، وهذا الأمر مشهود في تاريخ الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه).
الحسرة من اجل الحياة
عندما يعرف احدنا أن الموت صار حتميا بالنسبة له، نتيجة مرض او لاي سبب آخر، فإنه لاشك سيصاب بالحسرة على فقدانه للحياة، ولعل الامر والسبب معروف للجميع، فكلنا نتعلق بالحياة بسبب المال والبنون والجاه ومزايا الحياة الاخرى، أما الامام علي عليه السلام فلامر يختلف لديه تماما، يقول سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الجانب:
(لو أبلغ أحدناً بخبر موته وكان متيقناً من صحّة الخبر.. لا شك أن أكثر الأشخاص سيتحسرون على فقدهم الحياة وفراقهم المال والأهل والولد، أما الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه حين أخبره رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك لم يتأسف أو يتحسّر ولم يحزن ولا فكّر إلاّ في أمر واحد وهو سلامة دينه!).
ولعل النزعة الانسانية المتسامية للامام عليه تجعل الحياة والموت سيان بالنسبة إليه، ولعل الرأفة بالناس والرعية كانت احدى اهم خصاله عليه السلام، لدرجة أن رحمة الامام تطال حتى عدوه وقاتله ابن ملجم.
يقول سماحة المرجع الشيرازي بهذا الخصوص: (من شفقة الإمام أمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه على الخلق أنه أوصى سلام الله عليه وهو على فراش الشهادة بإعطاء مقدار من الحليب الذي كان يتناوله كدواء إلى قاتله ابن ملجم، وأن لا يبخس حقّه في المأكل والمشرب والمكان والملبس المناسب، بل كان يطالبهم أن يعفوا عن ابن ملجم حيث قال لهم: إن أعف فالعفو لي قربة وهو لكم حسنة فاعفوا، ألا تحبّون أن يغفر الله لكم).
هذه هي بعض خصال الامام علي عليه السلام، أليس على قادة المسلمين اليوم وحكامهم، أن يقتدوا بهذا النموذج القيادي الانساني العظيم، الذي لم تستطع أن تأخذ من حكمته السلطة وسحرها ولو قيد أنملة؟.
تعليق