بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قال تعالى في كتابه العزيز ((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ))الأنعام: 151
وقال تعالى ((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ))الإسراء: 31
للناظر في بداية الأمر قد لا يجد فرقاً في المعنى بين الآيتين!
ولكن لو تأملنا الآيتين جيداً نجد الرزق في الآية الأولى تتوجه أولاً الى الآباء ومن ثمّ الى الأولاد بقوله تعالى ((نرزقكم وإياهم))، أما في الثانية نجد العكس فانّ الرزق يكون أولاً للأولاد ومن ثمّ الى الآباء بقوله تعالى ((نرزقهم وإياكم))، فهل جاء هذا الاختلاف من غير معنى يراد منه، أم انّ هناك وراءه شئ يجب أن نتأمل فيه؟
لنأتي الى كلمة املاق ونرى ماذا تعني..
بعد البحث في كتب اللغة وجدناها تعني الفقر والفاقة..
لنرجع الآن الى الآية الأولى وتحديداً الى صدر الآية فنرى قد عبّر سبحانه وتعالى بـ ((من إملاق)) ويكون معناها انّ الفقر موجود فعلاً لدى هؤلاء الآباء وانّ وجود أولاد جدد يعني مزيد من المشاكل وبالتالي يظن بأنّ الموت سيكون محتماً عليهم جميعاً، فجاء النهي لهؤلاء بأنّ الرازق لكم ولهم هو الله سبحانه وتعالى وليس أنتم، فقدم الآباء على الأولاد باعتبارهم أصلاً متلبسين بالفقر..
والآن لنرى صدر الآية الثانية فنرى قد عبّر سبحانه وتعالى بـ ((خشية إملاق)) وهذا يعني انّ الفقر غير موجود حالياً ولكن يخشون حصوله في المستقبل لوجود المزيد من الأولاد والكثرة في العائلة مما يتسبب بالفقر مستقبلاً، فجاء النهي لهؤلاء بانّ الرازق لهم ولكم هو الله تعالى وليس أنتم إذا ما خفتم الفقر مستقبلاً، فناسب الخطاب أن يكون الرزق للأولاد أولاً ومن ثمّ للآباء..
فهل لاحظتم الفرق في المعنى بين الآيتين...
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قال تعالى في كتابه العزيز ((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ))الأنعام: 151
وقال تعالى ((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ))الإسراء: 31
للناظر في بداية الأمر قد لا يجد فرقاً في المعنى بين الآيتين!
ولكن لو تأملنا الآيتين جيداً نجد الرزق في الآية الأولى تتوجه أولاً الى الآباء ومن ثمّ الى الأولاد بقوله تعالى ((نرزقكم وإياهم))، أما في الثانية نجد العكس فانّ الرزق يكون أولاً للأولاد ومن ثمّ الى الآباء بقوله تعالى ((نرزقهم وإياكم))، فهل جاء هذا الاختلاف من غير معنى يراد منه، أم انّ هناك وراءه شئ يجب أن نتأمل فيه؟
لنأتي الى كلمة املاق ونرى ماذا تعني..
بعد البحث في كتب اللغة وجدناها تعني الفقر والفاقة..
لنرجع الآن الى الآية الأولى وتحديداً الى صدر الآية فنرى قد عبّر سبحانه وتعالى بـ ((من إملاق)) ويكون معناها انّ الفقر موجود فعلاً لدى هؤلاء الآباء وانّ وجود أولاد جدد يعني مزيد من المشاكل وبالتالي يظن بأنّ الموت سيكون محتماً عليهم جميعاً، فجاء النهي لهؤلاء بأنّ الرازق لكم ولهم هو الله سبحانه وتعالى وليس أنتم، فقدم الآباء على الأولاد باعتبارهم أصلاً متلبسين بالفقر..
والآن لنرى صدر الآية الثانية فنرى قد عبّر سبحانه وتعالى بـ ((خشية إملاق)) وهذا يعني انّ الفقر غير موجود حالياً ولكن يخشون حصوله في المستقبل لوجود المزيد من الأولاد والكثرة في العائلة مما يتسبب بالفقر مستقبلاً، فجاء النهي لهؤلاء بانّ الرازق لهم ولكم هو الله تعالى وليس أنتم إذا ما خفتم الفقر مستقبلاً، فناسب الخطاب أن يكون الرزق للأولاد أولاً ومن ثمّ للآباء..
فهل لاحظتم الفرق في المعنى بين الآيتين...
تعليق