بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخوتي الافاضل
بودي ان ابين معنى الإرتقاب والتربص من خلال القران الكريم والروايات الوارده عن ائمة أهل البيت عليهم السلام
فالارتقاب هو كما وصفه الله تبارك وتعالى على لسان نبي الله شعيب: (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وفي اللغة (الرقيب الحافظ وذلك إما لمراعاته رقبةَ المحفوظ وإما لرفعه رقبته قال تعالى: (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقد وردت أحاديث استعملت فيها هذه الكلمة بمعنى الانتظار منها: ما ورد في نهج البلاغة عن عليٍّ عليه السلام قال: ( و من ارتقب الموت سارع في الخيرات ) منها: في كتابه عليه السلام لمحمَّد بن أبي بكر ( إرتَقبْ وقت الصلاة فصلِّها لوقتها و لا تعجلْ بها قبلَه لفراغٍ و لا تُؤخِّرها عنه لشغل..) وقد وردت أحاديث في جري الآية المباركة على مقولة الإنتظار (ففي تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع ليه السلام قال: سألته عن انتظار الفرج من الفرج؟ قال: ان الله تبارك و تعالى يقول: وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ.) كما أنّ في كتاب كمال الدين و تمام النعمة باسناده الى احمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أما سمعت قول الله عز و جل يقول: «وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ» و قوله عز و جل: «فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ» فعليكم بالصبر فانه انما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم.) وفي زيارة الجامعة الكبيرة نخاطب أئمتنا عليهم السلام (مُؤْمِنٌ بِإِيَابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ )من خلال المعنى اللغوي للإرتقاب و الأحاديث الواردة في هذا المجال نستنتج : أن الإنتظار كما يفهم من نفس الكلمة حيث أنها مشتقّة من النظر ، إنّما هو رؤية مقدّسة ينبغي أن يمتلكها المؤمن ، دون الارتقاب فهو عمل خارجي وحركة ميدانية لابدّ وأن تتحقّق في المجتمع ، فوزان الارتقاب بالنسبة إلى الإنتظار وزان العمل (كالصلاة) بالنسبة إلى النيّة ، فلا صلاة بلا نيّة ولا معنى للنية من غير الصلاة ، كذلك لا ارتقاب من دون انتظار ولا معنى للإنتظار من دون الارتقاب ، فلو كان الارتقاب بمعنى رفعة الرقبة كما ورد في المعنى اللغوي للكلمة ، فيعني ذلك المرتقب يكون دائماً رافع الرقبة وهو كناية عن الإستعداد الكامل والتهيئة المستمرّة حيث أن الإنسان الرافع رقبته مستعدّ للعمل غير متخاذل بخلاف الإنسان المطرق رأسه إلى الأسفل، و يدلّ على الفرق الذين ذكرناه ما ورد في الزيارة الجامعة (منتظر لأمركم) فالإنتظار له ارتباط بأمر الأئمة عليهم السلام (مرتقب لدولتكم) والإرتقاب له علاقة بدولتهم الكريمة.
ولو سألت عن المدّة التي ينبغي أن يرتقب المؤمن فيها دولة الحق لقلت : أن قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) يبيّن مدى ذلك فالحقب يعني الدهر و الزمان و تنكيره يدل على وصف محذوف و التقدير حقباً طويلا. قال في مجمع البيان: أي لا أزال ، و الحقب الدهر و الزمان و جمعه أحقاب قال الزجاج: و الحقب ثمانون سنة .وفي المفردات : الصحيح أن الحقبة مدة من الزمان مبهمة .
التربّص :
التربّص كما ورد في قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَى) وفي الحديث (...عن أبي الحسن موسى بن جعف ر عليه السلام قال سألت أبي عن قول الله عز و جل فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى قال: الصراط السوي هو القائم ، و المهدي من اهتدى إلى طاعته و مثلها في كتاب الله عز و جل وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى قال إلى ولايتنا) وفي تفسير قوله تعالى (... فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) ورد الحديث عن الامام الباقر عليه السلام (..التَّرَبُّصُ انْتِظَارُ وُقُوعِ الْبَلاءِ بِأَعْدَائِهِمْ ).
السلام عليكم اخوتي الافاضل
بودي ان ابين معنى الإرتقاب والتربص من خلال القران الكريم والروايات الوارده عن ائمة أهل البيت عليهم السلام
فالارتقاب هو كما وصفه الله تبارك وتعالى على لسان نبي الله شعيب: (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وفي اللغة (الرقيب الحافظ وذلك إما لمراعاته رقبةَ المحفوظ وإما لرفعه رقبته قال تعالى: (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقد وردت أحاديث استعملت فيها هذه الكلمة بمعنى الانتظار منها: ما ورد في نهج البلاغة عن عليٍّ عليه السلام قال: ( و من ارتقب الموت سارع في الخيرات ) منها: في كتابه عليه السلام لمحمَّد بن أبي بكر ( إرتَقبْ وقت الصلاة فصلِّها لوقتها و لا تعجلْ بها قبلَه لفراغٍ و لا تُؤخِّرها عنه لشغل..) وقد وردت أحاديث في جري الآية المباركة على مقولة الإنتظار (ففي تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع ليه السلام قال: سألته عن انتظار الفرج من الفرج؟ قال: ان الله تبارك و تعالى يقول: وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ.) كما أنّ في كتاب كمال الدين و تمام النعمة باسناده الى احمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أما سمعت قول الله عز و جل يقول: «وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ» و قوله عز و جل: «فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ» فعليكم بالصبر فانه انما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم.) وفي زيارة الجامعة الكبيرة نخاطب أئمتنا عليهم السلام (مُؤْمِنٌ بِإِيَابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ )من خلال المعنى اللغوي للإرتقاب و الأحاديث الواردة في هذا المجال نستنتج : أن الإنتظار كما يفهم من نفس الكلمة حيث أنها مشتقّة من النظر ، إنّما هو رؤية مقدّسة ينبغي أن يمتلكها المؤمن ، دون الارتقاب فهو عمل خارجي وحركة ميدانية لابدّ وأن تتحقّق في المجتمع ، فوزان الارتقاب بالنسبة إلى الإنتظار وزان العمل (كالصلاة) بالنسبة إلى النيّة ، فلا صلاة بلا نيّة ولا معنى للنية من غير الصلاة ، كذلك لا ارتقاب من دون انتظار ولا معنى للإنتظار من دون الارتقاب ، فلو كان الارتقاب بمعنى رفعة الرقبة كما ورد في المعنى اللغوي للكلمة ، فيعني ذلك المرتقب يكون دائماً رافع الرقبة وهو كناية عن الإستعداد الكامل والتهيئة المستمرّة حيث أن الإنسان الرافع رقبته مستعدّ للعمل غير متخاذل بخلاف الإنسان المطرق رأسه إلى الأسفل، و يدلّ على الفرق الذين ذكرناه ما ورد في الزيارة الجامعة (منتظر لأمركم) فالإنتظار له ارتباط بأمر الأئمة عليهم السلام (مرتقب لدولتكم) والإرتقاب له علاقة بدولتهم الكريمة.
ولو سألت عن المدّة التي ينبغي أن يرتقب المؤمن فيها دولة الحق لقلت : أن قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) يبيّن مدى ذلك فالحقب يعني الدهر و الزمان و تنكيره يدل على وصف محذوف و التقدير حقباً طويلا. قال في مجمع البيان: أي لا أزال ، و الحقب الدهر و الزمان و جمعه أحقاب قال الزجاج: و الحقب ثمانون سنة .وفي المفردات : الصحيح أن الحقبة مدة من الزمان مبهمة .
التربّص :
التربّص كما ورد في قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَى) وفي الحديث (...عن أبي الحسن موسى بن جعف ر عليه السلام قال سألت أبي عن قول الله عز و جل فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى قال: الصراط السوي هو القائم ، و المهدي من اهتدى إلى طاعته و مثلها في كتاب الله عز و جل وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى قال إلى ولايتنا) وفي تفسير قوله تعالى (... فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) ورد الحديث عن الامام الباقر عليه السلام (..التَّرَبُّصُ انْتِظَارُ وُقُوعِ الْبَلاءِ بِأَعْدَائِهِمْ ).
تعليق