روايات ضعيفة دُسَّت في كتب السنة
هناك بعض الروايات الضعيفة الَّتي ذكرتها كتب السنن في الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه)، ويبدو أنَّ هذه الروايات قد دسَّها بعض المغرضين لتحقيق أهدف ومطامع معينة، ومن هذه الروايات ما رواه أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (المتوفَّى سنة 235هـ)، فقال:Sحدثنا الوليد بن عتبة عن زائدة عن ليث عن مجاهد قال :المهدي عيسى بن مريمR( 1 ).
وقد ردَّ هذا الحديث بعض علماء السنة ، ومنهم ابن حجر الهيتمي ، فقد قال: Sثم تأويل حديث لا مهدي إلا عيسى إنما هو على تقدير ثبوته وإلا فقد قال الحاكم أوردته تعجبا لا محتجا به ،
وقال البيهقي: تفرد به محمد بن خالد. وقد قال الحاكم: إنه مجهول، واختلف عنه في إسناده، وصرح النسائي بأنه منكر، وجزم غيره مِن الحفاظ بان الأحاديث الَّتي قبله أي: الناصَّة على أنَّ المهدي مِن ولد فاطمة أصحّ إسنادًاR( 1 ).
وقال الشيخ يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي في كتابه عقد الدرر في أخبار المنتظر: Sمنهم مَن يزعم أن لا مهدي إلا عيسى ابن مريم الطاهرة الزكية، فقلت له: ... مَن زعم أن لا مهدي إلا عيسى ابن مريم، وأصر على صحة هذا الحديث وصمم، فربما أوقعه في ذلك الحمية و الإلتباس، وكثرة تداول هذا الحديث على السنة الناس.
وكيف يرتقي إلى درجة الصحيح وهو حديث منكر، أم كيف يحتج بمثله من أمعن النظر في إسناده وأفكر.فقد صرح بكونه منكراً أبو عبد الرحمن النسائي، وإنه لجدير بذلك إذ مداره على محمد بن خالد الجندي.وفي كتاب العلل المتناهية للإمام أبي الفرج بن الجوزي، ما نقله في توهين هذا الحديث مِن كلام الحافظ أبي بكر البيهقي، قال: فرجع الحديث إلى الجندي وهو مجهول، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك غير مقبول، عن الحسن عن النبي (ص) وهو منقطع غير موصول.وحكى البيهقي عن شيخه الحاكم النيسابوري، وناهيك به معرفة بعلم الحديث وعلى أحوال رواته مطلع، أنه قال: الجندي مجهول وابن أبي عياش متروك وهذا الحدث بهذا الإسناد منقطع.وقد نقل علماء الحديث في حق الإمام المهدي من الأحاديث ما لا يحصى كثرة، وكلّها معرِّضة بذكره ومصرِّحة، وفي ذلك أدلّ دليلي على ترجيحها على هذا الحديث المنكر عند من كان له بهذا الفن خبرة وبعضها لبعض مصححة.وقد ذكر الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين من ذلك ما فيه غنية، ونبه على ترجيح رواته الجم الغفير مَن كان له في ذلك بغية.ولما انتهى في كتابه إليَّ ذكر هذه الرواية، بين حالها لمن له فهم ودراية، فقال قد ذكرت ما انتهى إليَّ من علم هذا الحديث تعجباً لا محتجاً به، وهذا غاية التوهين....فقد اتضح لمن أنصف مِن جملة هذا الكلام، أن المهدي مِن ولد الزهراء فاطمة لا ابن مريم عليه السلام.على إنَّا نقول: ولئن سلمنا صحة هذا الحديث فإنه يحمل على تأويل، إذ لا نجد لإلغاء ما يعارضه من الأحاديث الصحيحة سبيل، ولعل تأويله كتأويل: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد إذ ألفاظ الحديثين يقرب بعضها من بعض ولا يبعد، وفي الحديث مِن هذا النوع كثير، وليس ذلك بمحمول على نفي المنفي بل على الترجيح والتوفير، أو لعل له تأويلاً غير ذلك، فوجوه العلم متسعة المسلك.قال الشيخ الإمام الحافظ العلامة شهاب الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي، رضي الله عنه: ولقوله(صلى الله عليه وآله) : " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " وجه آخر مِن التأويل، وهو أن يكون على حذف مضاف، أي إلا مهدي عيسى. أي الذي يجيء في زمن عيسى عليه السلام، فهو احتراز ممن يسمى بالمهدي قبل ذلك مِن المملوك وغيرهم، أو يكون التقدير: إلا زمن عيسى. أي: الذي يجيء في ذلك الزمن، لا في غيره. والله أعلمR( 1 ).
( 1 )الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة : 7 / 513 [ح. 37635 / ما ذكر في فتنة الدجَّال]
( 1 )الصواعق المحرقة لابن حجر : 252،[الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي - الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم – الآية الثانية عشرة ]
( 1 )عقد الدرر في أخبار المنتظر للشيخ يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي : ج 1 ، ص1.
هناك بعض الروايات الضعيفة الَّتي ذكرتها كتب السنن في الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه)، ويبدو أنَّ هذه الروايات قد دسَّها بعض المغرضين لتحقيق أهدف ومطامع معينة، ومن هذه الروايات ما رواه أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (المتوفَّى سنة 235هـ)، فقال:Sحدثنا الوليد بن عتبة عن زائدة عن ليث عن مجاهد قال :المهدي عيسى بن مريمR( 1 ).
وقد ردَّ هذا الحديث بعض علماء السنة ، ومنهم ابن حجر الهيتمي ، فقد قال: Sثم تأويل حديث لا مهدي إلا عيسى إنما هو على تقدير ثبوته وإلا فقد قال الحاكم أوردته تعجبا لا محتجا به ،
وقال البيهقي: تفرد به محمد بن خالد. وقد قال الحاكم: إنه مجهول، واختلف عنه في إسناده، وصرح النسائي بأنه منكر، وجزم غيره مِن الحفاظ بان الأحاديث الَّتي قبله أي: الناصَّة على أنَّ المهدي مِن ولد فاطمة أصحّ إسنادًاR( 1 ).
وقال الشيخ يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي في كتابه عقد الدرر في أخبار المنتظر: Sمنهم مَن يزعم أن لا مهدي إلا عيسى ابن مريم الطاهرة الزكية، فقلت له: ... مَن زعم أن لا مهدي إلا عيسى ابن مريم، وأصر على صحة هذا الحديث وصمم، فربما أوقعه في ذلك الحمية و الإلتباس، وكثرة تداول هذا الحديث على السنة الناس.
وكيف يرتقي إلى درجة الصحيح وهو حديث منكر، أم كيف يحتج بمثله من أمعن النظر في إسناده وأفكر.فقد صرح بكونه منكراً أبو عبد الرحمن النسائي، وإنه لجدير بذلك إذ مداره على محمد بن خالد الجندي.وفي كتاب العلل المتناهية للإمام أبي الفرج بن الجوزي، ما نقله في توهين هذا الحديث مِن كلام الحافظ أبي بكر البيهقي، قال: فرجع الحديث إلى الجندي وهو مجهول، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك غير مقبول، عن الحسن عن النبي (ص) وهو منقطع غير موصول.وحكى البيهقي عن شيخه الحاكم النيسابوري، وناهيك به معرفة بعلم الحديث وعلى أحوال رواته مطلع، أنه قال: الجندي مجهول وابن أبي عياش متروك وهذا الحدث بهذا الإسناد منقطع.وقد نقل علماء الحديث في حق الإمام المهدي من الأحاديث ما لا يحصى كثرة، وكلّها معرِّضة بذكره ومصرِّحة، وفي ذلك أدلّ دليلي على ترجيحها على هذا الحديث المنكر عند من كان له بهذا الفن خبرة وبعضها لبعض مصححة.وقد ذكر الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين من ذلك ما فيه غنية، ونبه على ترجيح رواته الجم الغفير مَن كان له في ذلك بغية.ولما انتهى في كتابه إليَّ ذكر هذه الرواية، بين حالها لمن له فهم ودراية، فقال قد ذكرت ما انتهى إليَّ من علم هذا الحديث تعجباً لا محتجاً به، وهذا غاية التوهين....فقد اتضح لمن أنصف مِن جملة هذا الكلام، أن المهدي مِن ولد الزهراء فاطمة لا ابن مريم عليه السلام.على إنَّا نقول: ولئن سلمنا صحة هذا الحديث فإنه يحمل على تأويل، إذ لا نجد لإلغاء ما يعارضه من الأحاديث الصحيحة سبيل، ولعل تأويله كتأويل: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد إذ ألفاظ الحديثين يقرب بعضها من بعض ولا يبعد، وفي الحديث مِن هذا النوع كثير، وليس ذلك بمحمول على نفي المنفي بل على الترجيح والتوفير، أو لعل له تأويلاً غير ذلك، فوجوه العلم متسعة المسلك.قال الشيخ الإمام الحافظ العلامة شهاب الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي، رضي الله عنه: ولقوله(صلى الله عليه وآله) : " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " وجه آخر مِن التأويل، وهو أن يكون على حذف مضاف، أي إلا مهدي عيسى. أي الذي يجيء في زمن عيسى عليه السلام، فهو احتراز ممن يسمى بالمهدي قبل ذلك مِن المملوك وغيرهم، أو يكون التقدير: إلا زمن عيسى. أي: الذي يجيء في ذلك الزمن، لا في غيره. والله أعلمR( 1 ).
( 1 )الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة : 7 / 513 [ح. 37635 / ما ذكر في فتنة الدجَّال]
( 1 )الصواعق المحرقة لابن حجر : 252،[الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي - الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم – الآية الثانية عشرة ]
( 1 )عقد الدرر في أخبار المنتظر للشيخ يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي : ج 1 ، ص1.
تعليق