انا جعفري

[احمد الخياط]

كنت بصحبة صديق لي وهو من اتباع مدرسة الصحابه ,
مررنا على اصدقاء له فسلمنا عليهم وجلسنا بينهم ,
دار حديث حول بعض الامور الدينيه , تبادلوا بينهم بعض آراء العلماء وأئمة المذاهب الاربعه وكان بينهم نوع من التباري في أي منهم لديه معلومات دينيه اكثر من الآخرين , وكانوا كلهم - وهم ثلاث – على اطلاع واسع وعلم بما كانوا فيه يتناقشون.
سألتهم : هل تعرفون جعفر ابن محمد الصادق ؟؟
اجابني احدهم على الفور – قد يكون اكثرهم اطلاعا على الامور الدينيه – نعم وبدى يعطيني معلومات عنه ويثني على علمه واجتهاده وانه استاذ الفقهاء أئمة المذاهب الاربعه ,
سألته : هل كان له آراء فيما طرحتموه من امور دينيه , وانتم قد ذكرتم آراء الأئمة الاربعة وبعض تلامذتهم واصحابهم .
رأيت في وجهه انزعاجا : قال : لاأدري
قلت: هل انت لاتدري بسبب عدم نقل التاريخ لآرائه أم لعدم الاطلاع عليها ؟ .
بدى على وجهه انزعاجا اكثر مما كان عليه وقال : لو ذكرنا آرائه وعملنا بها فسنكون وكأننا روافض .
سألته مستغربا : وهل الروافض يعملون برأيه ؟!
قال : نعم
هممت بالرحيل فستأذنت منهم , سألني صاحبي : على أي مذهب أنت ؟ ,
أجبته وقدماي تأخذاني بعيدا عنهم
أنا جعفري

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
الأخ الفاضل احمد الخياط السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما أشكرك على هذا الموضوع المحاورة القيمة .
في الواقع ان كبار أئمة المذاهب الإسلامية قد اعترفوا بأفضلية الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم بل اخذو علوهم منه ؟ ولكن عجباً لمن يترك من كان على الحق والهدى والصواب ويذهب مع غيره والله يقول:
{أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }
كما ان نفس أبو حنيفة النعمان يقول :في
تذكرة الحفاظ ج1ص166 (ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد) .
وكذلك ينقل محمد بن زياد الأسدي عن مالك بن أنس يقول: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد عليه السلام وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائماً وإما قائماً وإما ذاكراً، وكان من عظماء العُبّاد وأكابر الزُهّاد الذين يخشَون الله عز وجل وكان كثير الحديث طيِّب المجالسة كثير الفوائد فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، اخضر مرة وأصفر أخرى، حتى ينكره من لا يعرفه (الخصال ج1 ص77)، وقال ما رأت عين ولا سمعت اذن ولا خطر على قلب بشر افضل من جعفر بن محمد الصادق فضلاً وعلماً وعبادة وورعاً) (المناقب ج4ص248).