الشيخ عبدالكريم بن مبارك آل زرع
تبسم صاحبي فرحاً وقالا *** أتيت لأسمع الشعر الزلالا
أتيت تخبُّ بي قدماي شوقاً *** إليك وخافقي يهوى الجمالا
وكل جوارحي لسماع مدح ال *** إمام المرتضى جاءت عجالا
فاسمعني بحبك في علي ***بديعاً يسكب السحر الحلالا
فقلت ومهجتي حسرى لأني *** عديم حينما أصف الجلالا
أأمدح من به فكري تغذى *** وأدركت الحقيقة والخيالا
أأمدح من به قلمي تروَّى *** ففاض مداده صوراً وسالا
أأمدح سيداً عجزت عقول ال *** عباقر أن تحدَّ له مجالا
أأمدح من أرى في كل شي ء*** له أيدٍ تشع به نوالا
أأمدحه وما أدركت كنهاً *** وذاتاً من سناه ولا خصالا
فما أدري أأجترُّ القوافي *** ويأبى الشعر في قلمي اتكالا
وما اسطاع القريض له امتداحاً *** ولا غطى فضائله ونالا
ولو يا صاحبي أقحمت شعري *** مع الشعراء نمدح ما تلالا
لعدنا لم نقل شيئاً لأنا *** على نقصٍ فهل نصف الكمالا؟
على رغم العصور ورغم فنٍّ *** يحيل الرمل أفئدةً حبالى
وإبداع تنمنمه الليالي *** فينمو يضرب الشهب اختيالا
ورحب من خضم الفكر حي *** غزا السدم اطلاعا واحتلالا
برغمهم فإن أباترابٍ *** بدا سراً خفياً لن ينالا
اذا طالوا رأوا فيه شموخاً *** حوى كل المعالي لن يطالا
فهم يا صاحبي خجلى صغار *** حيال سنا تسامى واستطالا
وكل الناس من شرقٍ وغربٍ *** وإن صدوا أو اختاروا الضلالا
عليّ رغم أنفهم أمامٌ *** ومولى رامه الباري تعالى
يدين له الورى حقاً فمن ذا *** عدى الكرّار قد خلق النضالا؟
عليٌ ثورةٌ ومنارُ وحيٍ *** أضاءت في دجى الجهل الذبالا
عليٌ صارم الإسلام أردى *** سيوف الكفر مذ كانوا صقالا
وأرغم رغم كل الناس طراً *** لأهل الشرك آنافاً طوالا
عليٌ للعلى أسدى خلوداً *** وللحسَّاد قد كتب الزوالا
عليٌ جامع الأضداد لكن *** ترى فيها كمالاً واعتدالا
فمن يبكي بمحراب دموعاً*** عصيٌ أن ترى منها انهمالا
يعفر خده ذلاً وشكراً *** واجلالاً وحباً وابتهالا
يذوب بحب خالقه اشتياقاً *** يشفُّ لعالم القدس انتقالا
ويقطع فكره عن كل دنياً *** إذا مارام للباري اتصالا
ومن يرتاد أبيات اليتامى *** بجوف الليل لا يشكو كلالا
فيفتح قلبه الحاني إليهم *** يراهم في ولايته عيالا
ويطعمهم ويكسوهم ولكن *** ليبقى طاوياً لم يبق مالا
عليٌ كان للضعفاء سوراً *** وللأيتام قاطبة ثمالا
هو الطود العظيم بساح حربٍ *** تكاد تقول قد ملك القتالا
هو الأسد الهزبر إذا تمشى *** أمام الجيش يحتكر النزالا
يثير الرعب في صفي كماةٍ *** بسطوته يميناً أو شمالا
عليٌ سيد العلماء طراً *** وسيد منبر يسل السؤالا
وشمس العلم والعلما بدور *** فمن ذا قاس بالشمس الهلالا
وجاءت آية التبليغ تدعو *** فلا رأياً هناك ولا جدالا
وقام المصطفى الهادي خطيباً *** وكل الكتب دوَّنتِ المقالا
ونصَّبه على الإسلام مولىً *** ليحمل بعده النوب الثقالا
يحلق حيدرٌ في أفق فكري *** وأذكر قبة سمت اختيالا
وقدساً تعرج الألباب فيه *** وتسعى حول بهجته نهالا
سلاماً للغري وساكنيه *** ولثماً منه ترباً أو رمالا
سلاماً من شجٍ صبٍّ حزينٍ *** تفرَّى قلبه ولهاً وزالا
لقدسِ نال منه البغي نيلاً *** ألا قد خاب منه من استنالا
عليٌ في قداسته عليٌ *** وقد صعبت على أحدٍ منالا
فإن غطى العوالم منه صيتٌ *** بمعجزة جنوباً أو شمالا
فذاك لأنه وترٌ عظيمٌ *** ولم يلد الزمان له مثالا
تعليق